يقول الرسول" صلى الله علية وسلم" { انّ الله يبعثُ لهذة الاُمّة على رأسِ كُلّ مَائة سَنة مَنْ يُجَدّد لها دينَها }
يعد هذا الحديث احدى البشائر بحفظ الله لهذا الدين مهما تقادم الزمان ، وبكفالتة سبحانة باعزاز هذة الامة ببعث المجددين الربانيين الذين يحيونهابعد موات ، ويقظونها من سبات ، بما يحملونة من الهدى والنور، وان هذاالحديث يمنح المسلم طاقة من الامل الاكيد، بان المستقبل للاسلام مهما تكاثرت قوى البشر، وتعاظم طغيان اهل الباطل ،وبان النور سيسطع مهما احلولك الليل ،واشتد الظلام .
وتجب الاشارة الى ان حديث التجديد الذى نحن بصددة ،والاحداديث التى تحمل البشرى بعودة الاسلام، تحمل فى مضمونها تكليفا واستنهاضا لعزم المسلمين بوجوب السعى الدؤوب لتحقيق نصر الله لهذا الدين واعزاز اهلة كما هى سنة الله فى ترتيب المسببات على الاسباب .
وتجب الاشارة الى ان حديث التجديد الذى نحن بصددة ،والاحداديث التى تحمل البشرى بعودة الاسلام، تحمل فى مضمونها تكليفا واستنهاضا لعزم المسلمين بوجوب السعى الدؤوب لتحقيق نصر الله لهذا الدين واعزاز اهلة كما هى سنة الله فى ترتيب المسببات على الاسباب .
- فى قولة" صلى الله علية وسلم " {إنّ الله يبعثُ لهذة الاُمّة} :ان هذا المبعوث لم يعد همة نفسة فقط ، بل تجاوز ذلك ليعيش لهذة الامة ، فهو صاحب عزيمة وهمة ، يعيش هموم امتة ويبذل قصارى جهدة، لينقذ هذة الامة من وهدتها، ويعيد لها ثقتها بدينها، ويردها الى المنهج الصحيح ،مصابرا على ما يعترض سبيلة من عقبات، ومغالبا كل المشقات والتحديات، ليصل الى رفعة هذة الامة وعودة مجدها .
- قولة "صلى الله علية وسلم" :{علَى رأسْ كُلّ مَائة سَنة} :الرأس فى اللغة يمكن ان يراد بة اول الشى ،كما يمكن ان يراد بة آخرة، وقد اختلف العلماء فى المراد بالرأس فى هذا الحديث، فقال بعضهم : المراد :اول المائة ، وقال اخرون :المراد آخرها، وهذا ما اختارة ابن حجر، والطيبى، والعظيم ابادى، وقد احتج العظيم ابادى لاختيارة بكون الامامين الزهرى واحمد ابن حنبل وغيرهما اتفقوا على ان من المجددين على رأس المائة الاولى عمر بن عبد العزيز ،وعلى رأس المائة الثانية الامام الشافعى رحمة الله ، وقد توفى عمر بن عبد العزيز سنة احدى ومائة ، ولة اربعون سنة ، وتوفى الشافعى سنة اربع وماتين ، ولا يمكن عد عمر بن عبد العزيز مجدد المائة الاولى على اعتبار الراى الاول القائل بان المراد بالراس اولها ؛لانة لم يكن مولودا اولها فضلا على ان يكون مجددها .
- هل يشترط لعد المجدد ان تقع وفاتة على راس المائة ؟يشترط بعض العلماء لاسحقاق المجددهذا الوصف ان تقع وفاتة على رأس القرن ،الا ان هذا الراى مرجوح ؛لان كلمة( البعث )فى الحديث تدل على الارسال والاظهار والموت قبض وزوال، فالمقصود من الحديث :ان المجدد من تأتى علية نهاية القرن وقد ظهرت اعمالة التجديدية ، واشتهر بالصلاح ، وعمّ نفعة ، ولا يشترط ان تقع وفاتة قبيل نهاية القرن او ان يبقى حيا حتى يدخل علية القرن التالى .
