أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
86- السَّيِّدُ
الأدلة من القرآن
لم يثبت له نص في القرآن
الأدلة من السنة ثبت اسم الله السيد في السنة ،
فقد سماه به النبي صلى الله عليه وسلم
على سبيل الإطلاق مرادا به العلمية
ودالا على الوصفية وكمالها ،
ففي سنن أبي داود وصححه الألباني
من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ رضي الله عنه
قالَ: (انْطَلَقْتُ في وَفْدِ بَنِي عَامِرٍ
إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم
فَقُلنا: أَنْتَ سَيِّدُنا ، فقَالَ: السَّيِّدُ الله ، قُلْنا: وَأَفْضَلُنا فَضْلاً ،
وَأَعْظَمُنَا طَوْلاً ، فَقَالَ: قُولُوا بِقَوْلِكم أَوْ بَعْضِ قَوْلِكمُ
وَلاَ يَسْتَجْرِيَنَّكمْ الشَّيْطَانُ ) ([1]) ،
والمعنى تكلموا بما جئتم من أجله
ودعكم من المبالغة في التعظيم والتسييد التي تفتح باب الشيطان.
وفي المسند من حديث قَتَادَةَ قَالَ:
سَمِعْتُ مُطَرِّفَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ رضي الله عنه
أن رجلا جَاءَ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:
(أنْتَ سَيِّدُ قُرَيْش ، فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: السَّيِّدُ اللَّهُ ،
قَالَ: أَنْتَ أَفْضَلُهَا فِيهَا قَوْلاً وَأَعْظَمُهَا فِيهَا طَوْلاً ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
لِيَقُلْ أَحَدُكُمْ بِقَوْلِهِ وَلاَ يَسْتَجِرُّهُ الشَّيْطَانُ ) ([2]) .
فالحديث يدل دلالة صريحة على إثبات اسم الله السيد ،
وأن الذي سماه بذلك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
وليس بعد قول رسول الله تعقيب صلى الله عليه وسلم ،
لأنه صلى الله عليه وسلم يعني السيادة المطلقة
التي تتضمن كل أوجه الكمال والجمال ،
فالسيد إطلاقا هو رب العزة والجلال ،
ولم ينف صلى الله عليه وسلم
السيادة المقيدة التي تليق بالمخلوق ،
أو السيادة النسبية التي تتضمن المفاضلة والتفوق على الآخرين ([3]) .
(1) أبو داود في كتاب الأدب 4/254 (4806) ، وانظر صحيح أبي داود 3/912(4021) .
(1) أحمد في المسند 4/24 (16349) .
(2) تحفة المودود بأحكام المولود ، 1/126 ، نشر مكتبة دار البيان ، دمشق ، 1391هـ .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
87- الطَّيِّبُ
الأدلة من القرآن
اسم الله الطيب لم يرد في القرآن
الأدلة من السنة
ورد إسم الله الطيب في السنة
مطلقا منونا مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية ،
وقد ورد المعنى محمولا عليه مسندا إليه
كما في صحيح مسلم
من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:
(أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا) ([1]) ،
(1) مسلم في كتاب الزكاة ، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها 2/703 (1015) ، وأحمد في المسند 2/328 (8330).
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
88- الحَكَمُ
الأدلة من القرآن لم يرد له نص في القرآن
الأدلة من السنة
اسم الله الحكم ورد في السنة النبوية
مطلقا معرفا مسندا إليه المعنى محمولا عليه
مرادا به العلمية ودالا على الوصفية وكمالها ،
كما ورد في الحديث الذي رواه أبو داود وصححه الألباني
من حديث شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ هَانِئٍ رضي الله عنه:
(أَنَّهُ لَمَّا وَفَدَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ قَوْمِهِ
سَمِعَهُمْ يَكْنُونَهُ بِأَبِي الْحَكَمِ
فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَكَمُ وَإِلَيْهِ الْحُكْمُ فَلِمَ تُكْنَى أَبَا الْحَكَمِ
فَقَالَ: إِنَّ قَوْمِي إِذَا اخْتَلَفُوا فِي شَيءٍ
أَتَوْنِي فَحَكَمْتُ بَيْنَهُمْ فَرَضِي كِلاَ الْفَرِيقَيْنِ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
مَا أَحْسَنَ هَذَا ، فَمَا لَكَ مِنَ الْوَلَدِ؟
قَالَ لِي شُرَيْحٌ وَمُسْلِمٌ وَعَبْدُ اللَّهِ ،
قَالَ فَمَنْ أَكْبَرُهُمْ ؟ قُلْتُ: شُرَيْحٌ ، قَالَ: فَأَنْتَ أَبُو شُرَيْحٍ) ([1]) ،
فالنص صريح في إثبات الاسم .
