عين القلب ( 1 )

بسم الله و الحمد لله و الصلاة والسلام على أشرف خلق الله .


اللهم اشرح صدور قوم مؤمنين و أذهب غيظ قلوبهم ..


عين القلب : ( 1 )

القلب المؤمن حاسة دقيقة جامعة تصبح آلة لتلقي العلم و استبصار المعلومات و استشفاف المغيبات على غاية من اللطف بعد ان يبرأ القلب من أمراضه في مصحة التربية .. و بعد أن تعنى به يد "الصحبة " و يصقله الذكر و يكشف الله عز و جل عنه غطاءه .. ليجد ما وعد المتقون بإخلاص النية من قدم الصدق المكتوبة في سابقة علم الله تعالى .

ما كل المؤمنين يعطاهم هذا الفتح القلبي بمقدار ما تنكشف الحجب الغيبية للعين القلبية .. و قد يكون طلب الفتح و التعلق به و التماسه بالدعاء و التضرع و الأذكار الخاصة حجابا عن الله عز و جل و فتنة .. فيصرف طالب الحق مريد الله عن وجهته .. فإذا هو قد زاغ عن قبلة الطلب و هي وجه الله إلى الحظوظ النفسية و المتاهات الكونية .. فيكون من الهالكين .

و إن من أعداء الله عز و جل و من كافة المشركين من يفتح الله سبحانه عليهم عوالمه الكونية فيطلعون على ما شاء ابتلاؤه و كيده و مكره منها .. فيغرقون في مشاهدة حقائقها .. و يصرفون عن طلب الحق و عن عالم النور إلى عالم الظلمات الكونية .. هؤلاء هم أصحاب الرياضات من يوكيين و غيرهم .. و يسمى الفتح عليهم " فتحا ظلمانيا " .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة له عنوانها " الظاهر و الباطن " : " طوائف كثيرة آل الأمر بهم إلى مشاهدة الحقيقة الكونية القدرية .. و ظنوا أن من شهدها سقط عنه الأمر و النهي و الوعد و الوعيد .. و هذا هو دين المشركين " . الرسائل المنيرية ص 251 .

أما أحباب الله ممن شاء الله أن يكشف عنهم الغطاء .. فإن عناية المولى الكريم سبحانه تسلك بهم فجاج مشاهدة " الحقيقة الكونية القدرية " و يتجاوزون مخاطرها و إغراءها .. لا يقفون مع شيء دون الله عز و جل .. شعارهم دائما كما يقول الشيخ عبد القادر : و إنك لتعلم ما نريد .

لنسمع إلى أهل الفن في الموضوع لكيلا يتوهم المتوهم أن الفتح و الكشف و عجائب القلب حديث خرافة .. أو أن مبالغة الصوفية و مجازهم و كنايتهم و لغتهم الغامضة سبح خيال .. و قد استدعيت للشهادة في الموضوع إماما يحظى بالثقة لأنه هو نفسه لا ينتمي إلى الصوفية و إن كان يعترف و يفتخر و يتحمد " بالقدر المشترك " بينه و بينهم . و سترى أن صاحب " القدر المشترك " أبلغ بيانا و أشد حرصا و أثبت كلمة في التأكيد على وقائع الفتح و على طور ما وراء الحس و العقل .. نستمع أولا إلى إمام صوفي .. و بعده إلى الإمام المشارك ابن القيم .

قال الإمام الغزالي : " الإيمان بالنبوة أن يقر بإثبات طور ما وراء العقل .. تنفتح فيه عين يدرك بها مدركات خاصة .. و العقل معزول عنها كعزل السمع عن إدراك الألوان .. و البصر عن إدراك الأصوات .. و جميع الحواس عن إدراك المعقولات " . المنقذ من الضلال ص 70 .

و قال : " و وراء العقل طور آخر تنفتح فيه عين أخرى يبصر بها الغيب .. و ما سيكون في المستقبل .. و أمورا أخرى العقل معزول عنها كعزل قوة التمييز عن إدراك المعقولات .. و كعزل قوة الحس عن مدركات التمييز " . المنقذ من الضلال ص 57 .

يقول الغزالي هذا في إثبات النبوة و الفتح الخاص بالأنبياء عليهم السلام .. و له في " الإحياء " حديث طويل عن فتح الأولياء و ما يعطاهم من العلم اللدني القلبي قامت عليه بسببه قيامة المكذبين منذ تسعة قرون ..

أما شيخ الإسلام ابن تيمية فرغم نقده للغزالي في مسائل عقلية ونقلية فإنه يتفق معه اتفاقا تاما أو يكاد في أصول المسائل القلبية . و يقول : " أنكر عليه ( على الغزالي ) طائفة من أهل الكلام و الرأي كثيرا مما قاله من الحق .. و زعموا أن طريقة الرياضة و تصفية القلب لا تؤثر في حصول العلم .. و أخطأوا أيضا في هذا النفي .. بل الحق أن التقوى و تصفية القلب من أعظم الأسباب على نيل العلم " الرد على المنطقيين " ص 511 .
و قال شيخ الإسلام ابن القيم : " ... " ( انظر الصفحة الموالية .. قريبا بإذن الله ) .

بسم الله الرحمان الرحيم

و قال شيخ الإسلام ابن القيم : " فإذا صارت صفات ربه ( أي الولي المتقرب بالفرض و النفل حتى يحبه الله ) و أسماؤه مشهدا لقلبه أنسته ذكر غيره .. و شغلته عن حب سواه ( ... ) . فحينئذ يكون الرب سبحانه سمعه الذي يسمع به .. و بصره الذي يبصر به .. و يده التي يبطش بها .. و رجله التي يمشي بها . فبه يسمع و به يبصر و به يبطش و به يمشي كما أخبر عن نفسه بلسان رسوله . و من غلظ حجابه .. و كثف طبعه .. وصلب عوده .. فهو عن فهم هذا في معزل ( ... ) . و بالجملة فيبقى قلب العبد الذي هذا شأنه عرشا للمثل الأعلى .. أي عرشا لمعرفة محبوبه و محبته و عظمته و جلاله و كبريائه . و ناهيك بقلب هذا شأنه ! فيا له من قلب من ربه ما أدناه ! و من قربه ما أحظاه ! فهو ينزه قلبه أن يساكن أو يطمئن إلى غيره . فهؤلاء قلوبهم قد قطعت الأكوان و سجدت تحت العرش .. و أبدانهم على فرشهم كما قال أبو الدرداء : إذا نام العبد المؤمن عرج بروحه حتى تسجد تحت العرش " . طريق الهجرتين ص 264 .

و قال رحمه الله : " ينجذب ( المريد ) إليها ( الآخرة ) بالكلية .. و يزهد في التعلقات الفانية .. و يدأب في تصحيح التوبة و القيام بالمأمورات الظاهرة و الباطنة ( ... ) . فحينئذ يجتمع قلبه و خواطره و حديث نفسه على إرادة ربه و طلبه و الشوق إليه . فإذا صدق في ذلك رزق محبة رسول الله صلى الله عليه و سلم و استولت روحانيته على قلبه ( ... ) . فإذا رسخ في ذلك فتح له في فهم الوحي المنزل ( ... ) . فإذا تمكن من ذلك انفتح في قلبه عين أخرى .. يشاهد بها صفات الرب جل جلاله .. حتى تصير لقلبه بمنزلة المرئي لعينه . فيشهد علو الرب سبحانه فوق خلقه .. و استواءه على عرشه .. و نزول الأمر من عنده بتدبير مملكته .. و تكليمه بالوحي .. و تكليمه لعبده جبريل به .. و إرساله إلى من يشاء بما يشاء .. و صعود الأمور إليه .. و عرضها عليه " . مدارج السالكين ج 3 ص 268 .

و قال رحمه الله : " إن الله سبحانه جعل في العين قوة باصرة .. كما جعل في الأذن قوة سامعة .. و في الأنف قوة شامة .. و في اللسان قوة ناطقة و قوة ذائقة ( ... ) . و أما معاينة القلب فهي انكشاف صورة المعلوم له .. بحيث تكون نسبته إلى القلب كنسبة المرئي إلى العين . و قد جعل الله سبحانه القلب يبصر و يعمى . قال تعالى : " فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور " . فالقلب يرى و يسمع .. و يعمى و يصم .. و عماه و صممه أبلغ من عمى البصر و صممه " . مدارج السالكين ج 3 ص 246 .

و قال رحمه الله : ... ( ترقبوا ذلك في الصفحة الموالية بإذن الله ) .


بسم الله الرحمان الرحيم

و قال ابن القيم رحمه الله : " فمن فتح الله بصيرة قلبه و إيمانه حتى خرقها و جاوزها إلى مقتضى الوحي و الفطرة و العقل فقد أوتي خيرا كثيرا .. و لا يخاف عليه إلا من ضعف همته . فإذا انضاف إلى ذلك الفتح همة عالية فذاك السابق حقا .. واحد الناس بزمانه .. لا يلحق شأوه .. و لا يشق غباره . فشتان بين من يتلقى أحواله و وارداته عن الأسماء و الصفات و بين من يتلقاها عن الأوضاع الاصطلاحية و الرسوم ( قلت : يعني شتان ما بين أرباب الصدور و المتصفحين للسطور ) ! أو عن مجرد ذوقه و وجده .. إذا استحسن شيئا قال : هذا هو الحق !
" فالسير إلى الله من طريق الأسماء و الصفات شأنه عجب .. و فتحه عجب " طريق الهجرتين ص 206.

و قال الإمام عبد القادر : " يا غلام ! ليكن الخرس دأبك .. و الخمول لباسك .. و الهرب من الخلق كل مقصودك .. و إن قدرت أن تنقب في الأرض سربا تخفى فيه فافعل .. يكون هذا دأبك إلى أن يترعرع إيمانك .. و يقوى قدم إيمانك .. و يتريش جناح صدقك .. و تنفتح عينا قلبك فترفع من أرض بيتك .. و تطير إلى جو علم الله .. تطوف المشرق و المغرب .. البر و البحر .. و السهل و الجبل .. تطوف السماوات و الأرضين و أنت مع الدليل الخفير الرفيق .. فحينئذ أطلق لسانك في الكلام .. و اخلع لباس الخمول .. و اترك الهرب من الخلق .. و اخرج من سربك إليهم .. فإنك دواء لهم غير مستضر في نفسك . لا تبال بقلتهم و كثرتهم .. و إقبالهم و إدبارهم .. و حمدهم و ذمهم .. أين سقطت لقطت .. أنت مع ربك عز و جل " ( الفتح الرباني ص 48 ) .

و قال رحمه الله : " الصديق إذا فرغ من تعلم العلم المشترك ( علم السطور ) أدخل في العلم الخاص .. علم القلوب و الأسرار .. فإذا تمكن في هذا العلم صار سلطان دين الله عز و جل .. يأمر و ينهى .. و يعطي و يمنع بإذن مسلطنه " .
و هذا معنى التصريف و الفعل بالهمة .. و معنى الخلافة في الأرض في حق الكمل من الأولياء .. و هذا لا يدركه إلا " واحد الناس بزمانه " كما مرت عبارة ابن القيم .

قال : " يصير سلطانا في الخلق .. يأمر بأمر الله عز و جل .. و ينهى بنهيه ( ... ) . العارف واقف بباب الحق عز و جل و قد سلم إليه علم المعرفة و الاطلاع على أمور لم يطلع غيره عليها " ( الفتح الرباني ص 182 - 183 ) .

و قال رحمه الله : " العارف المقرب يعطى أيضا نورا يرى به قربه من ربه عز و جل .. و يرى قرب ربه عز و جل من قلبه .. يرى أرواح الملائكة و النبيئين و قلوب الصديقين و أرواحهم .. يرى أحوالهم و مقاماتهم .. كل هذا في سويداء قلبه و صفاء سره .. هو أبدا في فرحه مع ربه عز و جل .. هو واسطة يأخذ منه و يفرق على الخلق .. منهم من يكون عليم اللسان و القلب .. و منهم من يكون عليم القلب ألكن اللسان .. و أما المنافق فهو عليم اللسان ألكن القلب " . ( الفتح الرباني ص 254 ) .

