filisty
New Member
[FRAME="15 70"]
سار فى طريقه عائدا الى بيته مشتت الفكر يتامل ما مر به من احداث اثارت بداخله مشاعر الحيرة و الصدمة بعد ما حدث بينه و بين المراة العجوز و من قبلها استاذه.
أخذت الأفكار تتكاتف على عقله كانها تريد تدميره فاخذ شريط ذكرياته يمر بألم كالسوط على جسده فتذكر كيف عاش طفولته ما بين أوامر و تحكمات فهو لم يجد فى والده سوى صورة الحاكم الديكتاتورى فلم يكن القدوة او المعلم بل السيد و تذكر كيف عان فى حياته حتى يلتحق بالكلية الامنية و كيف رضخ لارادة والديه فى الألتحاق بها و هى لا تمت لآماله بأى صلة و تذكر كيف مر عليه اول يوم بها و الضياع الذى كان فيه فهو مازال يشعر بمرارة هذا اليوم فى حلقه رغم مضى السنين فقد كان كجزيرة معزولة وسط امواج متلاطمة فقد كان يقدم قدما و يؤخر الاخرى كانه ذاهب الى المجهول بعد ان عاش
فى منزل كل من به أراد أبعاده عن العالم الخارجى .
أخذت برودة الجو و صوت الأشجار تضرب فى جسده و تزيده قشعريرة و اضطرابا و لكن الأفكار بداخله كانت كالنار
المتوهجة فقد كان متحسرا على السنوات التى مرت عليه بداخل كليته و كيف لا و هناك صغارا كثيرا ما رآهم و هم يشيرون اليه بسخريه مما زاد من عزلته عن المكان و استمر فى الرسوب سنة بعد سنة حتى دخل فى يوم المدرج فوجد دكتور غير دكتوره المعتاد فألقى السلام عيهم ثم اخبرهم انه سوف يكمل معهم العام لحين عودة زميله فعندما سمعه و هو يشرح لهم شعر انه لأول مرة يسمع كلاما جديدا كلاما قريبا الى نفسه فانبهر به فقد رأى فيه شخصية اب لم يرها فى ابيه فقد راه يهتم به اكثر اهتمام و يساعده فى ابحاثه فحسب انهوجد الملاذ من مرارة حياته.
حتى اتى اليوم الفاصل فى حياته فقد كان يتحدث مع ملاذه فساله الاخير: لم اتيت الى هذه الكلية على الرغم من انك لا تهواها؟ فرد عليه قائلا: كانت رغبة ابى و امى!!!.
فاندهش استاذه من هذه الاجابة و قال له : اذن ما هى افكارك للمستقبل ؟.
فاصدر الطاب علامة تدل على عدم معرفته!!!!
فلم يستطع الاستاذ تمالك نفسه فقد استشف من الكلام شخصا بدون شخصية.
فقال له: كيف تقبل ان تعيش هكذا اين شخصيتك؟!! اين هدفك؟!! كيف تقبل ان يسوق احد مصيرك؟!! كيف تقبل ان تعيش كسجين ليس لديه اى حريه ما عليه هو السمع و الطاعة.
فجرى من امامه لا يعلم اى واجهة له كالتائه فى الصحراء و احس انه فى غيبوبه و هو سائر على الارض و اخذت الرياح تلاطمه كانها تلطمه على خديه و اخذت الافكار تتلاطم بداخله فقد صدم حتى من ملاذه !!! لا لم يصدمه لقد افاقه من غيبوبته الطويلة.
سار طويلا فلم يجد امامه سوى البحر فجلس على صخرة وحيدة احس انها مثله فاخذ يحدثها و يضرب البحر باحجار كانت فى يده حتى راى امراة عجوز جالسة على صخرة قريبة منه ممسكة فى يدهاعصا خشبية ترسم بها اشكال على الماء ولكن لم يكن يظهر من هذه الاشكال اى شكل فقد كانت تنظر للمجهول نظرة حزينة جعلته يشعر نحوها بشعور غريب لم يشعر به من قبل فلم يدر ماالذى جعله يتطرق اليها بقصته الطويلة المؤلمة و لم يدرى ماالذى اجبر هذه المراة على الانصات اليه و هى لاول مرة تراه ربما ارسلها الله لخلاصه او لتخفيف همومه فقد راى فيها حنان شديد و لم يعلم لم احتضنته بين ضلوعها و
كانها امه الحنون و هو لا يعلم لم و هى غريبة عنه ثم قامت من موضعها و غادرت المكان من دون ان تنطق ببنت شفة و لم يظهر على تقاسيم وجهها سوى ضحكة حانية كادت ان تجنه و تطمئنه فى نفس الوقت فقد كان بداخله شعور غريب لم يعرفه و سار متجها نحو بيته و كل تفكيره حول هذه المراة!!.
