بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض هواة اللعب لا يشترون أي جهاز قبل أن يطمئنوا أنه يقرأ النسخ المُقرصنة
هناك «سر» يدور فقط بين هواة ألعاب الفيديو ومحلات بيعها، وهذا السر غير السري متعلق بمصطلح تعارف عليه هؤلاء هو مصطلح «تعديل الجهاز». فمنذ نحو عقد من الزمان، عندما طرح الجيل الجديد (في ذلك الوقت) من أجهزة ألعاب الفيديو، كان منتجوها يعولون على تقنيات جديدة تمنع تشغيل الأقراص المُقرصنة عليها، لكن في المقابل طوّر القراصنة طرقا جديدة لتحطيم هذه القيود وجعل الـ «بلاي ستيشن 1» مثلا يشغل الألعاب المنسوخة والتي تباع بسعر زهيد جدا مقارنة بالألعاب الأصلية (في السعودية تباع اللعبة المقرصنة بسعر يتراوح بين الـ 15 إلى 25 ريالا فيما تباع اللعبة الاصلية بسعر يتراوح بين الـ 150 إلى 300 ريال). وما حدث بعد ذلك هو أن الاقبال على شراء أجهزة ألعاب الفيديو انتعش، لأنّ شراء قرص بـ 15 ريالاً (أقل من 5 دولارات أميركية) هو أمر يناسب الكثيرين، لدرجة أن البعض بات ينتظر فترة بعد طرح أي جهاز جديد قبل أن يقرر اقتناءه، وذلك إلى أن يسمع الأخبار السعيدة بأن «تعديل» هذا الجهاز بات ممكنا.
* تعريف تقني
* تعديل أجهزة ألعاب الفيديو، هو تركيب شريحة إلكترونيّة صغيرة داخل الجهاز تحتوي على معالج بسيط، ليستطيع الجهاز تشغيل الأقراص المنسوخة أو المصنّعة لبلد غير البلد الذي تباع الأجهزة فيه. وشريحة التعديل Mod Chip تتجاوز برنامج الحماية الذي يعمل فور إدخال قرص إلى الجهاز. وبرامج الحماية هذه موجودة في معظم الأجهزة الحديثة التي تعتمد على الأقراص لقراءة المعلومات (باستثناء جهاز دريم كاست).
* طرق تجاوز الحماية
* جميع الشركات المصنّعة لأجهزة الفيديو جيمز يجب أن توقّع إلكترونيّا على كلّ قرص يصنّع لأجهزتها، فشركة مايكروسوفت توقع على أقراص جهازها الإكس بوكس مستخدمة تشفيرا بقوّة 2048 بت من أجل أن يعمل القرص على جهاز غير معدّل. وتتجاوز شرائح التعديل برامج الحماية باستخدام عدة طرق: واحدة من الطرق هذه هي كتابة التوقيع المشفّر على معالج شريحة التعديل، وفي لحظة قراءة القرص للبحث عن التوقيع الأصلي، تعمل الشريحة وتغذّي الجهاز بالتوقيع الإلكترونيّ عوضا عن القرص الذي لا يحتوي عليه، فيظّن الجهاز بأن التوقيع موجود ويكمل عمله عوضا عن رفضه قراءة القرص.
ومشكلة هذه الطريقة هي أنّ معالج الشريحة يحتوي على توقيع محم قانونيا، واستخدام هذا التوقيع من غير موافقة الشركة المصنّعة يعتبر تزويرا. ففي البلاد التي يتم تطبيق قانون الحماية الفكريّة الإلكترونيّة، يتم التحقيق والوصول إلى الشركات المصنّعة لهذه الشرائح ومن ثمّ إحالتها إلى القضاء. أمّا البلدان التي لا تطبّق فيها هذه القوانين، فتجارة تصنيع وبيع هذه الشرائح نشطة جدّا، نذكر دول شرق أسيا كمثال. وتركيب هذه الشرائح صعب ويحتاج إلى فتح الجهاز، وبالتالي إلغاء ضمان الجهاز، ويحتاج أيضا لخبرة في مجال الإلكترونيّات لوصل 19 أو 24 سلكا (حسب نوع الشريحة) إلى اللوحة الرئيسيّة للجهاز ولحمها به.
