السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد تحدثت في موضوع سابق عن السرقة العلمية إثر إكتشافي قيام أحد الباحثين بنسخ فقرات ورسومات من مقال علمي نشرته دون الرجوع إلى مقالي كمصدر
اليوم أود التحدث عن الفرق بين الرجوع الصحيح للمراجع واستخدامها بالشكل الصحيح وبين الاقتباس والسرقة العلمية، لأن الوقوع في مثل تلك الأخطاء هو أمر ليس بالبسيط وقد يكلف صاحبه المشاكل الكثيرة.
ما دفعني لكتابة هذا الموضوع – إضافة للفائدة للأعضاء الكرام- هو ما حصل معي خلال الأسابيع القليلة الماضية.
الحدث الأول هو أن محرر إحدى المجلات العلمية أرسل لي مقال لمراجعته. المقال كان مكتوباً بلغة إنجليزية ضعيفة جداً ومليء بالأخطاء اللغوية، بحيث كان من الصعب قرائته. خلال معاناتي في قراءة المقال كانت تمر فقرات مكتوبة بلغة إنجليزية قوية جداً وتتناقض مع طبيعة مجمل المقال مما جعلني أشك في أن تلك الفقرات مسروقة.
قمت فوراً بالبحث – وشكراً لمحرك البحث جوجل- فلا يمكنكم تصور سهولة الأمر وكيف أن جوجل يكشف كل شيء بسرعة كبيرة. كل ما عملته هو أخذ جملة مميزة من تلك الفقرات المشكوك في أنها مسروقة ووضعتها في محرك البحث ليكتشف مصدرها فوراً
المهم أنني كررت الأمر مع كل الفقرات التي شككت فيها لأكتشف أن كاتب المقال قام بسرقة فقرات كاملة من كتب على google books ومن أبحاث متوفرة على الإنترنت ولصقها كما هي دون أي تغيير ودون إشارة من قريب أو بعيد للمصادر
السارق للأسف هو طالب دكتوراة في جامعة أوروبية وهو من إحدى الدول العربية.
قمت على الفور بتحديد تلك السرقات ومصادرها وأرسلت لرئيس التحرير بذلك وطلبت منه وضع اسم السارق في القائمة السوداء ليتم منعه من النشر لسنوات عقاباً له على السرقة.
الحادث الثاني هو مشابه ولكن هذه المرة مع بروفيسور في جامعة أوروبية عريقة. البروفيسور قام بنشر مقال عبارة عن تجميع لفقرات مأخوذة كما هي من مقالات وتقارير منشورة، وحتى من مقالات سابقة للكاتب دون ذكر المصدر. محرر المجلة اكتشف هذا الأمر وقام باتخاذ اجراءات عقابية تجاه السارق قد تكلفه الكثير بلا شك.
لتوضيح الأمر وتجنب الوقوع في تلك المشكلة أطرح اليوم هذا الموضوع الذي يبين كيفية استخدام المراجع وتجنب السرقة العلمية وعواقبها الوخيمة.
س: ما هو الهدف من استخدام المراجع في البحث العلمي وكتابة Literature review ؟
ج: إن الهدف من ذلك هو تعريف القاريء بما تم الوصول إليه من بحث في الموضوع المراد الكتابة فيه، وبيان ما هي الفكرة الجديدة للبحث مقارنة مع ما تم نشره سابقاً في الموضوع، أو يكون الهدف هو نقد فكرة أو نظرية سابقة وبيان بطلانها أو خطئها والقيام بتصحيحها في المقال الجديد، أو لدعم فكرة المقال عن طريق الرجوع لمقالات سابقة توصلت لنتيجة مشابهة.
س. هل يجوز الرجوع لمقال نشره الباحث نفسه سابقاً؟
ج. نعم يجوز ذلك، ولكن الأفضل الرجوع لباحثين آخرين أيضاً وليس فقط لنفس الباحث
س. ما هي السرقة العلمية؟
ج. السرقة العلمية هي أخذ جملة أو أكثر أو رسماً أو صورة من مصدر سواء كان كتاباً أو مقالاً أو تقريراً أو غيره وإدراجه دون كتابة المصدر.
