ما هو هذا المرض ؟
كلمة قلس تعني الارتداد السهل , و يسمى بقلس معدي مريئي بسبب عودة الطعام من المعدة نحو المري و من ثم انسياب للحليب من فم الطفل نحو الخارج , و القلس المعدي المريئي عند الأطفال مرض شائع , و خاصة في الأشهر الستة الأولى من العمر , و هو حدوث ارتداد متكرر للطعام أو الحليب من المعدة نحو الأعلى باتجاه المري عبر فوهة المعدة المسماة بالفؤاد , مما يسبب أحياناً تظاهرات مختلفة تتراوح بين ارتداد الطعام البسيط إلى حدوث الألم بسبب التهاب المري بسبب وجود حمض كلور الماء و الببسين في مفرزات المعدة العائدة نحو الأعلى.
ما هو الفرق بين القلس و الإقياء ؟
في القلس يكون خروج الحليب أو الطعام من الفم انسيابياً غالباً و بكميات بسيطة و يسيل الحليب الى جانب الفم , و دون أن يبذل الطفل أي جهد أو يبدو عليه الشحوب , بينما في حال الإقياءات فهي تتظاهر بخروج كميات كبيرة من الحليب بشكلٍ مفاجئ و سريع و لمسافة بعيدة نسبياً عن الفم , مع استخدام الطفل لعضلات البطن و الجهد خلال ذلك و يبدو عليه الإعياء و الشحوب.
ما هو سبب هذه الحالة ؟
سبب القلس الرئيس هو عدم نضج العضلات التي تشكل فوهة الفؤاد أو بوابة المعدة , ففي الأحوال الطبيعية يقوم الفؤاد بعمل الصمام الذي يمنع عودة الحليب أو الطعام من المعدة نحو المري بعد دخول الطعام الى المعدة , و من الأسباب الأخرى المساعدة هو بطء انفراغ المعدة من محتوياتها , و الصورة التالية توضح الحالة الطبيعية التي لا يعود فيها الحليب و الطعام الى الأعلى , و داخل الدائرة رسم توضيحي لحالة قلس و كيف يعود الطعام للأعلى نحو المري.
هل هو شائع و منتشر ؟
نعم , خاصة في السنة الأولى من العمر حيث تصل نسبته الى 50 % من الرضع في بعض الدول , و 15 % من المراهقين و 5 % من الناس من الكبار
هل هو مرض وراثي ؟
غالباً لا , و لكن يلاحظ أحياناً تكرره عند بعض العائلات مما يطرح إمكانية وجود استعداد عائلي للحالة , و تم حديثاً عزل مورثة مسؤولة عن حالات القلس الشديد عند بعض الأطفال و هي نوع يورث بنمط وراثي قاهر و تتوضع المورثة على الصبغي رقم 13.
هل كل طفل مصاب بارتداد الطعام المتكرر يعتبر مصاباً بالقلس الذي يتطلب التشخيص و العلاج؟
لا , و هناك نوعان من القلس عند الأطفال : الأول هو السليم الفيزيولوجي و الذي غالباً لا يتطلب العلاج , و الثاني هو القلس المرضي الذي يتطلب العلاج.
كيف يتظاهر المرض و ما هي أعراضه ؟
أولاً : القلس السليم الفيزيولوجي :
أغلب الحالات هي حالت سليمة أو فيزيولوجية , و تشاهد عند المولودين الأصحاء الذين ولدوا بتمام الحمل , و تخف مع اكتساب الطفل لوضعية الجلوس بعمر 6 أشهر و تزول مع المشي بعمر السنة , و تلاحظ الأم أن الطفل و منذ ولادته يصاب بارتداد الطعام بعد الرضعة مباشرة أو بعد دقائق , و تكون كمية الطعام المرتدة خفيفة و يبقى الطفل بحالة جيدة و يكسب الوزن بشكلٍ جيد و لا يشكو من البكاء أو الألم , و قد يكون زائد الوزن , و يفاقم من الحالة كثرة إرضاع الطفل , و قد تكون المشكلة الوحيدة في هذا النوع هو قلق الأهل و كثرة توسيخ الطفل لملابسه بسبب قذفه المتكرر للحليب.
