ففيــم يختصمــون ؟!.

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
ففيــم يختصمــون ؟!.
--------------------

حين ولي أبو بكر -رضي الله عنه- خلافة المسلمين ، بعد انتقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الرفيق الأعلى ، وَلِىَ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمر القضاء في المدينة ، فبقي مدة من الزمن ليست بالقصيرة ، لم يختصم إليه إنسان ، ولم يختلف في مجلسه اثنان ، فجاء أبا بكر طالباً إعفاءه ، فقال له : أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر ؟!
فقال عمر : لا يا خليفة رسول الله ، ولكن ليس بي حاجة عند قوم مؤمنين ، عرف كل منهم ما له من حق ، فلم يطلب أكثر منه ، وما عليه من واجب ، فلم يقصر في أدائه ، أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه ، إذا غاب أحدهم تفقدوه ، وإذا مرض عادوه ، وإذا افتقر أعانوه ، وإذا احتاج ساعدوه ، وإذا أصيب واسوه ، دينهم النصيحة ، وخلقهم الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ففيم يختصمون ؟!.

نعم .. ففيم يختصمون ؟!
ولماذا يختصمون ؟!
وعلى ماذا يختصمون ؟!
وأي شيء هذا الذي يستحق أن يختصموا عليه ؟! أو أن يتدابروا لأجله ؟!
قوم بهذه الأخلاق .. لا حاجة بهم إلى قضاة ..
قوم صدقوا في إيمانهم .. لا حاجة بهم إلى محاكم ومحاكمات .. حتى تستقيم حياتهم ، وتزكو نفوسهم ..
قوم على الإيمان ، صفاتهم .. عرفوا ما لهم فلم يتجاوزوه ، وما عليهم فما أنكروه .. علام يختلفون ، وفيم يختصمون ؟!

نعم .. إن عظيم مشكلاتنا أننا نطلب أكثر من حقوقنا ، ونتجاوز إلى حقوق غيرنا ، ونعتدي عليها ، ولا نؤدي ما علينا من حقوق .. هذه هي المشكلة أننا نصر على أخذ حقوقنا وافية كاملة ، في الوقت الذي نتهرب فيه من تسديد الحقوق ، والوفاء بالوعود ، وأداء الواجبات .. كأن الله خلقنا وحقوقنا معلقة بأعناق الناس ، وأعناقنا خالية من كل الحقوق والواجبات ..
يرى أحدنا لزام الوفاء بحقوقه ، وقيام الآخرين بواجباته كاملة ، ويرى كذلك لزام أن يقبل الناس أعذاره ، ويسوغوا أخطاءه ، ولا يرى شيئاً من ذلك يلزمه .. أليس هذا أس الداء ، وأصل البلاء ؟!!
ولو أننا عرفنا حقوقنا فما تجاوزناها ، وحقوق غيرنا فأديناها .. ما خسرنا أحداً ، ولا خاصمنا أحداً ، ولا ساء لنا جوار ، ولا تقطعت بيننا أرحام ، ولا نَبَتْ بنا ألفاظ ، ولا استبد بنا غضب !!
لكن .. من أين لنا بهذا الوقـّاف عند حدوده ؟! يعرف فيلزم ، يستسلم للحق راضياً ، له الحق أو عليه ؟!!

وحين يستسلم الجميع للحق ، ويكونون جنوداً مخلصين في ميادينه ، ينتصرون له ، على القرابة ، والصداقة ، والصحبة ، والولد ، والزوجة .. تصفو القلوب ، وتسلم النفوس من الشح ، والبغض ، والحسد ، والكراهية .. عندها فقط نحب لإخواننا وجيراننا وأهلنا ما نحب لأنفسنا .. عندها فقط نفقد الغائب ، ونعود المريض ، ونعين الفقير ، ونساعد صاحب الحاجة ، ونواسي صاحب المصيبة ، شأننا النصيحة .. لا نبحث لأحد عن فضيحة .. أمرنا بالمعروف ، ونهينا عن المنكر .. نغفر الزلل ، ونتجاوز الإساءة ، ونقبل العذر ..
إذا كنا هكذا .. هل نكون بحاجة إلى محاكم ومحاكمات .. ؟!!
إذا كنا هكذا ففيم الخصومة أصلاً ؟؟!!