ولتجاوز المشاكل القانونيّة، قامت بعض الشركات بتصنيع الشرائح المذكورة أعلاه، ولكن بدون التوقيع الإلكترونيّ. وأتاحت للمستخدم قابليّة تحميل التوقيع إلى الجهاز باستخدام الإنترنت مباشرة أو بتحميل التوقيع من جهاز الحاسب الآلي إلى الجهاز باستخدام وصلات خاصّة، ولكنّ الشركة لا تمنح التوقيع. والحصول على التوقيع مسؤوليّة تقع على المستخدم. الجدير بالذكر أنّ الحصول على التواقيع من الإنترنت ليس بالأمر الصعب، فيمكن الحصول عليه بعد البحث في أقّل من ساعة أو اثنيين. طريقة أخرى ليست بنفس مستوى التطوّر أو التعقيد هي طريقة التبديل. يتمّ تركيب شريحة تعديل لا تحتوي على توقيع إلكترونيّ على اللوحة الرئيسيّة للجهاز. ويتمّ إدخال قرص أصليّ ليتمكنّ الجهاز من قراءة التوقيع. وفور مطابقة التوقيع وموافقة الجهاز عليه، تعمل الشريحة على توقيف جميع العمليّات الإلكترونيّة ليتسنّى للمستخدم إخراج القرص الأصليّ ووضع قرص غير أصليّ مكانه. وفور انتهاء المستخدم من هذا التبديل، ترفع الشريحة الحظر على العمليّات الإلكترونيّة ويكمل الجهاز عمله. و بما أنّ قراءة التوقيع تتم فقط مرّة واحدة، فإنّ الجهاز لا يعلم بأنّ القرص قد استبدل، ويكمل عمله ظانّا أنّ القرص الذي يقرأه هو نفس القرص الذي قرأ التوقيع منّه، وبالتالي فالقرص يعتبر أصليّا. مساوىء هذه الطريقة هي أنّ الضمان سينتهك بسبب فتح الجهاز، والتركيب يتطلّب خبرة في مجال الإلكترونيّات، وأنّ المستخدم يجب أن يكون لديه قرص أصليّ. فإذا ضاع القرص أو انخدش، فإنّ المستخدم لن يتمكن من استعمال الأقراص غير الأصليّة.
* تعزيز الحماية الإلكترونيّة
* بعد مشاهدة الرواج في الأسواق لشرائح التعديل ودراسة الشرائح نفسها، قامت الشركات المصنّعة للأجهزة بتغيير أنظمة حماياتها لجعل الشرائح عديمة الفائدة، وطرحت في الأسواق الأجهزة عينها ولكن مع تعديل في برامج الحماية مثل أجهزة البلاي ستيشن 2 الفضيّة الجديدة أو الرقيقة، فالمشترون ظنّوا أنّها حملة إعلانيّة لتسويق الأجهزة، ولكنها كانت حملة لمكافحة شرائح التعديل. نجحت هذه الحملة ولكنّ مصمّمي شرائح التعديل درسوا طرق الحماية الجديدة وقاموا بدورهم ببرمجة شرائح جديدة مطوّرة تستطيع التغلّب على أنظمة الحماية الجديدة. وباللجوء الى القانون في عام 1998، تمّ إصدار قانون حماية حقوق الملكيّة الإلكترونيّ الألفيّ Digital Millennium Copyright Act DMCA في الولايات المتّحدة الأميركيّة الذي يمنع تصنيع واستخدام شرائح التعديل. وفي السابع عشر من الشهر الثاني من عام 2003، قام مكتب المباحث الفيدراليFBI بالإغارة على منزل ديفيد روتشي، وهو صاحب موقع أيزو نيوز دوت كوم IsoNews.com لأنّ موقعه كان يروّج بيع شرائح تعديل. ووافق ديفيد على التخلّي عن اسم موقعه وذلك بعد النقاش مع المدّعي العام لتخفيف العقوبات. وتمّ تحويل كلّ زائر للموقع إلى صفحة مكافحة الجرائم الإلكترونيّة التابعة لوزارة العدل لمدّة عام تقريبا.
