بين حافظ و شوقي

الموضوع في 'منتدى اللغة العربية' بواسطة muslima, بتاريخ ‏يوليو 24, 2007.

  1. muslima

    muslima مشرفة الهندسة المدنية والمعمارية والمختارات الأدبي إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 2, 2007
    المشاركات:
    3,694
    الإعجابات المتلقاة:
    1,505
    نقاط الجوائز:
    128
    الوظيفة:
    مهندسة مدني
    مكان الإقامة:
    Gaza -Palestine


    [​IMG]

    كان يطيب للشاعر حافظ إبراهيم، شاعر النيل، أن يداعب احمد شوقي، أمير الشعراء. وكان احمد شوقي جارحا في رده على الدعابة. ففي إحدى ليالي السمر انشد حافظ إبراهيم هذا البيت ليستحث شوقي على الخروج عن رزانته المعهودة:


    يقولون إن الشوق نار ولوعـة ***فما بال شوقي اصبح اليوم باردا

    فرد عليه أحمد شوقي بأبيات قارصة قال في نهايتها :

    أودعت كلبا وانسانا وديعة *** فضيعها الانسان والكلب حافظ


    **************************


    و هذه قصيدة يخاطب حافظ إبراهيم بها أحمد شوقي :

    يا سَيِّـدي وَإِمامـي ******* وَيا أَديـبَ الزَمـانِ
    قَد عاقَني سوءُ حَظّي ******* عَن حَفلَةِ المِهرَجـانِ
    وَكُنـتُ أَوَّلَ ســاعٍ******* إِلى رِحابِ اِبنِ هاني
    لَكِن مَرِضتُ لِنَحسي ******* في يَومِ ذاكَ القِـرانِ
    وَقَـد كَفانـي عِقابـاً ******* ما كانَ مِن حِرمانـي
    حُرِمتُ رُؤيَةَ شَوقـي ******* وَلَثـمَ تِلـكَ البَنـانِ
    فَاِصفَح فَأَنتَ خَليـقٌ ******* بِالصَفحِ عَن كُلِّ جاني
    وَعِش لِعَرشِ المَعاني ******* وَدُم لِتـاجِ البَـيـانِ
    إِن فاتَنـي أَن أُوَفّـي ******* بِالأَمسِ حَقَّ التَهانـي
    فَاِقبَلهُ مِنّـي قَضـاءً ******* وَكُن كَريـمَ الجَنـانِ
    وَاللَهُ يَقبَـلُ مِنّـا ال******* صَـلاةَ بَعـدَ الأَوانِ




    و هذه قصيدة يرثي أحمد شوقي بها حافظ إبراهيم و قد كانا قد تعادها على أن يرثي أحدهما الدي يمت منهما قبل الاخر :