ثانياً : القلس المرضي :
و هو قلس شديد يسبب الأعراض المزعجة و قد يسبب بطء كسب الوزن للطفل و أعراض هضمية و تنفسية تختلف حسب شدة القلس و عمر الطفل :
عند الخدج : يكثر حدوث القلس عند الطفل الخديج , و يسبب له نوب توقف التنفس و اضطراب النوم , و القلس الذي قد يكون مدمى بسبب التهاب المري المرافق , و في حالات القلس الشديد قد تحدث نوب من الغشي عن الطفل الخديج
عند الرضع : يكون العرض الكلاسيكي هو ارتداد الطعام بعد الرضعة و بكميات هامة مما يسبب عدم إشباع الطفل و عودة بكائه و طلبه للحليب و هكذا , و قد يترافق ارتداد الطعام مع أعراض تنفسية مثل نوب توقف التنفس و الصرير الحنجري أو التهاب الحنجرة المتكرر, و نوب من الوزيز المتكرر الذي يظن عندها أنها حالة ربو , و سبب ذلك هو حدوث تشنج القصبات الانعكاسي, و قد يكون السعال المتكرر هو العرض الوحيد للقلس خاصة في الليل
في حالات القلس الشديد عند الرضع : قد يشاهد عند الطفل زيادة واضحة في سيلان اللعاب , و قد تحدث نوب الغشي بعد الوجبة , و كذلك البكاء في حال حدوث التهاب المري و يحاول الطفل أن يأخذ وضعية خاصة يحاول فيها تخفيف القلس و الألم من خلال إمالة الرأس للخلف و شد الظهر.
عند الأطفال الكبار : قد يسبب القلس حدوث التهاب الحنجرة المتكرر و التهاب الأذن الوسطى المتكرر و أحياناً ذات الرئة المتكررة مع التهاب المري حيث يشكو الطفل من ألم خلف القص
قد تكون الأعراض التنفسية هي الأعراض الوحيدة للقلس عند بعض الأطفال دون حتى حدوث القلس نفسه !
قد يكون العرض الوحيد عند بعض الأطفال الكبار هو ألم البطن المتكرر
قد تشاهد آفات سنية مميزة للحالة تصيب المراهقين و تبدو في القواطع و النواجذ على شكل حفيرات مميزة الحواف
يكثر حدوث القلس المرضي عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي
قد يسبب القلس نوب من الوزيز تشبه الربو , و وجود القلس عند طفل مصاب بالربو يفاقم حالة الربو لديه
كيف يتم تشخيص الحالة ؟
أكثر الحالات تشخص من خلال سماع قصة الطفل و فحصه , و حالات قليلة شديدة أو غير واضحة يؤكد التشخيص فيها بإجراء قياس حموضة أسفل المري و يسمى اختبار قياس الـ pH , حيث يدخل أنبوب صغير في انف الطفل حتى أسفل المري و تتم مراقبة درجة حموضة أسفل المري لمدة 24 ساعة من خلال ربط هذا الأنبوب بجهاز خص صغير الحجم ثم تحلل النتائج و يعتبر الفحص إيجابياً (طفل لديه قلس ) عندما تكون حموضة أسفل المري أقل من 4. و حالات التهاب المري قد تتطلب إجراء التنظير الهضمي العلوي للطفل للتأكد من درجة التهاب المري.
هل هناك أمراض أخرى تتظاهر بنفس الأعراض و يلتبس التشخيص بينها و بين القلس ؟
نعم هناك الكثير من الأمراض الهامة التي يحاول الطبيب استبعادها قبل وضع تشخيص القلس , و أهمها :
تضيق البواب : و البواب هو مخرج المعدة الذي يصلها بالأمعاء , و هنا يشكو الطفل من الإمساك و ضعف كسب الوزن و يكون لديه اقياءات و ليس قلساً و تكون الإقياءات قذفية لمسافة بعيدة و هو حالة اسعافية جراحية تتطلب الإصلاح السريع.
تحسس الطفل من حليب البقر: و هو من الحالات التي يصعب تفريقها عن القلس و قد يترافقان معاً, و يمكن التفكير بها بوجود أعراض أخرى تشكك بالتحسس لبروتين حليب البقر كالمغص و الأكزيما ...