و قال رحمه الله : " اسمعوا هذا الكلام فإنه لب علم الله عز و جل .. لب إرادته من خلقه و في خلقه .. و هو حال الأنبياء و المرسلين و الأولياء و الصالحين . يا عباد الدنيا و يا عباد الآخرة ! أنتم جهال بالله عز و جل و بدنياه و بآخرته ! أنتم حيطان ! أنت صنمك الدنيا ! و أنت صنمك الآخرة ! و أنت صنمك الخلق ! و أنت صنمك الشهوات و اللذات ! و أنت صنمك الحمد و الثناء و قبول الخلق لك ! ما سوى الله عز و جل صنم ! القوم يريدون وجه الله .. الدنيا و الآخرة موكلتان على باب الحق عز و جل .. موكلتان في دار الطبيب .. يأخذ منهما ما يريد و يطعم المريض .. يا منافقون ! ما عندكم خبر ! المنافق لا يقدر يسمع حرفا من هذا .. لإنه لا يقدر على سماع الحق ( ... ) كلامي من الله عز و جل لا مني .. من الشرع لا من الهوس .. و لكن آفة فهمك السقيم ! " . ( الفتح الرباني ص 293 ) .

هذه كلمات قوم سلكوا الطريق و تركوا وصفا للمشاهد عسى يكون من بعدهم من يصدق الله و رسوله في وعد الله و رسوله لأولياء الله .. ابتداء من ما من الله به على العباد "

و الحمد لله رب العالمين ..

 


اخي الكريم بما أنك فتحت هذا الموضوع للمناقشة ، فالأحرى أن نلم بجميع أحداثه وقائعه وتفاصيله منذ نشأته حتى عصرنا هذا ، ولنبدأ أولا بتعريف ماهية الصوفية ومريديها وطوائفها والدوافع إلى قيامها وظهورها عبر كل العصور والأحقاب لنسلط الضوء على حقيقتها بكل صدق وتمعن دون انحياز أو غلو وتشطيط .
تعريف بالتصوف :
ـــــــــ
الصوفية فرقة مجانبة لمنهج أهل السنة والجماعة ، أخذت أسمها العام من الصوف ، أي لبس الصوف ، ذلك أنهم يعتقدون أن لبس الصوف مما يقرب إلى الله تعالى ، لان فيه نوع تعذيب للنفس ، وهم يعتقدون أن طلب العبد إذلال نفسه وإذاقتها ما يؤذيها ، مما يقرب العبد إلى الله تعالى مطلقا ، وهذا في حد ذاته بدعة منكرة ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس ما تيسر له ، ولم يخص الصوف بشيء من الفضل ، وكان يأكل ما تيسر له من الطعام الطيب ، ويلبس الحلل الجميلة ، ويحب العسل ، وما طاب من الطعام والشراب ، وقال : من رغب عن سنتي فليس مني .
وروى أبو داود وأحمد عن عائشة رضي الله عنها : ( إنها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم بردا من صوف ، فلما عرق فوجد ريح الصوف ، طرحها ..) فهذا الحديث يرد عليهم في دعواهم استحباب لبس الصوف مطلقا .
وأيضا في تخصيص الصوف باستحباب اللبس تشبه برهبان النصارى .
وقد ذكر بعض العلماء أن كلمة ( صوفي ) أصلها من (صوفيا ) أي الحكمة وهي كلمة يونانية ، أو من كلمة ( صوفي ) في التراث اليهودي .
وأيضا فإن النصارى الأرثوذكس : يسمون فتيانهم ( صوفية ) .
وهم ـ اي الصوفية المنتسبة إلى الاسلام ـ أقسام كثيرة جدا ، وطوائف لاحصر لها ، كل طائفة تطلق على نفسها طريقة ، وكل طائفة تبتدع بدعا ، تخالف الأخرى ، ولكنها تجتمع في أصول مبتدعة عامة .
فمن طوائفهم : القادرية ، والرفاعية ، والعدوية ، والبيانية ، والجشتية ، والشاذلية ، والسطوحية ، والعلوية ، والبرهامية ، والبرهانية ، والنقشبندية ، والتيجانية ، والنور بخشية ، والعيدروسية ، والمهدية ، والخلوتية ، الادريسية ، والرشيدية ، والفرغلية ، والسالمية ، والمشعشعية ، والعزمية .. إلخ .
وهي لا يكاد يحصيها أحد إلا الله تعالى ، وكل اسم مأخوذ من اسم مخترعها ، وكل طائفة تجمع حولها المريدين ، ويجمعون بذلك الأوقاف المرصودة للطائفة ، ثم يتوارثونها ، حتى ربما يكون الحفيد من أفسق الناس ، ولكن يأخذ أوقاف الطائفة من أجل أن جده كان مؤسسها ، وربما يتبركون بالحفيد حتى لو كان فاجرا ، لأن جده كان مؤسس الطائفة .
وفي عقيدتهم أن تعدد الطرق حتى لو كانت بالملايين ، لا يضر في الدين ، لانهم كما يزعمون ، الطرق إلى الله بعدد أنفاس الخلائق ، وكل طريقة تحدث لها أذكارا ، وأسلوبا لأدائها ، تختلف عن الأخرى ، وتحاول أن تخترع وتبدع مالم يسبقها أحد إليه ، وكل يدعي أن طريقته أمثل وأفضل من غيرها .
أو أنها كلها جائزة ، لاضير في تعددها مهما كثرت ، زاعمين أن ذلك كله من البدعة الحسنة ، لان المقصود بها التقرب إلى الله تعالى ، وقد رد عليهم العلماء بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( كل بدعة ضلالة ) ، وقال ( عليكم بسنتي ) وقال ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) .
درجات التصوف :
ــــــــــ
والتصوف درجات ، فمنه تصوف يشتمل على بدع ، ومنهم تصوف يشتمل على عقائد منحرفة لكنها لاتخرج من ملة الإسلام ، ومنه تصوف يشتمل على الزندقة ، وهذا الأخير يشتمل على عقائد تخرج الإنسان من الملة الإسلامية ، ولهذا الأخير أسرار يخفيها عن عامة الناس ، وهي من أكفر الكفر بالله تعالى ، مثل عقائد الباطنية ، الذين يعتقدون الكفر ، ويجعلون عقائدهم أسرارا لا تعطى إلا للخواص ، ويتمثلون بالشعر القائل :
إذا أهل العبارة ساءلونـا أجبناهم بأعلام الإشـارة
نشير بها فنجعلها غموضا تقصر عنه ترجمة العبارة
ونشهدها وتشهدنا سـرورا له في كل جارحـة إنارة
وبالشعر القائل :
يارب جوهر علم لو أبوح به لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنـا
ولاستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتونـه حسنـا
وبهذا يعلم أن أدنى درجات التصوف بدعة ، وأوسطه ضلاله ، وأبعده زندقة.
وزنادقة التصوف أنواع : منهم من يؤمن بوحدة الوجود ، أي انه لافرق بين الخالق والمخلوق ، فالكون وما فيه ، هو الله تعالى ، والله تعالى هو الكون ، تعالى الله عما يقول الكافرون علوا كبيرا .
ومنهم من يؤمن بأن الله تعالى هو محمد صلى الله عليه وسلم ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
ومنهم من يقول إن الله تعالى يتحد مع من شاء من أولياءه ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
وبدعهم أقسام :
ــــــــ
*منها بدع اعتقاديه : كالإيمان بأن الأولياء يتصرفون في الأكوان ، ويقسمون الأرزاق ، وان التوجه إليهم بالعبادة من أفضل القرب ، لانهم يشفعون عند الله لمن يطوف بقبورهم، ويسجد لها ، وينذر النذور لها ، وهذا كله من الشرك الذي يخرج من ملة الإسلام .
*ومنها بدع قلبيه : كالخوف من صاحب القبر الفلاني ، ورجائه أو الخشية منه ونحو ذلك .
*ومنها بدع قوليه : كالذكر المبتدع عند الصوفية ودعاء الموتى والاستغاثة بالمقبورين ونحو ذلك .
ومنها بدع بدنية : كصلاة الرغائب ، والجثو أو السجود للولي الفلاني ، وقصد المشاهد والمقامات المبتدعة ، وإقامة الموالد ونحو ذلك .
*ومنها بدع مالية : كإخراج النذور لقبور الأولياء ونحو ذلك
أمثلة مما أحدثه التصوف من البدع :
ــــــــــــــــــــ
*** ومن الأمثلة على هذا ما أحدثته الطرق الصوفية من الأذكار والصلوات التي ما أنزل الله بها من سلطان ، زاعمين أن أصل ذلك موجود في الشرع ، وهو الآيات والأحاديث التي ندبت إلى ذكر الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
فأحدثوا صلاة احمد البدوي : ( اللهم صل على نور الأنوار، وسر الأسرار ، وترياق الاغيار ) أفضل الصلوات ص 84
*وصلاة الدسوقي : ( اللهم صل على الذات المحمدية ، اللطيفة الأحادية ، شمس سماء الأسرار ، ومظهر الأنوار ، ومركز مدار الجلال ، وقطب فلك الجمال ) المصدر السابق ص 85
وصلاة محي الدين بن عربي : ( اللهم أفض صلة صلواتك ، على أول التعينات المفاضة من العماء الرباني ، وآخر التنزلات المضافة إلى النوع الإنساني ، المهاجر من مكة ، كان الله ولم يكن معه شيء ثاني .... ) المصدر السابق 86
*وصلاة الشاذلي ، وصلاة البكري ، والصلوات الزاهرة ( اللهم صل على الجمال الأنفس ، والنور الأقدس ، والحبيب من حيث الهوية ، والمراد في اللاهوتية .. ) المصدر السابق ص 131
***وهكذا فتحوا الباب لكل بدعة وبلاء ، فابتدعت كل طائفة المحدثات ، وضيعوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، بين تلك الأهواء .
***وابتدعوا لهم طرقا ، اتخذوا فيها دين الله تعالى هزوا ولعبا ، وصار ذكر الله تعالى ، صياح وزعيق كزعيق المجانين ، مثل الطريقة النقشبدنية التي أحدثت أسرع طريقة ذكر للوصول إلى الجذبة ( أي يجذبه الله تعالى إليه ) وخلاصتها : يدير المريد وجهه إلى اليمين حتى يصبح ذقنه فوق كتفه اليمنى ، ويلفظ كلمة ( لا ) ثم يدير وجهه بسرعة إلى الإمام ويضع ذقنه على صدره ، ويلفظ كلمة إله ، ثم يدير وجهه بسرعة أيضا إلى اليسار ، حتى تكون ذقنه فوق كتفه اليسرى ، ويلفظ كلمة إلا ، ثم يدير وجهه بسرعة دائما ، إلى الإمام ويضع ذقنه فوق صدره ، ويلفظ كلمة الله ، ويعيد الكرة ، ويقولون إن القيام بهذه العملية واحدا وعشرين مرة ، يمكن يوصل إلى الجذبة !!
***ثم زادوا البدع ، فأحدثوا الذكر مع الرقص ، ولهذا فالصوفية أيضا تنقسم إلى قسمين :
ـــــــــ
*الصوفية الجالسة .
*والصوفية الراقصة .
***والصوفية الجالسة تنقسم إلى قسمين :
الجالسة الصامتة .
*والجالسة الصائته .
*** فالصامتة يقرؤون أورادهم جلوسا صامتين ، كالنقشبندية والخوفية ، وقد يجهرون بعض الأحيان ، وقد يقفون حسب توجيه الشيخ .
***والصائته ، يقرؤون أصواتهم جلوسا مع الجهر بالصوت ، كالتيجانية والنعمتللاهية ، وقد يقفون ويرقصون حسب توجيهات الشيخ .
***وأما الصوفية الراقصة ، وعليها أكثر الطرق ، وكلها صائته ، فهم يبدؤون الحضرة في اكثر الأحيان جلوسا ، ثم ينهضون للقفز والرقص ، وقد يصاحب قفزهم الطبول والزمور والدفوف .
***وأحدثت كل طريقة من الطرق ، أساليب مبتكرة للرقص والذكر ، وانتشر الأمر عليهم ، وكثرت الطرق وتفرعت ، وتحولت إلى ضلالات وظلمات بعضها فوق بعض.
***وكل هذا من شؤم البدع ، وما جلبته على المسلمين من الضلال المبين .
الصوفية بالنسبة إلى موقفهم من السنة :
ـــــــــــــــــــــــــ
والصوفية بالنسبة إلى موقفهم من السنة وما ورد عن النبي صلى الله وسلم :
قسم يتفقون مع أهل السنة في الأخذ بكتب السنة المشهورة ومناهج الجرح والتعديل ولكن ضلالهم في تأويل النص تأويلات باطلة.
والقسم الثاني يقصرون طريق العلم على ما يسمونه الكشف ، ويزعمون أن الكشف هو طريق معرفة أحكام الشريعة ، زاعمين أن المسلم إن جرد نفسه من الشهوات، و أذاقها مرارة الحرمان ، وخلا بنفسه مخلصا ، وذكر الله تعالى بخشوع ، قُذف في قلبه نور الحكمة التي تقوده إلى الهدى ، وإن لم يطلب علم الكتاب والسنة ، ولهذا فهم لا يطلبون العلم من كتب الحديث أصلا ويعدون ذلك قصورا في المريد .
ويرى أصحاب هذا القسم ، أن المريد إن اشتغل بالقلم والمحبرة ضل طريق الحق ، ويقول بعضهم منكرا على أهل الحديث اشتغالهم بالإسناد ، يقول لهم: يقول أحدكم حدثنا فلان قال حدثنا فلان ، ميت عن ميت ، ونقول نحن أي الصوفية حدثني قلبي عن ربي ، وهو الحي الذي لا يموت ، وهذا يدل على مقدار جهلهم لان الإسناد يعود إلى الوحي ، واما القلب فهو معرض لنزوات الشيطان وما يلقيه من الوساوس والأوهام ، وتلبيس إبليس ، ولهذا ضل منهم من ضل بسبب إعراضهم عن العلم فألقى الشيطان في قلوبهم من الضلالات والظلمات ما أخرجهم عن الدين كله أدخلهم في الزندقة وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا.
والقسم الأول أنواع:
منهم من خفت بدعته كالذين ابتدعوا أذكارا وهيئات ، بغير علم ولاهدى ولاكتاب منير ، ومنهم من أوغل في الضلال مثل الذين يأولون حديث ( ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى احبه فان أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ...الحديث ) يتأولونه على عقيدة وحدة الوجود التي هي اشد كفرا من كفر اليهود والنصارى ، وبين هذين النوعين ظلمات بعضها فوق بعض .
والعصمة بالتمسك بالوحي الإلهي وتفسيره وفق الأصول التي أجمع عليها السلف الصالح ، وقد اجمعوا على أن طرق معرفة الوحي واحكام الشريعة مقصور على الكتاب والسنة ، واما الإجماع والقياس فهما متفرعان عن الكتاب والسنة ، وكل سبيل سوى ذلك فالاعتماد عليه لمعرفة أحكام الله تعالى ضلال و فتح لباب الزندقة والله اعلم
الشيخ حامد العلي
ولي معك أخي تتمة للموضوع فهناك الكثير والكثير ما يقال .
 