    قَد كُنتُ أوثِـرُ أَن تَقـولَ رِثائـي **** يا مُنصِفَ المَوتى مِـنَ الأَحيـاءِ
    لَكِن سَبَقتَ وَكُـلُّ طـولِ سَلامَـةٍ **** قَـدَرٌ وَكُــلُّ مَنِـيَّـةٍ بِقَـضـاءِ
    الحَقُّ نادى فَاِستَجَبتَ وَلَـم تَـزَل **** بِالحَـقِّ تَحفِـلُ عِنـدَ كُـلِّ نِـداءِ
    وَأَتَيتَ صَحراءَ الإِمامِ تَذوبُ مِـن **** طولِ الحَنينِ لِساكِـنِ الصَحـراءِ
    فَلَقيتُ في الـدارِ الإِمـامَ مُحَمَّـداً **** فـي زُمـرَةِ الأَبـرارِ وَالحُنَفـاءِ
    أَثَرُ النَعيـمِ عَلـى كَريـمِ جَبينِـهِ **** وَمَراشِـدُ التَفسـيـرِ وَالإِفـتـاءِ
    فَشَكَوتُما الشَـوقَ القَديـمَ وَذُقتُمـا **** طيبَ التَداني بَعـدَ طـولِ تَنائـي
    إِن كانَـتِ الأُلـى مَنـازِلَ فِرقَـةٍ **** فَالسَمحَـةُ الأُخـرى دِيـارُ لِقـاءِ
    وَدِدتُ لَو أَنّي فِداكَ مِـنَ الـرَدى **** وَالكاذِبـونَ المُرجِفـونَ فِـدائـي
    الناطِقونَ عَنِ الضَغينَـةِ وَالهَـوى **** الموغِرو المَوتى عَلـى الأَحيـاءِ
    مِـن كُـلِّ هَـدّامٍ وَيَبنـي مَجـدَهُ **** بِكَرائِـمِ الأَنـقـاضِ وَالأُشَــلاءِ
    ما حَطَّموكَ وَإِنَّمـا بِـكَ حُطِّمـوا **** مَن ذا يُحَطِّـمُ رَفـرَفَ الجَـوزاءِ
    أُنظُرُهُ فَأَنتَ كَأَمسِ شَأنُـكَ بـاذِخٌ **** في الشَرقِ وَاِسمُكَ أَرفَعُ الأَسمـاءِ
    بِالأَمـسِ قَـد حَلَّيتَنـي بِقَصيـدَةٍ **** غَـرّاءَ تَحفَـظُ كَاليَـدِ البَيضـاءِ
    غيظَ الحَسودُ لَها وَقُمتُ بِشُكرِهـا **** وَكَمـا عَلِمـتَ مَوَدَّتـي وَوَفائـي
    في مَحفَـلٍ بَشَّـرتُ آمالـي بِـهِ **** لَمّا رَفَعتَ إِلـى السَمـاءِ لِوائـي
    يا مانِحَ السـودانِ شَـرخَ شَبابِـهِ **** وَوَلِيَّـهُ فـي السِلـمِ وَالهَيـجـاءِ
    لَمّا نَزَلـتَ عَلـى خَمائِلِـهِ ثَـوى **** نَبـعُ البَيـانِ وَراءَ نَبـعِ المـاءِ
    قَلَّدتَـهُ السَيـفَ الحُسـامَ وَزُدتَـهُ **** قَلَماً كَصَـدرِ الصَعـدَةِ السَمـراءِ
    قَلَمٌ جَرى الحِقَبَ الطِوالَ فَما جَرى **** يَـومـاً بِفاحِـشَـةٍ وَلا بِهِـجـاءِ
    يَكسـو بِمِدحَتِـهِ الكِـرامَ جَلالَـةً **** وَيُشَيِّـعُ المَوتـى بِحُسـنِ ثَنـاءِ
    إِسكَندَرِيَّـةُ يـا عَـروسَ المـاءِ **** وَخَميلَـةَ الحُكَمـاءِ وَالشُـعَـراءِ
    نَشَأَت بِشاطِئِـكَ الفُنـونُ جَميلَـةً **** وَتَرَعرَعَـت بِسَمائِـكِ الزَهـراءِ
    جاءَتكِ كَالطَيـرِ الكَريـمِ غَرائِبـاً **** فَجَمَعتِـهـا كَالـرَبـوَةِ الغَـنّـاءِ
    قَد جَمَّلوكِ فَصِرتِ زَنبَقَـةَ الثَـرى **** لِلـوافِـديـنَ وَدُرَّةَ الــدَأمــاءِ
    غَرَسوا رُباكِ عَلى خَمائِـلِ بابِـلٍ **** وَبَنَوا قُصورَكِ في سَنـا الحَمـراءِ
    وَاِستَحدَثوا طُرقاً مُنَـوَّرَةَ الهُـدى **** كَسَبيلِ عيسى فـي فِجـاجِ المـاءِ
    فَخُذي كَأَمسِ مِـنَ الثَقافَـةِ زينَـةً **** وَتَجَمَّـلـي بِشَبـابِـكِ النُجَـبـاءِ
    وَتَقَلَّـدي لُغَـةَ الكِتـابِ فَإِنَّـهـا **** حَجَـرُ البِنـاءِ وَعُـدَّةُ الإِنشـاءِ
    بَنَتِ الحَضـارَةَ مَرَّتَيـنِ وَمَهَّـدَت **** لِلمُلـكِ فـي بَغـدادَ وَالفَيـحـاءِ
    وَسَمَت بِقُرطُبَـةَ وَمِصـرَ فَحَلَّتـا **** بَيـنَ المَمـالِـكِ ذِروَةَ العَلـيـاءِ
    ماذا حَشَدتِ مِنَ الدُمـوع لِحافِـظٍ **** وَذَخَرتِ مِن حُـزنٍ لَـهُ وَبُكـاءِ
    وَوَجدتِ مِن وَقـعِ البَـلاءِ بِفَقـدِهِ **** إِنَّ البَـلاءَ مَصـارِعُ العُظَـمـاءِ
    اللَـهُ يَشهَـدُ قَـد وَفيـتِ سَخِيَّـةً **** بِالدَمـعِ غَيـرَ بَخيلَـةِ الخُطَبـاءِ
    وَأَخَذتِ قِسطاً مِن مَناحَـةِ ماجِـدٍ **** جَـمِّ المَآثِـرِ طَـيِّـبِ الأَنـبـاءِ
    هَتَفَ الرُواةُ الحاضِـرونَ بِشِعـرِهِ **** وَحَذا بِـهِ البـادونَ فـي البَيـداءِ
    لُبنانُ يَبكيهِ وَتَبكـي الضـادُ مِـن **** حَلَبٍ إِلى الفَيحـاءِ إِلـى صَنعـاءِ
    عَرَبُ الوَفاءِ وَفَوا بِذِمَّـةِ شاعِـرٍ **** باني الصُفوفِ مُؤَلَّـفِ الأَجـزاءِ
    يا حافِظَ الفُصحى وَحارِسَ مَجدِها **** وَإِمامَ مَـن نَجَلَـت مِـنَ البُلَغـاءِ
    ما زِلتَ تَهتِـفُ بِالقَديـمِ وَفَضلِـهِ **** حَتّـى حَمَيـتَ أَمانَـةَ القُـدَمـاءِ
    جَـدَّدتَ أُسلـوبَ الوَليـدِ وَلَفظِـهِ **** وَأَتَيـتَ لِلدُنيـا بِسِحـرِ الـطـاءِ
    وَجَرَيتَ في طَلَبِ الجَديدِ إِلى المَدى **** حَتّى اِقتَرَنتَ بِصاحِـبِ البُؤَسـاءِ
    ماذا وَراءَ المَوتِ مِن سَلوى وَمِـن **** دَعَةٍ وَمِن كَـرَمٍ وَمِـن إِغضـاءِ
    اِشرَح حَقائِقَ ما رَأَيتَ وَلَم تَـزَل **** أَهـلاً لِشَـرحِ حَقائِـقِ الأَشيـاءِ
    رُتَبُ الشَجاعَةِ في الرِجالِ جَلائِـلٌ **** وَأَجَـلُّـهُـنَّ شَـجـاعَـةُ الآراءِ
    كَم ضِقتَ ذَرعاً بِالحَيـاةِ وَكَيدِهـا **** وَهَتفتَ بِالشَكـوى مِـنَ الضَـرّاءِ
    فَهَلُمَّ فارِق يَـأسَ نَفسِـكَ ساعَـةً **** وَاِطلُع عَلى الوادي شُعاعَ رَجـاءِ
    وَأَشِر إِلى الدُنيا بِوَجـهٍ ضاحِـكٍ **** خُلِقَـت أَسِرَّتُـهُ مِـنَ الـسَـرّاءِ
    يـا طالَمـا مَـلَأَ النَـدِيَّ بَشاشَـةً **** وَهَـدى إِلَيـكَ حَوائِـجَ الفُقَـراءِ
    اليَومَ هادَنتَ الحَـوادِثَ فَاِطَّـرِح **** عِبءَ السِنينِ وَأَلقِ عِـبءَ الـداءِ
    خَلَّفتَ فـي الدُنيـا بَيانـاً خالِـداً **** وَتَرَكـتَ أَجيـالاً مِـنَ الأَبـنـاءِ
    وَغَداً سَيَذكُرُكَ الزَمانُ وَلَـم يَـزَل **** لِلدَهرِ إِنصـافٌ وَحُسـنُ جَـزاءِ



