بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتحدا أحد يعرب هذي الجملة:- أكلوني البراغيث
(أكلوني البراغيث) وهي لغة بني الحارث بن كعب وأزد شنوءة ونسبت لطيء. ينظر شرح الكافية الشافية2/581 والمغني ص 478 وشرح الأشموني2/47.
قال العلاّمة الأهدل فى الكواكب الدرّية:"و من العرب من يلحق الفعل علامة التثنية وهى الألف ، و علامة الجمع وهى الواو , و النون إن كان مؤنثاً".
وقال أبو حيان فى الارتشاف:"حكى اللغويون أن أصحاب هذه اللغة يلتزمون بالعلامة مطلقاً أبداً و لا يفارقونها ".
فتقول (قاما الزيدان)،و(قاموا الزيدون)،و(قمن الهندات) ف(قام) فى الأمثلة الثلاثة فعل ماض , و الألف فى الأول حرف دال على التثنية , و(الواو) فى الثانى حرف دال على جمع الذكور ,و(النون) حرف دال على جمع الإناث , و(الزيدان),و(الزيدون),و(الهندات) فى كلِ فاعل
ومن شواهد المثنى قوله:
تولى قتال المارقين بنفسه ****وقد( أسلماه مُبعَد و حميمُ )
ومن شواهد جمع الذكور قوله:
(يلوموننى فى اشتراء النخيل****أهلى) وكلهم ألومُ
ومن شواهد جمع الإناث قوله:
(رأينَ الغوانى الشيبَ) لاح بعارضى****فأعرضن عنى بالخدود النواضرِ
وتسمى هذه اللغة فى اصطلاح علماء العربيّة لغة(أكلونى البراغيث)
و (البراغيث) جمع برغوث_بالضم_
والإعراب: (أكل) فعل ماض , و (الواو) علامة الجمع , و(النون) للوقاية ,و(الياء) مفعول به, و(البراغيث) فاعل.
وسميت هذه اللغة بذلك ؛ لأنّ لفظ(أكلونى البراغيث) سمع من بعض العرب.
وهى لغة قليلة لطيّىء وأزدشنوءة و بَلحارث . قاله ابن عنقاء , وابن هشام فى المغنى.
وفى مثال (أكلونى البراغيث) شذوذان ذكرهما الشيخ الفاكهى فى الفواكه الجنية فقال ": أحدهما: إلحاق الفعل العلامة.
والثانى:استعمال الواو لما لا يعقل".
فكان حقه أن يقول (أكلتنى البراغيث) ؛ لأنّ البراغيث ليس ممن يعقل, ولكنّ الإمام ابن هشام قال فى المغنى":وقد تستعمل _أى الواو_ لغير العقلاء إذا نزلوا منزلتهم". ثم قال ":وقال ابن الشجرى : عندى أنّ الأكل هنا بمعنى العدوان و الظلم كقوله:
أكلتَ بنيك أكل الضبّ حتى****وجدتَ مرارة الكلأ الوبيل
أى ظلمتهم ."
قال الإمام ابن هشام فى المغنى": وقد حمل بعضهم على هذه اللغة ((ثم عموا و صمّوا كثيرٌ منهم)) , و (( وأسروا النجوى الذين ظلموا)) , وحملها على غير هذه اللغة أولى لضعفها".
وحُمِل عليها أيضاً قول النبىّ _صلى الله عليه و سلم_((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل و ملائكة بالنهار))
قال ابن عنقاء فى غرر الدرر":والأوجه فى الحديث أن (ملائكة) بدل من (واو) يتعاقبون , ثم كونه مبتدأ وخبره جملة (يتعاقبون) ؛ لأنّها ليست من لغة قريش ولا الخطاب لبعض أهلها فيخاطبه _صلى الله عليه و سلم_ بلغته , ولأنّها لقلتها نصّوا على ضعفها فلا يخرّج عليها القرآن و الحديث ما أمكن".