وفي صحيح البخاري
من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ:
(كَانَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم
يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ ،
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ) ([1]) .
(1) البخاري في كتاب الدعوات ، باب الدعاء ثم الكرب 5/2336 (5985) .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
45- العَلِيمُ
الأدلة من القرآن
ورد اسم الله العليم في كتاب الله
معرفا ومنونا مطلقا ومقيدا مرادا به العلمية
ودالا على الوصفية وكمالها
فمن ذلك قوله تعالى:
(فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ) [البقرة:137]
والاسم ورد مقرونا في الكتاب والسنة بأسماء أخرى كثيرة
تحمل في اقترانها معان كبيرة
سيأتي بيانها إن شاء الله فيمابعد
عن تناول الأجزاء الخاصة بدلالة الأسماء على الصفات ،
حيث اقترن الاسم بالسميع والحكيم والعزيز والحليم
والخلاق والقدير والفتاح والخبير
الأدلة من السنة وفي السنة ورد عند أبي داود وصححه الألباني
من حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِي رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
(أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ )([1])
وتجدر الإشارة هنا إلى أن ما انطبقت عليه شروط الإحصاء
من الأسماء التي تدل على صفة العلم اسم الله العليم فقط ،
ولم تنطبق على العالم والعلام والأعلم لأنها جميعا
لم ترد في القرآن والسنة إلا مضافة مقيدة ،
وهي في حقيقتها أوصاف تدخل تحت دلالة اسم الله العليم .
(1) أبو داود في كتاب الصلاة ، باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك 1/206 (775) ، وانظر صحيح أبي داود 1/148 (701) .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة 46- التَّوابُ الأدلة من القرآن ورد اسم الله التواب في القرآن
في ستة مواضع معرفا بالألف واللام
مطلقا مسندا إليه المعنى محمولا عليه مرادا به العلمية
ودالا على الوصفية وكمالها كما في قوله تعالى:
(فَتَلَقَّي آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم ُ) [البقرة/37] . وورد في خمسة مواضع منونا كما في قوله تعالى:
(وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيم ) [النور10] الأدلة من السنة وعند الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني
من حديث عبد الله بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أنه قَالَ:
(كَانَ يُعَدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةُ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَقُومَ:
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ) ([1]) .
(1) الترمذي في كتاب الدعوات ، باب ما يقول إذا قام من المجلس5/494 (3434) ، وانظر صحيح ابن ماجة 2/321 (3075) .
ورد عند البخاري ومسلم
من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه مرفوعا:
(.. فَأَقُولُ كَمَا قَالَ العَبْدُ الصَّالِحُ:
(وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ
فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ
وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شيء شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ
وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيم)
قَالَ: فَيُقَالُ لِي إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ) ([1]) .
(1) البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء ، باب وكنت عليهم كلاهما ما دمت فيهم 4/1691 (4349) ومسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها ، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة 4/2194 (2860) .
وغالبا ما يقترن اسم الله الغني باسمه الحميد ، كقوله تعالى:
(لهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنَّ اللهَ لهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)[الحج:64]
واقترن اسم الله الغني بالحليم والكريم .
الأدلة من السنة
وفي سنن أبي داود وحسنه الألباني
والحاكم في المستدرك وقال:
صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ،
من حديث عروة عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها مرفوعا:
(اللهُمَّ أَنْتَ اللهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ ، أَنْتَ الْغَنِىُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ
أَنْزِلْ عَليْنَا الْغَيْثَ وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لنَا قُوَّةً وَبَلاَغًا إِلى حِينٍ) ([1]) .
(1) أبو داود في كتاب الاستسقاء باب رفع اليدين في الاستسقاء1/304 (1173) ، والحاكم في المستدرك كتاب الاستسقاء 1/476 (1225) ، صحيح أبي داود 1/217 .