السلام عليكم و رحمة الله

أخي الفاضل محمد راقي بارك الله فيك و نفع بك و ألان قيادك للحق ..

بداية .. أود أن أضع أخي في الصورة حتى لا يجنح به الظن بعيدا و حتى نتجنب الخوض في أمور هامشية لا صلة لها بالموضوع ..
أقول لأخي .. أنا لست صوفيا و لست أدعو إلى التصوف .. و لا أتعلق بالاسم و الشكل لأني لا أجدهما في كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم ... و لا حاجة لي بالمصطلحات المحدثة .. فلي غنى عنها بلغة القرآن و بيان إمام أهل الإحسان .
لكن الحق الذي مع الصوفية .. حق حب الله تعالى و ابتغاء وجهه و إرادة الوصول إليه و التماس الطريق لمعرفته و ما يكرم به الحنان المنان المصطفين من عباده .. حق ثابث بالقرآن و السنة .. ثابث في حياة من تعرض لنفحات الله و صدق في الله و ذكر الله و سار إلى الله . ذاك حق شهد به الرجال تحدثا بنعمة الله عليهم .
إن عرا الإسلام أول ما انتقض منها الحكم .. ثم توالى نقض عرا أخرى حتى اختل المجتمع الإسلامي و العقل الإسلامي و الوحدة الإسلامية و الشورى و العدل الإسلاميان .. و لئن بقي لها تماسك استعصى على عوامل النقض و التفتيت أن تبلغ مداها .. فالفضل لله عز و جل و لكتابه و سنة رسوله ثم لرجال كانوا غياث الخلق مصابيح الهدى . في كل إقليم كان دعاة مربون . كان الواعظ مربيا له نفوذه الروحي على قدر ما معه من خشية الله . كان المدرس مربيا على قدر ما وصل العلم بالعمل الصالح . كان الجار للجار و إمام المسجد و عائل الأسرة مربين على قدر ما ورثوا بالصحبة و الملازمة لمن قبلهم من تقوى الله .
كان النسب القلبي الفطري حياة سارية بالإيمان في أوصال الأمة .. و كان أهل النسبة الوثقى أولياء الله تعالى أهل كرامته محطات يشع منها الإيمان الأقرب فالأقرب .. هذا التماسك الموروث بالانتساب القلبي .. بالتحاب في الله و الخلة في الله و التواصي بالحق و الصبر كان و لا يزال روح الأمة و مناط وجودها و بقائها و منعتها على الفتن .
في عصرنا توشك هذه العروة أن تتلاشى .. لذلك يكون المطلب الإحساني أسبق المطالب في سلم الأولويات .. و يكون طب القلوب أهم علم و تطبيقه أهم عمل .
هذا هو السياق الذي أنزلت فيه الموضوع ..

ثم آتي إلى مداخلتك التي أثمن كثيرا مما جاء فيها و أسجل ملاحظات عن جوانب منها أذكرها بعد حين ( هناك مشاغل تضطرني الآن لإغلاق هذه الصفحة .. فمعذرة .. سوف أعوذ بإذن الله ) .
 


لكن الحق الذي مع الصوفية .. حق حب الله تعالى و ابتغاء وجهه و إرادة الوصول إليه و التماس الطريق لمعرفته و ما يكرم به الحنان المنان المصطفين من عباده .. حق ثابث بالقرآن و السنة .. ثابث في حياة من تعرض لنفحات الله و صدق في الله و ذكر الله و سار إلى الله . ذاك حق شهد به الرجال تحدثا بنعمة الله عليهم .
أخي الكريم إن من الأصول المبتدعة عند الصوفية تقسيم الدين إلى شريعة وحقيقة، والعلم إلى ظاهر وباطن، ويزعمون كذلك أن الشريعة في الحقيقة ما هي إلا قشر وأن الحقيقة منتهى الكمال والرقي في سلم التعبد وسبيل الوصول إلى العلم اللدني والكشف الرباني والفيض الرحماني فهم يعتقدون أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بلَّغ الظاهر لجميع المسلمين بينما الباطن قد خص به أناسًا معينين .
وحقيقة هذا الأمر- كما تزعم الصوفية _ على لسان ابن عجيبة يقول: "وأما واضع هذا العلم- يعني الصوفية- فهو النبي صلى الله عليه وسلم ، علمه الله بالوحي والإلهام، فنزل جبريل أولاً بالشريعة، فلما تقرر، نزل ثانيًا بالحقيقة، فخص بها بعضًا دون بعض، وأول من تكلم فيه، وأظهره سيدنا علي- كرم الله وجهه- وأخذه عنه الحسن البصري". {إيقاظ الهمم- لابن عجيبة}
وإنها لفرية جائرة الإفك وكذب متعمَّد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، واتهام له بجريمة ملعونة، جريمة كتمان العلم، وأي علم؟ إنه علم الحقيقة في دين الصوفية؟!
أَفَيَكْتم الرسول الحق وعلمه ودلائله وقد توعد كاتم العلم بعقاب شديد من الله: "من كتم علمًا عن أهله، أُلجِم يوم القيامة لجامًا من نار". {صحيح الجامع: 6517}
ثم وراء هذا البهتان إتهام صريح لأبي بكر وعمر وعثمان، ومعهم خيار الصحابة من السابقين، بأنهم كانوا على ضلالة وجهالة، وكذلك محاولة تجريد الجماعة المسلمة من خيار سَلفها وخيار خَلفها من صفة الإيمان الحق، وحسب الصوفية أن تبوء هي وحدها بما تبهت به الصديقين والشهداء.{هذه هي الصوفية ص33}
من لم يعرف الحقيقة عند الصوفية فهو زنديق!!
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل بلغ السيل الزبى ووصل البلاء مداه فقد ذهب الصوفية إلى أنه من لم يعرف الحقيقة فهو زنديق فقالوا: "في الحِكم" من تَشَرّع ولم يتحقق فقد تزندق، ومن تحقق ولم يتشرع فقد تفسق. وبما أن الشريعة تخالف الحقيقة في مخبرها وجوهرها فلا يعاب على العصاة منهم المخالفين لظاهر الشريعة، وقد أنشد واحد منهم قائلاً:
وإن كنت في عالم الشريعة عاصيًا
فأنا في عالم الحقيقة طائع
وأحيانًا يعبر عن هذه القضية باسم "الظاهر والباطن" ويعتقدون أن للقرآن ظاهرًا وباطنًا كما هو معروف في تفسير ابن عربي النكرة. "التفسير الباطني للقرآن الكريم".
ويعنون بالظاهر: الإسلام المتمثل في نصوص الوحي، ويعنون بالباطن: التصوف الذي يتفلت من أي قاعدة أو قانون وإنما ينطلق حسب قاعدة باطن كل متصوف، وحسبما يحس به من المواجيد، وأحيانًا يقول: "حدثني قلبي عن ربي بكذا وكذا" أو أنه يعصي باسم اطلاعه على اللوح المحفوظ فيقول جهلة الصوفية- يسوغون فجورهم ومروقهم من الشريعة-: إننا متحققون لا متشرعون.
وقولهم: إننا سابحون في بحار الشطحات، ثملون بخمرة الغيبة، ومن كان هذا شأنه لا يسأل عن صلاة ولا صوم لأن التكليف رفع عنه.

وكما قلت عن حق حب الله تعالى و ابتغاء وجهه و إرادة الوصول إليه و التماس الطريق لمعرفته. فإن حب الله الحقيقي يظهر في اتباع أوامره واجتناب نواهيه بالطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي هي سنته التي لا يزيغ عنها إلا هالك ، والخروج عنها باطل ، ولا يدرك حق بباطل.
 


السلام عليكم و رحمة الله

أخي الكريم .. إن كثيرا مما ورد في مداخلتك اختلط فيه الحق بالباطل و العلم بالجهل و شهادة الحق بشهادة الزور .. و فاحت منه ريح خبيثة تزكم الأنوف و تعري عن قلوب اجتمع فيها نور صدق الطلب بظلمة الإعراض عن سلوك مسلكه ..
لست أرغب في الانتقاص من قدر أحد .. و وددت لو صبر علي أخي حتى أرد على مداخلته الأولى كما وعدت .. لكن قدر الله و ما شاء فعل ..
أرى أخي أن مداخلاتك عبارة عن مجموعة من الآراء و الأقوال مجتزءة من هنا و هناك لتنسج وهما انبنت صورته في بعض الأذهان و خيل لأصحابه أنه الحق الذي لا حق بعده .. و يا ليتهم أنصفوا و أنصتوا و جاءوا بكلام القوم في سياقه الكامل غير مبتور .. إن عملا كهذا لا يعدو أن يكون نوع تنويم مغناطيسي يهول على القلوب سكينتها و طمأنينتها و يسوقها للقبول بكلام و منطق عليلين مريضين ..
إن خطابا يمتلئ باللعن و السب و الشتم و الازدراء و الاحتقار هو دليل عدم الثقة في فهم النصوص و ملابساتها و في رصانة الحجة و نصاعتها ..و هو هروب من ميدان الحوار الهادئ إلى ميدان " ما أريكم إلا ما أرى " .. يشعر معه القارئ أن لو أتيح لكاتب هذا الخطاب أن يمد يده عبر شاشة الجهاز ليفرض قناعته بالقوة لفعل ..
و حتى أبين ما قلت .. هذه قراءة في كلامك ..
لقد قلت " أخي الكريم إن من الأصول المبتدعة عند الصوفية تقسيم الدين إلى شريعة وحقيقة، والعلم إلى ظاهر وباطن، ويزعمون كذلك أن الشريعة في الحقيقة ما هي إلا قشر وأن الحقيقة منتهى الكمال والرقي في سلم التعبد وسبيل الوصول إلى العلم اللدني والكشف الرباني والفيض الرحماني فهم يعتقدون أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بلَّغ الظاهر لجميع المسلمين بينما الباطن قد خص به أناسًا معينين .
و أضفت .. وإنها لفرية جائرة الإفك وكذب متعمَّد على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ، واتهام له بجريمة ملعونة، جريمة كتمان العلم، وأي علم؟ إنه علم الحقيقة في دين الصوفية؟!
أَفَيَكْتم الرسول الحق وعلمه ودلائله وقد توعد كاتم العلم بعقاب شديد من الله: "من كتم علمًا عن أهله، أُلجِم يوم القيامة لجامًا من نار". {صحيح الجامع: 6517}.

يا أخي ما هذا الكلام ؟ و من أين جئت به ؟ و ما جانب الصواب فيه ؟ .. اسمع إلى أقوال سادة القوم يردون عليك ..
قال الإمام السيوطي في كتابه " تأييد الحقيقة العلية و تشييد الطريقة الشاذلية " .. " و قد ظهر لي أن نسبة علم الحقيقة إلى علم الشريعة كنسبة علم المعاني إلى علم النحو . فهو سره و مبني عليه . فمن أراد الخوض في علم الحقيقة من غير أن يعلم الشريعة فهو من الجاهلين و لا يحصل على شيء . كما أن من أراد الخوض في أسرار علم المعاني و البيان من غير أن يحكم النحو فهو يخبط خبط عشواء " . ( ص 21 ) .
و قال الإمام أحمد الرفاعي رحمه الله .. " لا تقولوا كما يقول بعض المتصوفة .. نحن أهل الباطن و هم ( أي الفقهاء ) أهل الظاهر . هذا الدين الجامع باطنه لب ظاهره و ظاهره ظرف باطنه . لولا الظاهر لما كان الباطن و ما صح . القلب لا يقوم بلا جسد . بل لولا الجسد لفسد . و القلب نور الجسد . هذا العلم الذي سماه بعضهم بعلم الباطن هو إصلاح القلب . فالأول ( أي علم الظاهر ) عمل بالأركان و الثاني تصديق بالجنان . إذا انفرد قلبك بحسن نيته و طهارة طويته .. و قتلت و سرقت و زنيت و أكلت الربا و شربت الخمر و تكبرت و أغلظت القول فما الفائدة من نيتك و طهارة قلبك ؟ و إن عبدت الله و تعففت و صمت و تواضعت و أبطن قلبك الرياء و الفساد .. فما الفائدة من عملك ؟
و قال رحمه الله .. " إن نهاية طريق الصوفية نهاية طريق الفقهاء . و نهاية طريق الفقهاء نهاية طريق الصوفية . و عقبات القطع التي ابتلي بها الفقهاء في الطلب هي العقبات التي ابتلي بها الصوفية في السلوك . و الطريقة هي الشريعة و الشريعة هي الطريقة ... و ما أرى الصوفي إذا أنكر حال الفقيه إلا ممكورا .. و لا أرى الفقيه إذا أنكر حال الصوفي إلا مبعودا ..
فأين لغة القشور عند هؤلاء ؟
ثم لننظر في شأن اختصاص الله عز و جل بعلمه من شاء من عباده و اختصاص رسول الله بعض أصحابه بعلم خاص دون سواهم .. وهل هذا يدحض في تبليغه للعلم الذي علمه ربه ..
إن الله عز و جل " يختص برحمته من يشاء " .. " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء " ... " و من لم يجعل الله له نورا فما له من نور " ..
و لقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خص " حذيفة بن اليمان " بسر معرفة أسماء المنافقين في المدينة .. و أخرج البخاري في صحيحه في كتاب العلم حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال " حفظت من رسول الله صلى الله عليه و سلم و عائين من العلم .. أما أحدهما فقد بثثته و أما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم " ..
ألم يكن أبو هريرة يعلم مسؤولية كتمان العلم ؟ ..
انظر في الحديث الذي استشهدت به في هذا الباب .. هل وقفت مع ألفاظه و دلالاتها ؟ أم أن الأمر برمجة جاهزة لتنميط القضايا و إلحاق التهم ..؟
إليك الحديث الشريف .. ""من كتم علمًا عن أهله، أُلجِم يوم القيامة لجامًا من نار". {صحيح الجامع: 6517}..
لماذا لم تقف مع عبارة " عن أهله " التي تقيد ما قبلها ؟ لماذا أطلقت الدلالة و طفقت تبدع و تحتقر ؟
هل ترى أن كل الناس أهل لكل أصناف العلوم ؟ .. ما هذا التنافس في إعلان العداء على عباد الله ؟ .. ألا يمكن أن يكون منهم ولي لله ؟ ألا تخشى أن تعرض نفسك لوعيد الله " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ..." ( الحديث ) .. أم أن البخاري دس عليه هذا الحديث في صحيحه ؟ ..
ما هذه التهمة للقوم بالانتقاص من الصحابة و السلف الصالح ؟ من أين جئتم بهذه الروايات ؟ لم لم تمحصوها كما تزعمون تمحيصكم لدرجة صحة الحديث ؟ .. أم أن هذا الأمر يتماشى مع أهواء ألبست غطاء الشرع و تقمصت مظاهر الشرع .. و الشرع منها براء ؟
انظر في ما قلت ثم انظر قول العلماء الذين تصدرون عنهم في هذا الشأن .. لقد قلت .. "ثم وراء هذا البهتان إتهام صريح لأبي بكر وعمر وعثمان، ومعهم خيار الصحابة من السابقين، بأنهم كانوا على ضلالة وجهالة، وكذلك محاولة تجريد الجماعة المسلمة من خيار سَلفها وخيار خَلفها من صفة الإيمان الحق، وحسب الصوفية أن تبوء هي وحدها بما تبهت به الصديقين والشهداء.{هذه هي الصوفية ص33}
من لم يعرف الحقيقة عند الصوفية فهو زنديق!!

حرام عليك أن ترتدي نظارات سوداء لا ترى منها إلا الظلام و تطفق تبث السموم في العقول و القلوب الفتية التي لم تتمرس على مناهج إحلال الحق و دحض الباطل ..
اسمع إلى شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه النجيب ابن القيم في شأن القوم الذين جعلتهم أغراضا لسهامك و اتهاماتك ..
قال شيخ الإسلام " و الصواب أنهم ( أي الصوفية ) مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم في طاعة الله . ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده .. و فيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين .. و في كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ . و فيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب " ( فتاوى ابن تيمية ج 11 ص 18 ) .
و قال " و إنهم في ذلك بمنزلة الفقهاء في الرأي " ( فتاوى ابن تيمية ج 10 ص 370 ) .
و قال تلميذه ابن القيم " و أما السابقون المقربون فنستغفر الله الذي لا إله إلا هو أولا من وصف حالتهم و عدم الاتصاف بها . بل ما شممنا لها رائحة . و لكن محبة القوم ( أي الصوفية - و الكلمة مصطلح ) تحمل على تعرف منزلتهم و العلم بها . و إن كانت النفوس متخلفة منقطعة عن اللحاق بهم ففي معرفة حال القوم فوائد عديدة ... منها أن هذا العلم ( يعني علم التصوف ) هو من أشرف علوم العباد .. و ليس بعد علم التوحيد علم أشرف منه .. و هو لا يناسب إلا النفوس الشريفة " ( طريق الهجرتين ص 260-261 ) .
أليس في هذا الكلام إقرار بأن بعض العلم لا يناسب إلا النفوس الشريفة ؟
و إذا رجعت إلى كلام الإمام أحمد الرفاعي أعلاه فستجد أنه لم يبرئ من سماهم " المتصوفة " من الزلل .. و انظر كيف استعمل لفظ المتصوفة الذي هو لفظ عام يندرج تحته الصوفية المنضبطون بسياج الشريعة و كذلك من قد ينسب نفسه إليهم فتحسب زلاته و انحرافاته على القوم بغير وجه حق ..
أرى أن قضايا كثيرة تحتاج إلى أخذ و رد .. لعل الله يهيئ لذلك مناسبة قريبة ..
أسألك بالله أخي .. لم لم تنقل ما جئتك به من أقوال القوم و أقوال العلماء لتناقشها أو تردها .. و تركت محتوى الموضوع و ذهبت تجمع عثرات من انتسب إلى القوم لتنفس من خلالها شحنتك ؟
إن هذا المنهج الفظ لا يمكنه أن يجمع الأمة .. و إن حوارا يبدأ بإقصاء المحاور و قناعاته لا يعد حوارا مهما توهمنا ذلك .. و إن للحق نورا و للباطل ظلمة .. فلا تحجبوا نور الحق عن قلوب العباد و أنصفوا في ما تقدمون .. و لا تتبعوا عورات إخوانكم .. فمن تتبع عورة أخيه كشف الله عورته على رؤوس الأشهاد

اللهم إنك تعلم مرادي مما كتبت .. فإن كان فيه ما لا يرضيك فاصرفني عنه و اصرفه عني
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
 


اخي الكريم
مهدي عبد الوافي
اهداني الله بنيتك الصادقة لقراءة الموضوع الذي وضعته
انارك الله بالعلم
فاشكرك اخي على حسن اختيارك
دمت بكل ود
 


العضو الكريم / مهدى عبد الوافى
يرجى الانتباه إلى أنه يمنع نشر موضوعات على غير منهاج أهل السنة والجماعة ومن مصادرهم
كما يرجى ذكر المصادر لأى موضوع دينى يتم نشره فى المستقبل
 


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله
:)

أولا شكرا لك على إثارة الموضوع رغم أنه لا إصدار له ولا إشارة لمنبعه
ثانيا أشكر الأخ محمد الشتيوي على التنبيه المهم فمن أراد الفلاح فعليه بالقرآن والسنة
ليست معادلة ولا فلسفة و لا علما غيبيا ولا نظرة في عمق الأسرار أو الأغوار
هي الإعتدال والوسطية كما جاء في القرآن والسنة
والنية الخالصة لله في الأعمال والأقوال والأفكار
ثالثا شكرا جزيلا أخي محمد راقي على المعلومات التي نعرفها سلفا فنحن نعيش في دواماتها
ونراها كل يوم أمام أعيننا بارزة واضحة دون الحاجة للبرهنة على وجودها أو شرح صورها
ولا داعي للمسميات والطرق التي تؤدي وتعيد , و تأخد ولا تعيد فالحق بين والظلال بين
وأرى أن الأخ ينفي انتسابه للصوفية ولكنه يدافع عنها كالعرض أو الولد

مداخلتي أيها الأخ الكريم ليست في الصوفية ولا في غيرها
فقط لي مآخد على بعض ما قلت وفيه ما يلي

إن كثيرا مما ورد في مداخلتك اختلط فيه الحق بالباطل و العلم بالجهل و شهادة الحق بشهادة الزور .. و فاحت منه ريح خبيثة تزكم الأنوف و تعري عن قلوب اجتمع فيها نور صدق الطلب بظلمة الإعراض عن سلوك مسلكه
أولا
لا أرضى لغير أن يوصف بمثل هذه الأوصاف القبيحة داخل هذا المنتدي الطاهر النقي
تماما كما لا أرضاها لنفسي حاول أخي الكريم أن تكون أكثر أدبا مع الإخوان في المنتدى
بارك الله فيك
ثانيا
انظر في الحديث الذي استشهدت به في هذا الباب .. هل وقفت مع ألفاظه و دلالاتها ؟ أم أن الأمر برمجة جاهزة لتنميط القضايا و إلحاق التهم ..؟
إليك الحديث الشريف .. ""من كتم علمًا عن أهله، أُلجِم يوم القيامة لجامًا من نار". {صحيح الجامع: 6517}..

لماذا لم تقف مع عبارة " عن أهله " التي تقيد ما قبلها ؟ لماذا أطلقت الدلالة و طفقت تبدع و تحتقر ؟
هل ترى أن كل الناس أهل لكل أصناف العلوم ؟ .. ما هذا التنافس في إعلان العداء على عباد الله ؟ .. ألا يمكن أن يكون منهم ولي لله ؟ ألا تخشى أن تعرض نفسك لوعيد الله " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ..." ( الحديث ) .. أم أن البخاري دس عليه هذا الحديث في صحيحه ؟ ..

