التوحيد 1

mohamed_nabina1

New Member
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الصدق وحبيب الحق بأبى هو وأمى وروحى صلى الله عليه وسلم وعلى كل من سار على نهجه واتبع سنته واقتفى أثره الى يوم الدين. بفضل الله وكرمه ومنته نكمل ما بدئناه ألا وهو موضوع التوحيد وعقيدة الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة اهل السنة والجماعة الله اجعلنا منهم بفضلك وعفوك يارب العالمين وبعد ,
ملحوظة :- لا بد أن تقرأ المقالات بالتتابع لتعم الفائدة وجزاكم الله خيرا وغفر لنا ولكم
باقى الإيمان بالأسماء والصفات :-
اعلموا رحمنى الله وإياكم ان (((فساد المعتقد فى الله ))) هو سبب سخط الله وغضبه وعقابه .
والفرق بين المسلمين وبين اليهود هو في الأسماء والصفات إذ نسبوا إليه الفقر والتعب وغل اليدين والعجز -نعوذ بالله من ذلك تعالى سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا سبحانه من اله ليس كمثله شئ وهو السميع البصير .
والفرق بين المسلمين وبين النصارى هو في الأسماء والصفات إذ نسبوا إليه الصاحبة والولد والموت والبكاء وسائر صفات المخلوقين حين قالوا:((اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ))[المائدة: من الآية17].
وظن الجاهلية في صفات الله مهلك والعياذ بالله, فقد قال فيمن شك في صفة السمع والعلم لله تعالى:(وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ، وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[فصلت:22، 23].
هام جدا :- ومعرفة الله بأسمائه وصفاته ومحبته ودعاؤه بها والتعبد له بمقتضاها هي جنة الدنيا التي من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة, وأجمع المسلمون على فضل هذا العلم وشرفه, فمن قلل من شأنه أو قال عنه: إنه (ترف عقلي) أو (إنه انشغال بما غيره أولى منه) فهو ضال مبتدع وهذا قول إجماع .
سؤال :- إذا ما هى العقيدة الصحيحة ؟؟؟
عقيدة السلف هى العقيدة الصحيحة :- (نؤمن بكل ما وصف الله به نفسه , وبما وصفه به رسوله من غير تعطيل ولا تحريف، ومن غير تكييف ولا تمثيل).
لم يختلف الصحابة ولا الذين يلونهم ولا الذين يلونهم في هذا الاعتقاد أبداً, وإجماعهم حجة على من بعدهم ( فيجب) الإيمان (بكل) ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله فليس هناك فرق بين بعض الصفات وبعضها وليست صفات الله مقتصرة على سبع كما يعتقد الأشاعرة أو غيرها, بل كل ما ورد في الكتاب والسنة يجب الإيمان به, كالحياة, والسمع, والبصر, والقدرة, والإرادة, والعلم, والكلام, والرحمة, والمحبة, والرضا على المؤمنين, والسخط على الكافرين, والفرح بتوبة العبد حين يتوب إليه, والضحك لرجلين يقتل أحدهما الآخر فيدخلان الجنة, واليدين والقَدَم, كل ذلك على ما يليق بعظمة الله وجلاله.
والسنة أصل في ذلك, فالحديث الصحيح حجة بنفسه في العقائد, ومنها إثبات صفات الله تعالى.
ويدخل في التحريف: التأويل المذموم, الذي ابتدعه بعض الخلف لشبهات عقلية فاسدة كمن يؤول اليدين بالقدرة, الاستواء بالاستيلاء والحب والرضا والغضب بالإرادة مع نفي هذه الصفات واعتقاد أن ظاهرها لا يليق بالله, وقد أجمع السلف على الكف عن هذا التأويل, ولم يفسروا آيات القرآن ولا أحاديث الرسول بهذه التأويلات البعيدة بل قالوا : (أمرُّوها كما جاءت) أي دالة على معانيها اللائقة بجلال الله, والإقرار بجهل الكيف, وعدم قدرة المخلوقين على الإحاطة به والحذر كل الحذر من التشبيه
(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ)[الإخلاص:1-4].
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الشورى: من الآية 11].
وكما قالت أم سلمة والإمام مالك : (الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة).
ولذا فقد اتفق السلف على ذم الفلسفة وعلم الكلام, و أنه ليس مصدراً لمعرفة العقيدة ولذا كانت بدعة الجهمية في نفي الأسماء والصفات وتعطيلها وبدعة المعتزلة في نفي الصفات من شر البدع.
(جـ) هل آيات الصفات وأحاديثها من المتشابه؟:
قال ابن عباس رضي الله عنهما لمن أنكر شيئاً من أحاديث الصفات: (ما فرق هؤلاء يجدون رقة عند محكمه ويهلكون عند متشابهه)، فهي تشتبه على أهل الزيغ والضلال, وأما أهل العلم فهم الذين آمنوا بالكتاب كله, فردوا المتشابه إلى المحكم, فاتسق الكتاب كله, وعلموا الحق من الإيمان بصفات الله, بمعرفة معناها وجهل كيفيتها, فالتشابه الذي لا يعلمه إلا الله من ذلك هو حقيقة الصفات وكيفيتها, وأما المعنى فهو مما قال الله فيه: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)[ص:29]،لم يستثن متشابهاً ولا غيره.
فتفويض السلف تفويض كيف لا تفويض معنى، ومن نسب إليه أنهم يعتقدون نفي معاني الصفات وأنها حروف لا تؤدي معنى كالكلام الأعجمي, أو الحروف المقطعة في أوائل السور فقد جمع بين التعطيل وبين الجهل بعقيدة السلف والكذب عليهم, (التفويض هنا معناه رد العلم إلى الله والإقرار بجهل العباد في هذا الأمر).
(د) التعبد بالأسماء والصفات حقيقة التوحيد:
وذلك بأن يمتلئ القلب بأجلِّ المعارف باستحضار معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى, ويتأثر القلب بآثارها ومقتضياتها ويدعو الله بها, فمثلاً:
أسماء (العظيم) و(الكبير) و(المتعال) و(المجيد) و(الجليل) تملأ القلب تعظيماً لله وإجلالاً له.
وأسماء (البر) و(الكريم) و(الجواد) و(المنان) و(الرحيم) و(الجميل) و(الودود) تملأ القلب حباً له وشوقاً إليه وحمداً له وشكراً.
وأسماء (العزيز) و(شديد العقاب) و(الجبار) و(القدير) تملأ القلب خضوعاً وانكساراً وذلاً وخوفاً ورهبةً منه سبحانه.
و أسماء (العليم) و(الخبير) و(السميع) و(البصير) و(الشهيد) و(الرقيب) و(الحسيب) تملأ القلب مراقبةً لله في الحركات والسكنات، وتؤدي بالعبد إلى أن يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه.
وأسماء (الغني) و(الغفور) و(التواب) و(المجيب) و(اللطيف) تملأ القلب افتقاراً إلى فضله ورجاءً لرحمته ورغبةً في منته.
نسأل الله أن يفتح لنا وللمسلمين أبواب هذا الخير الذي لا يوصف والسعادة التي لا تقارن, فإن ذلك لا يُنال إلا بفضله ورحمته.
وبهذا القدر نكتفى الإيمان بالأسماء والصفات والذى نفسى بيده إن هذا الباب من أعظم الأبواب التى دراستعا عبادة وفربة لله والعمل بها , ونكمل فى مرة قادمة إن قدر الله اللقاء والبقاء
لمن أراد الشرح فعليه بشرح كتاب ( منة الرحمن ) للعلامة الشيخ / ياسر برهامى حفظه الله تعالى
اللهم استرنا ولا تفضحنا فى الدنيا بين خلقك ويوم العرض عليك .
اللهم لا تعجلنا ممن إذا سمع الوعظ كى وإذا جاء وقت العمل بما سمعنا عصينا .
الله إنا نشهدك أنا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان وعلى والصحابة أجمعين فاللهم احشرنا معهم وإن قصرت بنا أعمالنا .
 
عودة
أعلى