قصص وعبر

أي شخص كان قد رآني متسلقا سور المقبرة في هذه الساعة من الليل كان ليقول
أكيد مجنون .. ‏ أو ان لديه مصيبة .. ‏ والحق أن لدي مصيبة
***​
كانت البدايه عندما قرأت عن سفيان الثوري رحمه الله انه كان لديه قبرا في منزله يرقد فيه وإذا ما رقد فيه نادى ..) ‏ رب ارجعون رب ارجعون..( ‏ ثم يقوم منتفضا ويقول ها أنت قد رجعت فماذا أنت فاعل ..

حدث أن فاتتني صلاة الفجر وهي صلاة لو دأب عليها المسلم لأحس بضيقة شديده عندما تفوته طوال اليوم .. ‏ ثم تكرر معي نفس الأمر في اليوم الثاني .. ‏ فقلت لابد وفي الأمر شئ .. ‏ ثم تكررت للمرة الثالثه على التوالي ... ‏ هنا كان لابد من الوقوف مع النفس وقفة حازمة لتأديبها حتى لا تركن لمثل هذه الأمور فتروح بي إلى النار .. قررت ان ادخل القبرحتى أؤدبها ... ‏ ولابد أن ترتدع وأن تعلم أن هذا هو منزلها ومسكنها إلى ما يشاء الله ... ‏ وكل يوم اقول لنفسي دع هذا الأمر غدا .. ‏ وجلست اسول في هذا الأمر حتى فاتتني صلاة الفجر مرة أخرى .. ‏

***

حينها قلت كفى ... ‏وأقسمت أن يكون الأمر هذه الليلة ذهبت بعد منتصف الليل .. ‏ حتى لا يراني أحد وتفكرت .. ‏ هل أدخل من الباب ؟

‏حينها سأوقظ حارس المقبرة ... ‏ أو لعله غير موجود ... ‏ أم أتسور السور ..

‏ إن أيقظته لعله يقول لي تعال في الغد.. ‏ او حتى يمنعني وحينها يضيع قسمي ... ‏ فقررت أن اتسور السور .. ‏ ورفعت ثوبي وتلثمت بواسطة الشماغ واستعنت بالله وصعدت برغم أنني دخلت هذه المقبرة كثيرا كمشيع ... ‏ إلا أنني أحسست أنني أراها لأول مرة .. ‏ ورغم أنها كانت ليلة مقمرة .. ‏ إلا أنني أكاد أقسم أنني ما رأيت أشد منها سوادا ... ‏ تلك الليلة ... ‏ كانت ظلمة حالكة ... ‏

سكون رهيب .. ‏ هذا هو صمتالقبور بحق تأملتها كثيرا من أعلى السور .. ‏ واستنشقت هوائها.. ‏نعم إنها رائحة القبور ... ‏ أميزها عن الف رائحه ..‏رائحة الحنوط .. ‏ رائحة بها طعم الموت ‏الصافي ... ‏ وجلست اتفكر للحظات مرت كالسنين .. ‏ إيه أيتها القبور .. ‏ ما أشد صمتك .. ‏ وما أشد ما تخفيه .. ‏ ضحك ونعيم .. ‏ وصراخ وعذاب اليم ..‏

ماذا سيقول لي اهلك لو حدثتهم ..‏ لعلهم سيقولون قولة الحبيب صلى الله عليه وسلم ( الصلاة وما ملكت أيمانكم )

قررت أن أهبط حتى لا يراني أحد في هذه الحاله .. ‏ فلو رآني أحد فإما سيقول أنني مجنون وإما أن يقول لديه مصيبه .. ‏ وأي مصيبة بعد ضياع صلاة الفجر عدة مرات .. ‏ وهبطت داخل المقبره .. ‏ وأحسست حينها برجفة في القلب .. ‏

والتصقت بالجدار ولا أدري لكي أحتمي من ماذا ؟؟؟ عللت ذلك لنفسي بأنه خشية من المرور فوق القبور وانتهاكها ... ‏ نعم أنا لست جبانا ... ‏ أم لعلي شعرت بالخوف حقا !!!

نظرت إلى الناحية الشرقية والتي بها القبور المفتوحه والتي تنتظر ساكنيها .. ‏

إنها أشد بقع المقبرة سوادا وكأنها تناديني .. ‏ مشتاقة إلي .. ‏ وجلست أمشي محاذرا بين القبور .. ‏ وكلما تجاوزت قبرا تساءلت .. ‏ أشقي أم سعيد ؟؟؟ شقي بسبب ماذا .. ‏ أضيّع الصلاة .. ‏أم كان من اهل الغناء والطرب .. ‏ أم كان من أهل الزنى .. ‏ لعل من تجاوزت قبره الآن كان يظن أنه أشد أهل الأرض .. ‏

وأن شبابه لن يفنى .. ‏ وأنه لن يموت كمن مات قبله ..‏ أم أنه قال ما زال في العمر بقية .. ‏ سبحان من قهر الخلق بالموت أبصرت الممر ...‏ حتى إذا وصلت إليه ووضعت قدمي عليه أسرعت نبضات قلبي فالقبور يميني ويساري .. ‏ وأنا ارفع نظري إلى الناحية الشرقية .. ‏ ثم بدأت أولى خطواتي .. ‏ بدت وكأنها دهر .. ‏ اين سرعة قدمي .. ‏ ما أثقلهما الآن ... ‏ تمنيت ان تطول المسافة ولا تنتهي ابدا .. ‏لأنني أعلم ما ينتظرني هناك ..

‏ اعلم ... ‏ فقد رأيته كثيرا .. ‏ ولكن هذه المرة مختلفة تماما أفكار عجيبة ... ‏ بل أكاد اسمع همهمة خلف أذني .. ‏ نعم ... ‏ اسمع همهمة جلية ... ‏

وكأن شخصا يتنفس خلف أذني .. ‏ خفت أن أنظر خلفي .. ‏ خفت أن أرى أشخاصا يلوحون إلي من بعيد .. ‏ خيالات سوداء تعجب من القادم في هذا الوقت ...‏

بالتأكيد أنها وسوسة من الشيطان ولا يهمني شئ طالما أنني قد صليت العشاء في جماعه فلا يهمني أخيرا أبصرت القبور المفتوحة .. ‏ اكاد اقسم للمرة الثانية أنني ما رأيت اشد منها سوادا .. ‏ كيف أتتني الجرأة حتى اصل بخطواتي إلى هنا ؟؟؟.. ‏ بل كيف سأنزل في هذا القبر ؟؟؟ ‏وأي شئ ينتظرني في الأسفل .. ‏ فكرت بالإكتفاء بالوقوف .. ‏ وأن اصوم ثلاثة ايام .. ‏ ولكن لا .. ‏ لن اصل الى هنا ثم اقف .. ‏ يجب ان اكمل .. ‏ ولكن لن أنزل إليه مباشرة ... ‏ بل سأجلس خارجه قليلا حتى تأنس نفسي ما أشد ظلمته .. ‏ وما أشد ضيقه .. ‏ كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. ‏ سبحان الله .. ‏ يبدوا ‏أن الجو قد ازداد برودة .. ‏ أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر.. ‏ هل هذا صوت الريح ... ‏ لا أرى ذرة غبار في الهواء !!! هل هي وسوسة أخرى ؟؟؟ استعذت بالله من الشيطان الرجيم .. ‏ ليس ريحا .. ‏ ثم انزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست وقد ضممت ركبتي امام صدري اتأمل هذا المشهد العجيبإنه المكان الذي لا مفر منه ابدا .. ‏ سبحان الله .. ‏ نسعى لكي نحصل على كل شئ .. ‏ وهذه هي النهاية ... ‏ لا شئ

كم تنازعنا في الدنيا .. ‏ اغتبنا .. ‏ تركنا الصلاة .. ‏ آثرنا الغناء على القرآن .. ‏ والكارثة اننا نعلم أن هذا مصيرنا .. ‏ وقد حذرنا الله ورغم ذلك نتجاهل ..‏ ثم أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت... ‏ وكأني خفت أن يرد علي أحدهم يا أهل القبور.. ‏ ما لكم .. ‏ أين أصواتكم .. ‏ أين أبناؤكم عنكم اليوم .. ‏ أين أموالكم .. ‏ أين وأين .. ‏ كيف هو الحساب .. ‏