- هل مجدد القرن واحد او متعدد؟اثار قولة" صلى الله علية وسلم ":{مَنْ يُجَدّد لهَا دينَها }سؤالا فى الماضى والحاضر ، هو :هل المقصود بلفظة (من) فى الحديث فرد واحد ، ام المراد ما هو اوسع من ذلك فيشمل الافراد والجماعات ؟ ذهب كثير من العلماء الى ان المجدد فرد واحد ، وذهب فريق اخر الى ان كلمة (من) فى الحديث للعموم فى اصل وضعها اللغوى ، فتشمل الواحد والجماعة على حد سواء ، ويتبين من خلال البحث ان الرأى الثانى اولى ؛ لان التاريخ والواقع يثبت وجود اكثر من مجدد على رأس كل قرن من القرون الخوال ،ولان مهمة التجديد مهمة ضخمة واسعة لكونها لا تقتصر على جانب واحد من جوانب الدين ، ولان رقعة الامة الاسلامية تمتد على مساحة شاسعة يصعب معها على فرد واحد ان يقوم بعملية التجديد الشامل المطلق .
- المجدَد هو دين الامة وليس الدين نفسة : يلاحظ المتامل فى الحديث انة "صلى الله علية وسلم" اضاف الدين الى الامة ولم يقل يجدد لها الدين ؛ وذلك لان الدين بمعنى المنهج الالهى الذى بعث الله بة رسولة" صلى الله علية وسلم" وما اشتمل علية من عقائد وعبادات واخلاق وشرائع ثابت كما انزلة الله لا يقبل التغيير والتجديد ، واما دين الامة بمعنى علاقة الامة بالدين ومدى تمسكها وتخلقها بة وترجمتها لة واقعا ملموسا على الارض ، فهو المعنى القابل للتجديد ليعيد الناس الى المستوى الذى ينبغى ان يكونوا علية بعقتهم مع الدين .
من شروط المجدد وصفاتة
من شروط المجدد:
- ان يكون المجدد معروفا بصفاء العقيدة وسلامة المنهج :وذلك لان من اخصمهمات التجديد اعادة الاسلام صافيا نقيا من كل العناصر الدخيلة ، وهذا لاي حصل الا اذا كان المجدد من السائرين على منهج الرسول "صلى الل علية وسلم" ،وصحابتة الكرام .
- ان يكون عالما مجتهدا :فيشترط فى المجدد ان يكون محيطا بمدارك الشرع ، قادرا على الفهم والاستنباط مطلعا على احوال عصرة، فقيها بواقعة يقول الماوى :ان على المجدد ان يكون قائما بالحجة ،ناصرا للسنة ،لة ملكة رد المشتبهات الى المحكمات ،وقوة استنباط الحقائق والنظريات من نصوص القران الفرقان وارشاداتة ودلالالتة واقتضاءاتة من قلب حاضر وفؤاد يقظان .
- ان يشمل تجديدة ميدانى الفكر والسلوك فى المجتمع :وذلك لان تصحيح الانحراف من اخص المهمات التى ينبغى ان يقوم بها المجدد ،ومعلوم ان الانحراف يطرأعلى السلوك كما يطرأ على الفكر،بل ان غالب الانحرافات السلوكية منشأها الانحرافات الفكرية.
- ان يعم نفعة اهل زمانة :وذلك لانة رجل مرحلة زمنية نتمتد قرنا من الزمن ،فلابد اذا ان يكون منارا يستضئ بة الناس ويسترشدون بهداة حتى مبعث المجدد الجديد على الاقل ،وهذا يقتضى ان يعم على المجدد ونفعة اهل عصرة ،وان تترك جهودة الاصلاحية اثر بينا فى فكر الناس وسلوكهم .
الدولة الاموية للصلابى
