التنظبم اللغوي في الكتابة الفنية / د. محمد بن العياشي

التنظيم اللغوي في الكتابة الفنية
د. محمد بن العياشي


الكتابة الفنية نص، والنص خطاب ([1]) يتضمن قضايا أدبية ودينية وسياسية وفكرية وغيرها، ويصاغ في قالب أدبي له بناؤه ومقوماته الفنية التي تميزه عن الخطاب العادي، والتي تشكل المجال الأول للإبداع وإبراز القدرات والطاقات الفنية للكتاب والأدباء.
وللكتابة الفنية مناهج وأشكال بناء عمودية وأفقية، وصيغ، وطرائق أداء متعددة. ويهمنا في هذا المقال تناول جانب مهم من الكتابة الفنية يتصل بالبناء الأفقي للنص، انطلاقا من مظهرين أساسيين: مظهر لغوي تواصلي، ومظهر بلاغي تصويري.
وما من ريب في أن اللغة والبلاغة تعتبران من ابرز ركائز العمل الأدبي وظواهره التي تسعف الكاتب على تحبير نصوصه، وتبليغ مقاصده وأغراضه التي يروم إيصالها إلى المتلقين، إذ تتوقف قدرة التأثير الفني عند المبدع على درجة امتلاكه لناصية اللغة ومقدار تنظيمه لها، وحفاظه على سلامتها، وإجادته مختلف مستوياتها المعجمية والصوتية والنحوية، والصرفية، وحسن تطويعها لرصد المضامين والأشكال والأحوال المتباينة؛ من حيث السهولة أو الجزالة، والوضوح أو الغموض. كما تتوقف قدرة تأثيره الفني على مستوى حسن توظيفه لمخزونه البلاغي وحسن التصرف فيه من أجل تقوية الوظيفة الإبلاغية للنص وليس إعاقته؛ وذلك باعتبار أن هذه الأدوات أو الآليات اللغوية والبلاغية (لغة فنية، صور بيانية، محسنات بديعية...) هي بمثابة أجراس سياقية يجب التحكم في العزف عليها حتى يتحقق الاتساق والانسجام المطلوب بين الشكل والمضمون.

1- خصائص التنظيم اللغوي:

لعل ما يسترعي النظر في الكتابة الفنية هو طبيعتها الأدبية؛ والأدب فن، وكل فن صناعة، والصناعة في الكتابة هي تنظيم أداته اللغة (الكلمة والجملة)، وللكلمة أو الجملة أصول وقواعد نحوية وصوتية وصرفية، وعلى هذا الأساس فاللغة نظام مبني على عدد من القوانين والقواعد والغاية من التنظيم اللغوي هو أن يقوم الكاتب بخلق تناغم وتكامل بين هذه القواعد والمستويات اللغوية ضمن نسيج النص، يجعله متميزا عن اللغة العادية؛ وذلك باختيار ألفاظ المعجم، وتنظيم حقولها الدلالية، وانتقاء الأصوات غير المتنافرة، والحرص على سلامة التراكيب وحسن رصفها وذلك حتى تلائم معاني النص.
ومعنى هذا أن الكاتب مطالب بوظيفة مزدوجة تجمع بين الحفاظ على نظام اللغة الخالصة، وبين حسن التصرف فيها من خلال إعادة تنظيمها وشحنها بالقوة الانفعالية اللازمة التي تجعل منها لغة موحية بالغرض المقصود. ويعد الحفاظ على سلامة اللغة‎ ونظامها ضمانا لسلامة المعنى والرسالة، حيث "إن المادة اللغوية بجميع مستوياتها تتضافر فيما بينها في النص لمحاولة احتواء المعنى ابتداء من المستوى المعجمي، ومرورا بالمستوى الصوتي، والتصريفي، والتركيبي النحوي، والذريعي، كلها يقصد منها الوصول في النهاية أن تكون قرائن على المعنى، وتعمل على محاصرته وضبطه حتى لا يظل انفتاح النص مطلقا، فيكون محل عبث العابثين"([2]).
كما أن شحن اللغة يتوقف على قدرة الكاتب على إعادة التنظيم الفني للمكونات اللغوية :"لأن الشحن لا يترك الألفاظ على حالها الأصلي، بل يزيحها عن واقعها الأصلي العادي إلى واقع مؤقت"([3]). ويهمنا هنا أن نتعرض لمكونات النسيج اللغوي في بناء النص، وأهم سمات التنظيم فيه، وذلك حتى يتسنى للناقد الحكم على هذه اللغة، من حيث طبيعة معجمها، ومواصفات ألفاظها الصوتية، وسلامة تراكيبها من اللحن، وحدود المحافظة أو الاستحداث فيها، ومدى التناسق والانسجام بين عناصرها.‎
1-المستوى المعجمي:
إن توظيف المعجم يجب أن يكون متوافقا مع مضامين النصوص التي يروم الكاتب إبلاغها إلى القارئ بل ومعمقة لها. وعلى هذا الأساس ينبغي التريث في اختيار الحقول الدلالية انطلاقا من تصنيف الكلمات إلى أسرها المعجمية المواكبة للدفقة الشعورية، ووحداتها اللفظية التي تتشكل منها، ثم استباق القارئ بقراءة تأويلية لها بناء على الناحيتين الدلالية والتداولية. فالمبدع هو الناقد الأول لنتاجه الفكري. وقد كان زهير بن أبي سلمي يقضي حولا (عاما) كاملا في تنقيح قصائده التي سميت أيضا بالحوليات.؛ وذلك باعتبار أن لغة النص هي مظهر لموقف الكاتب وعمق ثقافته. ولذلك فإن أول استنتاج يمكن أن نسجله هنا هو تداخل المعجم بالدلالة العامة للنصوص ، ويتضح هذا على المستوى التطبيقي عندما يرصد الناقد السجلات اللغوية، التي نهل منها معجم النصوص ألفاظا وحقولا دلالية، ويقارن بينها، ويكشف عن طبيعة العلاقات والوشائج الرابطة فيما بينها.
هذا ويبقى أن نذكر هنا بأن دلالة المعجم الموظف قد لا تتحقق إلا من خلال تنظيم ألفاظه المفردة داخل بنية النص، وهو ما يقتضي مراعاة أمرين أساسيين: المجانسة الصوتية والسلامة النحوية في التركيب، وذلك لتحقيق الاتساق والانسجام بين المعجم والمحتوى. و هذا ما سنسلط الضوء عليه في المستويين الصوتي والتركيبي.