وفي عام 2003 ربحت شركة سوني المنتجة لأجهزة البلاي ستيشن 1 والبلاي ستيشن 2 قضيّة ضد البريطاني ديفيد بيل الذي سوّق واستخدم وباع أكثر من 1500 شريحة تعديل، وفق قانون حماية حقوق الملكيّة للاتحاد الأوروبيّ الذي أصبح معتمدا في بريطانيا في العام نفسه.
* أسباب التعديل
* القانون المذكور أغضب الكثير من المبرمجين الذين يكتبون برامج وألعابا في بيوتهم وينسخونها على أقراص ليستعملوها استعمالا شخصيّا وليس للتجارة، فبدون استخدام شريحة التعديل، أصبحت برامجهم وألعابهم لا تعمل. البعض الآخر يشتري لعبة أصليّة، ولكنه يريد أنّ يحافظ على القرص الأصليّ الذي قد يصل ثمنه الى خمسين دولارا اميركيّا، فيقوم بنسخه واستخدام النسخة للعب، بينما يظلّ القرص الأصليّ في حالة ممتازة لأنّه لم يستخدم سوى وقت النسخ. فهو لم يشجّع القرصنة وإنمّا أراد الحفاظ على مقتنياته، فيتعجّبّ من عدم السماح له باستخدام أقراصه المنسوخة على جهازه. الجدير بالذكر أنّ شركة ننتيندو راقبت السوق ورأت أنّ مبرمجي شرائح التعديل أذكياء، وعاجلا أم آجلا سيتمكنون من صنع شريحة تعديل لأيّ جهاز في الأسواق، فقرّرت أن تصنع نوعا جديدا من أقراص الدي في دي الصغيرة خاص بجهازها الجيم كيوب (كلفة تصنيع الأقراص هذه تصل الى مئات الألوف من الدولارات)، فحتّى لو استطاع المصنّعون من تعديل جهازها، فإنّه لا توجد أقراص فارغة في الأسواق. وبالفعل، فبعد بضعة أشهر من طرح الجيم كيوب في الأسواق، تمّ طرح شريحة تعديل له، ولكنّ المفاجأة لننتيندو كانت في أنّ الألعاب المنسوخة كانت على أقراص الدي في دي ذات الحجم الكبير الذي لا يدخل في أجهزتها، فقام المستخدمون بفكّ علب أجهزتهم وتركيب القرص الكبير بسهولة، ضاربين جهود ننتيندو عرض الحائط.
و هناك مجموعة من المستخدمين لا تطيق الانتظار، فتقوم بشراء الجهاز وألعابه من اليابان فور نزوله عوضا عن الانتظار لحين نزوله في بلادهم. وبعد نزول الجهاز والألعاب في بلادهم، يريدون شراء الألعاب من بلادهم، ولكنّ الجهاز يرفض تشغيل الألعاب المخصصة لغير بلد صنعه الجهاز (اليابان في هذه الحالة) بسبب التوقيع الجغرافيّ.
والعكس صحيح، فهنالك مجموعة أخرى تقتني جهازا مصنّعا لبلادها، ولكنّها تشتري الألعاب فور نزولها في بلد آخر عوضا عن الانتظار لحين نزولها في بلادهم، ولكنّ جهازهم لن يقبل التوقيع الإلكترونيّ على القرص لأنّ القرص صنع للاستخدام في بلد آخر. وهنالك بعض الألعاب التي تصنّع لبلد واحد فقط ولا يتمّ بيعها في بلاد أخرى، فتصبح لعبة نادرة باهظة الثمن، وحتّى لو استطاع اقتناءها، فإنّها لن تعمل على جهازه بدون شريحة التعديل.
* رأي هواة اللعب
* محمّد دوغان زبون لدى احد محلات الفيديو جيمز. وعند سؤاله إن كان يفضل شراء جهاز معدّل أو غير معدّل، أجاب بأنّه يفضّل شراء جهاز معدّل لأنّه يشتري الألعاب اليابانيّة النادرة من الإنترنت ويريد اللعب بها على جهازه البلاي ستيشن 2 الأوروبيّ، ويقول: «عندما أذهب إلى محل وأقول للبائع «دهشلكيه» فإنّه لا يعلم عن ماذا أتكلم. «دهشلكيه» لعبة مغامرات رائعة، ولكنّها غير معروفة عالميّا لأنّها موجودة فقط في اليابان. لذلك اضطررت لتعديل جهازي وشرائها من الإنترنت».