الإفراط في تغذية الطفل : و هنا يلاحظ أن الطفل بحالة جيدة و لديه زيادة في الوزن و بسؤال الأم يكشف زيادة عدد و كمية الرضعات
الفتق الحجابي عند الطفل : و هو نوعان انزلاقي أو حجابي حاجزي
هل هناك أطعمة معينة على الطفل تناولها لتخفيف القلس ؟
عند الرضع دون الـ 6 أشهر لا حاجة لذلك , و بعد هذا العمر يمكن تناول مسحوق الحبوب و إضافة كمية بسيطة للحليب
هل هناك أطعمة معينة على الطفل تجنبها لتخفيف القلس ؟
نعم و أهمها : النعناع , الشوكولا , الأطعمة الحامضة , الطعام الدسم ....
هل هناك أدوية معينة على الطفل تجنبها لتخفيف القلس ؟
نعم , و هذه الأدوية ترخي معصرة المري السفلية و تسهل القلس و أهمها : التيوفيللين , مضادات الكولين , و حاصرات الكالسيوم , الحديد ....و غيرها
هل هناك علاقة بين الموت المفاجئ عند الرضع و القلس المعدي المريئي ؟
حتى الآن لم تثبت الدراسات وجود علاقة بينهما .
ما هي المعالجة ؟
القلس الخفيف و السليم لا يحتاج للعلاج غالباً , و إذا كانت الحالة مزعجة يمكن تكثيف الحليب بمسحوق الحبوب بمقدار بسيط , و في القلس المتوسط الشدة يعطى الطفل حليب من نوع مكثف يسمى أ ر AR , أما إذا كان الطفل يرضع من ثدي الأم فيمكن إتباع النصائح التي ستذكر في الأسفل.
المعالجة الدوائية : في القلس المتوسط الى الشديد و إضافة للحليب السابق المكثف و التعليمات الأخرى , يعطى الطفل بعض الأدوية التي تزيد من مقوية المعصرة السفلية للمري مثل الـ دومبيريدون (موتيليوم ) أو الميتوكلوبراميد (له تأثير جانبي مزعج و هام هو تشنج عضلات الرقبة ) و يجب إعطاء هذا الدواء قبل الرضعة بثلاثين دقيقة , و قد لا يلاحظ تحسن الطفل إلا بعد أسابيع من بدء استخدام الدواء و الذي يعطى لعدة أشهر, و هناك دواء تم سحبه من الأسواق هو سيزابرايد بسبب تأثيراته الخطيرة على القلب و بعض الدول تسمح به بإشراف طبي و قلبي دقيق بينما منع استخدامه كلياً في الولايات المتحدة الأمريكية. و بعض الحالات يوصف فيها أدوية تشكل طبقة في الطعام في المعدة مثل الكافيزكون.
و وجود التهاب المري يتطلب إعطاء الطفل الأدوية المناسبة مثل الأومبيرازول و غيرها من الأدوية المضادة للحموضة.
نصائح لتخفيف القلس :
لا تعطي الطفل وجبة الحليب بسرعة
قم بالتربيت على ظهر الطفل عدة مرات خلال الرضاعة
إذا كان الطفل يأخذ الحليب بالزجاجة : لا تقم بإمالة الزجاجة خلال الرضعة لتجنب بلع الهواء الذي يزيد من القلس
يفضل حمل الطفل لمدة نصف ساعة و رأسه للأعلى بعد كل وجبة حليب و التربيت على ظهره
لا يجوز تغيير وضعية الطفل مباشرة بعد الرضعة و يفضل تركه على ظهره و رأسه مرتفع قليلاً لمدة 20 الى 30 دقيقة كما تبين الصورة
لا تترك الطفل الرضيع يلعب و لا تلاعبه بعد الرضعة مباشرةً و إنما بعد 30 دقيقة على الأقل
يمكن إضافة كمية قليلة من الرز لحليب الزجاجة لتكثيف الرضعة
لا ترضع الطفل أكثر من اللازم من حيث عدد و كميات الوجبات
متى يجب الاتصال بالطبيب في أقرب وقت ؟
عندما يتحول القلس الى اقياءات قذفية خاصة في الأشهر الأولى من العمر , فهذا قد يدل على تضيق بواب المعدة
عند وجود الدم مع القلس , فهذا قد يدل على التهاب المري
عند عدم كسب الوزن عند الطفل و ضعف النمو
الدكتور رضوان غزال
كلمة قلس تعني الارتداد السهل , و يسمى بقلس معدي مريئي بسبب عودة الطعام من المعدة نحو المري و من ثم انسياب للحليب من فم الطفل نحو الخارج , و القلس المعدي المريئي عند الأطفال مرض شائع , و خاصة في الأشهر الستة الأولى من العمر , و هو حدوث ارتداد متكرر للطعام أو الحليب من المعدة نحو الأعلى باتجاه المري عبر فوهة المعدة المسماة بالفؤاد , مما يسبب أحياناً تظاهرات مختلفة تتراوح بين ارتداد الطعام البسيط إلى حدوث الألم بسبب التهاب المري بسبب وجود حمض كلور الماء و الببسين في مفرزات المعدة العائدة نحو الأعلى.
