داء شاغاز
التعريف:
و هو حالة إنتانية التهابية ناتجة عن طفيلي يوجد في براز حشرة reduviid و يدعى هذا المرض بداء المثقبيات الأمريكي. يمكن أن يصيب داء شاغاز أي شخص، لكن تشخيصه أكثر ما يكون لدى الاطفال.
يشيع داء شاغاز في أمريكا الجنوبية و أمريكا الوسطى و المكسيك – و هو الموطن الأساسي للحشرة و قد تم اكتشاف حالات نادرة من الإصابة في أمريكا الجنوبية خلال السنوات الماضية. يسبب داء شاغاز – في حال عدم علاجه – مشاكل هضمية و قلبية خطرة. يرتكز العلاج على قتل الطفيلي و تدبير الأعراض و العلامات. كما يمكن اتخاذ خطوات للوقاية من الإنتان.
الأعراض:
يحدث داء شاغاز ضمن 3 مراحل: حادة و متوسطة و مزمنة.
تتراوح الأعراض في المرحلة الحادة و المزمنة بين الخفيفة إلى الشديدة رغم أن العديد من المرضى لا يعانون من الأعراض حتى المرحلة المزمنة.
لا تظهر أي أعراض أو علامات خلال المرحلة المتوسطة و التي تحدث بعد 8 – 10 أسابيع عقب الإصابة بالإنتان.
المرحلة الحادة
قد لا تظهر أي أعراض خلال هذه المرحلة، حيث تدوم لأسابيع أو أشهر. و عند ظهور الأعراض فإنها تكون خفيفة عادة و تتضمن:
تورم في مكان الإنتان
حمى
تعب
طفح جلدي
ألم في الجسم
صداع
نقص الشهية
غثيان أو إسهال أو إقياء
ضخامة كبدية أو طحالية
تزول الأعراض و العلامات التي تتطوّر خلال المرحلة الحادة تلقائياً، و لكن في حال عدم علاج الحالة فإن الإنتان يستمر و يتطوّر إلى المرحلة المزمنة.
المرحلة المزمنة
تظهر أعراض و علامات هذه المرحلة خلال 10- 20 سنة من الإنتان البدئي و قد لا تظهر أبداً.
تتضمن أعراض و علامات داء شاغاز في الحالات الشديدة عموماً ما يلي:
نظم قلبي غير منتظم
ضخامة و التهاب في العضلة القلبية (اعتلال العضلة القلبية)
قصور قلب احتقاني
توقف قلب مفاجئ
صعوبة بلع نتيجة توسع المري
ألم بطني أو إمساك نتيجة توسع الكولون
يجب استشارة الطبيب إذا كان المريض يعيش في المناطق الموبوءة أو سافر إليها و ظهرت لديه أعراض و علامات الإصابة كالتورم مكان الإنتان و الحمى و التعب و الألم الجسدي و الطفح و الغثيان.
الأسباب :
سبب داء شاغاز هو الطفيلي المسمى بالمثقبية الكروزية.
ينتقل الطفيلي إلى البشر عن طريق حشرات ماصة للدم تدعى حشراتtriatomine أو بق reduviid و المعروف باسم "بق التقبيل" بسبب ميله إلى التغذي على الوجوه، و تصاب هذه الحشرات بالعدوى بالطفيلي عندما تتغذى على دم حيوان مصاب بالطفيلي.
يعيش بق reduviid عادة في الطين أو القش المستخدم للسقوف و الأكواخ المبنية من طوب اللبن في المكسيك و أمريكا الجنوبية و الوسطى، حيث تختفي في شقوق الجدران و السقف خلال اليوم، لتخرج في الليل و تتغذى على الأناس النيام.
عندما تلدغ الحشرة البشر، تقوم بالتبرز، ما يسبب مرور الطفيلي ضمن البراز، ما يؤدي إلى تخريش جلد الشخص المصاب.
يمكن للطفيليات أن تدخل إلى الجسم عبر عيني المريض أو فمه أو جرح أو سحجة، و كذلك عبر الجرح الناجم عن لدغة الحشرة.
إن حك أو فرك موقع اللدغة يساهم في دخول الطفيلي إلى الجسم، حيث يبدأ بالتكاثر و الانتشار.
يمكن أن تتم العدوى أيضاً عن طريق:
تناول طعام غير مطبوخ و ملوث ببراز الحشرات المصابة
الوليد لأم مصابة بالطفيلي
نقل دم ملوث
زراعة الأعضاء التي تحوي على دم مصاب
الإصابة العارضة نتيجة العمل ضمن المخابر
تمضية الوقت ضمن غابة تضم حيوانات برية مصابة كالراكون و الأبوسوم
وجود حيوان أليف مصاب
يمكن أن تزيد العوامل التالية من فرص الإصابة بداء شاغاز:
العيش في المناطق الريفية الفقيرة في أمريكا الوسطى و أمريكا الجنوبية و المكسيك
العيش ضمن منطقة موبوءة بالحشرات
إجراء نقل دم أو زراعة عضو من شخص يحمل العدوى
تندر إصابة المسافرين إلى المناطق ذات الخطورة في أمريكا الجنوبية و أمريكا الوسطى و المكسيك.
المضاعفات:
يمكن أن تظهر اختلاطات قلبية و هضمية خطرة في حال تطوّر الإصابة إلى الحالة المزمنة. و تتضمن هذه الاختلاطات ما يلي:
قصور القلب: تحدث عندما يصبح القلب ضعيفاً أو متصلباً بحيث لا يضخ كمية كافية من الدم لسد احتياجات الجسم.
تضخم المري: و تنجم هذه الحالة النادرة عن التوسع غير الطبيعي(التمدد) للمري، ما قد يؤدي إلى صعوبة في البلع و الهضم.
ضخامة الكولون(الكولون العرطل): و يحدث نتيجة توسع الكولون، حيث تسبب ألماً وانتفاخاَ بطنياً و إمساكاً شديداً.
العلاج:
يركز علاج داء شاغاز على قتل الطفيلي و تدبير الأعراض و العلامات.
يمكن خلال المرحلة الحادة من داء شاغاز أن تفيد الأدوية benznidazole وnifurtimox. حيث أن الدوائين السابقين متوافران في المناطق الموبوءة بداء شاغاز.
ما أن يصل داء شاغاز للمرحلة المزمنة فإن الأدوية تصبح عديمة الفعالية في شفاء المرض.، لذا يستعاض عنها بالعلاج اعتماداً على الأعراض و العلامات النوعية، كما يلي:
المضاعفات القلبية: يمكن تدبيرها دوائياً أو باستخدام جهاز تنظيم ضربات القلب أو أجهزة أخرى لتنظيم ضربات القلب و كذلك عبر الجراحة أو حتى زراعة القلب.
المضاعفات الهضمية: يتضمن علاجها تعديل الحمية الغذائية أو العلاج الدوائي أو الستيروئيدات القشرية، و يمكن اللجوء إلى الجراحة في الحالات الشديدة.
الموسوعة الطبية الصيدلانية