(1) أبو داود في كتاب الأدب 4/289 (4955) ، وانظر صحيح أبي داود 3/936 (4145) .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
91- الغَفَّارُ
الأدلة من القرآن
سمى الله نفسه به على سبيل الإطلاق
مرادا به العلمية ودالا على الوصفية
محمولا عليه المعنى مسندا إليه
مقرونا باسم الله العزيز
في ثلاثة مواضع من القرآن ، كما في قوله تعالى:
(رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ) [ص:66] ،
الأدلة من السنة في الجامع الصغير للسيوطي وصححه الألباني
من حديث عائشة رضي الله عنها:
(أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا تضور من الليل ، تقلب وتلوى من شدة الألم ،
قال: لا إله إلا الله الواحد القهار رب السماوات والأرض
وما بينهما العزيز الغفار) ([1]) .
(1) السيوطي في الجامع الصغير1/107 (146) ، وانظر السلسلة الصحيحة 5/98 (2066) ، ومعنى تضور أي تقلب وتلوى من شدة الألم .
وفي هذين الموضعين
ورد مطلقا منونا محمولا عليه المعنى مسندا إليه
مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية ،
وورد مقيدا بالإضافة في قوله تعالى:
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ
ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ وَاللهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَاد ِ) [البقرة207] ،
الأدلة من السنة كما ورد مقيدا بالإضافة عند البخاري
من حديث الْبَرَاءِ بن عازب رضي الله عنه :
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
صَلى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا ،
وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ .. إلى أن قال:
وَكَانَ الذِي مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ
رِجَالٌ قُتِلُوا لَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ ، فَأَنْزَلَ اللهُ
(وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ) ([1]) .
مع ملاحظة أن الدليل على إحصاء الإسم
تم أخذه من النص الذي يدل على إطلاق الإسم وليس تقييده
(1) البخاري في التفسير باب سيقول السفهاء من الناس 4/1631 (4216) .
الأدلة من السنة ولم يرد الاسم في صحيح السنة
إلا بالإشارة إلى الآية التي ورد فيها الفعل،
وذلك فيما ورد عند البخاري
من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه
أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
(إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ تَفَلَّتَ عَلَىَّ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَيَّ الصَّلاَةَ
فَأَمْكَنَنِي اللَّهُ مِنْهُ ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ
حَتَّى تُصْبِحُوا وَتَنْظُرُوا إِلَيْهِ كُلُّكُمْ ؛
فَذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ هَبْ لِي مُلْكًا
لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِى ، قَالَ : رَوْحٌ ، َرَدَّهُ خَاسِئًا) ([1]) .
مع ملاحظة أن الدليل على إحصاء الإسم
تم أخذه من النص الذي يدل على إطلاق الإسم
وليس بالإجتهاد أو الإشتقاق
(1) البخاري في كتاب الصلاة ، باب الأسير أو الغريم يربط في المسجد 1/176(449) .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
94- الجَوَادُ
الأدلة من القرآن
ليس له نص من القرآن
الأدلة من السنة
الجواد من أسماء الله الحسنى
التي وردت في السنة ،
فقد سماه به النبي صلى الله عليه وسلم
على سبيل الإطلاق منونا مرادا به العلمية
ودالا على الوصفية وكمالها ،
وقد ورد المعنى محمولا عليه مسندا إليه ،
كما ثبت من حديث ابن عباس رضي الله عنه ،
وكذلك من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الله عز وجل جواد يحب الجود
ويحب معالي الأخلاق ويبغض سفسافها) ([1]) ،
وهذا الحديث صحيح بمجموع طرقه
صححه الشيخ الألباني وغيره ، وهو المعول عليه في إثبات الاسم ([2]) .
