قصي حمدان
New Member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على المصطفى وبعد ....
لقد انتشر في الآونة الأخيرة الإحتفال بعيد الحب ، وهو عيد من أعياد النصارى حيث يلبسون فيه الزي الأحمر ويتم فيه تبادل الزهور الحمراء وغيرها من الهدايا .
فما قصة هذا العيد وما رأي الإسلام فيه ؟
أولا الحب في الإسلام كلمة كبيرة لها مفهموها ودلالتها وحدودها كما ورد في الحديث" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ" ( رواه مسلم وأبو داود)، لكن العجيب والمحزن حينما يستغل الحب والعاطفة استغلالاً شهوانيا سيئًا حتى ارتبط بأساطير وخرافات وأعياد لا يقبلها العقل السوي ومن ذلك أن ترى في منتصف شهر فبراير ( 14شباط) من كل عام من يحتفل احتفالاً كبيرًا ويسمونه عيد الحب الذي هو من أعياد الرومان الوثنيين الذي ورثته النصارى أيضا ، ووردت فيه أساطير كثيرة تدور حول محور واحد و اشهرها :
كان فلانتاين أسقفاً مسيحياً في روما، قبل أن يباح الدين المسيحي في الامبراطورية الرومانية، في نحو سنة 270 للميلاد، و كان اسم الامبراطور الروماني آنذاك كلاوديوس، وكان ذا همة في الحرب. ولذا كان يريد ان يتطوع الرجال في جيشه. ولما كان قلة من المتزوجين يُقبلون على التطوع، أُخذ يشجع على العزوبية. ولم يعجب هذا الأمر فالنتاين بالطبع، بل قام هذا الأسقف بعقد قران العشرات سراً، في غرف مظلمة. وكان لا بد من الشموع، التي صارت رمزاً لمشاعر الحب الحالم. وكان لا بد من الهمس كذلك حتى صارت هذه الطقوس تقليداً يتوارثه المحبون.
ولما علم الامبراطور الروماني بذلك قبض على فالنتاين، وحكم عليه بالموت. وفي انتظار تنفيذ الحكم كان العشاق يأتون الى سجنه، ويلقون اليه بالزهور وبطاقات الحب. وكان من زوار فالنتاين إبنة السجان، وهي فتاة آمنت بالحب، وبأن فالنتاين كان على حق، وعندما حان وقت الاعدام ترك لها الاسقف بطاقة كتب عليها:" اليك حبي ـ فالنتاين".
كان ذاك في يوم 14 شباط سنة 269 للميلاد.
حُكم الإحتفال بعيد الحب
لما كان من أصول اعتقاد السلف الصالح الولاء والبراء وجب تحقيق هذاالأصل لكل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فيحب المؤمنين ويبغض الكافرين ويعاديهم ويشنئهم ويخالفهم ويعلم أن في ذلك من المصلحة ما لا يحصى كما أن في مشابهتهم من المفسدة أضعاف ذلك.
قال سبحانه: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [المجادلة:22]
ومن الغفلة والسطحية وخداع الذات أن يظن المرء أنه لا يشاركهم في معتقدهم وإنما يبث هذا اليوم في أصحابه معاني الحب والبهجة خصوصاً عن طريق التهاني والهدايا .
يقول ابن القيم: ( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالإتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل إن ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس.. وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، كمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أوكفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ) أ.هــ.
فتوى فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله في 5/11/1420هـ
الإحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
الأول: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.
الثاني: أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وأن لا يكون إمّعة يتبع كل ناعق. أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه.
فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين في الاحتفال بعيد الحب
أجاب حفظه الله:
أولاً: لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة؛ لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود على من أحدثه.
ثانياً: أن فيها مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم وفي الحديث: (من تشبه بقوم فهو منهم).
ثالثاً: ما يترتب على ذلك من المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء أو بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات، أو ما هو وسيلة إلى الفواحش ومقدماتها، ولا يبرر ذلك ما يعلل به من التسلية والترفيه وما يزعمونه من التحفظ فإن ذلك غير صحيح، فعلى من نصح نفسه أن يبتعد عن الآثام ووسائلها.
وقال حفظه الله:
وعلى هذا لا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشتري يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام حتى لا يكون البائع مشاركًا لمن يعمل بهذه البدعة والله أعلم.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ " رواه مسلم. ا.هـ
بعد هذا هل ستحتفلون وتتهادون في هذا العيد ؟؟؟؟؟؟
فلنعد لديننا ولنستغفر الله
تم والحمد لله رب العالمين - أخوكم في الله قصي
الحمد لله وكفى ، والصلاة والسلام على المصطفى وبعد ....