***
لم يذهب بعد ذلك الى كليته و انما كان يذهب الى نفس المكان ليرها و يسالها عن كل ما يدور فى خلده و لكنه لم يجدها فاخذ يبحث عنها بين الازقة و الشوارع لعله يجدها حتى وجدها فى نفس المكان الشاهد على لقائهما الغريب فقال لها: اخيرا التقيت بك ايتها الجدة فقد كنت ابحث عنك دوما حتى فقدت الامل فى ان اجدك.
فقالت له: اهم شىء يجب ان تتعلمه من الحياة لا تفقد املك فى شىء و لا تياس .
فقال لها : دائما كان لدى شعور انك من سيحل لى مشكلتى فقد
كنت اشعر نحوك بشعور غريب
و كانك ...... لا اعلم لا اعلم.
فقالت له: لا تقل لا اعلم حاول لتكتسب الخبرة فالتجربة تولد الخبرة. لقد كنت مثلك فى بداية عمرى و لكنى لم اجد من ينصحنى فخسرت كل شىء, فانا لا اريدك ان تخطىء خطئى فاذهب يا بنى الى كليتك و لا تقل لا اعلم و لا تياس و سوف تجد بها ما تحبه و سوف تنجح ان شاء الله و ضع امام عينيك هدف و لا تسمح لاحد ان يخطط لك حياتك و ابحث لك عن معلم تتعلم منه ما تريد و تجده متى شئت ان تجده.
فقال لها : انت معلمتى و امى.
فقالت له: اذهب يا بنى فى رعاية الله.
***
و بالفعل تفوق فقد كان كلامها مذهب يسير عليه حتى نجح و تفوق و راى الاحترام فى عيون كل من حوله.
و فى يوم تخرجه قال: اريد ان اشكر معلمتى و امى امراة عجوز لقد علمتنى فى ليلة ما لم يعلمه لى احد طيلة حياتى فاشكرها اعز الشكر. فوجدها فى اخر القاعة تبتسم له نفس الابتسامة التى راها فى عينيها فى اول لقاء و لكن هذه المرة شعر بسعادة غامرة فابتسم لها فاختفت فى لحظة!!! فنظر كل من بالقاعة للخلف فلم يجدوا احدا ما هذا لقد كانت خيال فى باله!!!
[/FRAME]
سار فى طريقه عائدا الى بيته مشتت الفكر يتامل ما مر به من احداث اثارت بداخله مشاعر الحيرة و الصدمة بعد ما حدث بينه و بين المراة العجوز و من قبلها استاذه.
أخذت الأفكار تتكاتف على عقله كانها تريد تدميره فاخذ شريط ذكرياته يمر بألم كالسوط على جسده فتذكر كيف عاش طفولته ما بين أوامر و تحكمات فهو لم يجد فى والده سوى صورة الحاكم الديكتاتورى فلم يكن القدوة او المعلم بل السيد و تذكر كيف عان فى حياته حتى يلتحق بالكلية الامنية و كيف رضخ لارادة والديه فى الألتحاق بها و هى لا تمت لآماله بأى صلة و تذكر كيف مر عليه اول يوم بها و الضياع الذى كان فيه فهو مازال يشعر بمرارة هذا اليوم فى حلقه رغم مضى السنين فقد كان كجزيرة معزولة وسط امواج متلاطمة فقد كان يقدم قدما و يؤخر الاخرى كانه ذاهب الى المجهول بعد ان عاش
فى منزل كل من به أراد أبعاده عن العالم الخارجى .
أخذت برودة الجو و صوت الأشجار تضرب فى جسده و تزيده قشعريرة و اضطرابا و لكن الأفكار بداخله كانت كالنار
المتوهجة فقد كان متحسرا على السنوات التى مرت عليه بداخل كليته و كيف لا و هناك صغارا كثيرا ما رآهم و هم يشيرون اليه بسخريه مما زاد من عزلته عن المكان و استمر فى الرسوب سنة بعد سنة حتى دخل فى يوم المدرج فوجد دكتور غير دكتوره المعتاد فألقى السلام عيهم ثم اخبرهم انه سوف يكمل معهم العام لحين عودة زميله فعندما سمعه و هو يشرح لهم شعر انه لأول مرة يسمع كلاما جديدا كلاما قريبا الى نفسه فانبهر به فقد رأى فيه شخصية اب لم يرها فى ابيه فقد راه يهتم به اكثر اهتمام و يساعده فى ابحاثه فحسب انهوجد الملاذ من مرارة حياته.