الموضوع الذي تتحدث فيه يرقو إلى منزلة عقدية
وكل مسلم يجب عليه أن يكون عالما في أمور العقيدة لأنها المنبع والمبتدأ
وأرى أنك ابتعدت كثيرا عن المراد من كلمة أهله
فإن لم تكن أهلا لأمور الدين الحنيف فأهل ماذا سوف تكون ؟
وليس أهل العلم هو الحافظ للأسانيد والسيرة وكل أمور الفقه والتفسير فقط لأن هذه هي من أرفع مراتب العلماء
ولكن العالم هو الباحث و الممارس و العلماء درجات
حاول أخي الكريم أن تراجع ما وضعت وكن ذا ترو فالسلامة في التروي
:)
أرجو من العلي القدير أن ينور الطريق أمامنا ويفتع عنا مفاتح الخير كلها

:) شكرا شبكة كتاب العرب :)
 


السلام عليكم و رحمة الله

بارك الله فيكم إخوتي الكرام ..
أؤكد لكم أنني ما قصدت الانتقاص من قدر أحد .. و لو تريتتم في النظر إلى ما كتبت فستجدون أن الأمر لم يتجاوز كونه قراءة من زاوية ربما لا تقفون عندها ..
أما نصيحة أخي و ابني محمد شتيوي حفظه الله .. فعلى الرأس و العين كما يقال .. و لكن أود أن يسمع رأيي في ما قاله .. إنني لا أرى أنني خرجت على إطار أهل السنة و الجماعة .. خاصة و أن معظم الاستشهادات التي أوردتها ذكرت معها رأي أعلام الأمة من أهل السنة و الجماعة من مثل رأي شيخ الاسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم .. و غيرهما .. ربما تعترض على هذا الأمر .. لكن منهاج أهل السنة من موقعي أوسع من أن يحد في إطار ضيق .. و أقول لأخي .. كيف تنهى عن الخوض في مثل هذه المواضيع و أنت لا تتورع عن الكتابة فيها .. أحيانا تحت عنوان " الصوفية من ركائز الاستعمار " .. و أحيانا " الصوفية أفيون الشعوب " ..
و أنت أخي الكريم بادو .. جمعنا الله و إياكم في مستقر رحمته .. أرجو أن يتسع صدركم لسماع تعقيب على مداخلتكم .. لقد قلتم ..
ثانيا أشكر الأخ محمد الشتيوي على التنبيه المهم فمن أراد الفلاح فعليه بالقرآن والسنة
ليست معادلة ولا فلسفة و لا علما غيبيا ولا نظرة في عمق الأسرار أو الأغوار
هي الإعتدال والوسطية كما جاء في القرآن والسنة
والنية الخالصة لله في الأعمال والأقوال والأفكار

أين هو الاعتدال و الوسطية الذي تتحدث عنهما و كلماتك كلها إقصاء " ليست معادلة و لا فلسفة و لا علما غيبيا و لا نظرة في عمق الأسرار و الأغوار " ..
ثم قلتم بعد ذلك
فالحق بين والضلال بين
وأرى أن الأخ ينفي انتسابه للصوفية ولكنه يدافع عنها كالعرض أو الولد

لقد صدقتم أخي .. فالحق بين و الضلال بين .. و الصوفية معهم من الحق ما ذكره كبار علماء الأمة من أهل السنة و الجماعة .. و إني لم آت بشيء من عندي .. و لقد ذكرت لكم قول ابن تيمية و تلميذه .. اعتقادا مني أن هذين الرجلين لا يسهل رد كلامهما عندكم .. و أما الدفاع عن الصوفية و ما عندهم من الحق فواجب على كل مسلم .. دون أن نصدر أحكاما بالجملة .. فمن تبين لنا ضلاله نبهنا إليه بأدب لا يتجاوز حده ..
ثم ذكرتم
الموضوع الذي تتحدث فيه يرقو إلى منزلة عقدية
وكل مسلم يجب عليه أن يكون عالما في أمور العقيدة لأنها المنبع والمبتدأ
وأرى أنك ابتعدت كثيرا عن المراد من كلمة أهله
فإن لم تكن أهلا لأمور الدين الحنيف فأهل ماذا سوف تكون ؟

إن مسألة العقيدة في أصولها ثوابثها لا مناص للمسلم من معرفتها .. لكن الفروع و الاجتهادات فيها لا نصدر عنها إلا إذا حصل الإجماع حولها .. و ما لم يحصل هذا الإجماع ففي الأمر فسحة .. و التحجير لما وسع الله أمر ذمه الله و رسوله صلى الله عليه و سلم ..
و أما كلمة أهله فلكل نصيب من أمور الدين .. حتى إن حديث جبريل عليه السلام الذي ختمه رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله " هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم " .. جعل أمر الدين " إسلام " ف "إيمان " ف " إحسان " ف " ترقب للساعة " .. و هي مدارج يرتقي فيها المؤمن تباعا لا قفزا .. فوجب بذلك مخاطبة الناس على قدر مداركهم باعتبار ما هم عليهم في سلم الارتقاء .. إذ منهم " السابق بالخيرات " و منهم المقتصد " و منهم " الظالم لنفسه " .. هكذا وصفهم كلام الله عز و جل ..
إن ما حملني على التجاوب مع مداخلاتكم هو إيقاني بأن الخير لا ينقطع من أمة رسول الله .. و إحساسي بأن ما يجمعنا أكبر مما نختلف فيه .. و أن ما تكتبون نبرة الصدق و الغيرة على الدين .. زادنا الله و إياكم حرصا على دينه .. و وفقنا لأقوم السبل في ذلك .. و غفر لنا ما اجترحناه من ذنوب و خطايا ..
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
 


السلام عليكم أخي الكريم

أرى أنك تتقن فن المحاورة
إذن لندخل في صلب الموضوع

مأذا تعرف أنت عن الصوفية ليس ما يعرفه أعلام السنة
ماهي مظاهر الصوفية في الحي الذي تسكنه أو في مكان تعرفه
أو في مكان قصدته ذات يوم ؟
مالذي جعلك تضع هذا الموضوع هل هو الإحتكاك بالصوفية أم هي فكرة

يا أخي أنا لا أرمي الناس بشيء , لجهلي بمكامن أنفسهم
ولكن المضاهر قد تخبر عن المكامن
لأنك إن رأيت شخصا يرقص فإن سألته ما تفعل قال أتعبد
أليس هذا خارج عن أمور الدين أم يحتاج فقيها يخبرنا أن الرقص ليس من التعبد في شيء
لا ربما يرقص بنية الصلاة الله أعلم

وإن لم تكن رأيت هذا فقد رأيته لا أنكر أن منهم أناس طيبون يرتجون الله في العلن
والله أعلم بما في النفوس

الموضوع الذي تتحدث فيه يرقو إلى منزلة عقدية
وكل مسلم يجب عليه أن يكون عالما في أمور العقيدة لأنها المنبع والمبتدأ
وأرى أنك ابتعدت كثيرا عن المراد من كلمة أهله
فإن لم تكن أهلا لأمور الدين الحنيف فأهل ماذا سوف تكون ؟

انتبه للكلمة يرقو لأن هذه الأمور لا تبدأ عقدية لأنها تبدأ فقط بالإجتهاد و التقرب و تطويع نصوص الماضي للحاضر تم ما تلبث أن تبدأ في التشكيك في بعض ما يمس العقيدة والوقوع يبدأ بالعثرة

إن مسألة العقيدة في أصولها ثوابثها لا مناص للمسلم من معرفتها .. لكن الفروع و الاجتهادات فيها لا نصدر عنها إلا إذا حصل الإجماع حولها .. و ما لم يحصل هذا الإجماع ففي الأمر فسحة .. و التحجير لما وسع الله أمر ذمه الله و رسوله صلى الله عليه و سلم ..
و أما كلمة أهله فلكل نصيب من أمور الدين .. حتى إن حديث جبريل عليه السلام الذي ختمه رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله " هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم "
معك في هذا وبوركت للتذكير

جعل أمر الدين " إسلام " ف "إيمان " ف " إحسان " ف " ترقب للساعة "
أين صوفية بين هذه

والحديث أخي الكريم متشعب وذو ممرات و قباء وفيه كثير من الحفر
وما أريد قوله هو لماذا لا نتبع الطريقة الأولى الطريقة المحمدية في كل أمور الحياة
وهل هو ضروري تطويع الدين وعصرنته ودمج الآلات والإيقاعات في الذكر والتعبد
وهل إضهار الولاية والتقاية كان في أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

اعتقادا مني أن هذين الرجلين لا يسهل رد كلامهما عندكم

عندكم ماذا تعني

وأفهم الآن لماذا ذكٌر الأخ محمد شتيوي هذا التذكير
يرجى الانتباه إلى أنه يمنع نشر موضوعات على غير منهاج أهل السنة والجماعة ومن مصادرهم

فالموضوع شائك ويجب تركه للمتخصصين من أولي العزم​
 


السلام عليكم و رحمة الله

أخي الكريم .. سوف أشفي غليلك بالرد على ما طلبت .. و لكن قبل ذلك .. أتعهد بأن لا أتحدث إلا في ما لا يجنح بالحوار إلى المراء و اللجاجة .. فقولك
" أرى أنك تتقن فن المحاورة
إذن لندخل في صلب الموضوع

مأذا تعرف أنت عن الصوفية ليس ما يعرفه أعلام السنة
ماهي مظاهر الصوفية في الحي الذي تسكنه أو في مكان تعرفه
أو في مكان قصدته ذات يوم ؟
مالذي جعلك تضع هذا الموضوع هل هو الإحتكاك بالصوفية أم هي فكرة

هذا هو استدراج إلى هذا المسلك ..

أقول .. إن جزءا مما أعرفه عن الصوفية هو تاريخ جهاد و مقاومة للمستعمر انبنى على صلة وطيدة بشرع الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم ..
أعرف ممن أعاصرهم من لزم حد الاعتدال و من ابتدع المنكرات .. فلو رجعت إلى كل الفقرات السابقة فستجد أنني لم أغيب ذكر الانحرافات .. إلا أنني لم أترك خطأ بعضهم يحجب الصواب الموجود عند بعضهم الآخر ..
أعرف تمام المعرفة تلامذة مشايخ صوفية وقفوا و لا يزالون واقفون في وجه الأنظمة المتسلطة في بلاد المغرب العربي .. عرضت عليهم المناصب و الإغراءات .. ففضلوا السجون و الحصار .. و ربوا أجيالا طاهرة تذوذ عن ما بقي من مقومات الدين ..
أعرف رجالا ذاكرين متبتلين مجاهدين رحماء بالعباد .. لا يركنون إلى الذين ظلموا .. لم تنفع معهم المساومات ..

و قولكم ..

يا أخي أنا لا أرمي الناس بشيء , لجهلي بمكامن أنفسهم
ولكن المضاهر قد تخبر عن المكامن
لأنك إن رأيت شخصا يرقص فإن سألته ما تفعل قال أتعبد
أليس هذا خارج عن أمور الدين أم يحتاج فقيها يخبرنا أن الرقص ليس من التعبد في شيء
لا ربما يرقص بنية الصلاة الله أعلم

هذا ينم على أنكم مصرون على تقويلي ما لم أقله ليتسنى لكم وضع لبنة تبنون فوقها استدلالكم .. و مهما يكن فهذا لا يخول لكم التعميم ..


و أما قولكم

" انتبه للكلمة يرقو " .. فيبدو أنك لم تتبين أن هذا القول منقول عن أخينا محمد راقي ... و لقد تعمدت عدم تصحيحه .. ( من باب عدم التغيير لكلام الأخ الكريم .. فلربما كان يقصد معنى غير الذي فهمته ) . و لو كان لي أن أقف مع الأخطاء اللغوية لجردت لك من كل مداخلة عجبا .. و أقل ما في ذلك كتابة همزة القطع كما في قولكم "الإحتكاك" و الخلط بين الضاد و الظاء كما في " المضاهر " .. و في " الظلال "و رفع اسم " أن " كما في "
أن منهم أناس طيبون " .. و غير ذلك كثير .. ثم إني أحمل بعض هذه الأخطاء على أنها صدرت عن استعجال في النقر على مفاتيح الحروف فألتمس بذلك العذر لمن يكتب ..

و قولكم ..
والحديث أخي الكريم متشعب وذو ممرات و قباء وفيه كثير من الحفر
وما أريد قوله هو لماذا لا نتبع الطريقة الأولى الطريقة المحمدية في كل أمور الحياة
وهل هو ضروري تطويع الدين وعصرنته ودمج الآلات والإيقاعات في الذكر والتعبد
وهل إضهار الولاية والتقاية كان في أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

فاعلم أخي أني لا أقر شيئا من هذه الأمور .. و لا أتحدث عن هؤلاء .. فلست مندوبا للدفاع عن ضلالاتهم ..
و لست أرضى عن الطريقة المحمدية ( كما ذكرت ) بديلا .. لكن .. أين هي هذه الطريقة ؟ فهل يكون فهمي هو الصواب وحده .. أم يليق بي أن أسمع الرأي الآخر و حجيته ؟

و أما سؤالكم ..
عندكم ماذا تعني
عندكم تعني عندنا .. لأننا لا نقصيكم من دائرة الانتساب إلى دين الله الواسع .. مع التذكير بقول مالك رحمه الله " ما منا إلا راد و مردود عليه إلا صاحب هذا القبر " ( مشيرا إلى قبر رسول الله صلى الله عليه و سلم ) .


