السلام عليكم:
أخي و حبيبي غانو. إنّ ما يعجبني فيك هو تمسّكك بمبدئك. "آقتنعت أنّ الحبّ هو أساس كلّ شيء ولن أغيّر رأيي". جميل جدّا وأنا أشاطرك الرّأي ولكن باختلاف بسيط وأنت لمّحت إلى هذا في آخر تحليلك "ليس الحبّ الذي يسبب الإنتحار..." فأضيف و ليس الحبّ الذي يسبب المذلّة, الذي يسقط
الكرامة الذي يسخط الربّ. وهذا ما أردت قوله في المرة الأولى. والله إنّي أرى رجالا و باسم الحبّ فقدوا رجوليتهم. نساءهم تعبث بهم. خسروا إخوتهم, خسروا والديهم, خسروا أصحابهم... هذه حقيقة و ليست شريط سينمائي رومنسي. هذا حدث في محيطنا العائلي. وإذا أردنا توعية ذلك الشّخص, يقول لك أحبّها. ولا أظنّ أنك لا تعرف قصّة ذلك الرّجل مع سيدنا عمر الذي اشتكى زوجته
فيقول له سيدنا عمر طلّقها ثلاث مرات فيردّ عليه الرجل "أحبّها"...فصاح فيه أمير المؤمنين "جرّد السّيف لرأس طارت النّخوة منه" و جرّد السيف ليضرب له رأسه. أنا لم أسرد هذه القصّة لأنها تنطبق على مفهومك للحبّ ولكن كعبرة للحبّ السلبي الّذي يذلّ الرجال. و انت أخي غانو سيد الرّجال و هذا بائن من ردودك و تدخّلاتك و حتّى نرفزتك الجزائرية الحلوة. ومن يشكك ولو بصنت في رجولية أكبر شعب مقاوم للإستعمار. بلد المليون شهيد. بلد عبد القادر الجزائري رحمه الله. و عبد الحميد الجزائري هذا الداعية الذي هزم جيشا بفكره و حكمته.أما فيما يخص موضوع أن الزوجة لها الحقّ في ان يكون لها منزلا خاصا بها فمن قال عكس هذا؟ ولكن أخي و حبيبي غانو لو كان والداك في حاجة إليك ألا تستجيب لندائهما. و هذا ما فعلته. و هذا ما قبلته زوجتي. و هذا باسم الحبّ. حبي أنا لوالدي و حبّ زوجتي لي. في حالات أخرى تقول لك المرأة:ماذا؟ أخدم والديك. أعيش مع والديك. خذهما لمأوى العجّز. وهناك من فعل ذلك. أرأيت كيف تبدل مفهوم الحبّ. حبّ للمرأة التي تزوجتها و أضحي من أجل حبي لها. وحب لزوج أحببته و سأقاسمه الحياة بحلوها و مرّها. ما أحلى ان يحبّ الإنسان و لكن حبا عفيفا طاهرا يباركه الله سبحانه و تعالى.
ألم يحبّ حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم خديجة؟ ألم يحب باقي زوجاته؟ بلى. ألم يهنيا؟ بلى. ألم يقاسمانه الجوع و الفقر؟ بلى......
صدقني يا أخي غانو و سترحم عليّ طوال حياتك, ضع شرطك الأول في شريكة حياتك الدين ثم الأصل ثم الجمال ثم المال وبعدها و بالعشرة الحسنة يأتي "الحبّ" الحب العفيف الشريف الشّرعي الرّجولي. و ستنعم بالسعادة حتّى و إن أكلت ماءا و تمرا كما كان يفعل المصطفى صلّى الله عليه و سلّم.
سامحني اولا عن الإطالة و ثانيا عن التأخر في الردّ لأني في هذا اليوم عندي بعض الواجبات. و شكرا على سعة صدرك.
أخيك لطفي.