السلام عليكم ورحمة الله
إن الخطوة الأولى على طريق قبول أي بحث للنشر (أو رفضه) تمر عبر المراجع الذي يرسل له الناشر لمراجعة المقال، وأحياناً يكون أكثر من مراجع واحد وفي الغالب يكون ما بين واحد أو ثلاثة تبعاً لسياسة المجلة، ومعظم المجلات ترسل لشخصين للمراجعة.
والسؤال الذي يتبادر للذهن: هل المراجع دوماً على حق؟ بمعني أن تعليقه على البحث منصف أم لا؟
ولكي نجيب على هذا السؤال لابد أن نعرف أن المراجع هو شخص باحث في المجال العام للمجلة، ويتم اختياره من قبل رئيس التحرير أو المحرر لمراجعة المقال إما بشكل أتوماتيكي بناء على تسجيل المراجع على صفحة المجلة الالكترونية واستعداده لأن يكون مراجعاً أو يختاره المحرر بناء على اعتقاده بأن هذا الشخص لديه الخبرة الكافية لمراجعة المقال. في كل الأحوال فإن المراجع ربما يخطئ وليس بالضرورة أن يكون على حق، وفي الغالب فإن كاتب المقال هو أكثر شخص يفهم في موضوع المقال، ربما أكثر من المراجع نفسه، وبالتالي فإن تعليقات المراجع ليست بالضرورة أن تكون صحيحة، وهنا يأتي دور المحرر أو رئيس التحرير. وظيفة المحرر في تلك الحالة هي الاطلاع على تعليقات المراجع والنظر فيها وهل هو على حق أم لا. ولكن في الغالب فإن المحرر لن يغير كثيراً في تعليقات المراجع فما العمل؟
من الأفضل عدم الرد بطريقة عدوانية على تعليقات المراجع، لأن البعض لن يفهم في الموضوع أكثر من كاتبه، وبالتالي يقوم بالفلسفة الزائدة، ولو أحضرنا أقوى بحث في العالم وأرسلناه لمائة مراجع سنحصل على مائة رد مختلف. وبالتالي من الأفضل الرد بشكل علمي مدروس على كل تعليقات المراجع والنظر فيها، والأخذ بالتعليق الصحيح وتعديل المقال بناء عليه، وتفنيد التعليقات التي ليست على حق، وفي النهاية فالقرار يعود للمحرر ليفصل بين المراجع والمؤلف.
سأسوق بعض الأمثلة:
في أحد المرات قدمت بحثاً وكان هناك ثلاثة مراجعين:
الأول أوصى بتعديلات طفيفة وقبول البحث
الثاني أوصى يتعديلات كثيرة وقبول البحث
والثالث أوصى بتعديلات كثيرة جداً وكان متردداً في قبول البحث
وكل واحد قدم تعديلات مختلفة عن الآخر حتى أن الثاني والثالث قدموا ملاحظات متناقضة!
وفي مرة أخرى قمت بتقديم بحث وكانت بعض تعليقات المراجع سخيفة، مثلاً طلب مني تعريف مصطلحات بسيطة ومعروفة مثل تعريف الـcorrelation وقد بينت لرئيس التحرير أنه من غير المعقول شرح كل تعريف معروف في مقال علمي ولقد اقتنع المحرر بوجهة نظري ولم يأخذ برأي المراجع
وبعض المراجعين يرفض المقال لمجرد الرفض، وقد حدثني زميل لي أنه قدم بحثاً لمجلة علمية بالشراكة مع بروفيسور يعمل معه في الجامعة، وهذا البروفيسور مشهور. وحين تم تقديم البحث للمراجعة راجعه ثلاث أشخاص أحدهم من النوع الذي يرفض لمجرد الرفض. فطلب الأخير تعديلات وقام المؤلفون بعملها، ثم طلب تعديلات أخرى وهكذا ثلاث مرات، وفي النهاية لم يأخذ المحرر برأيه ونشر البحث.
الخلاصة: المراجع ليس دوماً على حق، وله وجهة نظر معينة قد تختلف عن غيره ولكن لا يعني أنها صحيحة بالضرورة.
مهمة المؤلف الرد على كل تعليق للمراجع سواء كان على حق أم لا. إن كان على حق يتم العمل بتوصيته وإن كان على باطل يتم تفنيد ذلك بطريقة مهذبة.