اخبروني عن ضمة القبر .. ‏ أتكسر الأضلاع ..‏ أخبروني عن منكر ونكير .. ‏

أخبروني عن حالكم مع الدود .. ‏ سبحان الله .. ‏ نستاء إذا قدم لنا أهلنا طعام بارد او لا يوافق شهيتنا .. ‏ واليوم نحن الطعام .. لابد من النزول إلى القبر قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي .. ‏ وأنا أفكر .. ‏ ماذا لو انهال علي التراب فجأة .. ‏ ماذا لو ضم القبر علي مرة واحده ... ‏ ثم نمت على ظهري وأغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ... ‏ حتى تخف هذه الرجفة التي في الجسد ... ‏ ما أشده من موقف وأنا حي .. ‏ فكيف سيكون عند الموت ؟؟؟

فكرت أن أنظر إلى اللحد .. ‏ هو بجانبي ... ‏ والله لا أعلم شيئا أشد منه ظلمه .. ‏ ويا للعجب .. ‏ رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من الهواء البارد يأتي منه .. ‏ فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف خفت أن انظر اليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران الى بقسوة .. ‏ أو أن أرى وجها شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلى متجاهلني تماما .. ‏ او كما سمعت من شيخ دفن العديد من الموتى أنه رأى رجلا جحظت عيناه بين يديه إلى الخارج وسال الدم من أنفه .. ‏ وكأنه ضرب بمطرقة من حديد لو نزلت على جبل لدكته لتركه الصلاة ... ‏ ومازال يحلم بهذا المنظر كل يوم .. ‏ حينها قررت أن لا أنظر إلى اللحد ..‏ ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أيا من هذه المناظر .. ‏ رغم علمي أن اللحد خاليا .. ‏ ولكن تكفي هذه الأفكار حتى أمتنع تماما وإن كنت جلست انظر إليه من طرف خفي كل لحظة ثم تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا إله إلا الله إن للموت سكرات تخيلت جسدي يرتجف بقوه وانا ارفع يدي محاولا إرجاع روحي وصراخ أهلي من حولي عاليا أين الطبيب أين الطبيب ( فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين )

تخيلت الأصحاب يحملونني ويقولون لا إله إلا الله ... ‏ تخيلتهم يمشون بي سريعا إلى القبر وتخيلت صديقا ... ‏ اعلم انه يحب أن يكون أول من ينزل إلى القبر ..

‏ تخيلته يحمل رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع ويصرخ فيهم .. ‏ جهزوا الطوب ... تخيلت احمد ..‏ كعادته يجري ممسكا إبريقا من الماء يناولهم إياه بعدما حثوا علي التراب .. ‏ تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. ‏ تخيلت شيخنا يصيح فيهم ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .. ‏ أدعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل ثم رحلوا وتركوني

وكأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادما قد ظهروا بأصوات مفزعة .. ‏ وأشكال مخيفة .. ‏ لا مفر منهم ينادون بعضهم البعض .. ‏ أهو العبد العاصي ؟؟؟
‏فيقول الآخر نعم ..‏ فيقول .. ‏ أمشيع متروك ... ‏ أم محمول ليس له مفر ؟؟؟
فيقول الآخر بل محمول إلينا ..‏ فيقول هلموا إليه حتى يعلم إن الله عزيز ذو انتقام رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين ...‏ ما غرك بربك الكريم حتى تنام عن الفريضة ..‏ أحقير مثلك يعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته ... ‏ لا نجاة لك منا اليوم ...‏ أصرخ ليس لصراخك مجيب فجلست اصرخ رب ارجعون .... ‏ رب ارجعون ... ‏ وكأني بصوت يهز القبر والسماوات يملأني يئسا يقول ( كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون )

حتى بكيت ماشاء الله ان ابكي .. ‏ وقلت الحمد لله رب العالمين ... مازال هناك وقت للتوبة استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسورا ...‏ وقد عرفت قدري وبان لي ضعفي وأخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر وعدت وأنا أقول سبحان من قهر الخلق بالموت
 
جزاكم الله خيرا اخى الحبيب​
"وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين "​
كم نحتاج كل فترة لمن يذكرنا بالاخرة​
تحياتى​
 

كنت اعمل بأحد المستشفيات و قاربت فترة دوامي على نهايتها

ابلغني المشرف أن شخصية اقتصادية تتعامل بمئات الملايين في الأسهم قادم وأن علي استقباله و إكمال إجراءات دخوله ..
انتظرت عند بوابة المستشفى
راقبت من هناك سيارتي القديمة جداً
و تذكرت كم تعبت للحصول عليها

و عندها وصل الشخص المنتظر ليكمل مأساتي حيث حضر بسيارة أعجز حتى في أحلام المساء أن أمتلك مثلها يقودها سائق يرتدي ملابس أغلى من الثوب الذي ارتديه

دخلت في دوامة التفكير في الفارق بين حالي و حاله مستواي و مستواه ( شكلي و شكله ) وقلتها بكل حرقة و منظر سيارتي الرابضة كالبعير الأجرب يؤجج مشاعري ( أهذه حياة ؟ )

عموما سبقته إلى مكتبي و حضر خلفي و كان يقوده السائق على كرسي متحرك

رأيت أن رجله اليمنى مبتورة من الفخذ

اهتزت مشاعري

و سألته !! عندك مشكله في الرجل المبتورة !!

أجاب بلا !!

قلت فلماذا حضرت ياسيدي !!

قال عندي موعد تخدير !!

قلت و لماذا !!

نظر الي وكتم صوته من البكاء وأخفى دمعه حارة و قال
( ذبحتني الغرغرينا ) و موعدي هو من اجل ( بتر ) الرجل الثانية

عندها أنا الذي أخفيت وجهي و بكيت بكاءً حاراً ليس على وضعه فحسب .........

بل لكفر النعمة الذي يصيب الإنسان عند أدنى نقص في حاله

ننسى كل نعم المولى في لحظة و نستشيط غضباً عند اقل خسارة



تحسست قدماي و صحتي فوجدتها تساوى كل أموال و كل سيارات


العالم وهذا غيض من فيض من نعم الله




وفى النهاية لا يسعنا الا ان نقول

(الحمد لله على كل ما انعم به علينا )
 
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في جلسة مع أصدقائك
في الطريق مع زملائك
على البريد الإلكتروني
في المنتديات
نحتاج دوما إلى التحدث في المفيد
نحتاج دوما إلى موعظة تحي قلوبنا
و الأجمل أن تكون قصّة نستطيع أن نقصها
على ابنائنا اصدقائنا و كل من حولنا
شكررررررررررررررررررررررررا
 
حدثني أحد الأطباء .. قال :
دخلت إلى غرفة العناية المركزة في المستشفى ، ولفت انتباهي شاب في الخامسة والعشرين من عمره مصاب بمرض ( الإيدز ) .. حالته خطرة جداً ..
كلمته برفق فأجاب بكلمات غير مفهومة .. اتصلت بأهله .. فحضرت أمه ..
سألتها عن حال
ابنها ..؟
فقالت : كان حاله على ما يرام ، حتى تعرف على تلك الفتاة ..
قلت : هل كان يصلي ؟
قالت : لا .. لكنه كان ينوي أن يتوب ويحج في آخر عمره ( !! ) ..
اقتربتُ من الفتى المسكين .. فإذا هو يعالج سكرات الموت ..
اقتربت من أذنه وقلت : لا إله إلا الله .. قل : لا إله إلا الله ..
بدأ يفيق وينظر إليّ .. المسكين يحاول بكلّ جوارحه .. الدموع تسيل من عينيه .. وجهـه يتغير إلى السـواد ..
وأنا أردد .. قل : لا إله إلا الله ..
بـدأ يتكلـم بصوت متقطع : آه .. آه .. ألم شديد .. آه .. أريد مسكناً للألم .. آه .. آه ..
بدأت أدافع عبراتي وأقول : قل : لا إله إلا الله ..
بدأ يحرك شفتيه بصعوبة .. فرحت .. سينطقها الآن .. لكنه قال :
لا أستطيع .. لا أستطيع .. أريد صديقتي .. لا أستطيع ..
الأم تنظر وتبكي .. النبض يتناقص .. يتلاشى .. لم أتمالك نفسي .. أخذت أبكي بحرقة ..
أمسكت بيده .. عاودت المحاولة : أرجوك قل لا إله إلا الله ..
وهو يردد : .. لا أستطيع .. لا أستطيع .. ثم بدأ يشهق .. ويشهق ..
توقّف النبض .. انقلب وجه الفتى أسوداً .. ثم مات .. انهارت الأم .. وارتمت على صدره .. تصرخ .. وتصرخ ..
وأنى ينفعه صراخها .. أو حزنها ونحيبها ..
نعم ..
قد مضى الفتى إلى ربه .. لم تنفعه شهواته .. ولا ملذاته .. طالما اغتر بشبابه .. وجمال سيارته وثيابه .. ثم هو اليوم تجالسه في قبره أعماله .. وتحيط به أفعاله .. ما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ..