س: هل يجوز أخذ جملة أو أكثر من مصدر وكتابتها كما هي مع الرجوع للمصدر وكتابته؟
لا يجوز. الرجوع للمادة العلمية لا يعني أخذ النص كما هو وإنما أخذ الفكرة وإعادة صياغتها بأسلوب الكاتب الخاص وذكر المصدر. لا يجوز بأي حال من الأحوال أخذ النص كما هو حتى لو كان من مصدر للكاتب نفسه
س. هل يجوز أخذ جملة أو أكثر أو رسماً من مقال أو كتاب سبق أن نشره الكاتب نفسه؟
ما ينطبق على المراجع للمؤلفين الآخرين ينطبق على المراجع لذات المؤلف الذي ينوي الكتابة. بمعنى أن الكاتب يتوجب عليه كتابة المرجع حتى لو كان ذاك المرجع من تأليفه، كما أنه لا يجوز النسخ الحرفي حتى لو كان من مصدر من تأليف الكاتب نفسه.
س: هل يجوز أخذ فقرات أو رسومات أو غيره من تقارير علمية غير منشورة؟
يجوز إن كانت تلك التقارير من كتابة المؤلف نفسه وغير منشورة في أي مكان ولا حتى موجودة على الإنترنت ولا بأي وسيلة نشر أخرى.
س. هل يجوز أخذ صور أو رسومات أو فقرات من بحث ماجستير أو دكتوراة للكاتب نفسه وإدراجها كما هي في مقال علمي.؟
ج. يجوز بشرط أن تكون رسالة الماجستير أو الدكتوراة من تأليف الكاتب نفسه وأن تلك الرسائل غير منشورة. معظم رسائل الدكتوراة وخصوصاً في جامعات أوروبا يتم نشرها ككتاب في دار نشر وبالتالي تكون هناك حقوق نشر وبالتالي ينطبق عليها ما يتعلق بخصوص حقوق الطبع والنشر
س. ما هو الاقتباس؟
الاقتباس هو كتابة جملة أو أكثر أخذت من مصدر آخر وإدراجها كما هي دون أي تغيير أو تعديل. يتم عادة وضع الاقتباس ضمن علامات تخصيص " " مع ذكر المصدر بالطبع.
مثال على الاقتباس: "
Water pollution is the contamination of water bodies (e.g. lakes, rivers, oceans and groundwater). Water pollution occurs when pollutants are discharged directly or indirectly into water bodies without adequate treatment to remove harmful compounds
."
كما تم ذكر المصدر
لا يفضل استخدام الإقتباس إلا في حالات نادرة وقليلة جداً جداً.
تذكر دوماً أن الكتابة مثل البصمة، وكما أن لكل إنسان بصمات أصابع تميزه وتختلف عن أي شخص آخر كذلك الكتابة فكل شخص له أسلوبه في الكتابة والذي يختلف عن غيره.
أي سرقة أو اقتباس تظهر كعلامة بارزة داخل البحث وتختلف عما حولها من فقرات. لذا تذكر أن اكتشاف الأمر سيكون سهلاً. هناك برامج كمبيوتر متخصصة في اكتشاف السرقات العلمية، وتستخدم في كثير من جامعات أوروبا وأمريكا، وهناك جوجل الذي يكشف الكثير. إن عواقب السرقات العلمية وخيمة ويكفي الفضيحة أمام الأكاديميين والباحثين ومنع الباحث من النشر وربما طرده من منصبه، كما حصل في حالات كثيرة.