2-المستوى الصوتي:
يعد اللفظ المفرد أو الكلمة الواحدة اللبنة الأساسية في بناء صرح الكلام. وقد عني العلماء والنقاد بالحديث عن شروط صياغة الألفاظ([4])، ومواصفاتها في اللغة العربية، وما تجمل به وتقبح. فرصدوا أصنافا متعددة منها المألوف الفصيح والحوشي، والمؤنس والمبتذل، وتناولوا بالدراسة بنية الألفاظ، من حيث نوعها وعدد حروفها وترتيبها وحركاتها، وما يصلح منها للخطاب البليغ ([5])، ورأوا أن بناء هذه الألفاظ يخضع لمقتضيات اللغة وفي مقدمتها الجانب الصوتي؛ حيث تتكون الوحدة المعجمية (أو الكلمة) من عدد من الأصوات (أو الحروف) التي ينبغي أن تكون متجانسة وغير متنافرة، من حيث الصفات والمخارج، وإلا أدت إلى قبح الكلمة والتأثير على باقي مكونات الوحدة الدلالية (الجملة)([6]).
وحين نمعن النظر في البناء الصوتي لعدد من نصوص الكتاب العرب المتمكنين من ناصية اللغة، نلاحظ أن الطابع العام الذي تتسم به هو الفصاحة والسهولة، ووضوح المفردات في أكثر النصوص؛ حتى إننا لا نكاد نقع على ما يؤكد وجود شيء من التنافر الصوتي . ونكتفي هنا بإيراد مثالين؛ أولهما ما أنشأه الكاتب الأندلسي ابن القصيرة، على لسان يوسف ابن تاشفين محذرا قومه من مغبة الخلاف:
"فقد بلغنا ما أنتم بسبيله من التقاطع والتدابر وما ركبتم رؤوسكم فيه من التنازع والتهاتر، فقد استوى في ذلك عالمكم وجاهلكم، وصار شرعا سواء فيه نبيهكم وخاملكم، لا تأتمرون رشدا، ولا تطيعون مرشدا"([7]).
أما المثال الثاني فنسوقه من رسالة الخليفة عبد المؤمن الموحدي إلى أهل قسنطينة، وهي من إنشاء الكاتب المغربي أبي جعفر بن عطية. وقد وضح فيها أن الهدف من جهاد الموحدين ضد الفتن هو :"إظهار دين الله تعالى على ما أوجب وفرض" وجهاد من نكب عن سبيله وأعرض، وقطع آثار الظلمة كثيرها وقليلها، وإجراء الأمور كلها على منهجها الشرعي وسبيلها([8]).
فهذا النصان من جملة نصوص أخرى تؤكد أهمية السهولة والوضوح في الكتابة الفنية التي تكاد تخلو من الصعوبة والتوعر، بحيث يستطيع القارئ أن يفهم دلالة النص بدون أن يضطر إلى الاستعانة بالمعاجم.
-المستوى التركيبي (النحوي):
يشكل التركيب مرحلة مهمة من مراحل بناء النص، وصياغة جمله، والربط بين فقراته وهو ما يدعونا إلى التنبيه إلى طبيعة الجمل الموظفة في النصوص، والحرص على سلامتها من اللحن([9])، وضرورة التقيد بوسائل تنظيمها واتساقها داخل النص.
أ-طبيعة الجمل:
المقصود بالجملة لغة، الجمع، جمل الشيء جمعه عن تفرق، أما في الاصطلاح النحوي فهي كل كلام اشتمل على مسند ومسند إليه، كالإسناد بين الفعل والفاعل أو بين المبتدأ والخبر.
والجمل من حيث بنيتها النحوية نوعان: جمل بسيطة، وهي التي لا تتضمن أكثر من محمول واحد سواء أكان اسما أم فعلا، وجمل مركبة وهي التي تتضمن بالضرورة أكثر من حمل واحد.
