mohamadamin
حكيم المنتدى
الشّيعة ومؤامرة الحرب على "الوهابية"
زماننا هذا يا له من زمان!، محن تتعاظم وفتن تتوالى؛ محن وفتن جعلت الباطل حقا والحقّ باطلا، والمبطل محقا والمحقّ مبطلا، فتن ومحن رفعت مَن حقُّه أن يكون وضيعا، ووضعت مَن حقّه أن يكون رفيعا، وصدق المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلّم) حينما قال: (سيأتي على النّاس سنوات خدّاعات يصدّق فيها الكاذب ويكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة)، قيل: وما الرويبضة؟ قال: (الرّجل التّافه يتكلّم في أمر العامّة).
هذا هو الواقع الذي نعيشه في هذا الزّمان، أصبحت القناعات والمواقف تؤخذ عن السّياسيين والمحلّلين والصّحفيين وكتبة الأعمدة في الجرائد والمجلات. لا تؤخذ من الكتاب والسنّة ولا عن العلماء الرّاسخين الذين أُمِرنا بالرّجوع إليهم في نوازل الأمور كما قال (جلّ وعلا): { وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً }.. وأولو الأمر في هذه الآية هم العلماء الربّانيون العارفون بكتاب الله وبسنّة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم)، العارفون بواقع النّاس وما يقتضيه.
ولعلّ ما زاد الخرق اتّساعا والطّين بلّة أنّ كثيرا من الأئمّة بل والدّعاة في هذا الزّمان يخشون مخالفة ما تكتبه الجرائد والمجلات، بل ومنهم من يجعل الجرائد مرجعا له يستقي منه محاضراته وخطبه ودروسه، ونحن لا ننكر الاستفادة من الأخبار، ولكنّنا ننكر تبنّي تحليلات الصّحفيين المبنية على الظّنون والتخرّصات.
محنة عظيمة أن يتولّى توجيه الأمّة كتبة الأعمدة في الجرائد والمجلات، هؤلاء الذين لا يهمّهم أن يحقّوا حقا أو يبطلوا باطلا، وإنّما الذي يهمّهم أن تَنتشر جرائدهم وتَروج بضاعتهم، وأن يرضى النّاس عمّا يكتبون، وربّنا (جلّ وعلا) يقول: { وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ }، يخرصون من الخرص وهو التّخمين والتّقدير أي الكلام من دون الاستناد إلى الأدلّة والحقائق.
موقف أصحاب الأقلام من فتنة الطّعن في أمّ المؤمنين عائشة (رضي الله عنها):
على إثر الفتنة الأخيرة التي أطلّت برأسها على المسلمين بتطاول أحد المفتونين على أمّ المؤمنين عائشة (رضي الله عنها)، واتّهامه لها بإتيان الفاحشة وسوء الخلق والكذب، بل ورميه لها بالكفر والردّة وقتل النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم)، على إثر هذه الفتنة قام بعض الغيورين بالتصدّي للردّ عليه والمطالبة بمحاكمته، والتفّ حولهم أكثر المسلمين هنا وهناك ممّن حرّكتهم الفطرة بعيدا عن الحسابات والتحزّبات، وتنادوا للدّفاع عن عرض نبيّ الهدى (صلى الله عليه وآله وسلّم)، واستبشرنا خيرا بأنّ الأمّة لن تعدم خيّرين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ }. وأيّ منكر بعد الشّرك بالله وبعد التعدّي على كتاب الله أعظم من اتّهام نبيّ الهدى (صلى الله عليه وآله وسلّم) في عرض زوجاته. استبشرنا خيرا بتلك الحملة، ولكنّنا فوجئنا ببعض الأقلام هنا وهناك، يحاول أصحابها من حيث شعروا أو لم يشعروا التستّر على تلك الجريمة النّكراء، تارة بالتّهوين من الأمر واتّهام من أثاروه بالغفلة عن قضايا الأمّة الكبرى وعن القدس وفلسطين، وكان الأجدر بهم أن ينتصروا لهذه القضايا عندما كانت فضائيات الفتنة الشّيعيّةُ تسرح وتمرح وحدها في فضاء العالم وفضاء المسلمين، وتعيث في أعراض الصّحابة وأمّهات المؤمنين، وتعبث بتاريخ الإسلام والمسلمين، لتجعله أسوء وأظلم تاريخ والله يقول: { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }؟.