ما هو الفرق بين القلس و الإقياء ؟
في القلس يكون خروج الحليب أو الطعام من الفم انسيابياً غالباً و بكميات بسيطة و يسيل الحليب الى جانب الفم , و دون أن يبذل الطفل أي جهد أو يبدو عليه الشحوب , بينما في حال الإقياءات فهي تتظاهر بخروج كميات كبيرة من الحليب بشكلٍ مفاجئ و سريع و لمسافة بعيدة نسبياً عن الفم , مع استخدام الطفل لعضلات البطن و الجهد خلال ذلك و يبدو عليه الإعياء و الشحوب.
ما هو سبب هذه الحالة ؟
سبب القلس الرئيس هو عدم نضج العضلات التي تشكل فوهة الفؤاد أو بوابة المعدة , ففي الأحوال الطبيعية يقوم الفؤاد بعمل الصمام الذي يمنع عودة الحليب أو الطعام من المعدة نحو المري بعد دخول الطعام الى المعدة , و من الأسباب الأخرى المساعدة هو بطء انفراغ المعدة من محتوياتها , و الصورة التالية توضح الحالة الطبيعية التي لا يعود فيها الحليب و الطعام الى الأعلى , و داخل الدائرة رسم توضيحي لحالة قلس و كيف يعود الطعام للأعلى نحو المري.
هل هو شائع و منتشر ؟
نعم , خاصة في السنة الأولى من العمر حيث تصل نسبته الى 50 % من الرضع في بعض الدول , و 15 % من المراهقين و 5 % من الناس من الكبار
هل هو مرض وراثي ؟
غالباً لا , و لكن يلاحظ أحياناً تكرره عند بعض العائلات مما يطرح إمكانية وجود استعداد عائلي للحالة , و تم حديثاً عزل مورثة مسؤولة عن حالات القلس الشديد عند بعض الأطفال و هي نوع يورث بنمط وراثي قاهر و تتوضع المورثة على الصبغي رقم 13.
هل كل طفل مصاب بارتداد الطعام المتكرر يعتبر مصاباً بالقلس الذي يتطلب التشخيص و العلاج؟
لا , و هناك نوعان من القلس عند الأطفال : الأول هو السليم الفيزيولوجي و الذي غالباً لا يتطلب العلاج , و الثاني هو القلس المرضي الذي يتطلب العلاج.
كيف يتظاهر المرض و ما هي أعراضه ؟
أولاً : القلس السليم الفيزيولوجي :
أغلب الحالات هي حالت سليمة أو فيزيولوجية , و تشاهد عند المولودين الأصحاء الذين ولدوا بتمام الحمل , و تخف مع اكتساب الطفل لوضعية الجلوس بعمر 6 أشهر و تزول مع المشي بعمر السنة , و تلاحظ الأم أن الطفل و منذ ولادته يصاب بارتداد الطعام بعد الرضعة مباشرة أو بعد دقائق , و تكون كمية الطعام المرتدة خفيفة و يبقى الطفل بحالة جيدة و يكسب الوزن بشكلٍ جيد و لا يشكو من البكاء أو الألم , و قد يكون زائد الوزن , و يفاقم من الحالة كثرة إرضاع الطفل , و قد تكون المشكلة الوحيدة في هذا النوع هو قلق الأهل و كثرة توسيخ الطفل لملابسه بسبب قذفه المتكرر للحليب.