ويمكن التمييز في حمول الجملة بين صنفين: حمول خبرية، وتشكلها الجمل الفعلية والاسمية والرابطية([10]). وحمول استخبارية وهي ما تصدرت بأحد أدوات الصدور (استفهام، تعجب، نداء…)، ويطلق عليها بلاغيا الجمل الإنشائية. وباستقرائنا للنصوص الأدبية نلاحظ تنوعا واضحا في بنيات الجمل؛ وذلك بحسب اختلاف موضوعاتها حتى داخل النص الواحد؛ حيث تهيمن الجمل الخبرية مثلا على نصوص المعارك والحروب ، والنصوص ذات الطابع التقريري أو السردي ... الذي تؤكده سلسلة الأفعال وتواتر الأخبار، وهي أفعال إما ماضية وإما مضارعة تدل على الزمن الماضي، وتسهم إلى جانب الجمل الإسمية في تثبيت الدلالات، وإبراز موقف الكاتب، وتمنح الكتابة طابع الحركة والحيوية. بينما تغلب الجمل الإنشائية على نصوص التوجيهات والمواعظ ..، ومجالها واسع أيضا، (حث، تحذير، تبشير، وعد، وعيد…)، كما يشمل الموضوعات ذات الطابع الحجاجي. وتتسم الجمل الإنشائية بالطابع الإنشائي الذي تبرزه صيغ الشرط والأمر والنهي، والاستفهام وغيرها، وهي صيغ تتميز بالتنوع والتآلف مما يسهم في خصوبة بناء الجمل، وتقوية الإيقاع وتنغيمه، فضلا عن دعم دلالة النصوص.والكشف على طبيعة تكوين الكتاب وثقافتهم اللغوية العميقة.
ب-الاتساق والانسجام:
يشكل هذان المصطلحان الأسلوبيان([11]) أهم صفات الخطاب المنتظم؛ المتجانس الوحدات، والمتآلف المعاني. ولا تتأتى هذه إلا بوجود وسائل وروابط أو علاقات ظاهرة (اتساق) أو خفية (انسجام) تضمن تناسق الجمل والفقرات، وانسجام المعاني والأفكار.
وقد انتبه النقاد والبلاغيون العرب منذ القديم إلى أهمية الربط والتنظيم بين عناصر الكلام، واعتبروه ركنا أساسيا من أركان الكتابة([12])، وجعلوه معادلا للبلاغة: "فقد قيل للفارسي: ما البلاغة؟ فقال: معرفة الفصل من الوصل([13]). وقال المامون إن البلاغة إذا اعتزلتها المعرفة بمواضع الفصل والوصل كانت كالآلئ بلا نظام.
وكان أكثم بن صيفي إذا كاتب ملوك الجاهلية يقول لكتابه: افصلوا بين كل معنى منقض، وصلوا إذا كان الكلام معجونا بعضه ببعض".
وللتعرف إلى بعض مظاهر الاتساق والانسجام ، نكتفي هنا بالانطلاق من نموذجين، الأول مرابطي وتمثله رسالة تاشفين بن علي إلى الفقهاء والوزراء والأخيار والكافة ببلنسية، ومنها قوله:
"والذي نأخذ به عهد الله على العامل منكم الرفق بالرعية، والحكم بالتسوية وإجراء أمورها على السبيل الحميدة المرضية، فهي العنصر الذي منه الاستمداد، والأصل الذي بثبوته تعمر البلاد، وتتوفر الأجناد، ويتمكن الرباط في سبيل الله والجهاد"([14]).
أما النموذج الثاني فقد انتقيناه من الرسائل الموحدية، وتمثله رسالة السيدين أبي حفص وأبي سعيد إلى أخيهما الخليفة يوسف بن عبد المؤمن، يخبرانه فيها بالنصر على ابن مردنيش في معركة الجلاب. ومما جاء فيها قوله:
"…وذلك أن عساكر الموحدين استقبلت هذه البلاد الشرقية –فتحها الله- تتوغل في أرجائها، وتحول بحول الله بينها وبين رجائها. فكلما مر الموحدون بمدينة من مدائنه، أو حصن من حصونه (انجحر الأشقياء الذين يضبطونها فيها انحجار الثعالب، وانزواء المغلوب بعزة الغالب"([15]).