إن الخطوة الأولى على طريق قبول أي بحث للنشر (أو رفضه) تمر عبر المراجع الذي يرسل له الناشر لمراجعة المقال، وأحياناً يكون أكثر من مراجع واحد وفي الغالب يكون ما بين واحد أو ثلاثة تبعاً لسياسة المجلة، ومعظم المجلات ترسل لشخصين للمراجعة.
والسؤال الذي يتبادر للذهن: هل المراجع دوماً على حق؟ بمعني أن تعليقه على البحث منصف أم لا؟
ولكي نجيب على هذا السؤال لابد أن نعرف أن المراجع هو شخص باحث في المجال العام للمجلة، ويتم اختياره من قبل رئيس التحرير أو المحرر لمراجعة المقال إما بشكل أتوماتيكي بناء على تسجيل المراجع على صفحة المجلة الالكترونية واستعداده لأن يكون مراجعاً أو يختاره المحرر بناء على اعتقاده بأن هذا الشخص لديه الخبرة الكافية لمراجعة المقال. في كل الأحوال فإن المراجع ربما يخطئ وليس بالضرورة أن يكون على حق، وفي الغالب فإن كاتب المقال هو أكثر شخص يفهم في موضوع المقال، ربما أكثر من المراجع نفسه، وبالتالي فإن تعليقات المراجع ليست بالضرورة أن تكون صحيحة، وهنا يأتي دور المحرر أو رئيس التحرير. وظيفة المحرر في تلك الحالة هي الاطلاع على تعليقات المراجع والنظر فيها وهل هو على حق أم لا. ولكن في الغالب فإن المحرر لن يغير كثيراً في تعليقات المراجع فما العمل؟
من الأفضل عدم الرد بطريقة عدوانية على تعليقات المراجع، لأن البعض لن يفهم في الموضوع أكثر من كاتبه، وبالتالي يقوم بالفلسفة الزائدة، ولو أحضرنا أقوى بحث في العالم وأرسلناه لمائة مراجع سنحصل على مائة رد مختلف. وبالتالي من الأفضل الرد بشكل علمي مدروس على كل تعليقات المراجع والنظر فيها، والأخذ بالتعليق الصحيح وتعديل المقال بناء عليه، وتفنيد التعليقات التي ليست على حق، وفي النهاية فالقرار يعود للمحرر ليفصل بين المراجع والمؤلف.
سأسوق بعض الأمثلة:
في أحد المرات قدمت بحثاً وكان هناك ثلاثة مراجعين:
الأول أوصى بتعديلات طفيفة وقبول البحث
الثاني أوصى يتعديلات كثيرة وقبول البحث
والثالث أوصى بتعديلات كثيرة جداً وكان متردداً في قبول البحث
وكل واحد قدم تعديلات مختلفة عن الآخر حتى أن الثاني والثالث قدموا ملاحظات متناقضة!
وفي مرة أخرى قمت بتقديم بحث وكانت بعض تعليقات المراجع سخيفة، مثلاً طلب مني تعريف مصطلحات بسيطة ومعروفة مثل تعريف الـcorrelation وقد بينت لرئيس التحرير أنه من غير المعقول شرح كل تعريف معروف في مقال علمي ولقد اقتنع المحرر بوجهة نظري ولم يأخذ برأي المراجع
وبعض المراجعين يرفض المقال لمجرد الرفض، وقد حدثني زميل لي أنه قدم بحثاً لمجلة علمية بالشراكة مع بروفيسور يعمل معه في الجامعة، وهذا البروفيسور مشهور. وحين تم تقديم البحث للمراجعة راجعه ثلاث أشخاص أحدهم من النوع الذي يرفض لمجرد الرفض. فطلب الأخير تعديلات وقام المؤلفون بعملها، ثم طلب تعديلات أخرى وهكذا ثلاث مرات، وفي النهاية لم يأخذ المحرر برأيه ونشر البحث.
الخلاصة: المراجع ليس دوماً على حق، وله وجهة نظر معينة قد تختلف عن غيره ولكن لا يعني أنها صحيحة بالضرورة.
مهمة المؤلف الرد على كل تعليق للمراجع سواء كان على حق أم لا. إن كان على حق يتم العمل بتوصيته وإن كان على باطل يتم تفنيد ذلك بطريقة مهذبة.