لقد انتشر في الآونة الأخيرة الإحتفال بعيد الحب ، وهو عيد من أعياد النصارى حيث يلبسون فيه الزي الأحمر ويتم فيه تبادل الزهور الحمراء وغيرها من الهدايا .
فما قصة هذا العيد وما رأي الإسلام فيه ؟
أولا الحب في الإسلام كلمة كبيرة لها مفهموها ودلالتها وحدودها كما ورد في الحديث" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا أَنْتُمْ فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ" ( رواه مسلم وأبو داود)، لكن العجيب والمحزن حينما يستغل الحب والعاطفة استغلالاً شهوانيا سيئًا حتى ارتبط بأساطير وخرافات وأعياد لا يقبلها العقل السوي ومن ذلك أن ترى في منتصف شهر فبراير ( 14شباط) من كل عام من يحتفل احتفالاً كبيرًا ويسمونه عيد الحب الذي هو من أعياد الرومان الوثنيين الذي ورثته النصارى أيضا ، ووردت فيه أساطير كثيرة تدور حول محور واحد و اشهرها :
كان فلانتاين أسقفاً مسيحياً في روما، قبل أن يباح الدين المسيحي في الامبراطورية الرومانية، في نحو سنة 270 للميلاد، و كان اسم الامبراطور الروماني آنذاك كلاوديوس، وكان ذا همة في الحرب. ولذا كان يريد ان يتطوع الرجال في جيشه. ولما كان قلة من المتزوجين يُقبلون على التطوع، أُخذ يشجع على العزوبية. ولم يعجب هذا الأمر فالنتاين بالطبع، بل قام هذا الأسقف بعقد قران العشرات سراً، في غرف مظلمة. وكان لا بد من الشموع، التي صارت رمزاً لمشاعر الحب الحالم. وكان لا بد من الهمس كذلك حتى صارت هذه الطقوس تقليداً يتوارثه المحبون.
ولما علم الامبراطور الروماني بذلك قبض على فالنتاين، وحكم عليه بالموت. وفي انتظار تنفيذ الحكم كان العشاق يأتون الى سجنه، ويلقون اليه بالزهور وبطاقات الحب. وكان من زوار فالنتاين إبنة السجان، وهي فتاة آمنت بالحب، وبأن فالنتاين كان على حق، وعندما حان وقت الاعدام ترك لها الاسقف بطاقة كتب عليها:" اليك حبي ـ فالنتاين".
كان ذاك في يوم 14 شباط سنة 269 للميلاد.
حُكم الإحتفال بعيد الحب
لما كان من أصول اعتقاد السلف الصالح الولاء والبراء وجب تحقيق هذاالأصل لكل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فيحب المؤمنين ويبغض الكافرين ويعاديهم ويشنئهم ويخالفهم ويعلم أن في ذلك من المصلحة ما لا يحصى كما أن في مشابهتهم من المفسدة أضعاف ذلك.
قال سبحانه: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [المجادلة:22]
ومن الغفلة والسطحية وخداع الذات أن يظن المرء أنه لا يشاركهم في معتقدهم وإنما يبث هذا اليوم في أصحابه معاني الحب والبهجة خصوصاً عن طريق التهاني والهدايا .
يقول ابن القيم: ( وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالإتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل إن ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس.. وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، كمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أوكفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ) أ.هــ.
فتوى فضيلة الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله في 5/11/1420هـ
الإحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه:
الأول: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.
الثاني: أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيزاً بدينه وأن لا يكون إمّعة يتبع كل ناعق. أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه.
فتوى الشيخ عبد الله بن جبرين في الاحتفال بعيد الحب
أجاب حفظه الله:
أولاً: لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأعياد المبتدعة؛ لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع فتدخل في حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) أي مردود على من أحدثه.
ثانياً: أن فيها مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم فيما هو من ديانتهم وفي الحديث: (من تشبه بقوم فهو منهم).
ثالثاً: ما يترتب على ذلك من المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء أو بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات، أو ما هو وسيلة إلى الفواحش ومقدماتها، ولا يبرر ذلك ما يعلل به من التسلية والترفيه وما يزعمونه من التحفظ فإن ذلك غير صحيح، فعلى من نصح نفسه أن يبتعد عن الآثام ووسائلها.
وقال حفظه الله:
وعلى هذا لا يجوز بيع هذه الهدايا والورود إذا عرف أن المشتري يحتفل بتلك الأعياد أو يهديها أو يعظم بها تلك الأيام حتى لا يكون البائع مشاركًا لمن يعمل بهذه البدعة والله أعلم.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:" لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ " رواه مسلم. ا.هـ
بعد هذا هل ستحتفلون وتتهادون في هذا العيد ؟؟؟؟؟؟
فلنعد لديننا ولنستغفر الله
تم والحمد لله رب العالمين - أخوكم في الله قصي