جزاك الله كل الخير وبارك الله فيك وهدانا وإياكم لطريق الخير والحق والصواب ووضعه في ميزان حسناتنا جميعاً يوم القيامة وجعله صدقة جارية لنا جميعاً يوم ينقطع عملنا إلا من ثلاث رزقنا الله وإياكم بالولد الصالح والعلم النافع
هذا مع مراعاة أن ترتيب الأسماء الحسنى مسألة اجتهادية
بحيث يمكن ترتيبها بتقارب الألفاظ
على قدر المستطاع ليسهل حفظها بأدلتها ،
والأمر في ذلك متروك للمسلم وطريقته في حفظها .
وسوف نقوم بدءاً من المشاركة القادمة بإذنه تعالى من تناول أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة بالكتاب والسنة والتي تمت الموافقة عليها من جامعة الأزهر والمملكة العربية السعودية http://www.asmaullah.com/azhar.JPG ويتم نشرها وتوزيعها بجميع الدول العربية والإسلامية ومطابقة هذه الأسماء لشروط الإحصاء الخمسة السابق ذكرها
ولكن لي ملاحظة هامة: قبل البدء في سرد أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة وهي أن بعض اسماء الله الحسنى الثاتبة في الكتاب والسنة ورد في القرآن أو السنة على الإطلاق وورد أيضاً على التقييد
(أنظر شروط الإحصاء) ولكن كما أوضحنا فإنه لكي يكون إسم الله من الأسماء الحسنى يجب أن يكون على الإطلاق وليس على التقييد
وسنأخذ مثال لذلك:
إسم الله اللطيف ورد على الإطلاق وهو الدليل الذي بنى عليه إحصاءه بالأسماء الحسنى كقوله تعالى: (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَاللطِيفُ الْخَبِيرُ) [الملك :14] ،
بينما ورد نفس الاسم مقيدا في قوله تعالى: (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّه ُهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف:100] ، وكذلك قوله تعالى: (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيّ ُالْعَزِيزُ) [الشورى:19] ،
وهو في هذه الحالة إسم من أسماء الله (المقيدة) وليس من الأسماء الحسنى التي طالبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بإحصاءها لإن الأسماء المقيدة لله في القرآن مئات الأسماء والرسول عليه الصلاة والسلام ذكر أن لله تسعة وتسعين إسماً فإذا ما طبقنا الشروط الخمسة للإحصاء ومنها أخذ الإسم على الإطلاق وليس على التقييد ستجدونها بإذنه تعالى تسعة وتسعين إسماً www.asmaullah.com
بدون زيادة أو نقصان وهي المذكورة في المشاركة السابقة عاليه
هذا مع مراعاة أن ترتيب الأسماء الحسنى مسألة اجتهادية بحيث يمكن ترتيبها بتقارب الألفاظ على قدر المستطاع ليسهل حفظها بأدلتها ، والأمر في ذلك متروك للمسلم وطريقته في حفظها.
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
1- الرَّحْمَنُ
ورد إسم الله الرحمن في القرآن والسنة حيث ورد الإسم في خمسة وأربعين موضعا من القرآن مطلقا معرفا ومنونا مفردا ومقترنا مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية ، وقد ورد المعنى مسندا إليه محمولا عليه (راجع شروط الإحصاء الخمسة) اقترن في ستة منها باسمه الرحيم
الأدلة من القرآن الكريم قوله تعالى: (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم) [فصلت:2].
قوله تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) [الحشر:22]
والكثير من الأدلة
الأدلة من السنة ما رواه أحمد وصححه الألباني من حديث ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: (الْخَيْلُ ثَلاَثَةٌ ، فَفَرَسٌ لِلرَّحْمَنِ وَفَرَسٌ لِلإِنْسَانِ وَفَرَسٌ لِلشَّيْطَانِ ، فَأَمَّا فَرَسُ الرَّحْمَنِ فَالَّذِي يُرْبَطُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .. الحديث) ([1]) ،
وفي المسند أيضا وصححه الألباني من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه أِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ ، وَشَقَقْتُ لَهَا مِنِ اسْمِي .. الحديث )([2]) ،
وكذلك من حديث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَنْبَشٍ رضي الله عنه وصححه الألباني في دعائه صلى الله عليه وسلم: (وَمِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلاَّ طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ .. الحديث )([3]) .
(1) المسند 1/395 (3756) ، وصححه الألباني في إرواء الغليل (1508) ، وصحيح الجامع (3350) .
(2) السابق 1/191(1659) ، وانظر السلسلة الصحيحة 2/49 (520) .
(3) السابق 3/419 (15859) ، وانظر السلسلة الصحيحة 2/495 (840) .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
2-الرَّحِيمُ
اسم الله الرحيم تحققت فيه شروط الإحصاء ،
حيث ورد في القرآن والسنة
مطلقا معرفا ومنونا ، مرادا به العلمية ودالا على الوصفية وكمالها ،
واسم الله الرحيم اقترن باسمه الرحمن كما تقدم في ستة مواضع من القرآن
وغالبا ما يقترن اسم الله الرحيم
بالتواب والغفور والرءوف والودود والعزيز ،
وذلك لأن الرحمة التي دل عليها الرحيم
رحمة خاصة تلحق المؤمنين ،
فالله عز وجل رحمته التي دل عليها اسمه الرحمن
شملت الخلائق في الدنيا ،
مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم ،
لكنه في الآخرة رحيم بالمؤمنين فقط ([1]) .