ثانياً : القلس المرضي :
و هو قلس شديد يسبب الأعراض المزعجة و قد يسبب بطء كسب الوزن للطفل و أعراض هضمية و تنفسية تختلف حسب شدة القلس و عمر الطفل :
عند الخدج : يكثر حدوث القلس عند الطفل الخديج , و يسبب له نوب توقف التنفس و اضطراب النوم , و القلس الذي قد يكون مدمى بسبب التهاب المري المرافق , و في حالات القلس الشديد قد تحدث نوب من الغشي عن الطفل الخديج
عند الرضع : يكون العرض الكلاسيكي هو ارتداد الطعام بعد الرضعة و بكميات هامة مما يسبب عدم إشباع الطفل و عودة بكائه و طلبه للحليب و هكذا , و قد يترافق ارتداد الطعام مع أعراض تنفسية مثل نوب توقف التنفس و الصرير الحنجري أو التهاب الحنجرة المتكرر, و نوب من الوزيز المتكرر الذي يظن عندها أنها حالة ربو , و سبب ذلك هو حدوث تشنج القصبات الانعكاسي, و قد يكون السعال المتكرر هو العرض الوحيد للقلس خاصة في الليل
في حالات القلس الشديد عند الرضع : قد يشاهد عند الطفل زيادة واضحة في سيلان اللعاب , و قد تحدث نوب الغشي بعد الوجبة , و كذلك البكاء في حال حدوث التهاب المري و يحاول الطفل أن يأخذ وضعية خاصة يحاول فيها تخفيف القلس و الألم من خلال إمالة الرأس للخلف و شد الظهر.
عند الأطفال الكبار : قد يسبب القلس حدوث التهاب الحنجرة المتكرر و التهاب الأذن الوسطى المتكرر و أحياناً ذات الرئة المتكررة مع التهاب المري حيث يشكو الطفل من ألم خلف القص
قد تكون الأعراض التنفسية هي الأعراض الوحيدة للقلس عند بعض الأطفال دون حتى حدوث القلس نفسه !
قد يكون العرض الوحيد عند بعض الأطفال الكبار هو ألم البطن المتكرر
قد تشاهد آفات سنية مميزة للحالة تصيب المراهقين و تبدو في القواطع و النواجذ على شكل حفيرات مميزة الحواف
يكثر حدوث القلس المرضي عند الأطفال المصابين بالشلل الدماغي
قد يسبب القلس نوب من الوزيز تشبه الربو , و وجود القلس عند طفل مصاب بالربو يفاقم حالة الربو لديه
كيف يتم تشخيص الحالة ؟
أكثر الحالات تشخص من خلال سماع قصة الطفل و فحصه , و حالات قليلة شديدة أو غير واضحة يؤكد التشخيص فيها بإجراء قياس حموضة أسفل المري و يسمى اختبار قياس الـ pH , حيث يدخل أنبوب صغير في انف الطفل حتى أسفل المري و تتم مراقبة درجة حموضة أسفل المري لمدة 24 ساعة من خلال ربط هذا الأنبوب بجهاز خص صغير الحجم ثم تحلل النتائج و يعتبر الفحص إيجابياً (طفل لديه قلس ) عندما تكون حموضة أسفل المري أقل من 4. و حالات التهاب المري قد تتطلب إجراء التنظير الهضمي العلوي للطفل للتأكد من درجة التهاب المري.
هل هناك أمراض أخرى تتظاهر بنفس الأعراض و يلتبس التشخيص بينها و بين القلس ؟
نعم هناك الكثير من الأمراض الهامة التي يحاول الطبيب استبعادها قبل وضع تشخيص القلس , و أهمها :
تضيق البواب : و البواب هو مخرج المعدة الذي يصلها بالأمعاء , و هنا يشكو الطفل من الإمساك و ضعف كسب الوزن و يكون لديه اقياءات و ليس قلساً و تكون الإقياءات قذفية لمسافة بعيدة و هو حالة اسعافية جراحية تتطلب الإصلاح السريع.
تحسس الطفل من حليب البقر: و هو من الحالات التي يصعب تفريقها عن القلس و قد يترافقان معاً, و يمكن التفكير بها بوجود أعراض أخرى تشكك بالتحسس لبروتين حليب البقر كالمغص و الأكزيما ...
