E
eng_hisham
Guest
فكره أصلح الفرد يصلح المجتمع
صحيح إن الفرد في المجتمع هو العنصر الأساس في تركيبة أي مجتمع ، وان المجتمع يمكن تصويره وتصوره حسب التوجهات والميول السائدة لدى أفراد هذا المجتمع .
ولا يمكن ان يتصور أحد أي عملية تغيير للمجتمع يمكن ان تتم بمعزل عن الفرد ، ولا يمكن لأي عملية تغيير لمجتمع ان يكتب لها النجاح اذا ما تجاهلت أفراد هذا المجتمع ، عامتهم وخاصتهم .
وبالنظر إلى الأفراد في المجتمع ، يمكن تقسيم المجتمع الى طائفتين : طائفة الأفراد الصالحون ، وطائفة الأفراد الفاسدون الذين يحتاجون الى إصلاح .
أما الصالحون فهم الطائعون العابدون الملتزمون حلال الله المبتعدون عن حرامه . وأما الفاسدون فهم الواقعون في حدود الله وحرماته .
فأصحاب دعوة إصلاح الفرد يرون ان العمل يجب ان ينصب في الطائفة الثانية ، بإصلاحهم ، حيث انه اذا ما تم اصلاح هؤلاء الأفراد سوف يتجه المجتمع في إتجاه ما يجعل الصلاح سائدا ً ومنتشرا ً في المجتمع ، إذ سوف تصبح توجهات وميول غالبية أفراد المجتع في إتجاه الصلاح .
هذا هو بإختصار ما يقصده وما تعنيه هذه الدعوة وهذه الفكرة .
وبالتدقيق فيها ، فإن هذه الفكرة ثابت ٌ فشلها فكرا ً ، وثابت ٌ فشلها بشهادة الواقع المحسوس ، وثابت ٌ خطئها أيضا بمناقضتها ومخالفتها لمجموعة كبيرة من الأحكام الشرعية الثابتة .
أما فكرا ً ، فالرجل المصاب في يده ، والمصاب في رجله ، والمصاب في كتفه ، حتى تتم معالجته ، يجب تضميد جراح يده ، ورجله ، وكتفه ، ومن الحمق القول ان تضميد الكتف سوف يعالج ويصلح جراح اليد والرجل . وهكذا المجتمع ، فالأفكار السائدة في المجتمع ، والمشاعر ، والأنظمة التي تسير بحسبها العلاقات في المجتمع ، كلها عناصر لهذا المجتمع ، وكلها مصابة كما ان الفرد مصاب . والعمل على إصلاح الفرد بجعله طائعا عابدا ملتزما بحلال الله وحرامه ، لن يؤدي ابدا الى اصلاح المجتمع طالما بقيت الافكار والأنظمة والمشاعر السائدة مصابة .
حتى وان كان كل أفراد هذا المجتمع صالحون ، وليس غالبتهم فقط ، ويكفينا دليلا ً صارخا على صدق هذا القول ما شهدناه ورأيناه منذ شهور في مكة ، مكة التي حتى حجارتها وطيورها وترابها يسبح لله و يجهد في الطاعة والعبادة ... هل بعد هذا من صلاح يهز ضلوع الشيطان وأعوانه مما يجعل كبيرهم وإبليسهم من شدة الجزع يعيد كرته ويجمعهم في مؤتمرهم يتباحثون في سبل وطرق حرب هذا ( الإرهاب ) الذي يــُـطـّـوف هؤلاء ( الأفراد ) بالبيت العتيق ، كما جمع من قبلهم أجدادهم أبا جهل ولهب والحكم ؟ ولو كان صلاحهم ذا فائدة ترجى لطافوا بمؤتمرهم يدكوه فوق رؤوسهم بدل ان يطوفوا بالبيت العتيق .
أما والنظر في الواقع المشاهد المحسوس ، فتصور الرجل يقف أسفل الوادي ، يحمل في يده قشة ، وفي يده الأخرى أعواد ( كبريت ) يريد ان يشعلها ، ومن حوله ومن فوقه يقف مجموعة من الرجال الأشداء في يد كل واحد منهم دلو ماء ، كلما أراد اشعالها امطروه بوابلهم ، تطفئ عزيمته قبل ان تطفئ عوده ...
ان هذا هو عين ما يجري في مجتمعاتنا ، تماما ً ، وأصحاب دعوة إصلاح الفرد هم كصاحب العود ...
فمن ناحية ، مناهج التعليم التي تبـثها هذه الأنظمة في مختلف أطوار المراحل التعليمية ، تخرج أفواجا ً أفواجا من الأفراد الذين هم بحاجة للإصلاح .