أتمنى من الجميع أخذ الأمر بعين الاعتبار مع خالص تمنياتي بالتوفيق للجميع
كنت قد تحدثت في موضوع سابق عن السرقة العلمية إثر إكتشافي قيام أحد الباحثين بنسخ فقرات ورسومات من مقال علمي نشرته دون الرجوع إلى مقالي كمصدر
اليوم أود التحدث عن الفرق بين الرجوع الصحيح للمراجع واستخدامها بالشكل الصحيح وبين الاقتباس والسرقة العلمية، لأن الوقوع في مثل تلك الأخطاء هو أمر ليس بالبسيط وقد يكلف صاحبه المشاكل الكثيرة.
ما دفعني لكتابة هذا الموضوع – إضافة للفائدة للأعضاء الكرام- هو ما حصل معي خلال الأسابيع القليلة الماضية.
الحدث الأول هو أن محرر إحدى المجلات العلمية أرسل لي مقال لمراجعته. المقال كان مكتوباً بلغة إنجليزية ضعيفة جداً ومليء بالأخطاء اللغوية، بحيث كان من الصعب قرائته. خلال معاناتي في قراءة المقال كانت تمر فقرات مكتوبة بلغة إنجليزية قوية جداً وتتناقض مع طبيعة مجمل المقال مما جعلني أشك في أن تلك الفقرات مسروقة.
قمت فوراً بالبحث – وشكراً لمحرك البحث جوجل- فلا يمكنكم تصور سهولة الأمر وكيف أن جوجل يكشف كل شيء بسرعة كبيرة. كل ما عملته هو أخذ جملة مميزة من تلك الفقرات المشكوك في أنها مسروقة ووضعتها في محرك البحث ليكتشف مصدرها فوراً
المهم أنني كررت الأمر مع كل الفقرات التي شككت فيها لأكتشف أن كاتب المقال قام بسرقة فقرات كاملة من كتب على google books ومن أبحاث متوفرة على الإنترنت ولصقها كما هي دون أي تغيير ودون إشارة من قريب أو بعيد للمصادر
السارق للأسف هو طالب دكتوراة في جامعة أوروبية وهو من إحدى الدول العربية.
قمت على الفور بتحديد تلك السرقات ومصادرها وأرسلت لرئيس التحرير بذلك وطلبت منه وضع اسم السارق في القائمة السوداء ليتم منعه من النشر لسنوات عقاباً له على السرقة.
الحادث الثاني هو مشابه ولكن هذه المرة مع بروفيسور في جامعة أوروبية عريقة. البروفيسور قام بنشر مقال عبارة عن تجميع لفقرات مأخوذة كما هي من مقالات وتقارير منشورة، وحتى من مقالات سابقة للكاتب دون ذكر المصدر. محرر المجلة اكتشف هذا الأمر وقام باتخاذ اجراءات عقابية تجاه السارق قد تكلفه الكثير بلا شك.
لتوضيح الأمر وتجنب الوقوع في تلك المشكلة أطرح اليوم هذا الموضوع الذي يبين كيفية استخدام المراجع وتجنب السرقة العلمية وعواقبها الوخيمة.
س: ما هو الهدف من استخدام المراجع في البحث العلمي وكتابة Literature review ؟
ج: إن الهدف من ذلك هو تعريف القاريء بما تم الوصول إليه من بحث في الموضوع المراد الكتابة فيه، وبيان ما هي الفكرة الجديدة للبحث مقارنة مع ما تم نشره سابقاً في الموضوع، أو يكون الهدف هو نقد فكرة أو نظرية سابقة وبيان بطلانها أو خطئها والقيام بتصحيحها في المقال الجديد، أو لدعم فكرة المقال عن طريق الرجوع لمقالات سابقة توصلت لنتيجة مشابهة.
س. هل يجوز الرجوع لمقال نشره الباحث نفسه سابقاً؟
ج. نعم يجوز ذلك، ولكن الأفضل الرجوع لباحثين آخرين أيضاً وليس فقط لنفس الباحث
س. ما هي السرقة العلمية؟
ج. السرقة العلمية هي أخذ جملة أو أكثر أو رسماً أو صورة من مصدر سواء كان كتاباً أو مقالاً أو تقريراً أو غيره وإدراجه دون كتابة المصدر.