الإفراط في تغذية الطفل : و هنا يلاحظ أن الطفل بحالة جيدة و لديه زيادة في الوزن و بسؤال الأم يكشف زيادة عدد و كمية الرضعات
الفتق الحجابي عند الطفل : و هو نوعان انزلاقي أو حجابي حاجزي
هل هناك أطعمة معينة على الطفل تناولها لتخفيف القلس ؟
عند الرضع دون الـ 6 أشهر لا حاجة لذلك , و بعد هذا العمر يمكن تناول مسحوق الحبوب و إضافة كمية بسيطة للحليب
هل هناك أطعمة معينة على الطفل تجنبها لتخفيف القلس ؟
نعم و أهمها : النعناع , الشوكولا , الأطعمة الحامضة , الطعام الدسم ....
هل هناك أدوية معينة على الطفل تجنبها لتخفيف القلس ؟
نعم , و هذه الأدوية ترخي معصرة المري السفلية و تسهل القلس و أهمها : التيوفيللين , مضادات الكولين , و حاصرات الكالسيوم , الحديد ....و غيرها
هل هناك علاقة بين الموت المفاجئ عند الرضع و القلس المعدي المريئي ؟
حتى الآن لم تثبت الدراسات وجود علاقة بينهما .
ما هي المعالجة ؟
القلس الخفيف و السليم لا يحتاج للعلاج غالباً , و إذا كانت الحالة مزعجة يمكن تكثيف الحليب بمسحوق الحبوب بمقدار بسيط , و في القلس المتوسط الشدة يعطى الطفل حليب من نوع مكثف يسمى أ ر AR , أما إذا كان الطفل يرضع من ثدي الأم فيمكن إتباع النصائح التي ستذكر في الأسفل.
المعالجة الدوائية : في القلس المتوسط الى الشديد و إضافة للحليب السابق المكثف و التعليمات الأخرى , يعطى الطفل بعض الأدوية التي تزيد من مقوية المعصرة السفلية للمري مثل الـ دومبيريدون (موتيليوم ) أو الميتوكلوبراميد (له تأثير جانبي مزعج و هام هو تشنج عضلات الرقبة ) و يجب إعطاء هذا الدواء قبل الرضعة بثلاثين دقيقة , و قد لا يلاحظ تحسن الطفل إلا بعد أسابيع من بدء استخدام الدواء و الذي يعطى لعدة أشهر, و هناك دواء تم سحبه من الأسواق هو سيزابرايد بسبب تأثيراته الخطيرة على القلب و بعض الدول تسمح به بإشراف طبي و قلبي دقيق بينما منع استخدامه كلياً في الولايات المتحدة الأمريكية. و بعض الحالات يوصف فيها أدوية تشكل طبقة في الطعام في المعدة مثل الكافيزكون.
و وجود التهاب المري يتطلب إعطاء الطفل الأدوية المناسبة مثل الأومبيرازول و غيرها من الأدوية المضادة للحموضة.
نصائح لتخفيف القلس :
لا تعطي الطفل وجبة الحليب بسرعة
قم بالتربيت على ظهر الطفل عدة مرات خلال الرضاعة
إذا كان الطفل يأخذ الحليب بالزجاجة : لا تقم بإمالة الزجاجة خلال الرضعة لتجنب بلع الهواء الذي يزيد من القلس
يفضل حمل الطفل لمدة نصف ساعة و رأسه للأعلى بعد كل وجبة حليب و التربيت على ظهره
لا يجوز تغيير وضعية الطفل مباشرة بعد الرضعة و يفضل تركه على ظهره و رأسه مرتفع قليلاً لمدة 20 الى 30 دقيقة كما تبين الصورة
لا تترك الطفل الرضيع يلعب و لا تلاعبه بعد الرضعة مباشرةً و إنما بعد 30 دقيقة على الأقل
يمكن إضافة كمية قليلة من الرز لحليب الزجاجة لتكثيف الرضعة
لا ترضع الطفل أكثر من اللازم من حيث عدد و كميات الوجبات
متى يجب الاتصال بالطبيب في أقرب وقت ؟
عندما يتحول القلس الى اقياءات قذفية خاصة في الأشهر الأولى من العمر , فهذا قد يدل على تضيق بواب المعدة
عند وجود الدم مع القلس , فهذا قد يدل على التهاب المري
عند عدم كسب الوزن عند الطفل و ضعف النمو
الدكتور رضوان غزال