mohamadamin
حكيم المنتدى
وجود المرجعية الدينية والتعلق الهوامي بها عند الشيعة راجع إلى عدة عقد. أولها (عقدة النقص) وما تثيره من خوف من الآخر؛ فتحتاج إلى الاحتماء بزعيم أسطوري يلبي ميولها النكوصية في توفير الأمن والرعاية، ويحقق أحلامها الخيالية في الأخذ بحقها والانتقام لها. وتأتي بعدها (عقدة الاضطهاد) التي يعبر عنها د. حجازي خير تعبير فيقول: (الجماهير المغبونة والمقهورة متعطشة بشكل مزمن للقوة في مختلف رموزها وعبر شكليها الأساسيين: البطش والغلبة من ناحية والعظمة والتعالي من ناحية ثانية. وهي مستعدة للانقياد وراء زعيم عظامي يقودها في هذا الاتجاه, يفجر ميولها للتشفي والعظمة, ويعبر عنها... إنها تنساق وراءه وتستسلم له بشكل رضوخي طفلي, تتعطل فيه إرادتها وقدرتها على الاختيار والنقد والتقدير, ولا يبقى سوى طاقة انفعالية متفجرة تفيض على كل شيء, وتكتسح أي صوت للعقل, وأي نداء لليقظة. الجماعة المقهورة عاطفية انفعالية تعشق العنف والسطوة, وتعشق الرضوخ لرموزها وأبطالها, وتتحرق عطشاً للإثارة الانفعالية والتهييج الذي يلهب حماسها. في ذلك كله تغيير سحري للمصير من بؤس وركود وموات ومهانة, إلى نشوة وامتلاء وتضخم ذاتي وإحساس بالاعتبار الوجودي. من خلال التهييج والإثارة تحس الجماعة أن كل فرد فيها يعيش.تتشبث الجماهير المقهورة بقيادة من هذا النوع تشعرها بالحياة, وتعوض لها نقصها, وتستبدل مشاعر العجز , بأحاسيس الجبروت والسيادة. وتتضخم أهمية هذه الجماعة على حساب الخارج تضخماً مفرطاً يجعلها تنغلق على ذاتها في حالة من النرجسية الكلية (لا ترى إلا نفسها, ولا تحس بقيمة خارج قيمتها, ولا تعترف بوجود سوى وجودها). وبمقدار ما تغرق في انغلاقها, تسير نحو العزلة وتقطع علاقات التفاعل والمشاركة مع بقية الجماعات, كي تحل محلها علاقات عداء وحقد, واضطهاد متبادل .
من خلال انهيار علاقات التفاعل والمشاركة, والانغلاق على الذات تجد الجماهير المقهورة حلاً سحرياً لمأزقها من خلال أوالية الانشطار العاطفي والوجداني. العواطف المتجاذبة التي يمتزج فيها الحب والحقد, التقرب والنفور, التعاون والصراع , تنشطر بشكل جذري إلى عواطف متناقضة (الحب القاطع, العدوانية الخالصة). أما الحب فيتوجه كله إلى الجماعة من خلال الالتفاف حول الزعيم والتعلق العاطفي به. هذا القلق يؤدي إلى حالة ذوبان كلي في الجماعة وفقدان تام للفردية والأصالة الشخصية لأفرادها كما يخلق حالة اعتماد مطلق على الجماعة, مصدر كل اعتبار وقيمة, ومصدر الاعتراف بالذات وتحقيقها. ينشأ نوع من اللحمة العاطفية والوجودية بين أعضاء الجماعة من خلال التعلق بالزعيم الذي يشكل مثلها الأعلى: مصدر ونموذج القوة والقدرة روح الجماعة والمعبر عن آمالها وشخصياتها ومخاوفها. وكذلك حامي الجماعة والمدافع عنها الحافظ لمصالحها.
هذا الانشطار في الجماعة يلغي كل تناقضاتها الداخلية ويجعلها مرجع كل فرد فيها, ومصدر كل توجه. وينشأ, محل الخوف والتهديد المتبادل, تعاطف وتعاضد واحتماء متبادل. كل فرد في الجماعة يصبح مرآة للآخر, والكل يرى نفسه في المرآة الكبرى وهي الزعيم. كل الصراعات تزول بشكل سحري, مما يشكل وظيفة هامة جداً لهذه الميول التعصبية)..
من خلال انهيار علاقات التفاعل والمشاركة, والانغلاق على الذات تجد الجماهير المقهورة حلاً سحرياً لمأزقها من خلال أوالية الانشطار العاطفي والوجداني. العواطف المتجاذبة التي يمتزج فيها الحب والحقد, التقرب والنفور, التعاون والصراع , تنشطر بشكل جذري إلى عواطف متناقضة (الحب القاطع, العدوانية الخالصة). أما الحب فيتوجه كله إلى الجماعة من خلال الالتفاف حول الزعيم والتعلق العاطفي به. هذا القلق يؤدي إلى حالة ذوبان كلي في الجماعة وفقدان تام للفردية والأصالة الشخصية لأفرادها كما يخلق حالة اعتماد مطلق على الجماعة, مصدر كل اعتبار وقيمة, ومصدر الاعتراف بالذات وتحقيقها. ينشأ نوع من اللحمة العاطفية والوجودية بين أعضاء الجماعة من خلال التعلق بالزعيم الذي يشكل مثلها الأعلى: مصدر ونموذج القوة والقدرة روح الجماعة والمعبر عن آمالها وشخصياتها ومخاوفها. وكذلك حامي الجماعة والمدافع عنها الحافظ لمصالحها.
هذا الانشطار في الجماعة يلغي كل تناقضاتها الداخلية ويجعلها مرجع كل فرد فيها, ومصدر كل توجه. وينشأ, محل الخوف والتهديد المتبادل, تعاطف وتعاضد واحتماء متبادل. كل فرد في الجماعة يصبح مرآة للآخر, والكل يرى نفسه في المرآة الكبرى وهي الزعيم. كل الصراعات تزول بشكل سحري, مما يشكل وظيفة هامة جداً لهذه الميول التعصبية)..