حين ننظر إلى البناء التركيبي والدلالي لهذين النصين نلاحظ تنظيما محكما فيهما إن على مستوى الشكل أو المضمون؛ فمن الناحية الشكلية، فقد هيمنت مجموعة من الروابط والوسائل اللغوية؛ كالربط المثنوي (أي الربط بين جملتين بواسطة العطف الواو) مثل قوله: (الرفق بالرعية، والحكم بالتسوية) والربط الجمعي (أي الربط بين اكثر من جملتين مثل قوله : (والأصل الذي بثبوته تعمر البلاد، وتتوفر الأجناد، ويتمكن الرباط في سبيل الله والجهاد…).
وهناك أيضا الربط القريب والبعيد؛ فالقريب (أو المباشر) كالربط بين جملتين متتابعتين (تتوغل في أرجائها، وتحول بحول الله بينها وبين رجائها).
أما الربط البعيد (أو غير المباشر) فهو الربط الذي يجمع مثلا بين بداية الفقرة ووسطها أو نهايتها وفقا للمعنى؛ حيث ترتبط الجمل فيما بينها ربطا تتوسطه علاقات أخرى، ووسائل لغوية تحيل عليه؛ كالربط مثلا بين جملة (الرفق بالرعية وباقي الجمل المعطوفة عليها، والتي تنتهي عند قوله :"ويتمكن الرباط في سبيل الله والجهاد) أي سيتحقق هذا الرباط والجهاد بفضل الرفق بالرعية.
وحين ننظر في هذه الروابط المثنوية والجمعية من جهة، والقريبة والبعيدة من جهة أخرى، نجد أنها تحققت بمجموعة من الوسائل اللغوية التي ضمنت للنص اتساقه، ولولاها ما استطعنا قراءة الرسالة أو استيعاب مضمونها. وأهم هذه الوسائل المتداولة في النصوص أدوات العطف الوصلي (الواو – الفاء –ثم –حتى…) وأدوات العطف الفصلي (أو- بل –لا- لكن- أم…) والربط بالإحالة الذي هو علاقة دلالية توظف الضمائر المختلفة المنفصلة والمتصلة (نأخذ- فهي العنصر- فيها…) أو أسماء الإشارة (هذا، ذلك، هنا، هناك…) للإحالة المقامية أو النصية([16]). بالإضافة إلى روابط أخرى كالتكرار اللفظي أو المعنوي، وكروابط السبب أو النتيجة مثل "لهذا" ، و "من تم" أو الروابط الدالة على التتابع الزمني مثل "وبعد هذا" و"حينئذ" و "عندئذ"، أو دالة على العكس مثل: "غير أن" و "بيد أن" إلى غير ذلك من الروابط اللغوية الشكلية التي يحسن الكتاب توظيفها في تنظيم نصوصهم وتنسيق مكوناتها. وبالإضافة إلى ذلك، يحرص الكتاب على انسجام نصوصهم من خلال خلق تآلف قوي بين وحدات النص ‎والغرض المقصود اعتمادا على مراعاة وحدة الموضوع([17])، والعلاقات المعنوية بين عناصره. وقد نلمس مظاهر انسجام هذه النصوص؛ قصة، قصيدة،رسالة، حين نرصد أنساقها المختلفة، ونرى كيف ترتبط مقدماتها أو خواتمها بالموضوع أو المقصد.
وإجمالا، فقد تبين لنا من خلال هذا المقال أهم سمات النسيج اللغوي في الكتابة الفنية من خلال النواحي المعجمية، والصوتية، والتركيبية، المتمثلة في حسن تنظيم ألفاظ المعجم، وفصاحتها، وصحة تركيب الجمل، وتنوعها ، وما تميزت به من اتساق وانسجام بفضل الوسائل اللغوية، التي أسهمت في تقوية مضمون النصوص، ودعم وظيفتها الإبلاغية.
وإذا كان من واجب الكاتب الماهر التقيد بسلامة التنظيم اللغوي والبلاغي في كتابته ، والاستمداد من مخزونه اللغوي والتراثي، فإنه من واجبه أيضا أن يعمد إلى استحداث لغة أو معجم خاص به، وذلك في سياق التكامل والتجاوز أيضا التي تعكسها جدلية القديم والجديد. سواء من حيث أسلوب الأداء واستراتيجيته، أو وطبيعة المعجم و نوع الموضوع المتصل به، أو التجربة الشعورية الذي ينهض النص في نطاقها، أوالموقف والهدف المأمول الذي يعد البؤرة التي تحرك عوالمه.
الهوامش:

([1]) نقصد بالخطاب جانب اللغة، وجانب الأفكار المحملة بها ضمن نسيج النص.

([2]) انظر مقال "المدخل اللغوي: قراءة في النص القديم، للمفضل عرفي، مجلة كلية الآداب، جامعة الحسن الثاني، عين الشق، الدار البيضاء، ع: فبراير 1993م، ص: 31.

([3]) فنون النثر الأدبي في آثار لسان الدين بن الخطيب، رسالة لنيل دكتوراه الدولة ناقشها محمد مسعود جبران، تحت إشراف د.عباس الجراري، بجامعة محمد الخامس، كلية الآداب، الرباط، 1995- 1996م، ص: 759.

([4]) حدد قدامة بن جعفر بعض نعوت اللفظ قائلا: "أن يكون سمحا، سهل مخارج الحروف من مواضعها، عليه رونق الفصاحة، مع الخلو من البشاعة". راجع نقد الشعر لأبي الفرج قدامة بن جعفر: ص: 74، تح: محمد عبد المنعم خفاجي، دار الكتب العلمية، بيروت.

([5]) انظر: المثل السائر: 1/163، سر الفصاحة: 54.

([6]) قد يؤثر الصوت الواحد في معنى الجملة، ويكون قيمة خلافية، بين الوحدات المعجمية، وبها يختلف معنى الضياء عن الضياع. وهو ما استغله أبو نواس حين جمع بين معنيين باستبدال الوحدة الصوتية. حيث دل في البداية على أن شعره لم يلق المكافأة المناسبة من الخليفة فكان بمثابة عقد ثمين عن جارية ذميمة عندما قال:
لقد ضاع شعري على بابكم كما ضاع عقد على خالصة
ولما شكته الجارية إلى الخليفة لتقليله من جمالها الذي لا يلائم العقد الذي تتقلده، نفى أن يكون قال ما سبق وادعى أنه قال:
لقد ضاء شعري على بابكم كما ضاء عقد على خالصة
كما أن تكرار الوحدة الصوتية في النص يكسبه ميزة إيقاعية جميلة، حيث نجد أن بعض سور القرآن الكريم سميت بالحرف الغالب والمتردد أكثر فيها وهما سورتان، (ص و ق).

([7]) قلائد العقيان: 120، خريدة القصر: 386.

([8]) مجموع رسائل موحدية، الرسالة 21، ص: 115، المن بالإمامة: 244-245.

([9]) يقول القلقشندي مبينا أثر اللحن على اللغة عند الكاتب: "فإنه إذا أتى من البلاغة بأعلى رتبة ولحن في كلامه، ذهبت محاسن ما أتى به، وانهدمت طبقة كلامه، وألفى جميع ما حسنه ووقف به عندما جهله". (صبح الأعشى: 1/16).

([10]) هذا من مسميات النحو المعاصر، إذ يسمون الجملة التي يتصدرها فعل ناقص ككان وأخواتها، بالجملة المرابطية؛ لأنها عندهم ليست جملة فعلية ولا اسمية.

([11]) راجع معجم المصطلحات البلاغية وتطورها لأحمد مطلوب: 29، مكتبة لبنان، ط 2، 1996م.

([12]) وهو الركن الثالث بعد المطلع والدعاء عند ابن الأثير. (انظر المثل السائر: 1/97).

([13]) المقصود بالوصل عند علماء المعاني عطف جملة على أخرى بالواو، والمقصود بالفصل ترك هذا العطف، ولكل من الفصل والوصل مواطن تدعو إليها الحاجة ويقتضيها المقام.

([14]) عصر المرابطين وبداية الدولة الموحدية: الرسالة 9، ص: 549-550.

([15]) المن بالإمامة: 203.

([16]) الإحالة المقامية هي إحالة على خارج النص أو سياقه أو مرجعه، أما الإحالة النصية فهي إحالة داخل النص.

‎([17]) نلاحظ أحيانا نوعا ‎من تعدد الموضوعات في النص الواحد، ولكن الكاتب يتمكن من صهرها وفق مقصديته إلى الحد الذي يظهر فيه النص وكأنه جسم واحد متماسك الأعضاء.
 
عودة
أعلى