وأعتقد أن المحاكم والمحاكمات .. مهما بلغت في العدل شأواً ، لا تشيد مجتمعاً نظيفاً سليماً ، خالياً من المصائب والمتاعب .. ولا تقوى على تنظيف القلوب ، وحصد الشرور منها .. هذا بالنسبة للمجتمعات عامة .. فكيف يكون الأمر بالنسبة للدعوات الإصلاحية .. التي تسعى لتطبيق منهج ، وتأسيس بنيان ، وصياغة إنسان .. ؟!!


--------------------------------------------------------
المصدر :
كتاب "قواعد السلف الذهبية في الأخوة الإيمانية"
لمؤلفه الدكتور : عبد الله فرج الله

 
جزاك الله خير ا اخى على موضوعاتك القيمة وننتظرالمزيد
 
مشكور أخى على هذا الموضوع

اللهم أجعلنامثل السلف لا نتخاصم و لا نستحق لمحاكم
:S
 
أحب كل منهم لأخيه ما يحب لنفسه ، إذا غاب أحدهم تفقدوه ، وإذا مرض عادوه ، وإذا افتقر أعانوه ، وإذا احتاج ساعدوه ، وإذا أصيب واسوه ، دينهم النصيحة ، وخلقهم الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، ففيم يختصمون ؟!.


بارك الله بك على الموضوع الرائع :gift: موفق بإختياره
جعلنا الله منهم
من هذا العقد الفريد
عقد الصحابة
اللهم صلي على سيدنا محمد معلم الناس الخير وعلى آله وصحبه وسلم
 
أحسنت الاختيار أستاذنا الفاضل
بوركت وجزاك الله خيرا
 
بارك الله فيك ابو قصي
 
احسنت الاختيار اخي الحبيب ابو قصي
اختيار موفق كما تعودنا منك دائما سلمت لنا وسلمت يمناك
الله الله على هذا الجيل وكيف لا يحدث فيهم هذا ومعلمهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم نسأل الله ان يرزقنا التأدب باخلاق المصطفى وان يرزقنا واياكم حسن الخلق
بارك الله فيك اخي ابو قصي وجزاكم الله كل خير
868686YDAkL.www.arabsbook.com.gif

 
جزاك الله خيرا اخى الحبيب ابو قصى موضوع فائق الجمال

نحن فعلا بحاجة الى الإنقياد لحكم الحق فالحق احق ان يتبع فلا داعى للخصومة و التدابر
و عاقبة آكل الحقوق سيئة جدا خاصة اذا كان احد المختصمين ذو لسان ماهر و عقل ماكر فيأخذ ما ليس له فإن لذلك عاقبة ليست بمحمودة ابداً كما دل على ذلك الحديث الشريف:

عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض؛ فأقضي له على نحو مما أسمع منه، فمن قطعت له من حق أخيه شيئا، فإنما أقطع له قطعة من النار متفق عليه.

اللهم ارنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعاً و ارنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابا
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك و بطاعتك عن معصيتك و بفضلك عمن سواك

اخى الحبيب ابو قصي لك منى خالص التحيات


:):gift:
 
جزاك الله خيرا، أستاذ أبو قصي

موضوع جميل جدا

نسأل الله تعالى و أطلب منه أن يجعلنا مثل أصحاب النبي عليه الصلاة و السلام، يا رب.

تحياتي
 

السلام عليكم استاذي الحبيب

احييك على موضوعك الهادف
الذي يشتمل على الكثير من التوجيهات والتبيينات
يستعرض حالة معينة .. .. وما نتج عنها .... ومن ثم ينطلق ليستعرض الاحوال
وكيف يمكن ان تتدارك
----

جوهر الموضوع عدة امور نستعرضها بايجاز

الامر الاول ..... الخصومة ..كحالة اجتماعية انسانية.

