هُويتنا أو الهاوية !! (2)

محمد شتيوى

مستشار سابق
مفهوم الهوية

الهوية:هي حقيقة الشيء أوالشخص التي تميزه عن غيره,فهي ماهيته,وما يوصف به من صفات: عقلية, وجسمية,وخلقية,ونفسية, ويعرف به , كما يدل عليه حديث أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب رضي الله عنها قالت: ( كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر, لم ألقهما قط مع ولدها إلا أخذاني دونه, فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل قباء غدا عليه أبي وعمي مغلسين, فلم يرجعا حتى كان مع غروب الشمس, فأتيا كالين ساقطين يمشيان الهوينى, فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت إلي واحد منهما مع ما بهما من الغم, وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي: "أهو هو؟" قال:"نعم والله", قال عمي: " أتعرفه وتثبته؟ " قال: " فما في نفسك؟ " أجاب:" عداوته والله مابقيت ) (٭)
فقوله:" أهو هو؟ " إشارة إلى هوية النبي صلى الله عليه وسلم وأنه الموصوف في التوراة.

فالهوية : هي المفهوم الذي يكونه الفرد عن فكره وسلوكه اللذين يصدران عنه من حيث مرجعهما الإعتقادي والإجتماعي , وبهذه الهوية يتميز الفرد ويكون له طابعه الخاص, فهي بعبارة أخرى: (تعريف الإنسان نفسه فكرا وثقافة وأسلوب حياة), كأن يقول مثلا:" أنا مسلم " أو يزيد:" منهجي الإسلام ", أو يزيد الأمر دقة فيقول: "أنا مؤمن ملتزم بالإسلام, من أهل السنة والجماعة" .

وكما أن للفرد هوية فكذلك للمجتمع والأمة هوية مستقلة تتميزبها عن غيرها وإلا تشابهت الأمم كالأسماك في الماء, وكلما توافقت هوية الفرد مع هوية المجتمع كلما تعمق إحساسه بالإنتماء لهذا المجتمع, واعتزازه به, وانتصاره له, أما إذا تصادمتا فهنا تكون أزمة " الإغتراب ", قال صلى الله عليه وسلم : " إن الإسلام بدأ غريباً , وسيعود كما بدأ غريباً, فطوبى للغرباء " (1) ,
وفي بعض الروايات: " أناس قليل في أناس سوء كثير, مَن يعصيهم أكثر ممن يطيعهم " (2) .

والانتماء الوجداني والا نتساب إلى(الهوية ) ينبع من إرادة النفس, فَهي قابلة له , راضية عنه, معتزة به, وهذا الانتماء هو الزمام الذي يملك النفس, ويحدد أهداف صاحب الهوية, ويرتب أولوياته في الحياة, فتنصبغ النفس به, وتندمج فيه, وتنتصر له, وتوالي وتعادي فيه, مع نفي الانتساب إلى الهوية مضادة أو مزاحمة , أي: أن هذا التفاعل النفسي ينتج عنه بناء حواجز نفسية بين الشخص وبين من يخالفونه الهوية.


_______________________________
(٭) "السيرة النبوية" لابن هشام, و "وفاء الوفا" .
(1) رواه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه, مسلم في "صحيحه" ( 14 ) , والإمام أحمد في "المسند" ( 5/ 296 ), والترمذي (2631) , وابن ماجه (3889 ) .
(2) رواه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما , ابن المبارك في " الزهد " رقم ( 775 ), والإمام أحمد ( 2/177, 222 ) , وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة تحت رقم ( 1619 ) .


المصدر : كتاب ( هُويتنا أو الهاوية ) - الدكتور محمد إسماعيل المقدم
 

والانتماء الوجداني والا نتساب إلى(الهوية ) ينبع من إرادة النفس, فَهي قابلة له , راضية عنه, معتزة به, وهذا الانتماء هو الزمام الذي يملك النفس, ويحدد أهداف صاحب الهوية, ويرتب أولوياته في الحياة, فتنصبغ النفس به, وتندمج فيه, وتنتصر له, وتوالي وتعادي فيه, مع نفي الانتساب إلى الهوية مضادة أو مزاحمة , أي: أن هذا التفاعل النفسي ينتج عنه بناء حواجز نفسية بين الشخص وبين من يخالفونه الهوية.


كلام طيب اخي محمد بارك الله فيك ...
ننتظر التتمة :)
 
أخي الحبيب محمد الملاحظ عند الكثير من الناس أن هويتهم الإسلامية ذابت فيما يزعمونه التحضر ونسوا أو تناسوا ما هم فيه من النعمة..
فلا عزة ولا افتخار بدينهم ..والأدهى من ذلك والأمر أن نجد البعض يطبل للغرب ..وبعد ذلك يتهمنا بأننا معادين ...
ولقد أعجبني اليوم قول إحد مقدمي الأخبار في قناة الجزيرة ..في ضيف المنتصف في استضافة لأحد الشخصيات الأوروبية في مدريد حول حوار الحضارات ..فقال : إذا كنتم أنتم الأروبيين تدعون إلى التسامح وإلى الحوار فلماذا لا تستطيعون أن تتحملوا رؤية فتاة مرتدية الحجاب
 
الأخت الفاضلة مريم
بارك الله فيك ..

أخى العزيز حضرموت
فلا عزة ولا افتخار بدينهم ..والأدهى من ذلك والأمر أن نجد البعض يطبل للغرب ..وبعد ذلك يتهمنا بأننا معادين ...
يذكرنى كلامك بارجوزة العلمانيين :
عرفتهم باللحن والسمات ... ومجمل الأعمال والصفات
إذا دعى الداعى إلى الصلاة ... هبوا لها فى خفة القطاة
حتى صلاة الفجر فى المساجد .. والناس بين راقد وراكد
غايتهم بها رئاء الناس ... فمن يطيق ذا السلوك القاسى

دمت بخير :)
 
المشكلة عندنا ليست فقط ضياع الهوية
المشكلة أن كل منا يبحث عن الحل السحري الذي يخرج الأمة من سقوطها
وكل منا يصل لحل مفرد
وكل منا يحارب حتي الممات ليثبت للجميع أنه هو صاحب الحل السحري الصحيح

كل فرد في هذه الأمر ذهب في السفينة ليبحث عن ثقب الماء الذي يملأها فتغرق
وكل فرد ظن أنه الوحيد الذي وصل للثقب ودعي البقية لتغلقه

والنتيجة
أن جلس الجميع بجانب ثغراتهم يبكون !!
 
الأخ الفاضل محب الله ورسوله
مرحبا بك
أنا أؤمن أن ضياع الهوية الإسلامية من نفوس أصحابها هى أساس كل مشكلة بعد ذلك
أما عن اختراع الحلول فهو امر واضح وجلى , الكل يبحث عن حل ( وهذا أمر جيد )
ولكنهم لا يجدونه فى الغالب , مع أنه أمام أعينهم , وفى متناول يدهم ...
جزاك الله خيرا على الإضافة الطيبة :)
 
بارك الله فيك​
 
عودة
أعلى