     
    dedoda و flowers معجبون بهذا.
  2. muslima

    muslima مشرفة الهندسة المدنية والمعمارية والمختارات الأدبي إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 2, 2007
    المشاركات:
    3,694
    الإعجابات المتلقاة:
    1,505
    نقاط الجوائز:
    128
    الوظيفة:
    مهندسة مدني
    مكان الإقامة:
    Gaza -Palestine
    أرجو أن تنال اعجابكم
    تحياتي
    :)
     
  3. flowers

    flowers مشرف قسم العلاج الطبيعي

    إنضم إلينا في:
    ‏سبتمبر 3, 2006
    المشاركات:
    8,280
    الإعجابات المتلقاة:
    3,967
    نقاط الجوائز:
    128
    الوظيفة:
    طبيب
    مكان الإقامة:
    فلسطين الحبيبة
    بارك لله فيك
    رحم الله حافظ ابراهيم وأحمد شوقي
     
  4. muslima

    muslima مشرفة الهندسة المدنية والمعمارية والمختارات الأدبي إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 2, 2007
    المشاركات:
    3,694
    الإعجابات المتلقاة:
    1,505
    نقاط الجوائز:
    128
    الوظيفة:
    مهندسة مدني
    مكان الإقامة:
    Gaza -Palestine
    امين
    و بارك فيك أخي العزيز flowers
    تحياتي اليك
     