فهي تعبر عن الخلاف على شيء او امر يهتم له طرفان ... وتوجد للخصومة حالتان

الاولى : الخصمان يدعيان رجاحة مايذهبان اليه كليهما .... وهنا الحال يستمر الى ان يثبت احدهما حجته وييقن دليله

اما الحالة الثانية : خصومة على خلاف ... بمعنى لكل منهما راي مستقل مخالف ... وهنا الحال اكثر صعوبة وخلافية .

قد لايُفضي الى حل ... يعتمد على حجج الخصوم ومدى مقدرتهما على الدفاع
ومدى استعدادهما لتقبل الحجة ... بمعنى ان الامر عسير نتيجته لايمكن البت فيها ..

--------
------------------------------------

الامر الثاني ..... هو المشكلات .... .

المشكلات خلافات تقع بين طرفين (( ليس بالضرورة ان يكون الطرف الاخر متبني للمشكلة
بمعنى قد يثيرها طرف وحيد ويجعلها تكبر على حساب الطرف الثاني )) .

وهي انواع منها المشكلات الحقيقية والمشكلات الثانوية والمشكلات المفتعلة
الفرق فيما بينها ... غرض الطرف الذي يثير المشكلة ....

والحديث يطول في ذلك جوهره غاية اثارة المشكلة ...
---------
--------------------

الامر الثالث ... الحقوق ...

وهنا يمتزج الحال بين الخصومة .... والمشكلة لان كليهما يجمعهما امر واحد .... وهو الحقوق ....

غاية الخصومة ... ابراز الحق وبيانه واعطائه لأهله

في حين المشكلة ... قد تكون وسيلة لاستلاب الحقوق

الامر ليس بهذه الخصوصية التي بيناها ..... اي الامر ليس حديا ...
هكذا او هكذا بل توجد تدرجات تتبع اهواء المتخاصمين والظروف المحيطة بالحدث

-----------
--------------------------

الامر الرابع ..... المثالية في التعامل بين البشر .... قطعا هي لا تتواجد بالمطلق ...

بل هنالك منهجية يجب الالتزام بها والتمسك بها والتتبع لها ... وهي منهجية الحق.

اقام دعائمها الامين محمد صلى الله عليه وسلم ....
منهجية الحق تتبع من خلال سنة الامين محمد وميزانها كتاب الله جل في علاه

ان النبي الاكرم محمد عليه الصلاة والسلام ... خير من يتبع ويتأسى بعمله
ودونه كل العباد في ذلك ....

عليه يجب ان تكون نظرتك للاقتداء هي نظرة مرتكزة على اتباع سنة النبي الامين من قول وفعل
كي لاتباعد ... ولايباعد الحق عنك

تحياتي لك استاذي الفاضل
جعلنا الله واياكم من محبي النبي الامين محمد والسائرين على دربه
والعاملين بمنهجيته والمتبعين لسنته ...

حفظك الله استاذي الغالي
 
جزاك الله خير ا اخى على موضوعاتك القيمة وننتظرالمزيد
وأنت جزاك الله خيراً أخي الكريم علي ..
أشكرك جزيلاً على مرورك الكريم وتشريفك العطر ..
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ..
تقبل أرق تحياتي !!..
 
مشكور أخى على هذا الموضوع
اللهم اجعلنا مثل السلف لا نتخاصم و لا نستحق لمحاكم
:S
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة منى ..
جزيل الشكر لكِ على مروركِ العطر وحضوركِ المتميز ..
أتمنى لكِ التوفيق والنجاح والسعادة في الدنيا والآخرة ..
تحياتي وشكري وتقديري !!..
 
جزاك الله خير ا اخى على موضوعاتك القيمة وننتظرالمزيد
وأنت جزاك الله خيراً أخي الكريم محمد شاكر ..
أشكرك جزيلاً على مرورك الكريم وتشريفك العطر ..
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ..
تحياتي وتقديري !!..
 