هذا ما أثاره بعض الكتّاب، في الوقت الذي آثر فيه البعض الآخر منهم الالتفاف على هذه المحنة من جهة أخرى؛ حين عمدوا إلى اتّهام أولئك الغيورين على أعراض الصّحابة وأمّهات المؤمنين، ووصفهم بما يدعو للتّنفير منهم، اتّهَم أولئك الكتّابُ المدافعين عن أمّ المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) بتهمة الوهابية الجاهزة. هذه التّهمة التي أصبحت تكال لكلّ من تسوّل له نفسه أن يدافع عن حقّ الله (جلّ وعلا) في أن يعبد ويدعى وحده، ويستغاث به ويلجأ إليه وحده، ولكلّ من تسوّل له نفسه أن يدافع عن كتاب الله (جلّ وعلا) في وجه التّأويلات الباطنية التي تهدف إلى صرفه عن أن يكون كتابا لهداية البشر وجعله كتابا لتعظيم البشر، وهي أيضا تهمة تكال لكلّ من تسوّل له نفسه أن يدافع عن صحابة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأمّهات المؤمنين، في وجه حملات المغرضين الذين يهدفون بإسقاط هؤلاء إلى إسقاط الكتاب الذي جمعوه والسنّة التي نقلوها.
اتّهمت تلك الأقلام أولئك المدافعين عن أمّ المؤمنين بتهمة الوهابية الجاهزة، وكالت لهم الأكاذيب التي يروّجها المتربّصون ضدّ كلّ من يوقف نفسه للدّفاع عن أصول الإسلام وعن حمَلته، وحاولت تلك الأقلام أن تصوّر القضية على أنّها صراع بين طائفتين منبوذتين هما الوهابية والصّفويّة.
وهذا هو ديدن أصحاب الأقلام المتّبعين للظّنون والتخرّصات، كلّما تنادى الغيورون لفضح مخطّطات المغرضين لنشر الباطنية في العالم الإسلاميّ، تنادوا لإظهار القضية على أنّها خلاف يخصّ طائفة من أهل السنّة اسمها الوهابية، ولا علاقة للمسلمين بها، وكأنّ كتاب الله وسنّة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأعراضَ الصّحابة وأمّهات المؤمنين (رضوان الله تعالى عليهم) هي ملك لمن يسمَّون الوهّابيين وحدهم!. بل أصبحنا نسمع ونقرأ لمن يصف من يتصدّى لكشف حقيقة دين النّصارى المحرّف، ويعلن كفرهم وشركهم، يصفه بأنّه وهّابيّ تكفيريّ طائفيّ، مع أنّ كفر النّصارى واضح في كتاب العزيز الوهّاب.
إنّها مؤامرة خطيرة نسج خيوطها الشّيعة للفتنة بين أهل السنّة، ولثنيهم عن الدّفاع عن كتاب ربّهم وسنّة نبيّهم، وعن أعراض الصّحابة الأبرار الذين جعلهم الله سببا في وصول هذا الدّين إلى العراق وفارس وبلاد الشّام وبلاد المغرب. وقد آتت هذه المؤامرة ثمارها المُرّة، ولا أدلّ على ذلك من هذه الحرب التي تدور رحاها مع كلّ أسف بين كثير من طوائف أهل السنّة التي يفترض إن لم تتوحّد، على الأقلّ أن تتعاون وتتكامل للدّفاع عن الإسلام وقضاياه، فتتخصّص طائفة منها للوقوف في وجه العلمانيين والشّيوعيين، وأخرى في وجه دعاة التّنصير، وأخرى في وجه الباطنيين من الشّيعية ومن غيرهم ممّن تصبّ جهودهم في صالح هدم الإسلام من داخله، وأخطر هدم هو الهدم الذي يستهدف البناء من أساساته.
