المصدر: ├●◦ زغرودة فرح ! ●◦ ├ في منتدى : منتدى اللغة العربية ├●◦ زغرودة فرح ! ●◦ ├ سمعت صوت الصفعه أولا في أذناي ، قبل أن أحس بها على وجهي ، كان الصوت مدويا حتى طغى على حس الألم !، غمغم رجل الأمن بشيئ ضاع قبل أن أسمعه كنت معلقا من يداي ، عاري الجسم إلا من آدميتي ! ، يحتشد ألم العالم كله في داخلي ، لم تكن الصفعات سوى لحظات من الراحه بين أنواع أخرى من العذاب أقبل الضابط فتنحى رجل الأمن ليفسح المجال له ، توقف أمامي ، كان وجهه أليفا حتى لتحس بانه صديقك !! (لماذا لا توفر على نفسك العذاب ؟) قال الضابط ، سرحت قليلا لأبحث عن سبب وجودي هنا ! راجعت سنواتي عمري التي مضت !! رجعت لبطن امي لأعرف ماذا فعلت !! أعادني شيئا ما ، ألم ما ! اصطدم أنفي بشيئ ما ، بدات أحس بشيئ حار يسيل ! كانت لكمه وجهها لي الضابط فكسرت انفي ! مسحت الضابط يده بمنديل قدمه له رجل الامن ، كان يشبه الخرقه التي كانت أمي تمسح بها الدم الذي يخرج من جروحي أثناء لعبي ، كنت شقيا لا أكف عن اللعب طيلة النهار ،اقع هنا و أجرح ركبتي هناك ، احيانا كانت جروحي خطيره لعبتي المفضله كانت الصراخ ! (آآآآآآآآآآآآآآآآآي) !!! دوت صرختي بآخر ما ملكت من قوه !! عم المكان رائحة دخان شواء ، كان رجل الأمن قد اطفأ سيجارته في منطقه حساسه من جسدي ! عمني الإرتجاف ، غمت الدنيا فلم أعد أرى شيئا ! اعترف ، اعترف ، راحوا يرددون تصاعد صوت ما من داخلي ! سار حتى وصل فمي فخرج حارا كرغيف تلقفته شفتاي الجائعتان ( سأعترف ) ! بدا الإرتياح على وجه الضابط الأليف الذي تحس بانه صديقك ضحك رجل الأمن و عم السكون المكان إلا جسدي الذي استمر يصرخ من الألم !! رأيت أبي و هو يغازل أمي في الطريق ! لم يكن غزلا بل كان هياما حلقت به روحه فانتقل لها ، رأيت حبهما و هو ينمو بين غابات الحياء و الخجل و يقوى بالنيه الصادقه و المشاعر البريئه التي رضخ لها الواقع ! ، جلس ابي ليحدث جدي برغبته في الزواج كان جالسا ووجهه مطرق للأرض و جدي يجلس على كرسي يشبه هذا الكرسي الذي احضروه للضابط !! (مممم ) غمغم الضابط بصوت تحس فيه نغمة الإنتصار ( لم نكن نريد تعذيبك فنحن أيضا أبناء بلدك !) تذكرت لهفة أبي و خوفه علي لما أعود للمنزل و أنا مجروح أو يسيل مني دم أثناء لعبي و أنا طفل ، كانت أمي تجري هنا و هناك و تملأ الدار صياحا و صراخا ، فصرخت باعلى صوتي ( حرياااااااااااااااااا ) رأيت الفرح يغطي السماء و ابي و هو بكامل زينته و المدعون و اصواتهم المتداخله ، موائد الطعام و الأيدي التي مدت إليه ، الأطفال يتقافزون و هم سعداء ، رائحة السعاده التي فاحت من القلوب النقيه ، امي و هي كالبدر تجلس بين صويحباتها و ضحكاتهن التي تشي بالبهجه خرج جدي و هو يحمل مسدسه ! كان وجهه تغطيه ضحكه كبيره و من حوله كبار السن ، رفع جدي مسدسه للأعلى ، سمعت صوت الطلقه فصخت أذناي من الطنين علا صوت الزغاريد عاليا يشق كبد السماء ، فتحت عيني فرأيت الضابط صاحب الوجه الذي يشعرك بالألفه كأنه صديقك !!و هو يمسك بمسدس يخرج منه الدخان !! كان جالسا على كرسي كالذي كان يجلس عليه جدي ، نظرت لصدري فرأيت ثقبا صغيرا أسود ينبجس منه الدم ، دخل أبي و أمي و حملاني و هما سعيدان لم تصرخ امي من منظر الدم الذي ملأ صدري ، حملني أبي بفخر !! و عاد صوت الزغاريد ليعلو و يعم كل أرجاء الدنيا !
. إبداع في الطرح الراقي والمتميز أَن تُضَيِّف شَيْئا لِدُّنْيَا الْإِبْدَاع وَالْتَأَلُّق [ ديليجنت ] .. فَإِنَّه شَيْء جَمِيـل وْكِلِّي فَخُر بِأَضَافَتِي الْمُسَاهَمَة بمواضيعَكُم .. وَمَن لَم يَزِد شَيْئا إِلَى هَذِه الْمَسِيرَة فَهُو زَائِد عَلَيْهَا .. ! خَالِص الْوُد وَالْتَّقْدِيْر ,, DeleGnT .