العلة في عدم ثبوت أو إحصاء الأسماء الموجودة في رواية ابن ماجة في سننه مع الأسماء الحسنى وعددها تسعة وثلاثون إسماً بعد حذف الإسمان المكرران بها وهما الرحيم ، والصمد
وقد تقدم الحديث عن العلة في استبعاد معظم هذه الأسماء وعدم إحصائها ضمن الأسماء الحسنى والذي تقدم ذكره منها واحد وعشرون اسما
هي على ترتيب ورودها في الحديث الْجَلِيلُ الْمَاجِدُ الْوَاجِدُ الْوَالِي الْمُبْدِيُ الْمُعِيدُ الْبَاعِثُ الضَّارُّ النَّافِعُ الْبَاقِي الْخَافِضُ الرَّافِعُ الْمُعِزُّ الْمُذِلُّ الْمُقْسِطُ الْمُحْيِي الْمُمِيتُ الْمَانِعُ الْجَامِعُ الْهَادِي النُّورُ .
أما بقية الأسماء فعددها ثمانية عشر اسما ، وهي على ترتيب ورودها في الحديث
1ـ البار الذي ثبت في القرآن البر بدلا من البار ولعل من أدرجها يقصد البر ولكن حدث وهم أو تصحيف ، فالآية صريحة في الدلالة على الاسم ، قال تعالى: (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) [الطور:28] .
2ـ الراشد وكذلك الراشد لم يرد في القرآن أو السنة اسما أو وصفا أو فعلا ، وأغلب الظن أيضا أن من أدرجه أخذه من المعنى المفهوم
في قوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ) [الأنبياء:51] ،
3ـ البرهان أما البرهان فلم يرد في القرآن اسما ولا فعلا ، وليس لمن أدرج الأسماء في الحديث إلا اجتهاده في الاشتقاق من المعنى الذي ورد
4ـ الشديد لم يرد الشديد في القرآن إلا مقيدا على كثرة المواضع التي ذكر فيها ،
وذلك كقوله تعالى: (غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ِ) [غافر:3] ، وقد علمنا أنه من شروط الإحصاء أن يفيد الاسم المدح والثناء بنفسه ، أما المقيد فلا بد أن يذكر بما قيد به ، ولو أطلق للزم من أطلقه أن يسمي الله القابل والغافر.
5ـ الواقي وأما الواقي فلم يرد في القرآن أو السنة اسما ، ومن أدرجه في الحديث استند إلى الاشتقاق من المعنى
في قوله تعالى: (وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ِ) [الرعد:34] ، أو الاشتقاق من الفعل
16ـ المنير اجتهد من أدرج الأسماء في حديث ابن ماجة في تسمية الله بالمنير ولم يرد اسما في القرآن ، ولعله اشتق ذلك
من قوله تعالى: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) [النور:35]
أو لأن الله جعل القمر منيرا كما جاء في قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً) [الفرقان:61] ،
17ـ التام وكذلك التام لم يرد في القرآن أو السنة وربما اشتقه من المعنى الوارد
18ـ القديم أما القديم فلم يرد اسما ولا وصفا ولكن الظن أن الراوي أخذه من المعنى
الذي ورد عند أبي داود وصححه الألباني من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ إِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ قَالَ: (أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ).
العلة في عدم ثبوت أو إحصاء الأسماء الموجودة في رواية الحاكم في المستدرك مع الأسماء الحسنى وعددها سبعة وعشرون إسماً
وقد تقدم الحديث عن العلة في استبعاد معظم هذه الأسماء وعدم إحصائها ضمن الأسماء الحسنى والذي تقدم ذكره منها ستة عشر اسما
هي على ترتيب ورودها في الحديث البديع المبديء المعيد النور الكافي الباقي الدائم ذو الجلال والإكرام الباعث المحيي المميت الصادق القديم الفاطر الهادي الجليل
أما بقية الأسماء فعددها أحد عشر اسما ، وهي على ترتيب ورودها في الحديث الحنان المغيث العلام المدبر الرفيع ذو الطول ذو المعارج ذو الفضل الكفيل البادي المحيط ،
وأما العلة في عدم اعتبارها ضمن الأسماء الحسنى فبيانه كالتالي:
قال الخطابي: (ومما يدعو به الناس خاصهم وعامهم وإن لم تثبت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحنان).
وقال علوي السقاف: (والخلاصة أن عد بعضهم الحنان من أسماء الله تعالى فيه نظر لعدم ثبوته).