إنّها مؤامرة شوّه الشّيعة بموجبها صورة طائفة من أهل السنّة ووصفوها بكلّ نقيصة، ونسبوا إليها ما لم ينسبوه إلى اليهود ولا إلى إبليس، وكلّما قام قائم من أهل السنّة لانتقاد الشّيعة وردّ عدوانهم على القرآن والسنّة وعلى الصّحابة وأمّهات المؤمنين رموه بالوهابية لينفّروا النّاس من كلامه. ومع كلّ أسف فقد وقع في حبائل هذه المؤامرة كثير من المفتونين من أهل السنّة، فراحوا يروّجون لمصطلح الوهّابيّة، ويحذّرون منها، وقدّموا بذلك أعظم خدمة للشّيعة ليصلوا إلى مآربهم.. حتى أصبح كثير من دعاة أهل السنّة يتخوّفون من الحديث عن التّوحيد والسنّة، ويتخوّفون من الدّفاع عن صحابة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأمّهات المؤمنين حتى لا ينسبوا إلى الوهّابيّة.
نحن دائما نقول أنّ على كلّ مسلم ألا ينتسب إلى أيّ طائفة ولا إلى أيّ جماعة، ولكنّه في المقابل لا ينبغي أبدا أن يعادي أيّ طائفة من طوائف أهل السنّة ويجعل المنتسبين إليها في سلّة واحدة، بل عليه أن يتعاون معها فيما أصابت فيه الحقّ، وينصح المنتسبين إليها فيما خالفوا فيه الصّواب. والله (جلّ وعلا) لا يحاسب أحدا بحسب انتمائه وإنّما يحاسبه بحسب عمله: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }، { وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً }.
المنسوبون إلى الوهّابيّة، بينهم العلماء والدّعاة الحكماء الذين يبيّنون الحقّ ويرحمون الخلق، يرفضون تكفير من لا يستحقّ التّكفير، ويصدعون بالحقّ ولا يجاملون حاكما ولا محكوما، وبينهم المنتفعون بالعلم المتزلّفون إلى الحكّام والملوك والأمراء. بينهم الذين أبلوا البلاء الحسن في أرض الجهاد والرّباط ضدّ اليهود والصّليبيين في فلسطين وأفغانستان والعراق والشّيشان والصّومال، وبينهم الذين كفّروا من لا يستحقّ التّكفير في بعض بلاد المسلمين ونشروا الهرج والمرج. بينهم طلبة العلم المقتصدون، وبينهم الجهلة الذين يسيئون بجهلهم وطيشهم إلى أنفسهم وإلى غيرهم. وهم في النهاية من أهل السنّة، يرفعون راية التّوحيد والسنّة، ويدافعون عن عدالة الصّحابة ويحبّون أهل البيت، وما يوجد عند بعضهم من أخطاء يوجد أضعاف أضعافها عند الشّيعة، وعند الشّيعة في المقابل طوامّ ليست عند أيّ طائفة من طوائف أهل السنّة.
لقد انطلت تلك الدّعوى الكاذبة التي روّجها الشّيعة في السّنوات الأخيرة من أنّ مشكلتهم ليست مع أهل السنّة، وإنّما هي فقط مع الوهّابيّة، انطلت هذه الدّعوى الكاذبة على كثير من مثقّفي أهل السنّة الزّاهدين في العلم الشّرعيّ المنكبّين على أعمدة الجرائد، ممّن يَصدُق عليهم الوصف القرآنيّ { سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ }، فراحوا يدافعون عن الشّيعة عن حماس وجهل بالحقائق وما يحاك في الكواليس، غافلين عن حقيقة أنّ مشكلة الشّيعة ليست فقط مع ابن تيمية ومع ابن عبد الوهّاب، إنّما هي مع أمّة الإسلام بدءً من أبي بكر وعمر وعثمان، وخالد بن الوليد وأبي عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقّاص الذين فتحوا البلدان، مرورا بأبي حنيفة ومالك والشّافعيّ وأحمد الذين بثّوا في النّاس سنّة النبيّ العدنان، مرورا بالبخاريّ ومسلم وأبي داود والتّرمذي الذين جمعوا السنّة وفضحوا الكذب والبهتان، مرورا بصلاح الدّين الأيّوبي الذي نكّس راية أعداء الصّحابة وداس راية عبدة الصّلبان، مرورا بكلّ أجيال أمّة الإسلام قبل ابن تيمية وبعده، وقبل ابن عبد الوهّاب وبعده؛ فكلّ من لم يؤمن بالإمامة على مفهومهم، ولم يتبرّأ من أبي بكر وعمر فهو مسلم وليس مؤمنا، له أحكام المسلم في الدّنيا، ولكنّه يستحقّ الخلود في جهنّم في الآخرة، ولو كان من أتقى وأعبد عباد الله وألزمهم للكتاب والسنّة.