أما ما ذكرعند الترمذي في سننه وحسنه
وكذلك عند أحمد من حديث أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه أن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:
(يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى يَا عِبَادِي ..
لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَحَيَّكُمْ وَمَيِّتَكُمْ وَرَطْبَكُمْ وَيَابسَكُمُ
اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلَ كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُهُ
فَأَعْطَيْتُ كُلَّ سَائِلٍ مِنْكُمْ مَا سَأَلَ ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي
إِلاَّ كَمَا لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ مَرَّ بِالْبَحْرِ فَغَمَسَ فِيهِ إِبْرَةً ثُمَّ رَفَعَهَا إِلَيْهِ ،
ذَلِكَ بِأَنِّي جَوَادٌ مَاجِدٌ ، أَفْعَلُ مَا أُرِيدُ ،
عَطَائِي كَلاَمٌ وَعَذَابِي كَلاَمٌ ،
إِنَّمَا أَمْرِي لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتُهُ أَنْ أَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ([3]) .
وروى الترمذي في سننه وحسنه الألباني
من حديث سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه
أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
(إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ يُحِبُّ الطَّيِّبَ نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ
كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ فَنَظِّفُوا أَفْنِيَتَكُمْ وَلاَ تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ)([4]) .
وهذا الحديث والذي قبله ليس أصلا في إثبات اسم الله الجواد أو الطيب
لأنه على أجود الأحكام حديث حسن ،
والحسن هو ما اتصل سنده بنقل الصدوق الذي خف ضبطه ([5]) ،
ولذلك لم نعتد به في حصر الأسماء الحسنى
وإنما في دلالة الاسم على الصفة ،
ومن ثم فإنه ليس من أسمائه الحسنى النظيف ولا الماجد ،
وإنما الثابت الصحيح في الروايات الأخرى الجميل والجواد والطيب .
(1) انظر تصحيح الألباني في السلسلة الصحيحة (236) (1378) (1627) ، وصحيح الجامع (1744) (1800) ، وانظر أيضا : مسند أبي يعلى 2/121، والمسند لابن كليب الشاشي 1/80 ، وحلية الأولياء لأبي نعم الأصبهاني 3/263 ، 5/29 ، والكتاب المصنف في الأحاديث والآثار لابن أبي شيبة 5/332 (26617) والزهد لهناد بن السري الكوفي 2/423 ، وكتاب التوحيد لابن منده 2/99 ، ومجلس إملاء لأبي عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق ص82 ، والكرم والجود وسخاء النفوس للبرجلاني ص34 ،35 .
(2) أثبت هذا الاسم ابن القيم في النونية حيث قال : وهو الجواد فجوده عم الوجود جميعه بالفضل والإحسان وهو الجواد فلا يخيب سائلا ولو أنه من أمة الكفران ، انظر توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم لأحمد بن إبراهيم بن عيسى 2/229 ، والشيخ ابن عثيمين في القواعد المثلى ص 16 ، وانظر صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوى بن عبد القادر السقاف ص 102.
(3) الترمذي في صفة القيامة 4/656 (2495) ، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1008) .
(4) الترمذي في الأدب 5/111 (2799) ، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (4487) .
(5) تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي للسيوطي 1/157 ، والمنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي حمد بن إبراهيم بن جماعة ص35 ، ونخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر ص229 .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
95- السُّبوحُ
الأدلة من القرآن
ليس له نص من القرآن
الأدلة من السنة
ورد الاسم في السنة
مطلقا منونا مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية
وقد ورد المعنى محمولا عليه مسندا إليه
في صحيح مسلم
من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
كَانَ يَقُولُ في رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ:
(سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ) ([1]) ،
والحديث ورد أيضا عند أبي داود والنَسائي وأحمد .