وقد ورد في المسند من طريق خلف بن خليفة من حديث أَنَس رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ جَالِساً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الْحَلْقَةِ وَرَجُلٌ قَائِمٌ يُصَلِّى ، فَلَمَّا رَكَعَ وَسَجَدَ جَلَسَ وَتَشَهَّدَ ثُمَّ دَعَا فَقَالَ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَنَّانُ بَدِيعَ السَّماَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ إِنِّي أَسْأَلُكَ ) ،
أما المنان فهو ثابت بأسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة كما ذكرنا في المبحث السابق .
2ـ المغيث
أما المغيث فلم يرد في القرآن اسما ، ولكن أغلب الظن أنه اشتقه باجتهاده من المعنى
الذي ورد في قوله تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ) [الأنفال:9] ،
أو ما ورد عند البخاري من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ جُمُعَةٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمٌ يَخْطُبُ ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا ثُمَّ قَالَ: (يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ ، فَادْعُ اللَّهَ يُغِيثُنَا فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا).
هذه أغلب الأسماء التي اشتهرت على ألسنة الخاصة والعامة منذ أكثر من ألف عام
استندوا فيها إلى الروايات السابقة عند الإمام الترمذي وابن ماجة والحاكم وإن كانت رواية الترمذي هي الأكثر شهرة وانتشارا في العالم الإسلامي ،
وقد بينت ما ثبت منها وما لم يثبت مع ذكر العلة في ذلك .
وإذا كانت التقنية الحديثة وظهور الموسوعات الإلكترونية التي استخدمتها في إتمام البحث لم تظهر إلا في هذا العصر
فإن السابقين الذين اجتهدوا في استخراج الأسماء الحسنى حتى وصل إحصاء بعضهم إلي خمسة وتسعين اسما ثابتا متوافقا مع شروط الإحصاء دون استخدام الكمبيوتر أو الكتاب الإلكتروني ، هؤلاء هم أهل الفضل والسبق ،
وما قدموه يعد مرجعا أساسيا في إخراج هذا البحث ، فاللهم اجزهم عنا خير الجزاء.
بعد هذا السرد والسياق والتتابع المنهجي والذي أرجو أن أكون قد وفقت في سرد الجزء السابق منها وسامحونا لأي تقصير كان
ويمكننا أن نستعرض ملخص لما سبق في المشاركة الأولى يمكنكم تحميل المرفقات الورقية وأيضاً النشيد الجديد لأسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة
بالإضافة إلى محاضرات صوتية للشيخ الدكتور / محمود عبد الرازق الرضواني جزاه الله خير الجزاء
ثم إستعرضنا عدم جواز الإجتهاد أو الإشتقاق لأسماء الله الحسنى فهي توقيفيه لا مجال للعقل فيها
وبعد ذلك تعرضنا لجزء هام جداً وهو شروط إحصاء أسماء الله الحسنى الرجاء قراءتهم جيداً ومراجعتهم لإنهم الأساس لشرح أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة حيث سيتم تطبيق هذه الشروط على كل إسم لمعرفة صحته بكونه إسم من اسماء الله الحسنى عز شأنه وجلت قدرته
كما إستعرضنا وجود إختلافاً بيناً في الأسماء الشائعة بين الدول العربية والإسلامية بعضها البعض وهو ما يتضح في الروايات التي قمت بإيضاحها
وهي ثلاث روايات وهي الشائعة ولكن في الحقيقة هناك إجتهادات في هذا الموضوع لايتسع المجال لسردها إلا إن شاء الله بعد الإنتهاء من سرد فصول الموضوع
هذا مع مراعاة أن ترتيب الأسماء الحسنى مسألة اجتهادية بحيث يمكن ترتيبها بتقارب الألفاظ على قدر المستطاع ليسهل حفظها بأدلتها ، والأمر في ذلك متروك للمسلم وطريقته في حفظها .
وسوف نقوم بدءاً من المشاركة القادمة بإستعراض أسماء الله الحسنى الثابتة بالأدلة من الكتاب والسنة إسماً إسماً وتطبيق الشروط الخمسة عليه والتأكد من مطابقته لهذه الشروط www.asmaullah.com
وضع الله هذا العمل في ميزان حسناتنا جميعاً
وفي إنتظار آرائكم ومقترحاتكم فهي الوقود التي نحتاجه لكي تسير القاطرة
جعلنا الله جميعاً وقوداً للحق ينير به شعلة الإسلام والمسلمين
وضع الله صالح الأعمال في ميزان حسناتنا جميعاً يوم القيامة يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم
سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبحَمْدِكَ, أشْهَدُ أنْ لا إلهِ إلا أنْتَ, أسْتَغْفِرُكَ وَأتُوبُ إليْكَ