ثمّ نحن نسأل هؤلاء المفتونين الذين يقولون أنّ مشكلة الشّيعة هي فقط مع ابن تيمية وابن عبد الوهّاب، ومن نحا نحوهما، نسألهم: وهل كان أئمّة الإسلام كمالك والشّافعيّ وأحمد والثّوريّ والأوزاعيّ والبخاريّ وأبي زرعة الرّازيّ وابن حزم الأندلسيّ والقاضي عياض المالكيّ، وغيرهم كثير، هل كان هؤلاء أيضا من أتباع ابن تيمية وابن عبد الوهّاب حينما طعنوا أشدّ الطّعن في الشّيعة؟ كيف يكونون من أتباع ابن تيمية وابن عبد الوهّاب وهم قد عاشوا قبلهما بقرون وقرون؟.
إنّنا ننادي المغرّر بهم من أهل السنّة أن يتنبّهوا أنّ أئمّة المسلمين قد أجمعوا على مدار 13 قرنا من الزّمان على انحراف الشّيعة وأنّهم أضلّ طوائف أهل القبلة:
· في (السنّة) للخلال أنّ الإمام مالك بن أنس عليه رحمة الله قال: « الذي يشتم أصحاب النبي r، ليس له سهم، أو قال نصيب في الإسلام ».
وفي (الصّارم المسلول) أنّه قال: " إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي r، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في الصحابة حتى يقال رجل سوء، ولو كان رجلا صالحاً لكان أصحابه صالحين ".
· في (الإبانة الكبرى) لابن بطّة أنّ الإمام الشّافعيّ عليه رحمة الله قال: « لم أر أحداً من أصحاب الأهواء أكذب في الدعوى، ولا أشهد بالزور من الرّافضة ». وفي (السنّة) للخلال أنّ الإمام أحمد عليه رحمة الله سئل عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبيّ r فقال: « ما أراه على الإسلام ».
· في (سير أعلام النّبلاء) للذّهبي أنّ الإمام سفيان الثّوريّ عليه رحمة الله سئل عمّن يشتم أبا بكر وعمر؟ فقال: « كافر بالله العظيم»، قيل: نصلي عليه؟ قال: « لا، ولا كرامة، لا تمسّوه بأيديكم، ارفعوه بالخشب حتى تواروه في قبره ».
· في كتابه (خلق أفعال العباد) قال الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى: « ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلّم عليهم، ولا يعادُون (من العيادة أي الزيارة في المرض)، ولا يناكحون، ولا يُشهدون، ولا تؤكل ذبائحهم ».
· في (الكفاية) للخطيب البغداديّ أنّ الإمام أبا زرعة الرّازيّ عليه رحمة الله قال: « إذا رأيت الرّجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) فاعلم أنّه زنديق، وذلك أنّ الرسول (صلى الله عليه وسلّم) عندنا حقّ والقرآنَ حقّ، وإنّما أدّى إلينا هذا القرآن والسّنن: أصحابُ رسول الله (صلى الله عليه وسلّم)، وإنّما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة ».
· في كتابه (الفصل في الملل والنّحل) قال الإمام ابن حزم الأندلسيّ عليه رحمة الله: « وأمّا قولهم (يعني النصارى) في دعوى الرّوافض تبديل القرآن، فإنّ الرّوافض ليسوا من المسلمين، إنّما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله r بخمس وعشرين سنة، وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر ».
· في كتابه (الأنساب) قال الإمام السّمعانيّ عليه رحمة الله: « واجتمعت الأمّة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصّحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم ».
· في كتابه (الشّفا بتعريف حقوق المصطفى r) قال القاضي عياض المالكي عليه رحمة الله: « وكذلك نقطع بتكفير غلاة الرّافضة في قولهم أنّ الأئمة أفضل من الأنبياء ».