أمّا برهان سمرة فكان له رأي مخالف: «أفضّل شراء جهاز غير معدّل لأولادي، ذلك أنّ شريحة التعديل تقلل من عمر الدارات الكهربائيّة للجهاز، وتركيبها يلغي ضمانة الجهاز. لا أريد أن يتعطّل جهازهم بسرعة». وبالحديث مع أحد فنيّي محل بيع أجهزة الألعاب الالكترونية، أفاد بأنّ شريحة التعديل قد تقصّر من عمر عدسة الليزر للجهاز، وعند تلفها فإنه يجب تغيير العدسة بأكملها. هذا العمل يأخذ الكثير من الوقت وتكلفته باهظة (قد تصل إلى 80 دولارا أميركيّا). وقال: «الألعاب الأصليّة غير متوفرّة بكثرة في الأسواق، والألعاب الجديدة تأخذ وقتا كثيرا للوصول. وفي الأسواق الأوروبيّة والأميركيّة، تجد ألعابا أصليّة مستعملة تباع بثمن زهيد في المحلات، ولكن هذا الأمر غير موجود هنا».
البعض الآخر ليست لديه القدرة على شراء الألعاب الأصليّة، فيقوم بنسخها من أصدقاء له أو بشراء الألعاب المقرصنة الرخيصة الثمن، وبالتالي يحتاج إلى شريحة التعديل.
و يقول زبون طلب عدم ذكر اسمه: «أريد اللعب بألعاب الأجهزة القديمة باستخدام محاكيات تعمل على جهاز الإكس بوكس الذي أملكه، لأنه ليس لديّ جهاز حاسب آلي. عندي قرص يحتوي على ألعاب ومحاكي، ولكن لماذا يمنعونني من اللعب بألعاب توقف إنتاجها وبيعها منذ سنين عدّة؟ لن تربح أو تخسر الشركات المنتجة شيئا إن لعبت بألعاب عمرها أكثر من 11 عاما. لا أرى شيئا خاطئا في استخدامي جهازا معدّلا لهذا الغرض. أمّا أن أستخدمه للقرصنة فذلك موضوع خاطىء. شرائح التعديل يمكن استخدامها بطريقة لا تضرّ الشركات المصنّعة للأجهزة، ويمكن إساءة استخدامها، تماما مثل كلّ شيء آخر».
أسعار شرائح التعديل تتراوح ما بين 7 دولارات (لأجهزة البلاي ستيشن 1) و40 دولارا (لأجهزة البلاي ستيشن 2) و55 دولارا (لأجهزة الإكس بوكس). بعض البلدان تمنع بيعها واستخدامها، والبعض الآخر يصنّعها، وصفحات الإنترنت مليئة بالأشخاص الذين يبيعونها ويشحنونها إلى العالم كلّه. بعض شرائح التعديل تسمح بتشغيل أفلام الدي في دي ذات التوقيع الذي لا يعمل على الجهاز بسبب حماية المنطقة الجغرافيّة (الفيلم يصنع ويوقّع عليه، ويختلف التوقيع حسب اختلاف المنطقة الجغرافيّة. الأجهزة التي تعرض الأفلام لديها توقيع واحد، حسب المنطقة الجغرافيّة، تستطيع مطابقته). ويقول معارضو التوقيع الجغرافيّ بأن التوقيع ما هو سوى وسيلة لزيادة أرباح الشركات عن طريق منع المشترين من شراء الأفلام والألعاب من بلاد أخرى تكون الأسعار فيها أقلّ. بعض الشرائح تضيف ميّزة قراءة وتشغيل الأغاني المضغوطة إم بي 3، ومنها ما يسمح بتشغيل ألعاب البلاي ستيشن1 على أجهزة البلاي ستيشن 2 ذات التوقيع الجغرافيّ المختلف.
* بعض أشهر شرائح التعديل
* بلاي ستيشن 2: ماجيك 3 Magic3، ريبر 4 RipperIV، ميسايا 3 Messiah3.