بارك الله بك على الموضوع الرائع :gift: موفق بإختياره
جعلنا الله منهم
من هذا العقد الفريد
عقد الصحابة
اللهم صلي على سيدنا محمد معلم الناس الخير وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
وأنت بارك الله فيك أخي الكريم محمد الكيميائي ..
أشكرك جزيلاً على مرورك الكريم وتشريفك العطر ..
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ..
تحياتي وشكري وتقديري !!..
 
أحسنت الاختيار أستاذنا الفاضل
بوركت وجزاك الله خيرا
جزاكِ الله خيراً أختنا الكريمة ومشرفتنا القديرة شـمـوخ ..
جزيل الشكر لكِ على مروركِ العطر وعلى حضوركِ المتألق ..
أتمنى لكِ التوفيق والنجاح والسداد والرشاد ..
تحياتي وشكري وتقديري !!..
 
بارك الله فيك ابو قصي
وأنتِ بارك الله فيكِ أختنا الفاضلة زين الشرف الهاشمية ..
جزيل الشكر لكِ على مروركِ العطر وحضوركِ المتميز ..
رزقكِ الله الجنة ونعيمها ، وما قرب إليها من قول أو عمل ..
تحياتي وشكري وتقديري !!..
 
احسنت الاختيار اخي الحبيب ابو قصي
اختيار موفق كما تعودنا منك دائما سلمت لنا وسلمت يمناك
الله الله على هذا الجيل وكيف لا يحدث فيهم هذا ومعلمهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم نسأل الله ان يرزقنا التأدب باخلاق المصطفى وان يرزقنا واياكم حسن الخلق
بارك الله فيك اخي ابو قصي وجزاكم الله كل خير
868686YDAkL.www.arabsbook.com.gif


جزاك الله خيراً وبارك الله فيك أخي الكريم وفارسنا المغوار محمد ..
أشكرك جزيلاً على مرورك الكريم وعلى تشريفك العطر ..
كما أشكرك جزيلاً على اهتمامك ومتابعتك وعلى إضافاتك القيمة ..
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ..
أتمنى لك التوفيق والنجاح والسعادة في الدارين ..
تحياتي وشكري وتقديري !!..
 
جزاك الله خيرا اخى الحبيب ابو قصى موضوع فائق الجمال
نحن فعلا بحاجة الى الإنقياد لحكم الحق فالحق احق ان يتبع فلا داعى للخصومة و التدابر
و عاقبة آكل الحقوق سيئة جدا خاصة اذا كان احد المختصمين ذو لسان ماهر و عقل ماكر فيأخذ ما ليس له فإن لذلك عاقبة ليست بمحمودة ابداً كما دل على ذلك الحديث الشريف:
عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض؛ فأقضي له على نحو مما أسمع منه، فمن قطعت له من حق أخيه شيئا، فإنما أقطع له قطعة من النار متفق عليه.
اللهم ارنا الحق حقاً و ارزقنا اتباعاً و ارنا الباطل باطلاً و ارزقنا اجتنابا
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك و بطاعتك عن معصيتك و بفضلك عمن سواك
اخى الحبيب ابو قصي لك منى خالص التحيات

:):gift:
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك أخي الحبيب محمد ..
أشكرك جزيلاً على مرورك الكريم وعلى تشريفك العطر ..
كما أشكرك جزيلاً على اهتمامك ومتابعتك وعلى إضافتك الغنية والمثرية ..
رزقك الله من خيري الدنيا والآخرة بغير حساب ..
أتمنى لك التوفيق والنجاح والسداد والرشاد ..
دمت في حفظ الرحمن وأمنه !!..
 
جزاك الله خيرا، أستاذ أبو قصي
موضوع جميل جدا
نسأل الله تعالى و أطلب منه أن يجعلنا مثل أصحاب النبي عليه الصلاة و السلام، يا رب.
تحياتي
آمين على دعائكِ الطيب المبارك ..
جزاكِ الله خيراً أختنا الفاضلة نور الإيمان ..
جزيل الشكر لكِ على مروركِ العطر وحضوركِ المتميز ..
رزقكِ الله الجنة ونعيمها ، وما قرب إليها من قول أو عمل ..
تحياتي وشكري وتقديري !!..
 
عودة
أعلى