ومن ناحية ، ان هذه المنكرات والمغـريات التي تنشرها هذه الأنظمة وتقوم بحمايتها ، تخرج أيضا ً أفواجا ً أفواجا من الأفراد الخارجين عن الصلاح المنجذبـيـن الى الفساد . بعد ان كانوا صالحين .
ومن ناحية ، فإن كثرة الضربات التي أوجعت أفئدة وكبود الأفراد ( الصالحين ) ، وايقظ ألمها الكثير من الأفراد ( الفاسدون ) ، من قتل وذل وإهانة تلحقه أيادي أراذل شعوب الأرض بالمسلمين ، نرى في كل مرة كيف يتسابق أصحاب هذه الدعوة مع الحكام في كبح مشاعر الأفراد وردع تفكيرهم بتغيير الأنظمة ، ما خرج أيضا ً أفواجا ً أفواجا من الأفراد اليائسين من نصرة مقدسهم وأصل كرامتهم . أو من يرون في كثرة صلاتهم واعتكافهم المساجد ، او في كثرة حثهم المساكين - الذين لا يجدون ما ينفقوه على أطفالهم - للتبرع لبناء المساجد الجديدة ، يرون في ذلك اسلوبا ناجعا ً ورادعا ً للصواريخ التي تدك القباب والمآذن فوق رؤوس معتكفيها في العراق وفي غير العراق .
وأما مناقضتها لدين الله وسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام :
فإني والله ِ لأعجب ممن يدعي انه من العاملين لتغيير هذه المجتمعات ، ولا نراه في طرف الصدام والصراع ضد من يقومون بالمحافظة على هذه المجتمعات وإبقائها على ما هي عليه .
كيف يستوون ؟ !
إن من لا يلقى العذاب والتعذيب من حكام هذه المجتمعات الراعون المحافظون عليها ، الذين يحتقرون دماء المسلمين ، ويحتقرون أعراض المسلمين ، ويمكنون الكفار الأنجاس من أموال المسلمين ، لا يمكن أبدا ان يكون عاملا ً لإصلاح هذا المجتمع .
لا يمكن أبدا ان يكون في درب المصطفى صلى الله عليه وسلم النبي المعذ َب المـُـغـّـيـــِــر . كيف لا ؛ وهو يدعو الناس ويعلمهم ان " لا سياسة " ، ويدعي زورا ً وبهتانا ً ان هذا هو السير على " خطى الحبيب " . النبي المعذب الذي دعا أصحابه ليسيروا معه في درب ٍ ليلقوا معه العذاب والقتل والتقتيل .
صحيح إن الفرد في المجتمع هو العنصر الأساس في تركيبة أي مجتمع ، وان المجتمع يمكن تصويره وتصوره حسب التوجهات والميول السائدة لدى أفراد هذا المجتمع .
ولا يمكن ان يتصور أحد أي عملية تغيير للمجتمع يمكن ان تتم بمعزل عن الفرد ، ولا يمكن لأي عملية تغيير لمجتمع ان يكتب لها النجاح اذا ما تجاهلت أفراد هذا المجتمع ، عامتهم وخاصتهم .
وبالنظر إلى الأفراد في المجتمع ، يمكن تقسيم المجتمع الى طائفتين : طائفة الأفراد الصالحون ، وطائفة الأفراد الفاسدون الذين يحتاجون الى إصلاح .
أما الصالحون فهم الطائعون العابدون الملتزمون حلال الله المبتعدون عن حرامه . وأما الفاسدون فهم الواقعون في حدود الله وحرماته .
فأصحاب دعوة إصلاح الفرد يرون ان العمل يجب ان ينصب في الطائفة الثانية ، بإصلاحهم ، حيث انه اذا ما تم اصلاح هؤلاء الأفراد سوف يتجه المجتمع في إتجاه ما يجعل الصلاح سائدا ً ومنتشرا ً في المجتمع ، إذ سوف تصبح توجهات وميول غالبية أفراد المجتع في إتجاه الصلاح .
هذا هو بإختصار ما يقصده وما تعنيه هذه الدعوة وهذه الفكرة .
وبالتدقيق فيها ، فإن هذه الفكرة ثابت ٌ فشلها فكرا ً ، وثابت ٌ فشلها بشهادة الواقع المحسوس ، وثابت ٌ خطئها أيضا بمناقضتها ومخالفتها لمجموعة كبيرة من الأحكام الشرعية الثابتة .
أما فكرا ً ، فالرجل المصاب في يده ، والمصاب في رجله ، والمصاب في كتفه ، حتى تتم معالجته ، يجب تضميد جراح يده ، ورجله ، وكتفه ، ومن الحمق القول ان تضميد الكتف سوف يعالج ويصلح جراح اليد والرجل . وهكذا المجتمع ، فالأفكار السائدة في المجتمع ، والمشاعر ، والأنظمة التي تسير بحسبها العلاقات في المجتمع ، كلها عناصر لهذا المجتمع ، وكلها مصابة كما ان الفرد مصاب . والعمل على إصلاح الفرد بجعله طائعا عابدا ملتزما بحلال الله وحرامه ، لن يؤدي ابدا الى اصلاح المجتمع طالما بقيت الافكار والأنظمة والمشاعر السائدة مصابة .