* أكس بوكس: ألادين أدفانس Aladdin Advance
* جيم كيوب: فايبر Viper، كوبرا Cobra، نينجا مود NinjaMod، ريبر 3 جي سي Ripper /// GC، جي سي أو إس GCoS، كوب Qoob.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعض هواة اللعب لا يشترون أي جهاز قبل أن يطمئنوا أنه يقرأ النسخ المُقرصنة
هناك «سر» يدور فقط بين هواة ألعاب الفيديو ومحلات بيعها، وهذا السر غير السري متعلق بمصطلح تعارف عليه هؤلاء هو مصطلح «تعديل الجهاز». فمنذ نحو عقد من الزمان، عندما طرح الجيل الجديد (في ذلك الوقت) من أجهزة ألعاب الفيديو، كان منتجوها يعولون على تقنيات جديدة تمنع تشغيل الأقراص المُقرصنة عليها، لكن في المقابل طوّر القراصنة طرقا جديدة لتحطيم هذه القيود وجعل الـ «بلاي ستيشن 1» مثلا يشغل الألعاب المنسوخة والتي تباع بسعر زهيد جدا مقارنة بالألعاب الأصلية (في السعودية تباع اللعبة المقرصنة بسعر يتراوح بين الـ 15 إلى 25 ريالا فيما تباع اللعبة الاصلية بسعر يتراوح بين الـ 150 إلى 300 ريال). وما حدث بعد ذلك هو أن الاقبال على شراء أجهزة ألعاب الفيديو انتعش، لأنّ شراء قرص بـ 15 ريالاً (أقل من 5 دولارات أميركية) هو أمر يناسب الكثيرين، لدرجة أن البعض بات ينتظر فترة بعد طرح أي جهاز جديد قبل أن يقرر اقتناءه، وذلك إلى أن يسمع الأخبار السعيدة بأن «تعديل» هذا الجهاز بات ممكنا.
* تعريف تقني
* تعديل أجهزة ألعاب الفيديو، هو تركيب شريحة إلكترونيّة صغيرة داخل الجهاز تحتوي على معالج بسيط، ليستطيع الجهاز تشغيل الأقراص المنسوخة أو المصنّعة لبلد غير البلد الذي تباع الأجهزة فيه. وشريحة التعديل Mod Chip تتجاوز برنامج الحماية الذي يعمل فور إدخال قرص إلى الجهاز. وبرامج الحماية هذه موجودة في معظم الأجهزة الحديثة التي تعتمد على الأقراص لقراءة المعلومات (باستثناء جهاز دريم كاست).
* طرق تجاوز الحماية
* جميع الشركات المصنّعة لأجهزة الفيديو جيمز يجب أن توقّع إلكترونيّا على كلّ قرص يصنّع لأجهزتها، فشركة مايكروسوفت توقع على أقراص جهازها الإكس بوكس مستخدمة تشفيرا بقوّة 2048 بت من أجل أن يعمل القرص على جهاز غير معدّل. وتتجاوز شرائح التعديل برامج الحماية باستخدام عدة طرق: واحدة من الطرق هذه هي كتابة التوقيع المشفّر على معالج شريحة التعديل، وفي لحظة قراءة القرص للبحث عن التوقيع الأصلي، تعمل الشريحة وتغذّي الجهاز بالتوقيع الإلكترونيّ عوضا عن القرص الذي لا يحتوي عليه، فيظّن الجهاز بأن التوقيع موجود ويكمل عمله عوضا عن رفضه قراءة القرص.
ومشكلة هذه الطريقة هي أنّ معالج الشريحة يحتوي على توقيع محم قانونيا، واستخدام هذا التوقيع من غير موافقة الشركة المصنّعة يعتبر تزويرا. ففي البلاد التي يتم تطبيق قانون الحماية الفكريّة الإلكترونيّة، يتم التحقيق والوصول إلى الشركات المصنّعة لهذه الشرائح ومن ثمّ إحالتها إلى القضاء. أمّا البلدان التي لا تطبّق فيها هذه القوانين، فتجارة تصنيع وبيع هذه الشرائح نشطة جدّا، نذكر دول شرق أسيا كمثال. وتركيب هذه الشرائح صعب ويحتاج إلى فتح الجهاز، وبالتالي إلغاء ضمان الجهاز، ويحتاج أيضا لخبرة في مجال الإلكترونيّات لوصل 19 أو 24 سلكا (حسب نوع الشريحة) إلى اللوحة الرئيسيّة للجهاز ولحمها به.