حتى اتى اليوم الفاصل فى حياته فقد كان يتحدث مع ملاذه فساله الاخير: لم اتيت الى هذه الكلية على الرغم من انك لا تهواها؟ فرد عليه قائلا: كانت رغبة ابى و امى!!!.
فاندهش استاذه من هذه الاجابة و قال له : اذن ما هى افكارك للمستقبل ؟.
فاصدر الطاب علامة تدل على عدم معرفته!!!!
فلم يستطع الاستاذ تمالك نفسه فقد استشف من الكلام شخصا بدون شخصية.
فقال له: كيف تقبل ان تعيش هكذا اين شخصيتك؟!! اين هدفك؟!! كيف تقبل ان يسوق احد مصيرك؟!! كيف تقبل ان تعيش كسجين ليس لديه اى حريه ما عليه هو السمع و الطاعة.
فجرى من امامه لا يعلم اى واجهة له كالتائه فى الصحراء و احس انه فى غيبوبه و هو سائر على الارض و اخذت الرياح تلاطمه كانها تلطمه على خديه و اخذت الافكار تتلاطم بداخله فقد صدم حتى من ملاذه !!! لا لم يصدمه لقد افاقه من غيبوبته الطويلة.
سار طويلا فلم يجد امامه سوى البحر فجلس على صخرة وحيدة احس انها مثله فاخذ يحدثها و يضرب البحر باحجار كانت فى يده حتى راى امراة عجوز جالسة على صخرة قريبة منه ممسكة فى يدهاعصا خشبية ترسم بها اشكال على الماء ولكن لم يكن يظهر من هذه الاشكال اى شكل فقد كانت تنظر للمجهول نظرة حزينة جعلته يشعر نحوها بشعور غريب لم يشعر به من قبل فلم يدر ماالذى جعله يتطرق اليها بقصته الطويلة المؤلمة و لم يدرى ماالذى اجبر هذه المراة على الانصات اليه و هى لاول مرة تراه ربما ارسلها الله لخلاصه او لتخفيف همومه فقد راى فيها حنان شديد و لم يعلم لم احتضنته بين ضلوعها و
كانها امه الحنون و هو لا يعلم لم و هى غريبة عنه ثم قامت من موضعها و غادرت المكان من دون ان تنطق ببنت شفة و لم يظهر على تقاسيم وجهها سوى ضحكة حانية كادت ان تجنه و تطمئنه فى نفس الوقت فقد كان بداخله شعور غريب لم يعرفه و سار متجها نحو بيته و كل تفكيره حول هذه المراة!!.
***
لم يذهب بعد ذلك الى كليته و انما كان يذهب الى نفس المكان ليرها و يسالها عن كل ما يدور فى خلده و لكنه لم يجدها فاخذ يبحث عنها بين الازقة و الشوارع لعله يجدها حتى وجدها فى نفس المكان الشاهد على لقائهما الغريب فقال لها: اخيرا التقيت بك ايتها الجدة فقد كنت ابحث عنك دوما حتى فقدت الامل فى ان اجدك.
فقالت له: اهم شىء يجب ان تتعلمه من الحياة لا تفقد املك فى شىء و لا تياس .
فقال لها : دائما كان لدى شعور انك من سيحل لى مشكلتى فقد
كنت اشعر نحوك بشعور غريب
و كانك ...... لا اعلم لا اعلم.
فقالت له: لا تقل لا اعلم حاول لتكتسب الخبرة فالتجربة تولد الخبرة. لقد كنت مثلك فى بداية عمرى و لكنى لم اجد من ينصحنى فخسرت كل شىء, فانا لا اريدك ان تخطىء خطئى فاذهب يا بنى الى كليتك و لا تقل لا اعلم و لا تياس و سوف تجد بها ما تحبه و سوف تنجح ان شاء الله و ضع امام عينيك هدف و لا تسمح لاحد ان يخطط لك حياتك و ابحث لك عن معلم تتعلم منه ما تريد و تجده متى شئت ان تجده.
فقال لها : انت معلمتى و امى.
فقالت له: اذهب يا بنى فى رعاية الله.
***
و بالفعل تفوق فقد كان كلامها مذهب يسير عليه حتى نجح و تفوق و راى الاحترام فى عيون كل من حوله.
و فى يوم تخرجه قال: اريد ان اشكر معلمتى و امى امراة عجوز لقد علمتنى فى ليلة ما لم يعلمه لى احد طيلة حياتى فاشكرها اعز الشكر. فوجدها فى اخر القاعة تبتسم له نفس الابتسامة التى راها فى عينيها فى اول لقاء و لكن هذه المرة شعر بسعادة غامرة فابتسم لها فاختفت فى لحظة!!! فنظر كل من بالقاعة للخلف فلم يجدوا احدا ما هذا لقد كانت خيال فى باله!!!
[/FRAME]