س: هل يجوز أخذ جملة أو أكثر من مصدر وكتابتها كما هي مع الرجوع للمصدر وكتابته؟
لا يجوز. الرجوع للمادة العلمية لا يعني أخذ النص كما هو وإنما أخذ الفكرة وإعادة صياغتها بأسلوب الكاتب الخاص وذكر المصدر. لا يجوز بأي حال من الأحوال أخذ النص كما هو حتى لو كان من مصدر للكاتب نفسه
س. هل يجوز أخذ جملة أو أكثر أو رسماً من مقال أو كتاب سبق أن نشره الكاتب نفسه؟
ما ينطبق على المراجع للمؤلفين الآخرين ينطبق على المراجع لذات المؤلف الذي ينوي الكتابة. بمعنى أن الكاتب يتوجب عليه كتابة المرجع حتى لو كان ذاك المرجع من تأليفه، كما أنه لا يجوز النسخ الحرفي حتى لو كان من مصدر من تأليف الكاتب نفسه.
س: هل يجوز أخذ فقرات أو رسومات أو غيره من تقارير علمية غير منشورة؟
يجوز إن كانت تلك التقارير من كتابة المؤلف نفسه وغير منشورة في أي مكان ولا حتى موجودة على الإنترنت ولا بأي وسيلة نشر أخرى.
س. هل يجوز أخذ صور أو رسومات أو فقرات من بحث ماجستير أو دكتوراة للكاتب نفسه وإدراجها كما هي في مقال علمي.؟
ج. يجوز بشرط أن تكون رسالة الماجستير أو الدكتوراة من تأليف الكاتب نفسه وأن تلك الرسائل غير منشورة. معظم رسائل الدكتوراة وخصوصاً في جامعات أوروبا يتم نشرها ككتاب في دار نشر وبالتالي تكون هناك حقوق نشر وبالتالي ينطبق عليها ما يتعلق بخصوص حقوق الطبع والنشر
س. ما هو الاقتباس؟
الاقتباس هو كتابة جملة أو أكثر أخذت من مصدر آخر وإدراجها كما هي دون أي تغيير أو تعديل. يتم عادة وضع الاقتباس ضمن علامات تخصيص " " مع ذكر المصدر بالطبع.
مثال على الاقتباس: "
Water pollution is the contamination of water bodies (e.g. lakes, rivers, oceans and groundwater). Water pollution occurs when pollutants are discharged directly or indirectly into water bodies without adequate treatment to remove harmful compounds
."
Wikipedia, the free Encyclopedia. URL: http://en.wikipedia.org/wiki/Water_pollution
في المثال أعلاه تم أخذ فقرة كاملة كما هي دون تعديل أو تغيير ولكن تم وضعها في علامات تخصيص ""كما تم ذكر المصدر
لا يفضل استخدام الإقتباس إلا في حالات نادرة وقليلة جداً جداً.
تذكر دوماً أن الكتابة مثل البصمة، وكما أن لكل إنسان بصمات أصابع تميزه وتختلف عن أي شخص آخر كذلك الكتابة فكل شخص له أسلوبه في الكتابة والذي يختلف عن غيره.
أي سرقة أو اقتباس تظهر كعلامة بارزة داخل البحث وتختلف عما حولها من فقرات. لذا تذكر أن اكتشاف الأمر سيكون سهلاً. هناك برامج كمبيوتر متخصصة في اكتشاف السرقات العلمية، وتستخدم في كثير من جامعات أوروبا وأمريكا، وهناك جوجل الذي يكشف الكثير. إن عواقب السرقات العلمية وخيمة ويكفي الفضيحة أمام الأكاديميين والباحثين ومنع الباحث من النشر وربما طرده من منصبه، كما حصل في حالات كثيرة.
أتمنى من الجميع أخذ الأمر بعين الاعتبار مع خالص تمنياتي بالتوفيق للجميع