ولتجاوز المشاكل القانونيّة، قامت بعض الشركات بتصنيع الشرائح المذكورة أعلاه، ولكن بدون التوقيع الإلكترونيّ. وأتاحت للمستخدم قابليّة تحميل التوقيع إلى الجهاز باستخدام الإنترنت مباشرة أو بتحميل التوقيع من جهاز الحاسب الآلي إلى الجهاز باستخدام وصلات خاصّة، ولكنّ الشركة لا تمنح التوقيع. والحصول على التوقيع مسؤوليّة تقع على المستخدم. الجدير بالذكر أنّ الحصول على التواقيع من الإنترنت ليس بالأمر الصعب، فيمكن الحصول عليه بعد البحث في أقّل من ساعة أو اثنيين. طريقة أخرى ليست بنفس مستوى التطوّر أو التعقيد هي طريقة التبديل. يتمّ تركيب شريحة تعديل لا تحتوي على توقيع إلكترونيّ على اللوحة الرئيسيّة للجهاز. ويتمّ إدخال قرص أصليّ ليتمكنّ الجهاز من قراءة التوقيع. وفور مطابقة التوقيع وموافقة الجهاز عليه، تعمل الشريحة على توقيف جميع العمليّات الإلكترونيّة ليتسنّى للمستخدم إخراج القرص الأصليّ ووضع قرص غير أصليّ مكانه. وفور انتهاء المستخدم من هذا التبديل، ترفع الشريحة الحظر على العمليّات الإلكترونيّة ويكمل الجهاز عمله. و بما أنّ قراءة التوقيع تتم فقط مرّة واحدة، فإنّ الجهاز لا يعلم بأنّ القرص قد استبدل، ويكمل عمله ظانّا أنّ القرص الذي يقرأه هو نفس القرص الذي قرأ التوقيع منّه، وبالتالي فالقرص يعتبر أصليّا. مساوىء هذه الطريقة هي أنّ الضمان سينتهك بسبب فتح الجهاز، والتركيب يتطلّب خبرة في مجال الإلكترونيّات، وأنّ المستخدم يجب أن يكون لديه قرص أصليّ. فإذا ضاع القرص أو انخدش، فإنّ المستخدم لن يتمكن من استعمال الأقراص غير الأصليّة.
* تعزيز الحماية الإلكترونيّة
* بعد مشاهدة الرواج في الأسواق لشرائح التعديل ودراسة الشرائح نفسها، قامت الشركات المصنّعة للأجهزة بتغيير أنظمة حماياتها لجعل الشرائح عديمة الفائدة، وطرحت في الأسواق الأجهزة عينها ولكن مع تعديل في برامج الحماية مثل أجهزة البلاي ستيشن 2 الفضيّة الجديدة أو الرقيقة، فالمشترون ظنّوا أنّها حملة إعلانيّة لتسويق الأجهزة، ولكنها كانت حملة لمكافحة شرائح التعديل. نجحت هذه الحملة ولكنّ مصمّمي شرائح التعديل درسوا طرق الحماية الجديدة وقاموا بدورهم ببرمجة شرائح جديدة مطوّرة تستطيع التغلّب على أنظمة الحماية الجديدة. وباللجوء الى القانون في عام 1998، تمّ إصدار قانون حماية حقوق الملكيّة الإلكترونيّ الألفيّ Digital Millennium Copyright Act DMCA في الولايات المتّحدة الأميركيّة الذي يمنع تصنيع واستخدام شرائح التعديل. وفي السابع عشر من الشهر الثاني من عام 2003، قام مكتب المباحث الفيدراليFBI بالإغارة على منزل ديفيد روتشي، وهو صاحب موقع أيزو نيوز دوت كوم IsoNews.com لأنّ موقعه كان يروّج بيع شرائح تعديل. ووافق ديفيد على التخلّي عن اسم موقعه وذلك بعد النقاش مع المدّعي العام لتخفيف العقوبات. وتمّ تحويل كلّ زائر للموقع إلى صفحة مكافحة الجرائم الإلكترونيّة التابعة لوزارة العدل لمدّة عام تقريبا.