(1) مسلم في كتاب الصلاة ، باب ما يقال في الركوع والسجود 1/353 (487) ، وأبو داود كتاب الصلاة باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده 1/230 (872) ، والنسائي في كتاب التطبيق 1/240 (720) وأحمد في المسند 6/34 (24109) .
ففي السنة ما رواه مسلم
من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه
أن رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال:
(أَلاَ وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا
فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ
وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ) ([1]).
وعند الترمذي وقال حسن صحيح ،
من حديث عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ رضي الله عنه
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
(أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ في جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ
فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ) ([2]) .
وقد ورد الاسم في السنة أيضا في مواضع كثيرة ،
منها ما ورد عند البخاري
من حديث مالكِ بنِ صَعْصَعةَ رضي الله عنه
أن النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال:
( فأتيتُ على موسى ؛ فسلمت عليه فقال: مَرحباً بكَ من أخ ونبيّ ،
فلما جاوَزتُ بكى فقيل: ما أبكاك؟
قال: يا رب ، هذا الغلامُ الذي بُعِثَ بعدي ؛
يَدخُل الجنةَ من أُمَّتهِ أفضلُ ممّا يدخلُ من أمَّتي) ([3]) ؛
فالأدلة كثيرة على أن الرب اسم من أسماء الله الحسنى ؛
سمى الله به نفسه في كتابه وسماه به رسوله صلى الله عليه وسلم ،
وقد اجتمعت فيه شروط الحصر.
(1) مسلم في كتاب الصلاة ، باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود 1/348 (479) .
(2) الترمذي في الدعوات 5/569 (3578) ، والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع (1173) .
(3) البخاري في كتاب بدء الخلق ، باب ما جاء في قوله تعالى : } وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ { 3/1173 (3035) .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
98- الأعْلى
ورد اسم الله الأعلى في القرآن والسنة
مطلقا معرفا مرادا به العلمية
ودالا على الوصفية وكمالها ،
الأدلة من القرآن
كما في قوله تعالى:
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) [الأعلى:1] ،
ففي هذا الموضع ورد معرفا مطلقا
مسندا إليه المعنى محمولا عليه
في قوله: (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) [الأعلى: 2] ،
وقد ورد الاسم أيضا في قوله تعالى:
(وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى) [الليل:20] .
الأدلة من السنة
وفي صحيح مسلم
من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قَالَ:
(صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ .. إلى أن قال:
ثُمَّ سَجَدَ فَقَالَ: سُبْحَانَ رَبِّي الأَعْلَى) ([1]) ،
وروى أبو داود وصححه الألباني
من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه:
(أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَرَأَ:
سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى قَالَ: سُبْحَانَ رَبِّىَ الأَعْلَى) ([2]) .
(1) مسلم في كتاب صلاة المسافرين ، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل1 /536 (772) .
(2) أبو داود في كتاب الصلاة ، باب الدعاء في الصلاة 1/233 (883) ، وانظر حكم الألباني على الحديث في تمام المنة ص185 (133) .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
99- الإِلَهُ
الأدلة من القرآن
سمى الله نفسه بالإله
على سبيل الإطلاق والإضافة
مرادا به العلمية ودالا على الوصفية في القرآن والسنة ،
وقد ورد المعنى محمولا عليه مسندا إليه
كما جاء في قوله تعالى:
(وَإِلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ لا إِلهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) [البقرة:163] ؛
حيث ورد فيها الإطلاق والإضافة معا ،
ومن جهة العلمية اللغوية فقد ورد الاسم منونا مجرورا في قوله تعالى:
(وَمَا مِنْ إِلهٍ إِلا إِلهٌ وَاحِدٌ) [المائدة:73] ،
الأدلة من السنة وعند البخاري
من حديث عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنه قال:
كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يَدعو منَ الليل:
(اللهمَّ لك أَسلمتُ ، وبكَ آمنتُ ، وعليكَ توكلت ،
وإليك أَنَبْتُ ، وبك خاصمتُ ، وإليك حاكمتُ ،
فاغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ ، وأسرَرْت وأعلنت ،
أنتَ إلهي لا إلهَ لي غيرك) ([1]) .