  5. محمد شتيوى

    محمد شتيوى مستشار سابق

    إنضم إلينا في:
    ‏مايو 12, 2006
    المشاركات:
    5,254
    الإعجابات المتلقاة:
    1,691
    نقاط الجوائز:
    128
    بعد ألأن قرأت ديوان حافظ ابراهيم بأكمله
    عرفت من هو هذا الشاعر وعرفت مدى ارتباطه بأمير الشعراء
    هل تعرفين أنه كانت اذا حدثت حادثة فى مصر
    كان أول من يكتب عنها أحمد شوقى ثم يعارضه حافظ واسماعيل صبرى وغيرهم على نفس الوزن والقافية !!
    كان أمرا طيبا وممتعا جدا

    إِسكَندَرِيَّـةُ يـا عَـروسَ المـاءِ **** وَخَميلَـةَ الحُكَمـاءِ وَالشُـعَـراءِ
    نَشَأَت بِشاطِئِـكَ الفُنـونُ جَميلَـةً **** وَتَرَعرَعَـت بِسَمائِـكِ الزَهـراءِ
    جاءَتكِ كَالطَيـرِ الكَريـمِ غَرائِبـاً **** فَجَمَعتِـهـا كَالـرَبـوَةِ الغَـنّـاءِ
    قَد جَمَّلوكِ فَصِرتِ زَنبَقَـةَ الثَـرى **** لِلـوافِـديـنَ وَدُرَّةَ الــدَأمــاءِ
    غَرَسوا رُباكِ عَلى خَمائِـلِ بابِـلٍ **** وَبَنَوا قُصورَكِ في سَنـا الحَمـراءِ
    وَاِستَحدَثوا طُرقاً مُنَـوَّرَةَ الهُـدى **** كَسَبيلِ عيسى فـي فِجـاجِ المـاءِ
    فَخُذي كَأَمسِ مِـنَ الثَقافَـةِ زينَـةً **** وَتَجَمَّـلـي بِشَبـابِـكِ النُجَـبـاءِ
    وَتَقَلَّـدي لُغَـةَ الكِتـابِ فَإِنَّـهـا **** حَجَـرُ البِنـاءِ وَعُـدَّةُ الإِنشـاءِ
    بَنَتِ الحَضـارَةَ مَرَّتَيـنِ وَمَهَّـدَت **** لِلمُلـكِ فـي بَغـدادَ وَالفَيـحـاءِ
    وَسَمَت بِقُرطُبَـةَ وَمِصـرَ فَحَلَّتـا **** بَيـنَ المَمـالِـكِ ذِروَةَ العَلـيـاءِ

    الحقيقة لأن الاسكندرية هى خميلة الشعراء فعلا
    وشوقى عندما كان يريد تأليف قصيدة كان يخرج بحنطوره الى شاطئ البحر ويبدأ باستلهام امواج البحر
    وكذلك أفعل أنا وأنا من سكانها ..

    عندى كلام كثير والوقت قد أزف

    والسلام
     
  6. muslima

    muslima مشرفة الهندسة المدنية والمعمارية والمختارات الأدبي إداري

    إنضم إلينا في:
    ‏يوليو 2, 2007
    المشاركات:
    3,694
    الإعجابات المتلقاة:
    1,505
    نقاط الجوائز:
    128
    الوظيفة:
    مهندسة مدني
    مكان الإقامة:
    Gaza -Palestine
    فعلا حافظ ابراهيم شاعر رائع رغم أني لم أقرأ ديوانه و لكني أعرف الكثير عن أمير الشعراء أحمد شوقي و قرأت ديوانه كله الجزء الأول و الثاني الدي بدأه بمبايعة شاعر النيل له بلقب امير الشعراء حيث قال حافظ :

    أمير القوافي قد أتيت مبايعا ............... و هدي جموع القوم قد بايعت معي

    و أنت محق فالبحر هو ملهم الشعراء و صديقهم الحميم الدي يشكون اليه ضعفهم كما قال شاعر القطرين خليل مطران في قصيدته المساء و هو جالس على صخرة على شاطيء البحر لكي يستشفي من الامه و همومه بالاسكندرية كما نصحه أصدقاؤه :

    اني أقمت على التعلة بالمنى ......................... في غربة قالوا تكون دوائي
    ان يشف هدا الجسم طيب هوائها ....................... أيلطف النيران طيب هواء ؟
    عبث طوافي في البلاد و علة ........................... في علة منفاي الاستشفاء
    متفرد بصبابتي متفرد ............................................ بكآبتي متفرد بعنائي
    شاك الى البحر اضطراب خواطري ....................... فيجيبني برياحه الهوجاء
    ثاو على صخر أصم و ليت لي ......................... قلبا كهدي الصخرة الصماء
    ينتابها موج كموج مكارهي ............................ و يفتها كالسقم في أعضائي

    تحياتي اليك ​
     

مشاركة هذه الصفحة