معك أخي في أن نترك الموضوع لأهل العلم ( جعلنا الله و إياكم منهم ).. لكن العدل يقتضي أن نتركه جميعنا لا أن نجيز الخوض فيه لبعضنا و نحرمه على بعض .. " و قالوا ما في بطون هذه الأنعام حالصة لذكورنا و محرم على أزواجنا "..
" ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " .
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
 


أخي الكريم لا أكثر معك الكلام أوالنقاش الذي أراه قد تعدى أدب الحوار وأسلوب الدعوة المعتدلة وفن الخطاب القويم .
إن كثيرا مما ورد في مداخلتك اختلط فيه الحق بالباطل و العلم بالجهل و شهادة الحق بشهادة الزور .. و فاحت منه ريح خبيثة تزكم الأنوف و تعري عن قلوب اجتمع فيها نور صدق الطلب بظلمة الإعراض عن سلوك مسلكه
أتركك أخي مع كلام الحافظ الذهبي رحمه الله للتمييز بين الصوفية والطريقة المحمدية المثلى:
قال الحافظ الذهبي رحمه الله في وصف هذه الطريقة المحمدية المثلى: (الطريقة المثلى هي المحمديَّة، وهو الأخذ من الطيبات، وتناول الشهوات المباحة من غير إسراف، كما قال تعالى: "يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً"12، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لكني أصومُ وأفطرُ، وأقومُ وأنامُ، وآتي النساء، وآكلُ اللحم، فمن رغب عن سنتي فليس مني"13، فلم يشرع لنا الرهبانية، ولا التمزق، ولا الوصال، بل ولا صومَ الدهر، ودين الإسلام يسر وحنيفية سمحة، فليأكل المسلم من الطيب إذا أمكنه، كما قال تعالى: "لينفق ذو سعة من سعته"14، وقد كان النساء أحب شيء إلى نبينا صلى الله عليه وسلم15، وكذلك اللحم، والحلواء، والعسل، والشراب الحلو البارد، والمِسْك، وهو أفضل الخلق وأحبهم إلى الله تعالى، ثم العابدُ العَرِيُّ من العلم متى زهد، وتبتل، وجاع، وخلا بنفسه، وترك اللحم والثمار، واقتصر على الدقة والكسرة، ضفت حواسه ولطفت، ولازمته خطرات النفس، وسمع خطاباً يتولد من الجوع والسهر، ولا وجود لذلك الخطاب ـ والله ـ في الخارج، وولج الشيطانُ في باطنه وخرج، فيعتقد أنه قد وصل، وخوطب وارتقى، فيتمكن منه الشيطان، ويوسوس له، فينظر إلى المؤمنين بعين الازدراء، ويتذكر ذنوبهم، وينظر إلى نفسه بعين الكمال، وربما آل به الأمر إلى أن يعتقد أنه ولي، صاحب كرامات وتمكن، وربما حصل له شك، وتزلزل إيمانُه، فالخلوة والجوع أبوجاد الترهب، وليس ذلك من شريعتنا في شيء، بل السلوك الكامل هو الورعُ في القوت، والورعُ في المنطق، وحفظُ اللسان، والتلاوةُ بالترتيل والتدبر، ومقتُ النفس وذمُّها في ذات الله، والإكثارُ من الصوم المشروع، ودوامُ التهجد، والتواضعُ للمسلمين، وصلة الرحم، والسماحة، وكثرة البشر، والإنفاقُ مع الخصاصة، وقولُ الحق المر برفق وتؤدة، والأمرُ بالمعروف، والأخذُ بالعفو، والإعراضُ عن الجاهلين، والرباطُ بالثغر، وجهادُ العدو، وحجُّ البيت، وتناولُ الطيبات في الأحايين، وكثرة الاستغفار في السَّحَر، فهذه شمائل الأولياء، وصفات المحمديين، أماتنا الله على محبتهم)16.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 


أما نصيحة أخي و ابني محمد شتيوي حفظه الله .. فعلى الرأس و العين كما يقال .. و لكن أود أن يسمع رأيي في ما قاله .. إنني لا أرى أنني خرجت على إطار أهل السنة و الجماعة .. خاصة و أن معظم الاستشهادات التي أوردتها ذكرت معها رأي أعلام الأمة من أهل السنة و الجماعة من مثل رأي شيخ الاسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم .. و غيرهما .. ربما تعترض على هذا الأمر .. لكن منهاج أهل السنة من موقعي أوسع من أن يحد في إطار ضيق .. و أقول لأخي .. كيف تنهى عن الخوض في مثل هذه المواضيع و أنت لا تتورع عن الكتابة فيها .. أحيانا تحت عنوان " الصوفية من ركائز الاستعمار " .. و أحيانا " الصوفية أفيون الشعوب " ..

نعم أنا جئت ..
1- فى الواقع أننى أتحدث عن الموضوع نفسه ( عين القلب ) فهذا الموضوع يمت بوشائج لا تخفى إلى الصوفية وهذا هو سبب التنبيه بشأن الالتزام بعدم نشر مواضيع لا تتبع منهاج أهل السنة .
2- لا تستشهد من كلام ابن تيمية وابن القيم بكلام يعاضد الصوفية , وهما اللذين قضيا عمرها فى دحض شبهات الصوفية , وقمع بدعهم - كما أننى أحب أن أؤكد لك أننا لا نتبع اشخاصا بعينهم بل نتبع منهاج النبى صلى الله عليه وسلم - فلا أحد سواه معصوم .
3- منهاج اهل السنة يتضمن ( التزكية ) من أهم ركائزه هذا شئ لا جدال فيه - ولكن ليس تزكية الصوفية بالطبع بل التزكية التى علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم من توحيد وصلاة وعبادات مفروضة ومسنونة
ويمكن أن نكمل النقاش فى موضوع ( كتاب التزكية بين أهل السنة والصوفية )
4- انا لا أنهاك عن شئ وأتى مثله - أنت تأتى بكلام الصوفية - وانا أهاجم المنهج الصوفى المنحرف - وليس من كلامى ايضا بل من كتب ومواقع معتمدة وموثوقة

والله المستعان
 


السلام عليكم و رحمة الله

أؤكد مرة أخرى أنني سأرد على مداخلاتكم عندما أعود من السفر إن شاء الله ..
أنا الآن أكتب من داخل قاعة عمومية للاتصال و الأنترنيت .. و الظروف لا تلائم للمكث بها طويلا ..
 


السلام عليكم و رحمة الله

أستأذن إخوتي في الرد على ما وعدت به ..

سأكتفي بإبداء الرأي في التعقيب الأخير ..

ذكرت أخي ما يلي
" 2- لا تستشهد من كلام ابن تيمية وابن القيم بكلام يعاضد الصوفية , وهما اللذين قضيا عمرها فى دحض شبهات الصوفية , وقمع بدعهم - كما أننى أحب أن أؤكد لك أننا لا نتبع اشخاصا بعينهم بل نتبع منهاج النبى صلى الله عليه وسلم - فلا أحد سواه معصوم ."

إذا كان ابن تيمية رحمه الله قد قضى عمره في" دحض شبهات الصوفية و قمع بدعهم " فكيف نوفق بين عمله هذا و قوله الذي أعيد نقله بين يديك " قال شيخ الإسلام " و الصواب أنهم ( أي الصوفية ) مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم في طاعة الله . ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده .. و فيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين .. و في كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ . و فيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب " ( فتاوى ابن تيمية ج 11 ص 18 ) .
و قال " و إنهم في ذلك بمنزلة الفقهاء في الرأي " ( فتاوى ابن تيمية ج 10 ص 370 ) .

و أما قولكم "
كما أننى أحب أن أؤكد لك أننا لا نتبع اشخاصا بعينهم بل نتبع منهاج النبى صلى الله عليه وسلم - فلا أحد سواه معصوم ."
فقل لي أخي من أوصل إليك منهاج رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ و بأي فهم ؟ و بأي نسبة من العصمة ؟
و كيف يطلب موسى عليه السلام من الخضر عليه السلام أن يتبعه .. قال " هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا " .. ؟ ألا يجوز لمن كان مسلكه في الاتباع على منوال مسلك موسى عليه السلام أن يصحب من يتعلم منه هدي رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟

و أما قولكم ..
"منهاج اهل السنة يتضمن ( التزكية ) من أهم ركائزه هذا شئ لا جدال فيه - ولكن ليس تزكية الصوفية بالطبع بل التزكية التى علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم من توحيد وصلاة وعبادات مفروضة ومسنونة " ..

فالقول فيه لا يختلف عن سابقه فكل يقول علمنا رسول الله لكن لا أحد اليوم عاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و كل يعتبر فهم من أخذ عنهم هو فهم رسول الله صلى الله عليه و سلم و يضفي عليه العصمة .. و هو أمر لا يتأتى .. فالصوفية التي تهاجمهم هم أيضا يقولون نحن نتبع سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و لا أحد بمقدوره أن ينزع عنهم هذه الصفة مهما تعالت الأصوات ..

و أما قولكم
"
وانا أهاجم المنهج الصوفى المنحرف - وليس من كلامى ايضا بل من كتب ومواقع معتمدة وموثوقة

والله المستعان "


فكيف يصوغ لك معرفة المنهج المنحرف إذا لم تكن تعتقد جازما أن ما معك هو الصواب المطلق ؟ .. و إذا كان الأمر كذلك .. فكيف يمكن أن نتحدث عن حوار ؟
و أما الكتب و المواقع الموثوقة فهي إما موثوقة بالنسبة لفئة دون أخرى أو أنها لا تحيط بالقضايا من كل الجوانب .. و إلا فبحسب هذا المنهج في الحوار .. فكل المقتطفات التي جئتك بها من الكتب التي ذكرتها لك في هذا الحوار فهي أيضا موثوقة .. و لا يمكن ردها ..
بقي أن أشير إلى أن ابن تيمية في فتاويه استغرق ردحا من الزمان تغيرت خلاله بعض قناعاته فجاءت كلماته في أواخر أيامه أقرب للاتزان و مصوبة لبعض ما بدر منه في قوة شبابه .. و لقد أرسل إلى أتباعه من داخل السجن الذي مات فيه يعيرهم و يقول لهم " أنكم ينقصكم الوجد " ..
فلئن كان فارس الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجد الشجاعة من نفسه( لأنه كان صادقا في طلبه ) و حاول أن يتدارك ما تفلت منه من خطاب حاد ممزوج بلهجة الصدق في مرحلة من عمره .. فإن أناسا عكفوا على أقواله و اجتزؤوها و فصلوها عن سياقها التام فطفقوا يصدرون الأحكام من غير ترو ..
 


122189_1209243478.gif
 
رد : عين القلب ( 1 )

الحق أبلج والباطل لجلج!.
70834_1211545431.jpg
الحق أبلج والسيوف عواري *** شُحذت لأهل الرجس والأوزار

الأخ الكريم والعضو المحترم/ مهدي
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : [خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً وقال: هذا سبيل الله ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن يساره، وقال: هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه، ثم قرأ قوله تعالى: (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون)].. (رواه الإمام أحمد).
يقول شيخ الإسلام ابن القيم -رحمه الله-: (ما ألقاه الشيطان إلى جهال المتصوفة من الشطح والطامات، وأوحى إليهم أن وراء العلم طريقاً إن سلكوه أفضى بهم إلى كشف العيان وأغناهم عن التقيد بالسنة والقرآن فحسن لهم رياضة النفوس وتهذيبها وتصفية الأخلاق، فإذا أنكر عليهم ورثة الرسل قالوا لكم العلم الظاهر ولنا الكشف الباطن ولكم ظاهر الشريعة ولنا باطن الحقيقة ولكم القشور ولنا اللباب).. (إغاثة اللهفان).

الأخ المحترم:
أراك (صوفياً متعصباً) تستميت في الدفاع عن (التصوف والمتصوفة) رغم أنك تدعي غير ذلك.
فأنت بدأت معنا بعض الموضوعات الجيدة ذات المعاني الطيبة فاستبشرنا بك خيراً ولم تجد منا إلا كل (ترحاب) وإلا كل (ود وتقدير).
وأصارحك القول أنني كنت أشم رائحة التصوف (المذموم) وأستشعر بعضاً من لغة القوم (الدراويش - المجاذيب) في ثنايا (عباراتك) إلا أنني قدمت حسن الظن وتغاضيت عن هذه الأشياء.
هذا (التغاضي والتجاوز) لم يكن عن (سهو أو غفلة) بقدر ما كان تقديراً لمعاني الخير والحق في (مواضيعك) لا سيما في موضوع (أدب الحوار وأدب الإختلاف).
ثم تأتي في موضوعك هذا وفي ثنايا ردودك وتأبى على نفسك (وللأسف الشديد) إلا أن تكشف وبنفسك (زيف كلامك وخداعه) وأنك أنت أول من (ناقض ونقض) عُرى (الكلام الطيب والمعاني النبيلة) في مواضيعك السابقة.