وعند الترمذي وصححه الألباني
من حديث عَلِىٍّ رضي الله عنه أنه قَالَ:
قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(أَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ إِذَا قُلتَهُنَّ غَفَرَ اللهُ لَكَ وَإِنْ كُنْتَ مَغْفُورًا لَكَ ،
قَالَ: قُل لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ العَلِىُّ العَظِيمُ ،
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ ،
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ سُبْحَانَ اللهِ رَبِّ العَرْشِ العَظِيمِ) ([1])
وعند أبي داود وصححه الألباني
من حديث سَلمَانَ رضي الله عنه
أن رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال:
(إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌ كَرِيمٌ
يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا) ([2]) ،
وعند الترمذي وقال حَسَنٌ صَحِيحٌ
من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها
في الدعاء الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ليلة القدر:
(اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى) ([3]).
(1) الترمذي في كتاب الدعوات 5/529 (3504) وانظر صحيح الجامع (2621) .
(2) أبو داود في كتاب الوتر ، باب الدعاء2/78 (1488) ، صحيح أبي داود 1/278 (1320) .
(3) الترمذي في كتاب الدعوات 5/534 (3513) ، وانظر صحيح الجامع (4423) .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
50- الأَحَدُ
اسم الله الأحد ثبت في القرآن والسنة
على سبيل الإطلاق ، وقد ورد مرادا به العلمية
ودالا على كمال الوصفية
الأدلة من القرآن
في قول الله تعالى:
(قُل هُوَ اللهُ أَحَد اللهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ
وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَد) [الإخلاص:1/4] فالاسم ورد في السورة مطلقا منونا ،
وقد أسند إليه تفسير معناه بما ورد بعده ،
الأدلة من السنة
كما ورد معرفا بالألف واللام عند البخاري
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
(قال الله تعالى كذَّبني ابنُ آدمَ ولم يكُن له ذلك ،
وشَتَمني ولم يكن له ذلك فأَما تكذيُبهُ إيايَ
فقوله: لن يعيدني كما بدأنِي وليس أوَّلُ الخلقِ بأَهونَ عليَّ من إعادته ،
وأما شتمُهُ إيايَ فقولُه: اتَّخَذَ اللَّهُ ولداً وأَنا الأَحدُ الصمدُ ،
لم أَلِدْ ولم أُولَد ولم يكُن لي كُفواً أحد) ([1]) .
وورد عند ابن ماجة أيضا وصححه الألباني
من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه قَالَ:
(سَمِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يَقُولُ:
اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ الأَحَدُ الصَّمَدُ
الذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: لَقَدْ سَأَلَ اللهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ
الذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ) ([2]) .
(1) البخاري في باب تفسير قوله قل هو الله أحد 4/1903 (4690) .
(2) ابن ماجه في الدعاء ، باب اسم الله الأعظم 2/1267 (3857) ، صحيح ابن ماجة 2/329 (3111) .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
51- الصَُّمَدُ
الأدلة من القرآن
اسم الله الصمد ورد مع اسمه الأحد
في سورة الإخلاص فقط:
(قُل هُوَ اللهُ أَحَد اللهُ الصَّمَدُ)
الأدلة من السنة
وقد ورد في السنة في عدة مواضع منها
حديث أبي هريرة رضي الله عنه
عند البخاري كما تقدم عند ذكر إسم الله الأحد
وعنده أيضا من حديث أبي سعيد الخدريِّ رضي الله عنه قال:
(قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابِهِ:
أَيعجِزُ أحدُكم أن يقرَأَ ثلثَ القرآن في ليلة؟
فشقَّ ذلك عليهم وقالوا: أَيُّنا يطيقُ ذلك يا رسول الله؟
فقال: اللهُ الواحِدُ الصَّمَدُ ثلث القرآنِ ) ([1])،
وعند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:
(خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: أقرأ عليكم ثلث القرآن فقرأ:
(قل هو الله أحد الله الصمد) حتى ختمها ) ([2])
وروى أبو داود وصححه الألباني
من حديث أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قال:
(كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم
يُوتِرُ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبَّكَ الأَعْلَى ،
وَقُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ، وَالله الْوَاحِدُ الصَّمَدُ) ([3]).
(1) البخاري في كتاب فضائل القرآن ، باب فضل قل هو الله أحد 4/1916 (4727) .
(2) مسلم في صلاة المسافرين وقصرها ، باب فضل قراءة قل هو الله أحد 1/557 (812) .
(3) أبو داود في كتاب الوتر ، باب ما يقرأ في الوتر 2/63 (1423) ، صحيح أبي داود1/267 (1261) .