فهل كلّ هؤلاء تيميون ووهّابيون وهم قد تُوفّوا جميعا قبل أن يُخلق ابنُ تيمية، وقبل أن يُخلق ابن عبد الوهّاب؟.
ينبغي أن يعلم أصحاب الأقلام المغرّر بهم أنّ الشّيعة لم يكن لهم وجه عند أهل السنّة أبدا إلا بعد سقوط الخلافة العثمانيّة، وظهور التيارات القومية والوطنيّة والتحزّبات السياسية، التي تدعو إلى جمع النّاس على اختلاف معتقداتهم تحت مظلّة الحزب والوطن، في هذا الوقت فقط بدأ الشّيعة يجدون لهم قبولا بين المغرّر بهم من أهل السنّة.
لقد وقع كثير من كتّاب ومثقّفي أهل السنّة في حبائل المؤامرة الشّيعيّة، واغتروا بالخلاف الظّاهر بين أمريكا وإيران على اقتسام كعكة الشّرق الأوسط، وبالتقية التي يبديها بعض دعاة التشيّع، فصاروا يجادلون ويستميتون في الدّفاع عن الشّيعة من دون أن يكلّفوا أنفسهم شيئا من عناء الرّجوع إلى مصادرهم التي لا تزال تطبع وتدرّس في الحوزات ويستشهد بها في الحسينيات: يقول الحقّ (جلّ وعلا): { إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً{105} وَاسْتَغْفِرِ اللّهَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً{106} وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً{107} يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطاً{108} هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً{109}} (سورة النّساء). ونحن نقول للمدافعين عن الشّيعة: ها أنتم هؤلاء تجادلون وتدافعون عن الشّيعة في الحياة الدّنيا، فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة ومن يكون عليهم وكيلا؟، يوم يقوم أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وسائر الصّحابة خصماء لهم يوم القيامة؟ بل يوم يقوم كتاب الله الذي أوّلوه تأويلات تتقزّز منها النّفوس، من يدافع عنهم يوم يقوم القرآن خصيما لهم؟ من يدافع عنهم يوم يقوم أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) خصماء لهم بما غلوا فيهم، وبما نسبوا إليهم؟.
بعض كتّاب أهل السنّة يحاولون تصوير قضية الخلاف بين أهل السنّة والشّيعة على أنّها فتنة تؤجّجها أمريكا وحلفاؤها، لهؤلاء نقول: نعم أمريكا تستفيد من الخلاف بين أهل السنّة والشّيعة وتؤجّجه، لكن كيف؟ طبعا بإظهار الخلاف مع الشّيعة إعلاميا، وبدعمهم على أرض الواقع، ولا أدلّ على ذلك من أنّها سهّلت إقامة دولة ثانية لهم في العراق على عهد جورج بوش، بعد أن سهّلت إقامة دولة أولى لهم في إيران في عهد الرّئيس كارتر، في الوقت الذي تستنفر كلّ قواتها للحيلولة دون قيام دولة إسلاميّة سنية في فلسطين وأفغانستان والصّومال، بل قد اعترف بعض قادة إيران أنّ لبلدهم فضلاً في مساعدة أمريكا على احتلال العراق وأفغانستان، لذلك كافأتها أمريكا بتسليمها مقاليد الأمور في العراق، وخيانةُ إيران لا تقلّ قذارة عن خيانة حكّام مصر والكويت والسّعودية، فلماذا تصرّ بعض الأقلام السنيّة على تصوير القضية على أنّ أمريكا تريد إسقاط إيران راعية المذهب الشّيعيّ في العالم عن طريق المذهب الوهّابيّ؟. لماذا لا تسمح أمريكا لو كان الأمر كذلك بإقامة دولة وهابية في العراق وأفغانستان؟.
نتمنّى لمثقّفينا وكتّابنا أن ينأوا بأنفسهم عن لغة الظّنون والخرص والتّقدير، وأن يبحثوا عن الحقائق الصّارخة على أرض الواقع والتي تكذّب الفرقعات الإعلامية الفارغة التي تدغدغ العواطف لترويج الباطنيّة البغيضة في العالم الإسلاميّ.