الأدلة من القرآن قوله تعالى:
(تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ِ) [فصلت:2] ،
الأدلة من السنة ما رواه البخاري من حديث أَبِى بَكْرٍ الصديق رضي الله عنه
أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:
عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي ، قَالَ:
(قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا
وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ،
فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ،
وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ([2]) ،
وعند أبي داود وصححه الألباني
من حديث عبد الله بنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ:
(إِنْ كُنَّا لَنَعُدُّ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ مِائَةَ مَرَّةٍ:
رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَىَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) ([3]).
(1) انظر تفسير أسماء الله الحسنى لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد ص 28 ، نشر دار الثقافة العربية دمشق سنة 1974م ، ومناهل العرفان في علوم القرآن ، لمحمد عبد العظيم الزرقاني ، 2/62 تحقيق مكتب البحوث الدراسات ، الطبعة الأولى ، نشر دار الفكر ، بيروت ، 1996.
(2) البخاري في كتاب الدعوات ، باب الدعاء قبل السلام 1/286 (799) .
(3) أبو داود في كتاب الوتر ، باب في الاستغفار 2/85 (1516) ، وانظر صحيح أبي داود (1357) وانظر أيضا صحيح ابن ماجة 2/321 (3075) ، والسلسلة الصحيحة (556) .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
3-المَلِكُ
اسم الله الملك ورد في القرآن والسنة مطلقا معرفا بالألف واللام مرادا به العلمية ودالا على كمال الوصفية ، وقد ورد المعنى مسندا إليه محمولا عليه
الأدلة من القرآن
ومن ذلك ما ورد في قوله تعالى:
(هُوَ اللهُ الذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ
السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ
المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُون َ)[الحشر:23] ،
وعند مسلم من حديث عَلِىِّ رضي الله عنه في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ:
(اللهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ .. الحديث) ([1])
وعند البخاري من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ: (يَقْبِضُ اللهُ الأَرْضَ وَيَطْوِى السماوات بِيَمِينِهِ
ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ) ([2]) ،
وعند مسلم من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أن رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
(يَنْزِلُ اللهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُل لَيْلَةٍ
حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ الليْلِ الأَوَّلُ فَيَقُولُ:
أَنَا المَلِكُ ، أَنَا المَلِكُ ،
مَنْ ذَا الذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ ؟ .. الحديث) ([3]) .
(1) مسلم في صلاة المسافرين ، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه 1/535 (771) .
(2) البخاري في التفسير ، باب قوله والأرض جميعا قبضته 4/1812 (4534) .
(3) مسلم في صلاة المسافرين ، باب الترغيب في الدعاء 1/522 (758) .
الأدلة من السنة ومن السنة ما ورد عند مسلم
من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ:
( سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ ) ([1]) ،
وفي سنن أبي داوود وقال الألباني حسن صحيح
من حديث شَرِيقٌ الهَوْزَنِي رضي الله عنه
عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت:
(كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
إِذَا هَبَّ مِنَ الليْلِ كَبَّرَ عَشْرًا وَحَمِدَ عَشْرًا ،
وَقَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَشْرًا ،
وَقَالَ: سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ عَشْرًا ،
وَاسْتَغْفَرَ عَشْرًا وَهَللَ عَشْرًا .. الحديث ) ([2]) .
(1) مسلم في كتاب الصلاة ، باب ما يقال في الركوع والسجود1/353 (487) .
(2) أبو داود في الأدب ، باب ما يقول إذا أصبح 4/322 (5085) ، صحيح أبي داود 3/958 (4242) .
أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة
5- السَّلامُ
الأدلة من القرآن
لم يرد الاسم في القرآن إلا في موضع واحد وهو قوله تعالى:
(هُوَ اللهُ الذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ المَلِكُ
القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ
المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) [الحشر:23] ،
حيث ورد في هذا الموضع
مطلقا معرفا مرادا به العلمية ومسندا إليه المعنى محمولا عليه
ودالا على الوصفية وكمالها .
الأدلة من السنة ورد إسم السلام عند البخاري
من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال:
(كُنَّا إِذَا صَليْنَا خَلفَ النَّبِيِّ
صلى الله عليه وسلم قُلنَا:
السَّلاَمُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ ، السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ ،
فَالتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
فَقَالَ: إِنَّ اللهَ هُوَ السَّلاَمُ .. الحديث ) ([1]) ،
وأيضاً في صحيح مسلم
من حديث ثَوْبَانَ رضي الله عنه أنه قَالَ:
(كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا وَقَالَ:
اللهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ) ([2]) ،
وأيضاً في صحيح الجامع
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(هذه الكلمة ممنوعةإن السلام اسم من أسماء الله تعالى فأفشوه بينكم) ([3]) .
(1) البخاري في كتاب الأذان ، باب التشهد في الآخرة 1/286 (797) .
(2) مسلم في كتاب المساجد ، باب استحباب الذكر بعد الصلاة 1/414 (591) .
(3) صحيح الجامع 11/131 ، وانظر الأدب المفرد ، باب السلام اسم من أسماء الله 1/343 (989) .
وفي هذا الموضع كما سبق في اسمه السلام
ورد مطلقا معرفا مرادا به العلمية ودالا على الوصفية وكمالها ،
هذا بالإضافة إلى الإسناد إليه وحمل المعنى تابعا عليه