lotfi
New Member
السلام عليك أختي إسلام أرجو أن تكوني قد أكملت الامتحانات على أحسن ما يرام. بالنسبة لابني فقد نجح في الباكلوريا و الحمد لله. وهذه القصة التي وعدتك بها و التي جرت لزوجتي منذ أعوام ترويها لك بلسانها. إليك القصة: في الأسبوع الأخير من شهر رمضان و بالضبط ليلة العيد, كان ولا بدّ أن نعدّ أنفسنا لهذا الحدث العظيم فأدخلت حماتي إلى بيت الاستحمام لأغسل لها ثم أبنائي وأخيرا جاء دوري فبدأت أستحمّ و بعدها... و بساعات لمّا فتحت عينيّ و جدت نفسي نائمة على سرير غير سريري و في غرفة غير غرفتي و يحيط بي أناس لا أعرفهم و لم أراهم من قبل. ناديت بأعلى صوتي "أين أنا؟ ثمّ ناديت على زوجي فالتف بي حشد عظيم ... و بدأت أسترجع وعيي شيئا فشيئا. ألم أكن في الحمام؟ إذا ما ذا أفعل هنا؟ أليس هذا مستشفى؟ ولماذا زوجي نائم بجانبي على سرير آخر؟ و هذه الإسعافات ما هي و لماذا؟ كدت أجنّ. و بدأت الأسئلة تنهمر عليّ من كلّ جانب. كلى الطّرفين يريد أن يعرف. و لكن أنا أعرف ما أريد أن أعرفه و الآخرون ماذا يريدون مني؟ و بدأت الرواية. أخت زوجي قالت."لقد كتب الله لك عمرا جديدا." و قالت الأخرى و الدموع تنهمر من عينيها "الحمد لله أنك فقت و تكلمت." يا إلهي ماذا حدث؟" طلب مني الطاقم الطبي أن أستريح و أن لا أتكلم كثيرا حتى أكمل الدّواء و بعدها سأعرف ما ذا حدث. لست أدري كم مضى من الوقت و أنا في حالة من الذّهول و آلام كبيرة تمزق رأسي حتّى أخذني النعاس. و لمّا فقت و جدت زوجي برأسي يبتسم و يقول" لك الحمد يا ربّ". ثمّ قال سأحكي لك ما جرى: " كنت في الصالون لمّا جاءت ابنتنا الكبيرة و قالت لي" أبي تعال و انظر ما حدث لأمي إنها لا تتحرك و لا تتكلم. هرولت نحو بيت الاستحمام فوجدتك مطروحة أرضا و فقاقيع بيضاء خارجة من فيك و يدك اليمنى ملوية إلى الخلف. ناديتك بأعلى صوتي و لكن دون فائدة, جئتك بالرّوائح, صفعتك و لكن دون جدوى. ماذا حدث؟ شممت رائحة مخنقة بسرعة توجهت نحو سخّان الماء فإذا به مطفيّ و رائحة الغاز متسرّبة منه. عرفت الآن أنّك خنقت بالغاز. قمت بإسعافات أولية و سربّت لك كمية من الأكسيجين عبر الفم ثمّ هرولت لأحضر الطبيب.لم يبق على آذان المغرب إلا القليل من الوقت فكل العيادات مغلقة. لم يبق لي إلاّ أخيك فهو طبيب و يمكنه أن يفعل شيئا. وصلت إلى منزله و ناديت بأعلى صوتي: آنزل حالا فأختك في خطر الموت. نزل معي و بسرعة البرق و صلنا المنزل. قاس لك ضغط الدم 6 حاول إنقاذك و لكن دون جدوى. فخرج إلى المستشفى و أحضرفي رقم قياسي سيارة الإسعاف. كلّ الجيران هبّوا لمّا سمعوا صفيرها و ظنّوا أن والدتي قد توفيت و لكن لمّا رأوك أنت لم يصدّقوا. داخل السيارة كنت أنا و أخيك ماذا يفعل كلانا. أنا كنت أقرأ القرآن و أخيك أحيانا يقوم بعملية دفع القلب ,أحيانا يضع لك آلة الأكسيجين في فمك و أحيانا يستمع لدقات القلب. و فجأة ألقى كلّ شيء من يديه و بدأ يبكي. قلت له: "ماذا حدث؟ هل ماتت زوجتي؟ هل تيتّم أبنائي؟ هل سنمضي العيد بدونها؟ يا إلهي أرجوك لا لا لا. إنّك تحيي العظام و هي رميم إنك على كلّ شيء قدير. لا تتركني بدون زوجة. من سيكفل أبنائي؟ من سيكفل أمي؟ يا ربّ آنقذها."و عدت لقراءة القرآن. وصلنا المستشفى, بسرعة رهيبة أدخلناك لغرفة الإنعاش. كلّ طبيب كان يقوم بشيء ما. محاولات يائسة. فقلبك قد توقف عن الدقّ.هذا ما سمعتهم يقولونه و هذا ما أكده لهم أخيك. و هنا فهمت بكاءه في سيارة الإسعاف و كيف ألقى كل الآلات من يديه. لم ايئس. رفعت يدي لمولاي, لسيدي, لخالقي و استنجدت به و رجوته وبكيت, و توسلت إليه... و فجأة فتحت فمك فخرجت منه فقاقيع صفراء و بيضاء و ناديت "يا لطفي أين أنا؟" عندها لم أتمالك نفسي فسقطت مغشيّا عليّ و عندما فتحت عيني و جدتك على هذا السرير بجانبي. هذا ما حدث." ياإلهي أعدت من الموت؟ أتوقف قلبي و عاد يدقّ من جديد؟ سبحانك يا ربّ. وسمعت أخي يتحدّث لزملائه الأطباء فيقول" حقّا معجزة تحققت على أيدينا. ما صدقت أنها ستحيى من جديد". وقال آخر: "يجب أن تبقى تحت الرّقابة فأنا أخشى على ذاكرتها أو أن تصاب بإعاقة أو شلل." و لكن زوجي أصرّ على العودة بي للمنزل. و الحمد لله ذاكرتي جيّدة و ليس بي لا إعاقة و لا شلل. بل أنا و الله من يومها لم أدخل إلى طبيب. مضى على هذه الحادثة سنوات و سنوات و إبنتي التي أبلغت الخبر لأبيها ستزفّ لزوجها بعد أيام قليلة... أليس هذا أختي إسلام من نعم الله؟ الحمد لله ربّي يهتف بها قلبي ينطق بها لساني يرقص لها وجداني الحمد لله الحمد لله. هذه قصّتي متّ و أحياني الله بفضل الدعاء و كلام الله. اتعظوا إخوتي فوالله ما خيب الله أحدا استنجد به بصدق و بإخلاص. إنه يستحي من أن يردّ عبده خائبا.