الخلايا الجذعيه لعلاج العقم

السلام عليكم

حبيت استفسر هل ثبت نجاحها لعلاج عقم الرجال لأن سمعنا ان بالاردن نجحت ياليت تطمنوننا
 
ليت كان بإمكاني أن أساعدك
======
ينقل إلى قسم العيادة
 

1 - تعريف الخليّة الجذعية.

أ - الخلية الجذعية: هي خلية مصدرها من المضغة أو جسم الشخص البالغ، تستطيع في ظروف معينة محدودة أن توالي الانقسام لمدة طويلة، (في حالة الخلايا البالغة تمتد هذه الفترة موازية لحياة الجسم، الذي كان مصدر هذه الخلايا).


كما أن باستطاعة الخلية الجذعية أن تتمايز إلى خلايا متخصصة تكون لنبات، بناء الأعضاء المختلفة في الجسم.


إن غالبية معلومات عن الخلايا الجذعية الجنينية مستقاة من أبحاث على الحيوان، ولهذه الخلايا القدرة على التكاثر إلى زمن غير محدودة، خلافاً للخلايا الجذعية البالغة.


ب - الخلية الجذعية متعددة المكونات: هي خلايا مستقاة إمّا من المضغة أو من أنسجة الجنين التي تكون منشأ، تتميز هذه الخلايا بإمكانية التطور إلى أنواع الخلايا المشتقّة من الوريقة الداخلية أو الوسطى أو الخارجية في الجنين، أي بعبارة أخرى كل الخلايا التي تنشأ فيها أعضاء الجسم جميعها.


2- أهم استخدامات الخلايا الجذعية البشرية.

قد تؤدي الدراسات حول الخلايا الجذعية البشرية الجنينية إلى التعرف على كيفية بدء الحياة من هذه الخلية، لتتحول إلى هذا الكائن الكامل، وفي مراحل التطور هذه يمكن التعرف على أسرار مسببات نمو الخلايا السرطانية، وأسباب الإعاقة عند الأطفال، وإن كان العلماء لا يزالون حيارى أمام ظاهرة الإشارات للجينات، التي تفتح الباب أمام تلك الخلايا للتمايز والتخصص أو تغلقه لعدم التمايز.


كما أن استخدام هذه الخلايا سيفتح باباً واسعاً للكشف عن الفوائد العلاجية والسميّة، والمضاعفات للأدوية الجديدة، بدلاً من استخدام الطرق الموجودة الآن حيث هي مكلفة جداً، ونتائجها قد تختلف من مختبر لآخر، لكن إذا استخدمت الخلايا الجذعية فإن الدقة ستصل إلى درجة عالية.


3- حكم استخدام الخلايا الجذعية.

للبحث في مشروعية استخدام الخلايا الجذعية من الوجهة الشرعية والأخلاقية، ينبغي شرعاً الرجوع إلى المصدر الذي أخذت منه هذه الخلايا:


أ - إذا كان مصدر هذه الخلايا الجذعية عن طريق إهلاك الأجنّة البشرية وتدميرها، لاستخدامها في ما يعرف بالعلاج الخلوي، أو تحت مسمى الاستنساخ العلاجي (باتباع تكنولوجيا الاستنساخ المعروفة)، فإن الإسلام يمنع انتهاك حرمة الجنين الآدمي، ولا يسمح بإجراء تجارب الاستنساخ البشري، ولو كان المبرر وجود الحاجة للتداوي والمعالجة لأمراض مستعصية أو خطيرة، فإنه يمنع شرعاً استنساخ الأجنّة للحصول على الخلايا الجذعية الجينية، كما أنه لا يجوز إسقاط الحمل بدون عذر شرعي، أو التبرع بالنطف المذكورة أو المؤنثة لإنتاج بويضات مخصّبة، تتحول بعد ذلك إلى جنين بغرض الحصول على الخلايا الجذعية منه.


ب - أما إذا كان الحصول على هذه الخلايا الجذعية عن طريق الأجنة المجهضة تلقائياً، أو بسبب علاجي مشروع أو من الحبل السري، أو من المشيمة للمواليد، فإنه يجوز ذلك في إطار المباح، على أساس الموازنة الشرعية بين المفاسد والمصالح، بأن تكون الأبحاث والتجارب العلمية أو الطبية جادة وهادفة، وأن تقف عند الحد الشرعي، مع مراعاة الأحكام الشرعية المعتبرة.


جـ - ويجوز أيضاً استخدام الخلايا الجذعية المأخوذة من الأطفال والبالغين على حدّ سواء، من خلايا أنسجة البالغين، كنخاع العظام، والخلايا الدهنية، إذا عبّر الشخص موضوع البحث أو التجريب عن قبوله لذلك، وموافقة ممثله الشرعي (إذا كان طفلاً)، وكان أخذها منه لا يشكل ضرراً عليه، وأمكن تحويلها إلى خلايا علاجية ذات فائدة لشخص مريض، وكان الاستخدام يحقق مصلحة علاجية معتبرة.


د - وأما فيما يتعلق بمسألة استخدام الفائض من اللقاح والأمشاج الآدمية، في مشاريع أطفال الأنابيب (التلقيح الصناعي)، للحصول على الخلايا الجذعية، فإنّ المجمع الفقهي الإسلامي منع تخزين وتجميد اللقائح الآدمية، منعا لاختلال الأنساب وسدّاً لذريعة العبث أو التلاعب بها.


إن السند الشرعي لمشروعية إجراء الأبحاث على الخلايا الجذعية في الحالات الجائزة شرعاً، هو المصلحة العلاجية للمرضى، وعدم الحد من التقدم العلمي في المجالات الطبية، وضرورة البحث في البدائل الممكنة في المسائل التي بها محاذير فقهية وأخلاقية.


فإن الإسلام يحث على التداوي بما فيها الوسائل الحديثة لعلاج الأمراض، لقوله -صلى الله عليه وآله وسلم-: (إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء، فتداووا).


وعلى هذا، وبالنظر إلى آخر التطوّرات في أبحاث الخلايا الجذعية، واستخداماتها المهمة في تجارب علاج الأمراض القلبية، وأمراض الدم والسرطان، وأمراض الدماغ والأعصاب والكلى والكبد والسكري وداء الباركنسون وغيرها، فإننا نهيب بالعالم الإسلامي باقتحام أبحاث الجينات والخلايا الجذعية بكل شجاعة، في إطار كرامة الإنسان واحترام الجنين الآدمي.


كما نهيب بضرورة استصدار تشريعات "بيوأخلاقية"، (لأن التأكيد على الطابع الأخلاقي وحده لا يكفي)، تحدد الضوابط الشرعية والأخلاقية للتجارب الطبية والعلمية على الإنسان.



د محمد عب الغفار الشريف
هنا
 
عودة
أعلى