***
موقف أصحاب الأقلام من فتوى الخمينيّ:
كما كان متوقّعا، فقد اغترّ كثير من دعاة وإعلاميي أهل السنّة بالفتوى التي أصدرها مرشد الثّورة الإيرانيّة "علي خامنئي" مؤخّرا، والقاضية بتحريم التعرّض لرموز أهل السنّة، وراحوا يكيلون له أفضل الممادح، ويغدقون عليه أسمى عبارات الشّكر والامتنان، ويكتبون فرحين بأنّ الشّيعة يقفون في خندق واحد مع أهل السنّة ضدّ أولئك المتطرّفين الذين يسبّون الصّحابة وأمّهات المؤمنين.
الحقّ أنّ المرء لا يعجب لهذا الاستغفال المفضوح الذي يمارسه مراجع الشّيعة باستمرار على أهل السنّة، بقدر ما يعجب لحال هؤلاء الذين يلدغون من الجحر الواحد مرّات ومرّات.
كم من الفتاوى الإعلاميّة أصدرها مراجع الشّيعة لم تجد لها طريقا إلى الواقع، ليس لأنّ الشّيعة لا يأخذون بفتاوى مراجعهم، ولكن لأنّهم يفرّقون جيّدا بين الفتاوى الموجّهة للتّطبيق العمليّ، والفتاوى الموجّهة للاستهلاك الإعلاميّ.
نحن لا ننكر أنّ بين الشّيعة بعضَ المعتدلين، ولكنّنا نسأل إخواننا وبني جلدتنا: كم هي نسبة هؤلاء بين الشّيعة؟، وهل لهم كلمة مسموعة بينهم؟، الإجابة واضحة لكلّ من كلّف نفسه شيئا من عناء وهمّ وغمّ الاطّلاع على مصادر الشّيعة الأساسيّة، وعلى ما تضخّه مكتباتهم في الأسواق، وما تبثّه قنواتهم وتنشره مواقعهم ومنتدياتهم على الأنترنيت.
إنّ المعتدلين بين الشّيعة لا تتعدّى نسبتهم 01%، والحرب عليهم قائمة على أشدّها، ولعلّ الحملة التي تشنّ الآن على العالم الشّيعيّ اللّبنانيّ علي الأمين خير مثال لذلك، على الرّغم من أنّه ليس مرجعا يقلّد حتى يكلّفهم عناء محاولة إسقاطه، أمّا المرجع الشّيعيّ اللّبنانيّ "محمّد حسين فضل الله" فإنّ الجميع قد لاحظوا أنّ مراجع النّجف رفضوا إصدار كلمة تأبين له عند وفاته، لا لشيء إلا لأنّه شكّك مجرّد تشكيك في أكذوبة قتل عمر بن الخطّاب لفاطمة (رضي الله عنهما).
الحرب على الاعتدال بين الشّيعة حرب ضروس تسخّر لها كلّ الإمكانات والوسائل، حرب تاريخيّة ضاربة جذورها في التّاريخ، خاض المراجع المنتفعون بالأخماس غمارها، وخاضت الحوزات العلميّة المتحكّمة في رقاب الشّيعة معاركها بكلّ ضراوة، والثّورة الخمينيّة في إيران لم تشذّ عن هذا، بل إنّ دعاة التّصحيح والاعتدال وجدوا في زمن الشّاه العلمانيّ من الحرية ما لم يجدوه في زمن الخمينيّ. لقد رمت الثّورة الخمينيّة بكلّ ثقلها للوقوف في وجه الصّحوة التي غرس بذرتها العالم الإيرانيّ الكبير "شريعت سنكلجي" عليه رحمة الله (ت: 1943م)، هذه الصّحوة التي كادت تثمر على أيدي تلاميذه والمتأثّرين بدعوته من أمثال: أبي الفضل البرقعيّ، أحمد الكسرويّ، إسماعيل آل إسحاق الخوئينيّ، حجّة الله نيكوئي، حيدر علي قلمدران القمّي، عبد الوهّاب التنكابني، مصطفى حسيني الطّباطبائي،... كادت تلك الصّحوة تؤتي ثمارها لولا بطش الثّورة الخمينيّة التي اختارت التشيّع الغالي دينا لا يقبل المنافسة ولا المناقشة.