حتى وان كان كل أفراد هذا المجتمع صالحون ، وليس غالبتهم فقط ، ويكفينا دليلا ً صارخا على صدق هذا القول ما شهدناه ورأيناه منذ شهور في مكة ، مكة التي حتى حجارتها وطيورها وترابها يسبح لله و يجهد في الطاعة والعبادة ... هل بعد هذا من صلاح يهز ضلوع الشيطان وأعوانه مما يجعل كبيرهم وإبليسهم من شدة الجزع يعيد كرته ويجمعهم في مؤتمرهم يتباحثون في سبل وطرق حرب هذا ( الإرهاب ) الذي يــُـطـّـوف هؤلاء ( الأفراد ) بالبيت العتيق ، كما جمع من قبلهم أجدادهم أبا جهل ولهب والحكم ؟ ولو كان صلاحهم ذا فائدة ترجى لطافوا بمؤتمرهم يدكوه فوق رؤوسهم بدل ان يطوفوا بالبيت العتيق .
أما والنظر في الواقع المشاهد المحسوس ، فتصور الرجل يقف أسفل الوادي ، يحمل في يده قشة ، وفي يده الأخرى أعواد ( كبريت ) يريد ان يشعلها ، ومن حوله ومن فوقه يقف مجموعة من الرجال الأشداء في يد كل واحد منهم دلو ماء ، كلما أراد اشعالها امطروه بوابلهم ، تطفئ عزيمته قبل ان تطفئ عوده ...
ان هذا هو عين ما يجري في مجتمعاتنا ، تماما ً ، وأصحاب دعوة إصلاح الفرد هم كصاحب العود ...
فمن ناحية ، مناهج التعليم التي تبـثها هذه الأنظمة في مختلف أطوار المراحل التعليمية ، تخرج أفواجا ً أفواجا من الأفراد الذين هم بحاجة للإصلاح .
ومن ناحية ، ان هذه المنكرات والمغـريات التي تنشرها هذه الأنظمة وتقوم بحمايتها ، تخرج أيضا ً أفواجا ً أفواجا من الأفراد الخارجين عن الصلاح المنجذبـيـن الى الفساد . بعد ان كانوا صالحين .
ومن ناحية ، فإن كثرة الضربات التي أوجعت أفئدة وكبود الأفراد ( الصالحين ) ، وايقظ ألمها الكثير من الأفراد ( الفاسدون ) ، من قتل وذل وإهانة تلحقه أيادي أراذل شعوب الأرض بالمسلمين ، نرى في كل مرة كيف يتسابق أصحاب هذه الدعوة مع الحكام في كبح مشاعر الأفراد وردع تفكيرهم بتغيير الأنظمة ، ما خرج أيضا ً أفواجا ً أفواجا من الأفراد اليائسين من نصرة مقدسهم وأصل كرامتهم . أو من يرون في كثرة صلاتهم واعتكافهم المساجد ، او في كثرة حثهم المساكين - الذين لا يجدون ما ينفقوه على أطفالهم - للتبرع لبناء المساجد الجديدة ، يرون في ذلك اسلوبا ناجعا ً ورادعا ً للصواريخ التي تدك القباب والمآذن فوق رؤوس معتكفيها في العراق وفي غير العراق .
وأما مناقضتها لدين الله وسنة نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام :
فإني والله ِ لأعجب ممن يدعي انه من العاملين لتغيير هذه المجتمعات ، ولا نراه في طرف الصدام والصراع ضد من يقومون بالمحافظة على هذه المجتمعات وإبقائها على ما هي عليه .
كيف يستوون ؟ !
إن من لا يلقى العذاب والتعذيب من حكام هذه المجتمعات الراعون المحافظون عليها ، الذين يحتقرون دماء المسلمين ، ويحتقرون أعراض المسلمين ، ويمكنون الكفار الأنجاس من أموال المسلمين ، لا يمكن أبدا ان يكون عاملا ً لإصلاح هذا المجتمع .
لا يمكن أبدا ان يكون في درب المصطفى صلى الله عليه وسلم النبي المعذ َب المـُـغـّـيـــِــر . كيف لا ؛ وهو يدعو الناس ويعلمهم ان " لا سياسة " ، ويدعي زورا ً وبهتانا ً ان هذا هو السير على " خطى الحبيب " . النبي المعذب الذي دعا أصحابه ليسيروا معه في درب ٍ ليلقوا معه العذاب والقتل والتقتيل .