وفي عام 2003 ربحت شركة سوني المنتجة لأجهزة البلاي ستيشن 1 والبلاي ستيشن 2 قضيّة ضد البريطاني ديفيد بيل الذي سوّق واستخدم وباع أكثر من 1500 شريحة تعديل، وفق قانون حماية حقوق الملكيّة للاتحاد الأوروبيّ الذي أصبح معتمدا في بريطانيا في العام نفسه.
* أسباب التعديل
* القانون المذكور أغضب الكثير من المبرمجين الذين يكتبون برامج وألعابا في بيوتهم وينسخونها على أقراص ليستعملوها استعمالا شخصيّا وليس للتجارة، فبدون استخدام شريحة التعديل، أصبحت برامجهم وألعابهم لا تعمل. البعض الآخر يشتري لعبة أصليّة، ولكنه يريد أنّ يحافظ على القرص الأصليّ الذي قد يصل ثمنه الى خمسين دولارا اميركيّا، فيقوم بنسخه واستخدام النسخة للعب، بينما يظلّ القرص الأصليّ في حالة ممتازة لأنّه لم يستخدم سوى وقت النسخ. فهو لم يشجّع القرصنة وإنمّا أراد الحفاظ على مقتنياته، فيتعجّبّ من عدم السماح له باستخدام أقراصه المنسوخة على جهازه. الجدير بالذكر أنّ شركة ننتيندو راقبت السوق ورأت أنّ مبرمجي شرائح التعديل أذكياء، وعاجلا أم آجلا سيتمكنون من صنع شريحة تعديل لأيّ جهاز في الأسواق، فقرّرت أن تصنع نوعا جديدا من أقراص الدي في دي الصغيرة خاص بجهازها الجيم كيوب (كلفة تصنيع الأقراص هذه تصل الى مئات الألوف من الدولارات)، فحتّى لو استطاع المصنّعون من تعديل جهازها، فإنّه لا توجد أقراص فارغة في الأسواق. وبالفعل، فبعد بضعة أشهر من طرح الجيم كيوب في الأسواق، تمّ طرح شريحة تعديل له، ولكنّ المفاجأة لننتيندو كانت في أنّ الألعاب المنسوخة كانت على أقراص الدي في دي ذات الحجم الكبير الذي لا يدخل في أجهزتها، فقام المستخدمون بفكّ علب أجهزتهم وتركيب القرص الكبير بسهولة، ضاربين جهود ننتيندو عرض الحائط.
و هناك مجموعة من المستخدمين لا تطيق الانتظار، فتقوم بشراء الجهاز وألعابه من اليابان فور نزوله عوضا عن الانتظار لحين نزوله في بلادهم. وبعد نزول الجهاز والألعاب في بلادهم، يريدون شراء الألعاب من بلادهم، ولكنّ الجهاز يرفض تشغيل الألعاب المخصصة لغير بلد صنعه الجهاز (اليابان في هذه الحالة) بسبب التوقيع الجغرافيّ.
والعكس صحيح، فهنالك مجموعة أخرى تقتني جهازا مصنّعا لبلادها، ولكنّها تشتري الألعاب فور نزولها في بلد آخر عوضا عن الانتظار لحين نزولها في بلادهم، ولكنّ جهازهم لن يقبل التوقيع الإلكترونيّ على القرص لأنّ القرص صنع للاستخدام في بلد آخر. وهنالك بعض الألعاب التي تصنّع لبلد واحد فقط ولا يتمّ بيعها في بلاد أخرى، فتصبح لعبة نادرة باهظة الثمن، وحتّى لو استطاع اقتناءها، فإنّها لن تعمل على جهازه بدون شريحة التعديل.
* رأي هواة اللعب
* محمّد دوغان زبون لدى احد محلات الفيديو جيمز. وعند سؤاله إن كان يفضل شراء جهاز معدّل أو غير معدّل، أجاب بأنّه يفضّل شراء جهاز معدّل لأنّه يشتري الألعاب اليابانيّة النادرة من الإنترنت ويريد اللعب بها على جهازه البلاي ستيشن 2 الأوروبيّ، ويقول: «عندما أذهب إلى محل وأقول للبائع «دهشلكيه» فإنّه لا يعلم عن ماذا أتكلم. «دهشلكيه» لعبة مغامرات رائعة، ولكنّها غير معروفة عالميّا لأنّها موجودة فقط في اليابان. لذلك اضطررت لتعديل جهازي وشرائها من الإنترنت».