هذه هي الحقيقة التي يحاول بعض المتطوّعين للدّفاع عن الشّيعة القفز عليها، فكلّما قام قائم من دعاة التشيّع وألقى دثار التقيّة وكشف ما يعتقده بنو جلدته، وطعن في رموز ومقدّسات المسلمين، تنادى بعض إعلاميينا بأنّ هذا من الغلاة الذين يرفضهم الشّيعة، وتطوّعوا ليذكّرونا بأنّ الخمينيّ أهدر دم "سلمان رشدي" الذي طعن في القرآن وفي نبيّ الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلّم)، متناسين أنّ الخمينيّ نفسه قد طعن في رسالة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) في خطابه الذي ألقاه بمناسبة ذكرى مولد المهدي المزعوم في 15 شعبان 1400هـ الموافق لـ 28/06/1980م وأذاعه راديو طهران، يوم قال: " فكلّ نبيّ من الأنبياء إنّما جاء لإقامة العدل وكان هدفه هو تطبيقه في العالم، ولكنّه لم ينجح، وحتى خاتم الأنبياء (ص) الذي كان قد جاء لإصلاح البشر وتهذيبهم وتطبيق العدالة، فإنّه هو أيضا لم يوفق، وإنّ من سينجح بكلّ معنى الكلمة ويطبق العدالة في جميع أرجاء العالم هو المهدي المنتظر " (انظر: "مختارات من أحاديث وخطابات الإمام الخميني". مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني. قسم الشؤون الدولية. المجلد الثاني ص42).
هذا ناهيك عن الطّعون اللاذعة التي وجّهها إلى أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما) في كتابه (كسف الأسرار)، وناهيك عن قوله بكفر من لم يعتقد بالإمامة.
إنّ الخمينيّ والخامنئي ورقتان من عملة واحدة، هي عملة التشيّع الغالي الذي أرسى دعائمه الأولى الحانقون والحاقدون والمتربّصون بالإسلام، لأجل إسقاط القرآن والسنّة عن طريق الطّعن في حملتهما، ولأجل إطفاء شعلة التّوحيد التي زيّنت هذا الدّين، وتحويله إلى دين وثنيّ يعلّق العباد بالمخلوقين وينسينهم الخالق جلّ وعلا.
إنّ موقف بعض إعلاميينا من فتوى الخامنئي الأخيرة بتحريم التعرّض لمقدّسات أهل السنّة ليبعث على الأسى لحال أقوام تستهويهم رياضة القفز على الحقائق وهواية التّعامي عن الوقائع الصّارخة، فهل نسي إخواننا هؤلاء أنّ هذه الفتوى علاوة على كونها صدرت تلبية لطلب تقدّم به شيعة السّعودية الذين خافوا على أنفسهم بعد تصاعد موجة الغضب والاستنكار في العالم السنيّ لمعتقدات الشّيعة، ولم تصدر كمبادرة تهدف إلى جمع كلمة المسلمين وإلى الدّفاع عن مقدّساتهم؛ لأجل ذلك لم يكلّف الخامنئي نفسه أن يترضّى عن أمّ المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) ويثني عليها، ولم ينبس بكلمة واحدة في حقّ أولئك الذين طعنوا في عرضها. علاوة على هذا فإنّ الفتوى موجّهة للاستهلاك الإعلاميّ، ولن تجد لها أثرا في الواقع، لأنّ الشّيعة يفرّقون جيّدا بين ما يمثّل عقيدة، وما يخرج تقية. ويكفي أن نتذكّر أنّ الخامنئي كان قد أصدر فتاوى كثيرة في هذا الاتّجاه ذهبت أدراج الرياح.
لو كان الخامنئي صادقا في رغبته أن تُحفظ رموز أهل السنّة لأقدم على هدم مزار أبي لؤلؤة المجوسيّ الموجود في منطقة كاشان الإيرانيّة، هذا المزار الذي تمّ ترميميه في عهده نكاية في عمر بن الخطّاب (رضي الله عنه) وفي الذين يترضّون عليه.