الأخ المحترم:
غير مسموح لي ولا لك ولا لأي من الأعضاء الكرام (بالتجاوز وسوء الأدب) إن كان في حق المنتدى (وقوانينه) التي سبق ووافقنا عليها جميعنا، أو في حق أيٍ من أعضائه المحترمين!.
وأنت في موضوعك هذا جمعت بين المخالفتين (للأسف الشديد) فمن خلال ردودك على الإخوة الأفاضل لا أخالك إلا (تفهم وتعي) أنَّ هذا المنتدى الطيب المبارك يقوم أول ما يقوم على منهج أهل السنة والجماعة (وبفهم السلف الصالح لا غيره) بما يعنى قيامه على (المنهاج السلفي والدعوة السلفية) ودون طنطنات عقيمة حول هذا المنهاج المبارك ومن يمثلونه، هذا المنهاج الذي يتناقض تماماً مع مناهج (الشيعة والباطنية والصوفية) وليس بينه وبين هذه المناهج المنحرفة (برأينا المتواضع) أي مساحة للتفاهم المشترك فضلاً عن الإتفاق بله التعاون أيها (الحاذق الأريب)!.
فكيف إذن يامن دعوت (لأدب الحوار وأدب الإختلاف) تسمح لنفسك (سامحك الله) أن تصف كلام الأخ الكريم الراقي (محمد راقي) بأنَّ:
إن كثيرا مما ورد في مداخلتك اختلط فيه الحق بالباطل والعلم بالجهل وشهادة الحق بشهادة الزور .. وفاحت منه ريح خبيثة تزكم الأنوف وتعري عن قلوب اجتمع فيها نور صدق الطلب بظلمة الإعراض عن سلوك مسلكه ..
منْ أعطاك الحق بأن تحكم أنَّ هذا الكلام (حق) وأنَّ هذا الكلام (باطل)؟؟
( هل أنت عالم.. أو علاّمة.. أو حتى طالب علم؟؟؟)
منْ أعطاك القدرة على شم (ريح خبيثة تزكم الأنوف) في كلام الأخ راقي؟؟
(هل أنت ساحر.. كاهن.. جنيّ؟؟)
منْ أعطاك البصيرة النافذة لتعري عن قلب الأخ لتكتشف أنت أولاً ثم تكشف لنا ثانياً أنَّ فيه ظلمة الإعراض عن سلوك مسلك الصدق؟؟؟
(أليس في ذلك تألي على الله جلَّ في علاه ؟؟)
أيا من يدعو إلى الأدب في الحوار والأدب في الإختلاف!!
لماذا نقضت كلامك وناقضت نفسك؟؟؟
كيف تريد لنا أن نصدق كلامك المنمق والمعسول (كعادة كلام القوم) بعد الآن؟؟
أوَ كلما خالفك في رأيك أحد أنكرت عليه بمثل هذا الأسلوب المنحاز والمتخبط واتهمته بأنه صاحب منهج اقصائي وغير ذلك من التهم الجاهزة والمعدة سلفاً!!
أليس هذا الأسلوب فيه نوع من الإرهاب الفكري وإن شئت الدقة فقل (الدعارة الفكرية) للأسف الشديد؟؟

ولنكمل في السطور الموالية بعون الله وتوفيقه.....
 
رد : عين القلب ( 1 )

بقية.. "الحق أبلج والباطل لجلج!."

الأخ المحترم مهدي:
إذا أنت سمحت لنفسك بأن تتجاوز كل هذا التجاوز في حق إخوة كرام لنا (ما عهدنا فيهم ومنهم إلا كل خير) فهذا يدل بالفعل على كريم الأخلاق العالية وعظيم الآداب الرفيعة السامية التي يتمتع بها جُل إن لم يكن كل (المتصوفة الأقحاح والمتعاطفين معهم والداعين إلى طرقهم الشيطانية والملتوية) وكما يقولون: "كل إناء ينضح بما فيه"!.
وإذا سمح لك أدبك اللا محدود بأن تقول مثل هذا الكلام (الردئ والفاسد) متجاوزاً كل حدود اللياقة والأدب فلا يصور لك عقلك (الغير قاصر) ولا خيالك (الغير مريض) ولا فكرك (الغير متهافت) أنَّ أحداً سيسمح لك أو لغيرك في التمادي في هذا الأسلوب الممجوج!.
ولتعلم جيداً أنَّ مداخلة الأخ الكريم الراقي (محمد راقي) التي لم تعجبك والتي أخرجت لنا دفين ومكنون مواهبك الفكرية وحقيقتك الصوفية بما تحويه من (فتوحات وكشف وتجليات) وأظهرت لنا رصانة حجتك ونصاعتها (المزعومةً) ورأيتها أنت بنظرتك (الحقيقة باطنية) وبصيرتك (الصوفية المنحازة) أنها:
أرى أخي أن مداخلاتك عبارة عن مجموعة من الآراء و الأقوال مجتزءة من هنا وهناك لتنسج وهما انبنت صورته في بعض الأذهان وخيل لأصحابه أنه الحق الذي لا حق بعده .. ويا ليتهم أنصفوا و أنصتوا وجاءوا بكلام القوم في سياقه الكامل غير مبتور .. إن عملا كهذا لا يعدو أن يكون نوع تنويم مغناطيسي يهول على القلوب سكينتها وطمأنينتها ويسوقها للقبول بكلام ومنطق عليلين مريضين ..
إن خطابا يمتلئ باللعن والسب والشتم والازدراء والاحتقار هو دليل عدم الثقة في فهم النصوص وملابساتها وفي رصانة الحجة و نصاعتها ..وهو هروب من ميدان الحوار الهادئ إلى ميدان " ما أريكم إلا ما أرى " .. يشعر معه القارئ أن لو أتيح لكاتب هذا الخطاب أن يمد يده عبر شاشة الجهاز ليفرض قناعته بالقوة لفعل ..
هذه المداخلة الكريمة للأخ راقي على أهميتها وصدقها إلا أنه كان كريماً ومتسامحاً ومتساهلاً معكم لأبعد حد (الفضل لك في استخدام لغة -نحن وأنتم- فأراك تكررها كثيراً) يا أهل التصوف (المذموم) والمدافعين عنه، وأنَّ الأخ راقي (لِكريم أدبه وحسن سجاياه) لم يأتِ مرة واحدة ويفاجئ باقي الأعضاء والزوار المحترمين (وفيهم الذي يعلم ويهتم وفيهم أيضاً غير ذلك) على ذكر كفريات وشركيات أقطاب الصوفية الأقحاح أمثال ابن عربي (وحلولياته)، وابن الفارض (واتحاداته)، والحلاج والبسطامي (وزعمهم للعوام فضلاً عن الخواص بحلول الرب وتجليه في أجسادهم الخربة -تعالى الله عما زعموا علواً كبيراً-) ، وابن سبعين والعفيف التلمساني، والجيلي وتجلياته في (الإنسان الكامل) والذي ملأه كلمات وأشعار بتأليه النبي صلى الله عليه وسلم وأعطاه من الأوصاف ما لا يليق إلا بالله عز وجل، وهكذا دواليك (جُل إن لم يكن كل) أقطابهم المزعومين تنافسوا وتفوقوا على بعضهم البعض لا في (السلوك وتسليك المريدين) كما تزعمون ولكن (واحسرتاهم) في الكفريات والشركيات (عياذاً بالله) وفي حلول الرب واتحاده بمخلوقاته (بزعمهم) تعالى الله عما يقولون ويظنون علواً كبيراً!.
لذلك فإنهم يطلبون من مريديهم (المجاذيب والمخاريط) ويشترطون عليهم:
"شيخك جاسوس قلبك"
"من اعترض انطرد"
"كن بين يدي شيخك كالميت بين يدي المغسل"
"من قرأ ورد كذا (الفاتح وماشابه) فكأنما قرأ القرآن ست مرات"
إلى غير ذلك من خرافات وهرطقات شيوخ (الطرق الصوفية)!.
وبالتأكيد وأنت الصوفيّ (المتنكر) قد اطلعت وقرأت معظم كتب(وتخاريف) القوم لاسيما الأقطاب المزعومين منهم كابن عربي (وفتوحاته المكية - وفصوص حِكمه) ، وابن الفارض (وتائيته في السلوك)، وعبد الكريم الجيلي (والإنسان الكامل - والكمالات الإلهية)، والحلاج (وزندقته)، وغير ذلك من خربطات وتخاريف كل طريقة وشيوخها التي يدجلون بها على البسطاء والعوام زاعمين مثل قولك -أيا مهدي- بأن ذلك هو عين الحقيقة (وإن خالف قلب الشريعة ) ، وأن ذلك هو العلم اللدني ولب الباطن (وإن تناقض مع العلم النقلي وقشور الظاهر)!.
وإليك غيض من فيض أوحال وأوزار القوم (عليهم جميعاً من الله ما يستحقون):

يقول الهالك ابن الفارض في (تائيته):
وها أنا أبدي في اتحادي مبدأي *** وأنهي انتهائي في مواضع رفعتي
وفي موقفي لا بل إلى توجهي *** ولكن صلاتي لي ومني كعبتي
ويقول أيضاً (عليه من الله ما يستحق):
لها صلواتي بالمقام أقيمها *** وأشهد فيها أنها لي صلَّتِ
كلانا مصل واحد ساجد إلى *** حقيقته بالجمع في كل سجدة
ويقول:
وجُدْ في فنون الاتحاد ولا تَحِد *** إلى فئة في غرَّة العمر أصبت
ويقول:
إلي رسولاً كنتَ مني مرسلاً *** وذاتي أماني علي استقلت

ويقول الهالك ابن عربي في فتوحاته المكية:
العبد رب والرب عبد *** ياليت شعري من المكلف
إن قلت عبد فذاك رب *** أو قلت رب أنى يكلف
ويقول أيضاً:
فيحمدني وأحمده *** ويعبدني وأعبده
ويقول أيضاً :
وما الرب إلا إنسان كبير
وبالتأكيد قد وصل جنابك قول قطبهم الأعظم (عليه لعائن الله المتتابعة) في (فصوص الحِكم):
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا *** وما الله إلا راهب في كنيسة
نعوذ بالله من هذا القول الساقط الذي يستحي الإِنسَان أن يقول مثل هذا الكلام: أن الكلب والخنزير هو إلههم، وأن الله عندهم راهب في كنيسة!.

ويقول أيضاً هذا الهالك في فصوصه:
فأنت عبد وأنت رب *** لمن له فيه أنت عــبد
وأنت رب وأنت عبد *** لمن له في الخطاب عهد

وهو القائل أيضاً في فصوصه:
أن قوم نوح ما عبدوا سوى الله في صورة الأصنام!.
وأن بني إسرائيل لما عبدوا العجل ما عبدوا إلا الله الذي حلّ في العجل!.
وأنَّ نبيّ الله موسى مخطئ، وأنَّ فرعون موحد وعلى صواب!.
وأن قول الله عز وجل لفرعون: (آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)، فهو مجرد عتاب والعتاب لا يكون إلا بين الأحباب!.
تعالى الله عما يقول ويعتقد -هذا الهالك- علواً كبيراً

ويأتي هالك آخر وهو البسطامي ويقول لمريديه:
"سبحاني سبحاني ما أعظم شاني".. و "ما في الجبة إلا الله"

ويأتي آخر من كبار الحلوليين وهو الهالك الحلاج (قبحه الله) ليفسر الحلول قائلاً:
"سبحان من أظهر ناسوته سر سنا لاهوته الثاقب حتى بدا في خلقه ظاهراً في صورة الآكل والشارب"
ويقول الهالك الحلاج أيضاً:
"أنا الحق.. وصاحبي وأستاذي إبليس وفرعون"
ويقول أيضاً (قبحه الله):
"عقَدَ الخلائق في الإله عقائدا وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه"

وبالتأكيد وأنت الصوفيّ المتنكر تعرف جيداً كيف ولماذا أعدم الخليفة العباسي (المقتدر بالله) هذا الحلوليّ الزنديق وصلبه وأمر بإحراق جسده، أم تُراك تعتقد وتؤمن بما قاله هذا الهالك لخواص خواصه (مجاذيبه) في آخر وصاياه : (لا يهولنكم أمر إعدامي فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً)!.

