تغازلك القوافل في السـهـــــــاد وأنت تداعبينها في الرقــــــاد
بكثرتها تداعبك الرمـــــــــــال اذا ضحكت عواصف في السواد
عطاؤك للبرية لا يضـــــــــــام وهل ينل الغيور من الجـــــواد
كذلك حين تبرز شمس صـــيف لتلفحك وترحــــــــل بالــوداد
فأنت فؤادك قــــــــمر مضـيء يراه كما ترينه كل غــــــــــاد
فتلك نجوم ليلك حلقت حولـه لتحكي ما تراه في كـــــل وادي
عن الخيل عن الإبـــــــل وعــن روعة الواحات عن كرم الأيادي
ولا يسع المديح وصف الجـــمال اذا بعث الزمان صدى الجـــماد
كأنك يا صـــــــــحراء تذكريني بمن رحلوا وقد زرعوا حـصادي
ومن فرحــوا اذا لجئوا إلــيك وقد تركوا دموع دجى تـــنادي
ظلامك كان للعلماء نـــــــــــور وللعظماء صمـــــــتك خير زاد
ومن بلغوا المعالي بالكـــــــتاب وبالقلم المنـــير وبالمـــــــــداد
لقد لقوا العدو بما استطاعــــوا لذا كسبوا المعارك بالجـــــياد
ولست مبالغا فيك يا صــحراء فقد شهدت عيونك لا فـؤادي
أغيثي ضعيف عهده بالجواب ولو سرد الجواب بالانتقـــاد
وقصي لنا حكاية ذا الســقوط وكيف طغت غرائب في البلاد
لعله قد مضى زمن الســــؤال وعمرنا صار يأخذ بالنـــــفاد
أين الفضل أين العـــــلم أين الحياء أين أصحاب الرمــــاد
فيا عجبا نجاهد بالريـــــاء أما علمنا حقيقة ذا الجهـــاد