----
على ماذا ستَموتُ؟

تفكّرْ في السؤالِ وتمعَّنْ جيدًا واخترْ وِجهتَكَ .. قبلَ الختامِ

وتذكَّرْ قولَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كما في البُخاري ( إنَّمَا الأعمالُ بالخواتيمِ )
----
 
يحكى ان رجلا فقيرا كان يتمشي في
طرقات المدينة ليلة العيد فرأى جميع الناس تأكل اللحم فتحسر على نفسه وقرر الرجوع للمنزل.
وعندما رجع إلى منزله وجد زوجته قد حضرتالأكل ولايوجدعندها سوى الفول
وتوجهت اليه قائلة له كل عام وانت بخير يا زوجي العزيز
فرد ببرود وانتي بخير
فجلس وبدأ بالأكل و أخذ يأكل الفول ويرمي قشره من النافذة وهو يقول:
لماذا كل الناس تأكل اللحم وأنا آكل الفول؟!
فضاقت به الدنيا ونزل الفقير من منزله إلى الشارع
فرأى رجلا كان يجلس تحت نافذة منزله يلم قشر الفول ثم يأكله
و يقول الحمد لله الذي رزقني من غير حول مني ولا قوة.
فدمعت عينا الفقير وقال رضيت يا رب

عش حياتك بكل ثقة
لأن الله يعلم مالآ تعلمه أنت
ويخطط لك بأفضل صورة يراها لك
أغمض عينيك عن كل مايتعسها
وقم بتربية قلبك
على تحمل فقدآن بعض الأشياء التي تحبها
لأنك لا تعلم لماذا فقدتها
ولكن الله يعلم
 
كانت كاميرا تصوير موضوعة في أكبر المحلات شهرة
فدخل أحد المشترين وقد بهرته رؤية الاشياء الثمينة المعروضة
فأخذ يعبث بكل ما هو فاخر في هذا المحل
ولم يجد رقيبا ولا من ينهاه
فتجرأ وبدأ في أخذ بعضها
وكل من في غرفة المراقبة ينظرون إليه في ذهول

فقد وضع بعض هذه الأشياء في حذائه وبعضها داخل قميصه
بل والتهم بعض الشكولاتة الفاخرة
وقد أغراه عدم وجود من يمنعه ثم بدأ في الخروج واثقاً من نفسه
وكانت المفاجئة التي زلزلت كيانه

حيث منعه أحد رجال الأمن من الخروج

وعندها تساءل بإستخفاف ماذا هناك؟ ماذا تريد؟
وأقسم أنه لم يفعل شيئاً يدينه.

أشار إليه رجل الأمن بالتزام الهدوء من أجل الزبائن
واقتاده إلى حجرة صغيرة بها عدد من الشاشات والرجال المراقبين.
وأجلسه وبدأ في إرجاع الشريط ثم عرضه عليه فرأى يديه وهيَ تسرق وفمه وهو يأكل وقميصه وهو يشهد

ويا لهول ما رأى
فإن من في الصورة هو هو.
ولم يشهد عليه إلا جوارحه وقد تم الاعتراف.