إنّ الأصل في المذهب الشّيعيّ الإماميّ الإثني عشريّ هو الغلوّ واللّعن والطّعن، ولا تقوم له قائمة بين أتباعه إلا بهذا، والاعتدال بين الشّيعة استثناء يكلّف صاحبه الكثير، وما دام أغلب المسلمين من أهل السنّة يرفضون الغلوّ في أهل البيت والطّعن في الصّحابة، فإنّ للغلاة مندوحة وسعة في التقية يتدثّرون بها كلّما دعت الحاجة إلى ذلك، ولا بأس أن يتمّ إصدار بعض الكتيّبات وبعض النّشريات وبعض التّصريحات لأجل إسكات أولئك الذين لا يملكون إلا الشّجب والتّنديد.
***
وماذا بعد؟:
لقد فُضحت الأمور وكشف المستور، وما عاد ينفع أن ندافع ونجادل عن قوم يختانون أنفسهم ونتودّد إليهم، يقول الحقّ (جلّ وعلا): { هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ } (آل عمران:119).
آن الأوان لأهل السنّة أن يدّخروا جهودهم لتوحيد صفوفهم وأن يجنّدوا أنفسهم وأموالهم وأقلامهم للدّفاع عن أصول الدّين وقضايا الإسلام والمسلمين، بدل أن يهدروا أوقاتهم وينشغلوا بالتماس الأعذار للشّيعة. وليعلم أصحاب الأقلام المتطوّعون للدّفاع عن الشّيعة وليكونوا على يقين أنّما هي مسألة وقت ويستغني هؤلاء الذين ينافحون عنهم عن دثار التقية، ويعلنوا عقائدهم على الملأ ويتحدّوا الأمّة بأكملها، فياسر الحبيب لم يأت بشيء من كيسه، وإنّما قال ما قاله استنادا إلى ما هو مسطور في أوثق مصادر ومراجع القوم، لأجل ذلك فقد فضح أولئك الذين تظاهروا بالإنكار عليه، وقال لهم أنّ التقية قد ذهبت من الكرة الأرضيّة، بل تعجّب من صنيعهم حينما قال: أنتم لا تستعملون التقية مع أمريكا، فلماذا تستعملونها مع أهل السنّة وهم أضعف من أمريكا.
آن الأوان أن نستيقظ من غفوتنا، وأن نقول كلمة الحقّ ونترك المجاملات التي زادت الشّيعة عزّة بإثمهم وإصرارا على غلوّهم، وإن كان يهمّنا حقا أن تتوحّد الأمّة، فلننصح عوامّ الشّيعة بلطف، ولنكشف لهم حقيقة المؤامرة التي وقعوا في حبائلها، وجعلتهم خناجر مسمومة في أيدي أعداء هذا الدّين يطعنون بها المقدّسات والرّموز.
الوحدة بين المسلمين واجب شرعيّ، ولكنّ الوحدة ينبغي أن تكون على أساس كتاب الله وسنّة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) الذيْن نقلهما أصحاب النبيّ (عليه الصّلاة والسّلام) أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير والحسن والحسين وعائشة وحفصة وأمّ سلمة وفاطمة، وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين.
نحن لا نريد وحدة نكون فيها كما قال الله: { تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى }، ولا نريد وحدة تكون على حساب كتاب الله وسنّة رسول الله (صلوات ربّي وسلامه عليه)، وعلى حساب أعراض الصّحابة وأمّهات المؤمنين.
الذي ينبغي لأهل السنّة أن يهتمّوا له الآن هو الوحدة فيما بينهم، وإن أراد الشّيعة الوحدة فالأبواب مفتوحة أمامهم، فقط أن يتخلّوا عن شذوذاتهم: { فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }.
***
تنبيه مهمّ:
تنبيه مهمّ:
الوهّابية نسبة إلى "الوهّاب"، والوهّاب هو الله (جلّ وعلا)، لذلك لا يجوز أن تستخدم هذه النّسبة في معرض الذمّ والتّنقّص، لأنّ الله يقول: { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } (الأعراف:180). ويكفي أن يُعلم أنّ الصّليبيين هم أوّل من أطلق هذه التّسمية على دعوة الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب، فهل يليق بمسلم أن يتلقّف هذه التّسمية ويستخدمها في معرض الذمّ والتّحقير؟.