( 10 ) موقف أبو حنيفة مع أبي جعفر المنصور
-----------------------------------------------
-----------------------------------------------
إنتفض أهل الموصل على أبي جعفر المنصور , وقد اشترط المنصور عليهم أنهم إن انتفضوا تحل دماؤهم له , فجمع المنصور الفقهاء وفيهم الإمام أبو حنيفة ـ رحمه الله ـ !!
فقال : أليس صحيحاً أنَّه عليه السلام قال : ( المؤمنون عند شروطهم ) ؟؟ وأهل الموصل قد شرطوا ألا يخرجوا عليّ , وقد خرجوا على عاملي وقد حلّت دماؤهم !!
فقال رجل منهم : يدك مبسوطة عليهم وقولك مقبول فيهم , فإن عفوت فأنت أهل العفو وإن عاقبت فبما يستحقون !!
فقال لأبي حنيفة : ما تقول أنت يا شيخ ؟؟ ألسنا في خلافة نبوة وبيت أمان ؟؟
فأجاب : إنهم شرطوا لك ما لايملكون ( وهو استحلال دمائهم ) وشرطت عليهم ما ليس لك , لأن دم المسلم لا يحل إلا بأحد معان ثلاث** !!
فأمرهم المنصور بالقيام فتفرقوا فدعاه وحده !!
فقال : يا شيخ , القول ما قلت .. إنصرف إلى بلادك ولا تفت الناس بما هو شين على إمامك فتبسط أيدي الخوارج !!
وفي موقف رائع آخر
---------------------
أراد أبو جعفر المنصور أن يولّي أبا حنيفة القضاء فأبى , فحلف عليه ليفعلنّ , فحلف أبو حنيفة ألا يفعل , فقال الربيع بن يونس الحاجب : ألا ترى أمير المؤمنين يحلف ؟؟---------------------
فقال أبو حنيفة : أمير المؤمنين على كفارة أيمانه أقدر مني على كفارة أيماني , وأبى أن يلبّي الأمر !!
قال الربيع : رأيت المنصور ينازل أبا حنيفة في أمر القضاء وهو يقول : إتق الله ولا ترعي أمانتك إلا من يخاف الله , والله ما أنا مأمون الرضا فكيف أكون مأمون الغضب ؟؟ لو إتجه الحكم عليك , ثم هددتني أن تغرقني في الفرات أو تلي الحكم لاخترت أن أغرق , ولك حاشية يحتاجون من يكرمهم لك , ولا أصلح لذلك فقال له : كذبت أنت تصلح , فقال له : قد حكمت لي على نفسك , كيف يحل لك أن تولي قاضياً على أمانتك وهو كذاب ؟؟!!..
==================================
المصدر كتاب ( صور من إبتلاء العلماء للشيخ وحيد بالي )
==================================
** يشير الإمام أبو حنيفة النعمان ـ رحمه الله تعالى ـ إلى قوله عليه الصلاة والسلام : ( لا يحلّ دم إمرىء مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيّب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة ) .. متفق عليه !!..المصدر كتاب ( صور من إبتلاء العلماء للشيخ وحيد بالي )
==================================