وهذا غيض من فيض خرافات وأباطيل وهرطقات أقطاب القوم (تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً).
ووالله ثم والله إنَّ مثل هذا الكلام لا يقوى إبليس اللعين نفسه على القول به ولا يقدر على النطق به، وإنني -وأيم الله- لأخجل أشد الخجل من نقل هذه الكفريات -ويعلم الله- أني ما نقلتها هنا إلا لتوضيح بطلانها وفساد عقول قائليها، وإلا للتنبيه والتحذير من مناهجهم الفاسدة والباطلة ومن طرقهم الشيطانية والملتوية!.
ياأخي رحمة بعقولنا وأوقاتنا!.
ما كل ركام الزيف والباطل هذا؟؟
ما كل هذا الهراء والتهريج؟؟
وما كل هذا السخف والدجل؟؟
أي علم لدنيّ وأي كشف وأي تجليات وأي حقيقة وأي علم باطن تدعونا إليه؟؟
أتدعونا لمثل هذه الكفريات بحجة أنَّ مع أصحابها بعض الحق في مسائل السلوك وتصفية الأخلاق ورياضة النفوس؟؟
أمثل هؤلاء الأقطاب والأغواث والأبدال (عاقبهم الله بما يستحقون) هم من تدافع عنهم وعن مناهجهم الممجوجة والزائفة بمثل دفاعك المتهافت؟؟
ومن أي مكان.. ومن أي موقع تدعونا لمثل هذه التخرصات الباطلة؟؟
من هنا .. من هذا المنتدى الطيب المبارك (طهره الله ونقاه من هذه المثالب والمصائب)!.
بئس ما تدعونا إليه أيها الصوفيّ المتنكر!.
وكما قال الإمام شمس الدين الذهبي (رحمه الله) معلقاً على كلام الهالك ابن عربي:
"ومِنْ أردأ تواليفه كتاب "الفصوص"، فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر، نسأل الله العفو والنجاة.. فوا غوثاه بالله".
فإذا كان -أيا مهدي- الكلام السابق (المنقول عن أقطاب التصوف المزعومين ومن كتبهم).. إذا لم يكن هذا الكلام كفر فما في الدنيا كفر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم!.

وها أنا أعود وأكرر عليك نصيحتي أيها الأخ المحترم:

- نحن هنا ننأى بأنفسنا عن الجدال (الذي لا يقدم ولا يؤخر) وعن تضييع الأوقات فيما (لا يجدي ولا ينفع) معك أو مع غيرك.
- وندعوك بكل أدب وتقدير واحترام ألا تسلك معنا مثل مسلكك الحالي، فكلما خالفك الرأي أحد رددت عليه بأسلوب أقل ما يوصف به أنه (غير لائق) وتتهمه بأنه صاحب منهج إقصائي، وأنه لا يتحمل الرأي المخالف وأنه كذا وكذا، رغم أنَّ العكس تماماً هو الصحيح (رمتني بدائها وانسلت)، ثم بعد ذلك إذا رد عليك أحد الإخوة في مخالفاتك وردودك (الغير لائقة) والتي لم يسلم منها أحد والتي طالت شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) وطالت أيضاً شيخاً جليلاً وعالماً كبيراً بحجم ووزن شيخنا الجليل أحمد فريد (حفظه الله).. إذا رد عليك أحد في ذلك تقوم بفتح موضوع جديد وجدال (ذميم) جديد.. وهكذا تدخلنا في دائرة (عميقة وعقيمة) لا نهاية لها من الجدال والمراء.
- وإذا أردت أن تواصل منافحتك ودفاعك عن القوم فلتصرح لنا أولاً وقبل أي شئ آخر عن رأيك ومعتقدك في أقطاب القوم المزعومين وأخص منهم بالذكر:
ـ الهالك عمر بن الحسين بن عليّ (المعروف بابن الفارض)
ـ الهالك محمد بن عليّ بن عربي الطائي (المعروف بابن عربي)

- هل رأيك ومعتقدك فيهم أنهم أكفر من اليهود والنصارى كما قال بذلك العديد من علماء السلف والخلف؟؟
وعلى ذلك فأنت تتبرأ منهم ومن أقوالهم الفاسدة وتعترف وتصرح للجميع أنهم ليسوا مسلمين حقيقة فضلاً عن إمكان كونهم علماء صالحين بله إمكان كونهم أقطاب وأوتاد وما شابه!.

- أم أنَّ رأيك ومعتقدك فيهم أنهم شيوخ صالحين وأئمة متبوعين وأنهم من أكابر الأولياء المعصومين وأنهم من الأقطاب والأوتاد والأغواث؟؟
وأنَّ كلامهم وعباراتهم ماهي إلا (وحي وإلهام ومواجيد ذوقية) في صورة (أسرار مبهمة وألغاز مطلسمة) لا يستطيع فهمها إلا خواص الخواص كما (تتداولون وتزعمون) في أنديتكم!.
ويستلزم منك ذلك الإقرار بكل أقوالهم وتصديقها والإيمان بها والمنافحة عنها بكل مايعنيه ذلك من معانٍ وحقائق لا يغير منها شيئاً ولا ينفع (لا معها ولا قبلها ولا بعدها) دعواك (الناكرة والنافية) بأنك لست متصوفاً وبأنك لا تدعو إلى التصوف!.

- وهل أنت بالفعل -أيا مهدي- تُحب وتُجل وتُقدر شيخ الإسلام ابن تيمية (كما تحاول أن تُظهر لنا) أم أنك كباقي القوم تضمر للرجل مشاعر أخرى لا تخفى علينا؟؟ (مجرد سؤال برئ)!.
خاصة عندما تقول:
اعتقادا مني أن هذين الرجلين لا يسهل رد كلامهما عندكم..
فإن هذا يبين أول ما يبين عن حقيقة غرضك من استشهادك بكلام شيخ الإسلام!.
أم تُراك تستدعي شيخ الإسلام للشهادة فقط عندما يوافق كلامه (آرائك وأهوائك)!.
ولماذا لا تستدعيه للشهادة عندما يقول عن شيخهم الأكبر وقطبهم الأوحد:
"أنه -أي ابن عربي- أقربهم إلى الإسلام"!.
ثم تأتي في مداخلتك الأخيرة وتقول:
بقي أن أشير إلى أن ابن تيمية في فتاويه استغرق ردحا من الزمان تغيرت خلاله بعض قناعاته فجاءت كلماته في أواخر أيامه أقرب للاتزان و مصوبة لبعض ما بدر منه في قوة شبابه .. و لقد أرسل إلى أتباعه من داخل السجن الذي مات فيه يعيرهم و يقول لهم " أنكم ينقصكم الوجد " ..
فلئن كان فارس الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجد الشجاعة من نفسه( لأنه كان صادقا في طلبه ) و حاول أن يتدارك ما تفلت منه من خطاب حاد ممزوج بلهجة الصدق في مرحلة من عمره .. فإن أناسا عكفوا على أقواله و اجتزؤوها و فصلوها عن سياقها التام فطفقوا يصدرون الأحكام من غير ترو ..
اتقِ الله أيها المتوهم.. الغارق في أوحال وأدران الصوفية.. الغارق في كوابيس وأحلام (ولا كأحلام العصافير)!.
أهذه هي عين حقيقة استشهادك ببعض كلام شيخ الإسلام؟!
أواهمٌ أنت أيها الصوفيّ المتنكر لصوفيته؟!
ما كل هذا الإفتراء والتطاول وفي جملة ساقطة واحدة؟!
من أنت -أيا مهدي- حتى تحكم على شيخ الإسلام ابن تيمية أنه في أواخر حياته كان أقرب للإتزان؟؟
وأنه حاول أن يتدارك ما تفلت منه (في مرحلة من عمره) من خطاب حاد ممزوج ....؟؟
أتريد أن تقول أنه فيما سبق كان أبعد عن الإتزان؟؟
ما هي مؤهلاتك أيها الصوفيّ المستتر لتقول مثل هذا الكلام وتفتري مثل هذا الإفتراء ؟؟؟
هل أنت إمام مجتهد في الدين أو عالم متبحر في العلم؟؟
وهل بلغت درجة الإجتهاد والقدرة على استنباط الأحكام؟؟
أم أنك مثلنا نحن المهازيل الضعفاء الفقراء إلى الله
وفي أحسن الأحوال مازال الواحد فينا وسيظل مجرد
(طالب.. ناسخ.. ناقل) للعلم!.
ما هي مؤهلاتك حتى ننظر في أمرك وما تطلبه منا؟؟
لماذا تطالبنا أن نحترمك وآرائك وأنت لا تحترم أحداً على الإطلاق؟؟
ولماذا تطلب منا أن نصدقك في أوهامك وأوهاقك؟؟
أين نجد أنَّ شيخ الإسلام عيَّر أتباعه بأنهم ينقصهم الوجد؟؟
أم أنك رأيت ذلك في كوابيسك وأحلامك الهانئة؟؟

نصيحتي الأخيرة لك أيها الأخ المحترم مهدي:

- إذا استسهلت الأمر واستمريت معنا في أسلوبك هذا ولم تستمع لنصحنا لك بعدم المراء والجدال في مثل هذه الأمور (التي تعرفها جيداً) فأنت وما تشاء ولكن فلتلزم حدود الأدب واللياقة مع الإخوة الأعضاء المحترمين حتى وإن خالفوك في الرأي ، ولتلتزم بقوانين المنتدى ومنهاجه والتي سبق ووافقت عليها عند تسجيل عضويتك!.
- وكما قلت لك إذا أردت أن تواصل منافحتك ودفاعك عن القوم بعد كل ما أوضحناه من (كفريات وشركيات وبلايا ورزايا) فأنت وما تشاء وأنت وما تعتقد، ولكن عفواً فنحن عن صدق وبحق لا نسلم (معك ولا لك) بصحة ما تقول أبداً، بل العكس تماماً نراك على خطر عظيم نشفق عليك (منه ومعه) كثيراً ونسأل الله (لنا ولك) السلامة والهداية والرشاد!.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة
- هل تعي ما أقول؟.
- وهل تفهم جيداً ما أعني؟.
بقي أن أشير أنَّ كل ماسبق يعبر فقط عن رأيي المتواضع الذي أدين به لله تعالى وعن قناعاتي الفكرية وعن تجربتي وخبرتي المتواضعة بالحياة.
وغنيٌ عن القول أنني لا ألزم أحداً (لا أنت ولا غيرك) بأن يرى رأيي أو يعتقد اعتقادي.
ولكني في نفس الوقت أعتقد اعتقاداً راسخاً وأوقن يقيناً جازماً بأنه الحق والصواب.
فإنَّ: (الحق أبلج والباطل لجلج)!.
كما حكم بذلك وأخبرنا به المعصوم صلى الله عليه وسلم
والسلام !!!!!!!!!!!...........
وأنا جد آسف فتقييمي (للموضوع وما احتواه من ردود) هذه المرة قد لا يرضيك!!!
 


السلام عليكم و رحمة الله

أخي الكريم " أبو قصي " .. غفر الله لك .. و لكل من أساء الظن بي .. سامحكم الله جميعا ..
تأكدوا أن صدري لن يضيق بإخوتي ..

ثم أستغفر الله لذنبي و عظيم جرمي إذ زللت لما لم تنضبط العبارة معي في حق أخي الكريم ( إذا كان لا يزال يقبل مني أن أخاطبه بالأخ .. ) محمد راقي .. عندما كتبت ما يلي .. ( مع أن السياق الذي ورد فيه هذا التعبير قد يستجلب بعض التفهم ) ..
" إن كثيرا مما ورد في مداخلتك اختلط فيه الحق بالباطل والعلم بالجهل وشهادة الحق بشهادة الزور .. وفاحت منه ريح خبيثة تزكم الأنوف وتعري عن قلوب اجتمع فيها نور صدق الطلب بظلمة الإعراض عن سلوك مسلكه .. "
أكيد أن العبارة شاذة قياسا مع منهجي في الكتابة .. و عليه أكرر الاعتذار لأخي الكريم .. و أرجو أن يسامحني و يرحم ضعفي ..
لن أستطرد في المجادلة بعد ما جنيته من سوء تقديري .. لقد أنزلتكم من قلبي منزلة أسأل الله أن يجازيني بها .. و لقد حاولت تبيان قراءتي لكنني ربما أكون قد أخفقت في ذلك ..
إن سيلا من الردود ينهمر على ذهني في هذه اللحظة .. لكني لن أنساق وراءها حفاظا على الحد الأدنى من الطمع في أن يشفي الله القلوب لتجتمع على الله .. و رغبة في أن ندخل في زمرة من ضمن لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بيتا في ربد الجنة أو في وسط الجنة إذا هم تركوا المراء وهم محقون أو غير محقين ..
كلمة أخيرة أجمل فيها ما سبق .. " تأكدوا أني لست كما وصفتم .. و أن استنتاجاتكم جانبت الصواب .. و أن كثيرا مما أنكرتموه أنتم فإني أنكره .. و أن هذا الإنكار في غالبه جاء لمواقف أنتم طرحتموها و لم أتحدث عنها .. و أن الاستدلال الذي ساق عندكم إلى هذه الاستنتاجات استدعيتم له مقتطفات مما ذكرت و ملأتم حلقات البناء الاستدلالي بإضافات من عندكم لم أعبر عنها و لست أعتقد مضامينها .. و إن نظرة عادلة من جديد إلى ما طرحت منذ بداية الموضوع ربما توقفكم على ما أقول .. " و الله المستعان على ما تصفون " ..
 
عودة
أعلى