(1) البخاري في كتاب الكسوف ، باب التهجد بالليل 1/377 (1069) .
بعد هذا السرد والسياق والتتابع المنهجي
لأسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
يمكننا أن نستعرض ملخص لما سبق
في المشاركة الأولى قمنا بوضع جميع المرفقات
المتعلقة بموضوع أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
وهي مرفقات ورقية
(لوحة الأسماء بالأدلة + كتاب 525 صفحة لشرح الموضوع
للشيخ الدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني - صاحب هذا البحث
جزاه الله عنا خير الجزاء)
وأيضاً النشيد الجديد لأسماء الله الحسنى
الثابتة بالأدلة في الكتاب والسنة
بالإضافة إلى محاضرات صوتية
للشيخ الدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني - صاحب هذا البحث
تتحدث عن هذا الموضوع بالتفصيل وتنزع اللبس بنفس أي مسلم
يرغب في التعرف على أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
وضع الله هذا العمل في ميزان حسناته يوم القيامة
ثم إستعرضنا عدم جواز الإجتهاد أو الإشتقاق
لأسماء الله الحسنى فهي توقيفيه لا مجال للعقل فيها
وبعد ذلك تعرضنا لجزء هام جداً
وهو شروط إحصاء أسماء الله الحسنى
الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
الرجاء قراءتهم جيداً
ومراجعتهم لإنهم الأساس
لشرح أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
كما أوضحنا وجود إختلافاً بيناً
وهو ما يتضح في الروايات التي تم إستعراضها
وهي ثلاث روايات وهي الشائعة في العالم العربي والإسلامي
كما إستعرضنا
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
إسماً إسماً وقمنا بمطابقة الشروط الخمسة عليه
والتأكد من مطابقة الإسم لهذه الشروط
هذا مع مراعاة أن ترتيب الأسماء الحسنى مسألة اجتهادية
بحيث يمكن ترتيبها بتقارب الألفاظ
على قدر المستطاع ليسهل حفظها بأدلتها ،
والأمر في ذلك متروك للمسلم وطريقته في حفظها .
إن أغلب الأسماء
التي اشتهرت على ألسنة الخاصة والعامة
منذ أكثر من ألف عام
والتي استندوا فيها إلى الروايات السابقة
عند الإمام الترمذي وابن ماجة والحاكم
وإن كانت رواية الترمذي هي الأكثر شهرة
وانتشارا في العالم الإسلامي ،
قد بينت ما ثبت منها وما لم يثبت مع ذكر العلة في ذلك .
وإذا كانت التقنية الحديثة وظهور الموسوعات الإلكترونية
التي استخدمتها في إتمام هذا البحث
لم تظهر إلا في هذا العصر
والتي من خلالها إستطعنا التعرف على
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة السابق ذكرها
فإن السابقين الذين اجتهدوا
في استخراج الأسماء الحسنى
حتى وصل إحصاء بعضهم
إلي خمسة وتسعين اسما
ثابتا متوافقا مع شروط الإحصاء
دون استخدام الكمبيوتر أو الكتاب الإلكتروني ،
هؤلاء هم أهل الفضل والسبق ،
وما قدموه يعد مرجعا أساسيا
في إخراج هذا البحث ،
فاللهم اجزهم عنا خير الجزاء.
وسوف نقوم بشرح الجزء الثاني
من هذا الموضوع بإذنه تعالى
ألا وهو كيفية الدعاء
بأسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
من خلال ما ورد من نصوص قرآنية وأحاديث نبوية
دون إجتهاد أو إشتقاق أو إضافة أو نقصان www.asmaullah.com
بعد تلقي آرائكم ومقترحاتكم ومشاركاتكم
ولا تنسونا من صالح الدعاء
سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبحَمْدِكَ, أشْهَدُ أنْ لا إلهِ إلا أنْتَ, أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إليْكَ