فبدأ بالتوسل والاعتذار...

هذه الكاميرا من صنع البشر فما بالنا بما صنع الله لمراقبة خلقه في السر والعلن.

فسبحانه يرانا في كل سكناتنا وتحركاتنا وتبهرنا الدنيا ونفتتن بها وكأن لا أحد يرانا ولا أحد يسمعنا!!!

هكذا تكون الغفلة
وسنواجه يوماً مثل صاحبنا

قال تعالى:
( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )

وقال:
(يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون )

فتفكر أخي قبل أن تخطو أي خطوة هل هي ترضي الله ؟


شتان

مابين (عاليهم ثياب سندس خضر وإستبرق )

وبين ( قطعت لهم ثياب من نار )
 
عند السّاعة الثانية عشر ليلاً...بينما كنتُ أقود سيّارتي على طريق شمال البلاد لمحت سيارة من ذاك الأفق لم أتخيّل سرعتها !!!

أردتُ أنْ أفسح لها الطريق لتمرّ فأخذتُ يمينا و إذا بي أسمع صوت فراملها ملأ الكون فاصطدمت بمؤخرة سيارتي!!!

و بتُّ لا استطيع أن اتحكم بوجهة سيري فكانت سيارتي تمشي بشكلٍ دائريٍّ خمس مراتٍ و أكثر!!!

و هنا أدركتُ تالله أنّ الموت بات قاب قوسين أو أدنى و من توفيق الله تعالى أنْ الهمني أنْ أغمض كريمتيّ...(العينان) حتى لا يشخص بصري و يرى ما يُنسيه النّطق بالشهادتين......

و أذكر أنّي كررتُ النّطق بهما أكثر من سبع مراتٍ!!! و كلّ مرة أقول لنفسي معزيّا و مسليّاً هذه الكلمة آخر عهدك بدنيا كرهتِ العيش فيها!!!

و لم يتبادر الى ذهني الاّ أنّ الحديد الذي على حافتي الطريق سوف ينشر عظمي و يمزّق لحمي!!!

لكنّها ثوانٍ و أكون بين يدي الله...إمّا لجنّة و إمّا لنار تلظّى!!!

دقيقة واحدة...والله كأنّها تعدل عمري كلّه...نسيتُ أسعد أيّام و لم اتذكر الاّ كنه طعم الموتِ...و هل سأبقى سويعات أتذوّق مرارة الألم !!!

و فجأة فتحتُ عيناي و إذ ما زالتْ تلك الروح تمرّ مرّ السحاب في جسدٍ أكل الخوف منه!!!!!!!!

لم أصدّق حتى السّاعة أنّي بين أظهركم والله...لم أصب بأذى...بيد السيارة لم يبق لها مقدمة و لا مؤخرة!!!

فأخذتُ نَفَساً عميقاً و ترجلتُ الأرض و إذا بمنْ كان سبباً بما حصل يبعد عني حوالي خمسين متراً!!!
ايضا لم يُصب بأذى!!!

فمرّت دقائق معدودة و اذا بشاحنة كبيرة كادت أن تقضي على الجميع...و كان الموت مرة أخرى أقرب الينا!!!
فغيّرتُ وجهة سيارتي إذ بسبب الحادث باتت بعكس وجهة السير!!!

أحمد الله تعالى أنْ ردّ اليّ تلك الرّوح ليس حبّاً بدنيا لا تساوي جناح بعوضة و إنّما طلباً للموت مبارزاً أهل الكفر....
*****************************

يقلم الشيخ "علي سليم " بتصرف



------
إخوتي - أخواتي

الموت كم هو قريب منّا !!!

فماذا تنتظرون ---- استعدّوا له
 
في أحد البلدان يحكى أن
ملكا اصدر قرارا يمنع فيه النساء من لبس الذهب والحلي والزينة
فكان لهذا القرار ردة فعل كبيرة وامتنعت النساء فيها عن الطاعة

وبدأ التذمر والسخط على هذا القرار
وضجت المدينة وتعالت أصوات الاحتجاجات
وبالغت النساء في لبس الزينة والذهب وأنواع الحلي .

