عين القلب ( 1 )



ثم أستغفر الله لذنبي و عظيم جرمي إذ زللت لما لم تنضبط العبارة معي في حق أخي الكريم ( إذا كان لا يزال يقبل مني أن أخاطبه بالأخ .. ) أحمد راقي .. عندما كتبت ما يلي .. ( مع أن السياق الذي ورد فيه هذا التعبير قد يستجلب بعض التفهم ) ..
أكيد أن العبارة شاذة قياسا مع منهجي في الكتابة .. و عليه أكرر الاعتذار لأخي الكريم .. و أرجو أن يسامحني و يرحم ضعفي ..
لا عليك أخي الحبيب مهدي عبد الوافي فأنا أحبك في الله وما الدين إلا النصيحة ولا خير في قوم لا يتناصحون .
إن ما يدفعنا أخي الحبيب للدفاع عن سنة رسول الله كما جاء بها صلى الله عليه وسلم ليست سوى غيرة على هذا الدين الذي تفرقت به السبل وكثرت فيه الأحزاب ..كل حزب بما لديهم فرحون ..
أخي الحبيب لا عليك مرة أخرى فالمسلم إذا لم يكن متسامحا عفوا رؤوفا عطوفا فالإسلام بريء منه وهو منه براء . فنحن هنا لنتعاون على البر والتقوى دون قبلية ولا طائفية ولا حزبية إنما دستورنا قرآننا الكريم وسنة نبينا عليه من الله أفضل الصلاة وأزكى السلام .
 


إذا كان ابن تيمية رحمه الله قد قضى عمره في" دحض شبهات الصوفية و قمع بدعهم " فكيف نوفق بين عمله هذا و قوله الذي أعيد نقله بين يديك " قال شيخ الإسلام " و الصواب أنهم ( أي الصوفية ) مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم في طاعة الله . ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده .. و فيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين .. و في كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ . و فيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب " ( فتاوى ابن تيمية ج 11 ص 18 ) .
و قال " و إنهم في ذلك بمنزلة الفقهاء في الرأي " ( فتاوى ابن تيمية ج 10 ص 370 ) .

كما قلت سابقا لا تستشهد من كلام ابن تيمية وابن القيم بكلام يعاضد الصوفية , وهما اللذين قضيا عمرها فى دحض شبهات الصوفية , وقمع بدعهم - كما أننى أحب أن أؤكد لك أننا لا نتبع اشخاصا بعينهم بل نتبع منهاج النبى صلى الله عليه وسلم - فلا أحد سواه معصوم ."
ولنفترض أن هذا الكلام صحيح , فما الذى يضطرك إلى اتباع منهاج قوم يخطئون ويصيبون , وعندك رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصوم الذى أمرنا باتباعه فال تعالى ( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا )
فقل لي أخي من أوصل إليك منهاج رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ و بأي فهم ؟ و بأي نسبة من العصمة ؟
و كيف يطلب موسى عليه السلام من الخضر عليه السلام أن يتبعه .. قال " هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا " .. ؟ ألا يجوز لمن كان مسلكه في الاتباع على منوال مسلك موسى عليه السلام أن يصحب من يتعلم منه هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
من العلوم بداية أن شرائع من قبلنا قد نُسخت بشريعة الإسلام - هذا أصل لابد أن نضعه فى البداية
ثم إن الاستدلال هنا خاطئ لأنك لا تستدل على حرمة اتباع شخص يعلمك منهج النبى
وإنما تستدل بهذا على أن اتباع منهج منحرف لا بأس به
إذن فالاستدلال خاطئ

أما عن سؤالك , أو قل أسئلتك
1- من اوصل إلى منهاج رسول الله صلى الله عليه وسلم
الجواب : أوصله إلى الصحابة ثن التابعين ثم تابعيهم وهكذا حتى وصل إلينا وتعلناه من علمائنا الذين يتبعون منهج الإسلام بفهم الصحابة والتابعين
2- بأى فهم ؟
بفهم الصحابة طبعا لأنهم أعلم الأمة , واصدقها , وابرها قلوبا
فنفهم الإسلام كما فهمه الصحابة , ونطبقه كما طبقه الصحابة فقد قال تعالى ( وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿ سورة التوبة :١٠٠﴾ وهكذا مدح الله الصحابة ورضى عنهم
3- بأى نسبة من العصمة ؟
من معتقدات أهل السنة والجامعة الجازمة أنه لا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالكل يخطئ ويصيب , فعليك بالسنة تصب

يتع ...
 


و أما قولكم ..
"منهاج اهل السنة يتضمن ( التزكية ) من أهم ركائزه هذا شئ لا جدال فيه - ولكن ليس تزكية الصوفية بالطبع بل التزكية التى علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم من توحيد وصلاة وعبادات مفروضة ومسنونة " ..

فالقول فيه لا يختلف عن سابقه فكل يقول علمنا رسول الله لكن لا أحد اليوم عاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و كل يعتبر فهم من أخذ عنهم هو فهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و يضفي عليه العصمة .. و هو أمر لا يتأتى .. فالصوفية التي تهاجمهم هم أيضا يقولون نحن نتبع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و لا أحد بمقدوره أن ينزع عنهم هذه الصفة مهما تعالت الأصوات ..