أمّا برهان سمرة فكان له رأي مخالف: «أفضّل شراء جهاز غير معدّل لأولادي، ذلك أنّ شريحة التعديل تقلل من عمر الدارات الكهربائيّة للجهاز، وتركيبها يلغي ضمانة الجهاز. لا أريد أن يتعطّل جهازهم بسرعة». وبالحديث مع أحد فنيّي محل بيع أجهزة الألعاب الالكترونية، أفاد بأنّ شريحة التعديل قد تقصّر من عمر عدسة الليزر للجهاز، وعند تلفها فإنه يجب تغيير العدسة بأكملها. هذا العمل يأخذ الكثير من الوقت وتكلفته باهظة (قد تصل إلى 80 دولارا أميركيّا). وقال: «الألعاب الأصليّة غير متوفرّة بكثرة في الأسواق، والألعاب الجديدة تأخذ وقتا كثيرا للوصول. وفي الأسواق الأوروبيّة والأميركيّة، تجد ألعابا أصليّة مستعملة تباع بثمن زهيد في المحلات، ولكن هذا الأمر غير موجود هنا».
البعض الآخر ليست لديه القدرة على شراء الألعاب الأصليّة، فيقوم بنسخها من أصدقاء له أو بشراء الألعاب المقرصنة الرخيصة الثمن، وبالتالي يحتاج إلى شريحة التعديل.
و يقول زبون طلب عدم ذكر اسمه: «أريد اللعب بألعاب الأجهزة القديمة باستخدام محاكيات تعمل على جهاز الإكس بوكس الذي أملكه، لأنه ليس لديّ جهاز حاسب آلي. عندي قرص يحتوي على ألعاب ومحاكي، ولكن لماذا يمنعونني من اللعب بألعاب توقف إنتاجها وبيعها منذ سنين عدّة؟ لن تربح أو تخسر الشركات المنتجة شيئا إن لعبت بألعاب عمرها أكثر من 11 عاما. لا أرى شيئا خاطئا في استخدامي جهازا معدّلا لهذا الغرض. أمّا أن أستخدمه للقرصنة فذلك موضوع خاطىء. شرائح التعديل يمكن استخدامها بطريقة لا تضرّ الشركات المصنّعة للأجهزة، ويمكن إساءة استخدامها، تماما مثل كلّ شيء آخر».
أسعار شرائح التعديل تتراوح ما بين 7 دولارات (لأجهزة البلاي ستيشن 1) و40 دولارا (لأجهزة البلاي ستيشن 2) و55 دولارا (لأجهزة الإكس بوكس). بعض البلدان تمنع بيعها واستخدامها، والبعض الآخر يصنّعها، وصفحات الإنترنت مليئة بالأشخاص الذين يبيعونها ويشحنونها إلى العالم كلّه. بعض شرائح التعديل تسمح بتشغيل أفلام الدي في دي ذات التوقيع الذي لا يعمل على الجهاز بسبب حماية المنطقة الجغرافيّة (الفيلم يصنع ويوقّع عليه، ويختلف التوقيع حسب اختلاف المنطقة الجغرافيّة. الأجهزة التي تعرض الأفلام لديها توقيع واحد، حسب المنطقة الجغرافيّة، تستطيع مطابقته). ويقول معارضو التوقيع الجغرافيّ بأن التوقيع ما هو سوى وسيلة لزيادة أرباح الشركات عن طريق منع المشترين من شراء الأفلام والألعاب من بلاد أخرى تكون الأسعار فيها أقلّ. بعض الشرائح تضيف ميّزة قراءة وتشغيل الأغاني المضغوطة إم بي 3، ومنها ما يسمح بتشغيل ألعاب البلاي ستيشن1 على أجهزة البلاي ستيشن 2 ذات التوقيع الجغرافيّ المختلف.
* بعض أشهر شرائح التعديل
* بلاي ستيشن 2: ماجيك 3 Magic3، ريبر 4 RipperIV، ميسايا 3 Messiah3.
* أكس بوكس: ألادين أدفانس Aladdin Advance
* جيم كيوب: فايبر Viper، كوبرا Cobra، نينجا مود NinjaMod، ريبر 3 جي سي Ripper /// GC، جي سي أو إس GCoS، كوب Qoob.