وداعا ...........

alighalel

مشرف منتدى اللغة العربية
طاقم الإدارة

استبشرنا بعودة مجال الطهر الذى تسبح فية ارواحنا بعد جفافها وركودها ، واستبشرنا بساعات صلحنا مع ربنا بعد طول اعراضنا واباقنا ، وكم تمنينا ان نكون اوفيا بحققك ،وكم املنا ان نكون اقوياء على برك ورفدك

اما اليوم فانا نودعك وملء النفس وجل وخجل ، واشقاف وقلق : لا ندرى الى اى مدى كان وفائنا بواجب العمل ، والى اى مدى كان تحقيقنا لفسيح الامل

فليت شعرى كيف وجدتنا ؟ وماذا عسى ان تكون حملت معك من ذكرياتنا ؟ هل قبلت اعذا المعتذرين ؟ هل ارضاك صوم الصائمين ؟ هل اعجبك قيام القائمين ؟

ما اكثر الذين اعتذروا اليك بمشاغلهم ومتاعبهم ، وما اكثر الذين تعللوا لك بضعفهم ومرضهم ، وما كان الذى بهم والله من مرض الابدان ، ولا من ضعف وسائل الامكان ، ولكنة مرض القلوب ، وصغر النفوس ، وخور العزائم ، وقد خانتهم رجولتهم فلم يحاولوا ان يقتحموا العقبة ، بل فروا من الميدان قبل الملحمة ، وحكموا على انفسهم مقدما قبل التجربة

فدعهم الان يقاسوا مرارة الالم ، ويتجرعوا مرارة الندم اذ وجدوا اخوانهم الذين قبلوا التجربة قد خرجوا منها بسلام فلم تنقص منهم شيئا بل زادتهم ايمانا الى ايمانهم ، وقوة الى قوتهم وتبين ان تلك المخاوف انما كانت وهما من الاوهام ، وخدعة من خدع الشيطان يخوف بها الاطفال واشباة الاطفال
اى شهر رمضان :!
قل للذين خدعوا هذة المرة لا يخدعوا بمثلها مرة اخرى ، وقل لهم وانت على عتبة باب السفر : من اضاع الفرصة فى ايامى ، فليتداركوها فى ايام اخر ، قل لهم ان باب التوبة مفتوح على مصراعية

:"
وَمَن يَعْمَل سُوْءا او يَظْلِم نَفْسَة ثُم يَسْتَغْفِر الْلَّه يَجِد الْلَّه غَفُوْرا رَّحِيْما "

اما بعد-

ياشهر الصيام ، فانى اخشى ان تكون حفظت فى سجلك عن جمهرة الصائمين القائمين ، اشد واقسى مما سجلتة على كثير من المفطرين المقصرين ، فقديما قيل " رب معصية اورثت ذلا وانكسارا ، خير من طاعة اورثت علوا واستكبارا " فهؤلاء المفطرين اذا اعترفوا بذنوبهم وشدوا ماتراخى من عزمهم ، كانوا احرياء ان يتوبوا او يتوب الله عليهم ، اما اولائك المتبجحون الذين يحسبون انهم متى امسكوا عن الطعام والشراب فقد ادوا كل حقك ، وقاموا بكل واجبك ، على حين انهم فى صومهم لم يدعوا قول الزور ولا العمل بة ، فهولاء الذين اساءوا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ، وهولاء هيهات لهم ان يتوبوا ، لانهم لا يظنون انهم اقترفوا ذنبا

اما دروا ان الله حين نهى الابناء ان يوجهوا لابائهم حرفا من التأفف والتضجر ، كان هذا منة ترقيا وتساميا بهم فى البعد عما ورا ذلك من ضروب الاذى والعدوان ، وانهم كذلك حين نهى الصائمين عن طيبات المشارب والمطاعم ، كان هذا ترقيا وتساميا بهم فى التطهر عما قبل ذلك من المحارم والماثم ؟ وهل يعقل ان ينهى الصائم عن رد الاساءة والايذاء ، وان يبيح لة البدء بالفحش والايذاء ؟ اليس الصوم كما عرفنا هو اقصى الطهر وغايتة ؟ فكيف يؤدى نهايتة من لم يؤد بدايتة وكيف يحتسب عن الله نافلة البر ، من لم يؤد ركنة وفريضتة ؟

ايها الاخوة الصائمون القائمون :



افلا تجلسون معى قليلا نحاسب انفسنا قبل ان نحاسب ، هل نسينا ان الميزان دقيق وان الناقد بصير ؟ فماذا يكون جوابنا لو قيل لنا : لقد كنتم فى صيامكم لاغين رافثين وكنتم فى قيامكم ساهين لاهين ، من منا لم يلغ ولم يرفث فى صيامة ومن منا لم يلة ولم يسة فى قيامة ؟ كيف اذا نتكل على اعمالنا وكيف نطمع الا فى رحمة ربنا ؟

ايها الاخوة المؤمنون :


هل ادلكم على طهرة تنقون بها اعمالكم من ادرانها وتخلصونها من شوائبها ؟
اغتنموا هذة اللحظات الباقية امامكم ، فاغسلوا قلوبكم الان بدموع الاستغفار ، وارفعوا اكف الضراعة الى الودود الغفار قولوا معى :

" رَبُّنَا انَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيا يُنَادى لِلْايْمَان ان امِنُوْا بِرَبِّكُم فَامَنّا رَبَّنَا فَاغْفِر لَنَا ذُنُوْبَنَا وَكَفِّر عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَع الابْرَار رَبَّنَا وَاتِنَا مَا وَعَدْتَّنَا عَلَى رُسُلِك وَلَا تُخْزِنَا يَوْم الْقِيَامَة انَّك لَا تُخْلِف الْمِيْعَاد
"

وطهرة اخرى اعظم واقوم : ان تودعوا هذا الضيف الكريم بما يودع بة الضيف الكريم ، ان الضيف الكريم لا يودع بمجرد التحيات والتسليمات ، ولكن يجهز بالتحف والطرف ويزود بالعطايا والهدايا ، اتدرون ما تحفة ضيفكم ؟ زكاة فطركم ، انها طهرة صومكم ، وزكاة نفوسكم ، وصلاح امركم
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال ، ورزقنا واياكم الصدق والاخلاص فى كل حال
امين امين

واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين







مشاهدة المرفق 48320
















المصدر

د/ محمد عبدالله دراز

" الصوم تربية وجهاد"
 
جزاكم الله خيرا اخينا الحبيب ابو قصى
 
عودة
أعلى