نعم الصوفية يدعون أنهم تيبعون سنة الرسول وكذلك الشيعة , وكما قال الشاعر :
وكل يدّعى وصلا بليلى ... وليلى لا تُقر لهم بذاكا
والفرق بين المدعين والصادقين كالفرق بين السماء والارض
اذهب إلى صوفى وقل له : من تتبع ؟
سيقول لك : رسول الله
قل له : وهل أمرك رسول الله بالرقص ؟
سيقول لك : لا .. بل امرنا به فلان
فقل له : إذن أنت لا تتبع رسول الله
وكما أخبرتك - وهو سؤال جوهرى له وجاهته - علينا أن نفهم الإسلام بفهم الصحابة طبعا لأنهم أعلم الأمة , واصدقها , وابرها قلوبا
فنفهم الإسلام كما فهمه الصحابة , ونطبقه كما طبقه الصحابة فقد قال تعالى ( وَالسَّابِقُونَ الأوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿ سورة التوبة :١٠٠﴾ وهكذا مدح الله الصحابة ورضى عنهم وأثنى عليهم الثناء الجليل
فما علينا سوى اتباعهم لأنهم خير من طبق السنة وعمل بها

فكيف يصوغ لك معرفة المنهج المنحرف إذا لم تكن تعتقد جازما أن ما معك هو الصواب المطلق ؟ .. و إذا كان الأمر كذلك .. فكيف يمكن أن نتحدث عن حوار ؟
و أما الكتب و المواقع الموثوقة فهي إما موثوقة بالنسبة لفئة دون أخرى أو أنها لا تحيط بالقضايا من كل الجوانب .. و إلا فبحسب هذا المنهج في الحوار .. فكل المقتطفات التي جئتك بها من الكتب التي ذكرتها لك في هذا الحوار فهي أيضا موثوقة .. و لا يمكن ردها ..

بنفس منطقك - فأنا لا أدرى من أنت , ولا أدرى ما منزلتك فى العلم
ولهذا فعلى - وعليك ايضا - أن تاتى بدليل من أقوال العلماء على ما تكتبه

أما بالنسبة إلى فلولا وثوقى الثقة الجازمة مما أعتقده لما جادلتك فى شئ , ولا اثرت معك حوارا عن شئ

أما الكتب التى تزعم أنك ذكرتها فلا أرى شيئا هناك غير ما استدللت بع من فتاوى ابن تيمية رحمه الله - ولم أتأكد منها بعد , وباقى الكلام من كلامك الخاص

بقي أن أشير إلى أن ابن تيمية في فتاويه استغرق ردحا من الزمان تغيرت خلاله بعض قناعاته فجاءت كلماته في أواخر أيامه أقرب للاتزان و مصوبة لبعض ما بدر منه في قوة شبابه .. و لقد أرسل إلى أتباعه من داخل السجن الذي مات فيه يعيرهم و يقول لهم " أنكم ينقصكم الوجد " ..
فلئن كان فارس الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجد الشجاعة من نفسه( لأنه كان صادقا في طلبه ) و حاول أن يتدارك ما تفلت منه من خطاب حاد ممزوج بلهجة الصدق في مرحلة من عمره .. فإن أناسا عكفوا على أقواله و اجتزؤوها و فصلوها عن سياقها التام فطفقوا يصدرون الأحكام من غير ترو ..

هُراء ! وعليك أن تأتى بالدليل
لا تستطيع أن تدلل أن ابن تيمية يناصر الصوفية وهو الذى قضى عمره فى محاربتهم
لربما أصنع لك سلسلة كاملة عن هذا الأمر

ملحوظة (1) لابد أن ترد على كل واحد بما ذكره ولا تخلط بين أقوالى واقوال إخوانى
ملحوظة (2) لا تغضب من غلظة ابى قصى فإنه يغضب لدينه - وقد تم تنبيهه لذلك - ولك أن تكمل الحوار لنصل ولا تنسحب

والسلام
 


ثم أستغفر الله لذنبي و عظيم جرمي إذ زللت لما لم تنضبط العبارة معي في حق أخي الكريم محمد راقي ....
أكيد أن العبارة شاذة قياسا مع منهجي في الكتابة .. و عليه أكرر الاعتذار لأخي الكريم ..
لا عليك أخي الحبيب مهدي عبد الوافي فأنا أحبك في الله وما الدين إلا النصيحة ولا خير في قوم لا يتناصحون .
الأخ الكريم : مهدي عبد الوفي
أحييك أخي الكريم على هذه الخطوة الكريمة والراقية منك باعتذارك للأخ الكريم راقي ...
وهي خطوة بلا شك تحسب لك تماماً ولن أقول أنها جاءت متأخرة بعض الشئ ولكنها خطوة كريمة وشجاعة أشكرك عليها من أعماق قلبي ...
وكما رأيت أخي الكريم الرد المتسامح من الأخ راقي فليس بيننا وبين شخصك الكريم أي خلاف ...
وعليه فأنا بدوري أعتذر لك أخي الكريم المتسامح عن أي كلمة أو عبارة تحمل أو تحتمل أدنى إساءة أو تجريح لشخصك الكريم فليس بيني وبينك ( وأيضاً بين كل الأعضاء الكرام ) إلا كل احترام وتقدير ...
أعود وأكرر الإعتذار الصادق من أعماق القلب إليك أخي الكريم ...
راجياً منك عفواً وفضلاً وصفحاً وتكرماً على الرغم من الخلاف الشديد بيننا في النظرة إلى موضوع الصوفية والتصوف !!!...
مع كامل احترامي لشخصك الكريم دمت في حفظ الرحمن وأمنه !!..
 
عودة
أعلى