كشف الدكتور مصطفى نصار، رئيس قسم طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة المنوفية، سكرتير عام الجمعية المصرية لأمراض الجلوكوما، أن 70 مليون شخص مصابون بمرض الجلوكوما على مستوى العالم، وأن التوقعات تشير إلى أنه بحلول عام 2020، ستصل حالات العمى الناتجة عن الجلوكوما إلى ما يقرب من 11 مليون حالة.
وطبقًا لما ورد عن الجمعية المصرية لأمراض الجلوكوما، فإن نسبة الإصابة بها في مصر تتراوح ما بين 0.5% و1% من إجمالي عدد السكان، بحسب تقدير منظمة الصحة العالمية.
وقال «نصار»، خلال المؤتمر الـ11 للجمعية المصرية لأمراض الجلوكوما، الأحد:«إن الدول النامية تضم ما يقرب من 80% من المصابين بالجلوكوما، أغلبهم في المناطق الريفية، علما بأن 7% فقط من سكان الريف يحصلون على خدمات العناية بصحة العين، بسبب عدم توفر خدمات طب وجراحة العيون إلا في المراكز الطبية بالمناطق الحضرية، مما يتطلب سفر مرضى الريف لمسافات طويلة لتلقي العلاج».
ولفت «نصار» إلى أن هناك نقصًا شديدًا في عدد أطباء أمراض العيون، حيث يوجد طبيب واحد لكل 100 ألف مواطن، مشيرًا إلى أن مصر بها 4500 طبيب عيون لخدمة 85 مليون مواطن.
وأوضح أن هناك فرقًا كبيرًا بين المياه البيضاء والجلوكوما، المياه الزرقاء، والتي يطلق عليها اسم «حرامي النظر»، لعدم شعور مصابين الجلوكوما بأي ألم أو أعراض في أغلب الأحيان، وأنه مرض يصيب العصب البصري نتيجة ارتفاع ضغط العين الناتج عن تراكم السائل المائي بداخلها، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان البصر تدريجيًا وصولا للعمى.
وأشار «نصار» إلى أن ارتفاع الضغط داخل العين من عوامل الإصابة بالمرض، إضافة إلى تقدم السن لما فوق الستين عامًا، والتاريخ العائلي، بخلاف وجود مجموعة من الأمراض الأخرى مثل السكر ونقص إنتاج هرمونات الغدة الدرقية.
وأضاف أن الفحص الدوري للعين يعد عاملاً أساسيًا لاكتشاف الإصابة بالجلوكوما مبكرًا، موضحًا أن أكثر أنواع الجلوكوما انتشارًا هي «جلوكوما الزاوية المفتوحة»، التي ليس لها أعراض أو علامات تحذيرية، حيث يتطور المرض ببطء، وقد لا يسبب ضعفًا ملحوظًا في الرؤية لعدة أعوام، وعادة ما يكتشف المريض إصابته في مراحل متأخرة لا يمكن معها العلاج، خاصة أن الكشف المبكر وبدء العلاج فورًا يمنع تقدم المرض، وقد يساعد ذلك على الوقاية من العمى الناتج عن الإصابة بها في 90% من الحالات.
وقال: «إن أهم المعوقات التي تحول دون علاج الجلوكوما في الدول النامية تتمثل في نقص الوعي، وسوء الفهم، وتأخر التشخيص، وعدم الحصول على الخدمات الصحية المناسبة، والاعتماد على الأدوية المقلدة، وعدم الالتزام بالعلاج».