فاضطرب الملك واحتار ماذا سيفعل !
فأمر بعمل اجتماع طارئ لمستشاريه ،
فحضر المستشارون وبدأ النقاش
فقال أحدهم أقترح التراجع عن القرار للمصلحة العامة ثم قال آخر

كلا إن التراجع مؤشر ضعف ودليل خوف
ويجب أن نظهر لهم قوتنا وانقسم المستشارون
إلى مؤيد ومعارض

فقال الملك : مهلاً مهلاً ...
احضروا لي حكيم المدينة
فلما حضر الحكيم وطرح عليه المشكلة

قال له أيها الملك !
لن يطيعك الناس إذا كنت تفكر فيما تريد أنت
لا فيما يريدون هم
فقال له الملك وما العمل ...؟
أتراجع إذن ...؟

قال لا ولكن أصدر قراراً بمنع لبس الذهب
والحلي والزينة لأن الجميلات لا حاجة لهنّ إلى التجمل ...

ثم أصدر استثناءً
يسمح للنساء القبيحات وكبيرات السن بلبس الزينة والذهب
لحاجتهن إلى ستر قبحهن ودمامة وجوههن
فأصدر الملك القرار ...

وما هي إلا سويعات حتى خلعت النساء الزينة
وأخذت كل واحدة منهنّ تنظر لنفسها على أنها جميلة
لا تحتاج إلى الزينة والحلي
فقال الحكيم للملك : الآن فقط يطيعك الناس وذلك عندما تفكر بعقولهم
وتدرك اهتماماتهم وتطل من نوافذ شعورهم

إن صياغة الكلمات فن نحتاج إلى إتقانه

وعلم نحتاج إلى تعلمه في خطابنا لندعوا إلي ما نريد
من خلال ربط المطلوب منهم بالمرغوب لهم
ومراعاة المرفوض عندهم قبل طرح المفروض عليهم
وأن نشعر المتلقي بمدى الفائدة الشخصية التي سيجنيها
من خلال اتباع كلام أو الامتناع عنه

انها قصة جميلة و معبرة جدا .... كم نحتاج في هذه الأيام امثل هذا الملك و لمثل هذا الحكيم
 
رجل فقير يرعى أمه و زوجته و ذريته ، وكان يعمل خادماً لدى أحدهم ، مخلصاً في عمله ويؤديه على أكمل وجه ، إلا أنه ذات يوم تغيب عن العمل ..
فقال سيده في نفسه :
" لابد أن أعطيه ديناراً زيادة حتى لا يتغيب عن العمل”

فبالتأكيد لم يغيب إلا طمعاً في زيادة راتبه لانه يعلم بحاجتى إليه
" وبالفعل حين حضر ثاني يوم أعطاه راتبه و زاد عليه الدينار ..
لم يتكلم العامل و لم يسأل سيده ..
عن سبب الزيادة ، وبعد فترة غاب العامل مرة أخرى ،
فغضب سيده غضباً شديداً وقال :
" سأنقص الدينار الذي زدته. "
و أنقصه .. و لم يتكلم العامل و لم يسأله عن نقصان راتبه..
فإستغرب الرجل مِنْ ردة فعل الخادم ، وسأله :

زدتك فلم تسأل ، و أنقصتك فلم تتكلم !!!!!!!

فقال العامل : عندما غبت المرة الأولى رزقني الله مولوداً ..
فحين كافأتني بالزيادة ، قلت هذا رزق مولودي قد جاء معه ،
وحين غبت المرة الثانية ماتت أمي ، وعندما أنقصت الدينار
قلت هذا رزقها قد ذهب بذهابها .

ما أجملها مِنْ أرواح تقنع و ترضى بما وهبها إياه الرحمن
 
جـــــــــــزيت خيرا ... لا حرمك الله أجر مانقلت


##########

عليك من الله ما تستحقي ويتوجب طردك على مشاركاتك الدعائية في غير محلها
Abu_Omar
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
عودة
أعلى