بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين و بعد
أخي الكريم
جزاك الله خيرا و أشكر حرصك على أمور دينك
إليك ما طلبت راجيا منك الدعاء
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أمن الإمام فأمنوا فإنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه [أخرجه أحمد 2/459، والبخاري 1/187 كتاب الأذان باب جهر الإمام بالتأمين، ومسلم1/307 كتاب الصلاة باب التسميع والتحميد والتأمين، وأبو داود 1/ 246 كتاب الصلاة باب التأمين وراء الإمام، والنسائي 2/143 كتاب افتتاح الصلاة باب جهر الإمام بآمين، والترمذي2/30 كتاب الصلاة باب ما جاء في فضل التأمين، وابن ماجه1/277 كتاب إقامة الصلاة باب الجهر بآمين] .
2- روى الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليهوسلم قال: "إذا قال: الإمام ولا الضالين، فقولوا: آمين، فإن الملائكة تقول: آمين، والإمام يقول: آمين، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه" [أخرجه أحمد2/449، 450، ومسلم 1/307 كتاب الصلاة باب التسميع والتحميد والتأمين، وأبوداود 1/246 كتاب الصلاة باب التأمين وراء الإمام] .
3- عن أبي عبد الله حذيفة بن اليمان ، رضي الله عنهما قال : صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ، فافتتح البقرة فقلت يركع عند المائة ، ثم مضى فقلت يصلي بها في ركعة ، فمضى ، فقلت يركع بها ، ثم افتتح النساء : فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مترسلاً ، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح ، وإذا مر بسؤال سأل ، وإذا مر بتعوذ تعوذ ، ثم ركع فجعل يقول : ( سبحان ربي العظيم ) فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال : ( سمع الله لمن حمده ، ربنا ولك الحمد ) ثم قام قياماً قريباً مما ركع ، ثم سجد فقال : ( سبحان ربي الأعلى ) فكان سجوده قريباً من قيامه ) أخرجه مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، باب استحباب تطويل القراءة في صلاة الليل ،رقم (772) .
و في هذا الحديث عدة فوائد منها : أنه ينبغي للإنسان في صلاة الليل إذا مر بآية رحمة أن يقف ويسأل ، مثل لو مر بذكر الجنة يقف ويقول : اللهم اجعلني من أهلها ، اللهم إني أسألك الجنة ، وإذا مر وعيد يقف ، يقول : أعوذ بالله من ذلك ، أعوذ بالله من النار ، وإذا مر بآية تسبيح ، يعني تعظيم لله سبحانه وتعالى ؛ يقف ويسبح الله ويعظمه ؛ هذا في صلاة الليل ، أما صلاة الفريضة فلا بأس أن يفعل هذا ، ولكنه ليس بسنة ، إن فعله فإنه لا ينهي عنه ، وإن تركه فإنه لا يؤمر به ، بخلاف صلاة الليل ، فإن الأفضل أن يفعل ذلك ، أي يتعوذ عند آية الوعيد ، ويسأل ، عند آية الرحمة ، ويسبح عند آية التسبيح .
قال النووي في شرح مسلم [(3/320)]: (فيه استحباب هذه الأمور لكل قارئٍ في الصلاة وغيرها ومذهبنا - أي لشافعية - استحبابه للإمام والمأموم والمنفرد) ا.هـ.
4- قال النووي فيآداب قراءة القرآن :"فصل في آداب تدعو الحاجة إليها منها :
إذا قرأ قوله تعالى : ( إنَّ الله ومَلاَئِكَتِهِ يُصلونَ عَلى النَّبي ) يستحب له أن يقول : صلى الله عليه وسلم تسليماً.
ومنها : إذا قرأ : (أليسَ الله بَأحكمِ الحَاكِمين ) (أَليسَ ذَلِكَ بقَادرٍ عَلى أنْ يُحيي الموْتَى ) يُستحب أن يقول : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين، وإذا قرأ: ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُون ) قال: آمنت بالله . . . وهذا كله مستحب أن يقوله القارئ في الصلاة وغيرها . اهـ باختصار.
وقد وردت بعض الأحاديث بذلك بعضها صحيح وبعضها فيه ضعف .
روى أبو داود (884) عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يُصَلِّي فَوْقَ بَيْتِهِ ، وَكَانَ إِذَا قَرَأَ : (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) قَالَ : سُبْحَانَكَ فَبَلَى . فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ : سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . صححه الألباني في صحيح أبي داود .
وعن إسماعيل بن أمية سمعت أعرابيا يقول سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ منكم { والتين والزيتون } فانتهى إلى آخرها { أليس الله بأحكم الحاكمين } فليقل : بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ، ومن قرأ { لا أقسم بيوم القيامة } فانتهى إلى { أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى } فليقل : بلى ، ومن قرأ { والمرسلات } فبلغ { فبأي حديث بعده يؤمنون } فليقل : آمنا بالله . رواه أبو داود ( 887 ) . وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود
وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (3/397-399) :
"لو قرأ القارئ : ( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ) فله أن يقول : بلى ، أو سبحانك فبلى ، لأنه ورد فيه حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ، ونص الإمام أحمد عليه ، قال الإمام أحمد : إذا قرأ : ( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ) في الصلاة وغير الصلاة قال : سبحانك فبلى ، في فرض ونفل .
وإذا قرأ : ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) فيقول : سبحانك فبلى .
وإذا قرأ : ( أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ ) يقول : لا إله إلا الله" اهـ باختصار وتصرف . وبهذا يتبين أن هذا الكلام ليس من الكلام المحرم في الصلاة المبطل لها ، وإنما يحرم في الصلاة كلام الناس كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ النَّاسِ ) رواه مسلم (537) .
قال النووي : "مَعْنَاهُ : لَا يَصْلُح فِيهَا شَيْء مِنْ كَلَام النَّاس وَمُخَاطَبَاتهمْ" اهـ .
و مما جاء في كتاب الاتقان في علوم القران
5- أخرج مسلم عن حذيفة قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة فقرأها ثم النساء فقرأها ثم آل عمران فقرأها يقرا مترسلاً إذا مرّ بآية فيها تسبيح سبح وإذا مرّ بسؤال سأل وإذا مرّ بتعوذ تعوذ.
6- وروى أبو داود والنسائي وغيرهما عن عوف بن مالك قال قمت مع النبي صلىالله عليه وسلم فقام فقرأ سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا وقف وسأل ولا يمر بآية عذاب إلا وقف وتعوذ.
7- أخرج أبوداود والترمذي حديث من قرأ والتين والزيتون فانتهى إلىآخرها فليقل بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ومن قرأ لا أقسم بيوم القيامة فانتهى إلى آخرها أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى فليقل بلى ومن قرأ والمرسلات فبلغ فبأي حديث بعده يؤمنون فليقل آمنا بالله.
8- وأخرج أحمد وأبوداود عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كانإذا قرأ سبح اسم ربك الأعلى قال: سبحان ربي الأعلى.
9- أخرج الترمذي والحاكم عن جابر قال خرج رسول الله صلى الله عليهوسلم على الصحابة فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال: لقد قرأتها على الجن فكانوا أحسن مردوداً منكم كنت كلما أتيت على قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان قالوا: ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد.
10- وأخرج أبو عبيد عن أبي ميسرة أن جبريل لقن رسول الله صلى الله عليهوسلم عند خاتمة البقرة آمين.
وأخرج عن معاذ بن جبل أنه إذا كان ختم سورة البقرة قال آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين