بنت الشهداء
Well-Known Member
امراض القلوب
يقولون انالمرض فى الابدان وايضا فى الاديانومن هنا نبدأ الحديث فمن المتعارف عليه على مر العصور والايام انه ليس كل ما سمى مرضا يكون بالضرورة مرض فى البدن فربما يكون ذ لك المرض فىالنفس او فى العقيدة ونعنى بذ لك - بالطبع- العقيدة غير الصحيحة وهذا بلا شك أخطر بكثير من المرض الجسدى ومن هنا جاءت الفكرة أن يهتم بعض العلماء بالقاء الضوء على هذه الامراض التى تصيبالروح قبل الجسد وليس الامر يقتصر على امراض دون غيرها فهناك بلا شك علاقة وثيقة تربط بينهم وتشمل هذه المقدمة نقاط ثلاث هى مامعنى المرض وماهى انواع الامراض ثم كيف يمكن ان نشخص الامراض ونبدأ بالحديث عن ماهوالمرض و نستعرض هنا لقولين اما الاول فهو ما ورد فى احد الكتب القيمة وهو كتاب (الانسان ذلك المجهول) للكاتب الكسيس كاريل من تعريب الاستاذ / شفيق فريد ويتحد ث فى احد فصوله عن المرض فيقول( يشتمل المرض على اضطراب وظيفى واخر تكوينى وله وجهات عديدة فهناك امراض للقلب وهناك امراض للجهاز الهضمى ؛الخ - ولكن الجسم يحتفظ بوحدته نفسها فى حالتى المرض والصحة على السواء) وقد وضع الكاتب الامراض فى طائفتين كبيرتين الاولى وهى طائفة الامراض المعد ية والتى تسببها الميكروبات- و الاخرى هىامراض الانحلال التى تحدث من وجود مواد تفرز من داخل الجسم نفسه- ومعظم هذه الامراض جاءت نتيجة للحضارة وتلوث البيئة نتيجة الدخول فى عصر الالة- ولن نستطيع ان نفهم خصائص هذه الامراض قبل ان نتأمل طبيعةنشاطنا العقلى فالجسم والوجدان وان كانا بارزين كلا على حدة الا انهما غير منفصلين تماما سواء فى المرض او فى الصحة و من ناحية اخرى قد ورد فى تفسير القرطبى أن ابن فارس وهو من علماء اللغة قال( ان المرض هو كل ماخرج بالانسان عن حد الصحة من علة او نفاق أوتقصير فى أمرما ) و هنا لعلنا نستشف من هذا التعريف انه يمكن للمرء ان يعرف ان المرض لا يكون فقط فى الجسد بل ايضا يكون فى النفس فمن المعلوم الان ان النفس تمرض كما يمرض الجسدو نخلص من هذا الى ان المرض (علة تصيب عضو ما من اعضاء الجسم تنال من وظائفه اما بالعطب او بالقصور ويتداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ولمعظم الامراض اعراض وعلامات تميزها عن غيرها من الامراض ) وقد سئل فضيلة الشيخ الشعراوى فى تفسير قوله تعالى فى اول سورة البقرة(فىقُلوبهم مَّرضٌ فزادهُم اللَّهُ مَرضاً}. ما المقصود بأمراض القلب؟ وهل هي أمراض حسية أو معنوية يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي: المرض هو خروج الجسم عن حد الاعتدال.. ولا تذكر أن لك بطناً إلا إذا آلمتك.. ولا تذكر أن لك كلية إلا إذا آلمتك.. ولا تؤلم الأعضاء إلا إذا خرجت عن حد الاعتدال. فخروج الجسم عن حد الاعتدال يدلك عليه، والدلالة تكون بالألم.. وهذا الألم ظاهرة صحية، لأنه إنذار بمرض.. والأمراض التي تأتي بدون ألم أشد استعصاء على العلاج. ويضيف فضيلة الإمام: أما القلب، فهو في صورته الحسية مضخة دم، وهو يعطي الحياة والحركة.. هذا في الماديات. أما في الأمور المعنوية. فإن المعقولات تتركز وتتحول إلى قضايا تعقد في القلب عقداً لا تطفو بعده من جديد.. وتسير حركة الحياة على وفق هذه القضايا، والحيز الذي يشغله القلب هو الفؤاد، والقلب وفؤاده في الصدر. إذن هناك قلب وفؤاد وصدر.. ساعة يتحدث الله عن القلب يتحدث بأساليب مختلفة يقول مثلاً: {وأصبحَ فُؤاد أمّ مُوسى فارغاً} أي لا قلب لها؛ لأنه يقول سبحانه وتعالى: {لَولا أن رَّبطْنا على قلبِها}. ويقول سبحانه وتعالى: {ألمْ نشْرَح لكَ صدركَ} فالشرح للصدر كله، لا للقلب ولا للفؤاد وحدهما. فالمراد إذن من مرض القلب في الآية الكريمة هو المرض المعنوي.. وهو الخروج عن حد الاعتدال.. وما حد اعتدال القلب؟ إن حد اعتداله أن يكون بصدد أي عقيدة تعرض عليه فارغاً منها ومن سواها، ثم يناقش القضيتين، فأيهما يقتنع به يدخله في قلبه. أما أن يبقى قضية فيه ثم يناقش الأخرى، فليس في هذه عدالة استقبال أو اعتدال في صحة القلب.. بل حد اعتداله: أن تخرج الاثنتين من قلبك، وأن تناقش القضيتين، وتدخل أرجحهما فيه، هذا هو الحق والاعتدال. لأن الله ما جعل لرجل من قلبين في جوفه حتى يناقش بهما قضيتين بل هو قلب واحد، وحيز واحد، والحيز الواحد لا يدخل، ولا يتداخل فيه مظروفان أبداً. فإذا كان في قلبك قضية ثم ناقشت الأخرى؛ فلن تدخل الأخرى أبداً. ثانيا أنواع الامراض: وتتنوع امراض القلب- مثل كل الامراض- الى انواع ثلاثة يمكن حصرها فى امراض عضويةواخرى نفسية وزد على ذلك الامراض الايمانية- وهى الاخطر على الاطلاق حيث ان الاوليين- سبب للالم والشقاء فى الحياة الدنيا فقط بينما الثالثة سبب للشقاء فى الدارين الاولى والاخرة ( ومن يعرض عن ذكر ربه فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى) فعلى سبيل المثال اذا قلنا مرض قصور شرايين القلب فأننا نعنى بذلك مرضا عضويا واذا قلنا الاكتئاب فاننا نعنى بذلك مرضيا نفسيا -وقد توجد منطقة رمادية بين الاثنين فيما يعرف بالامراض النفسجسمانيه يشمل ذلك المريض -الذى يحير العديد من الاطباء بان يعطى اعراضا تتشابهه لامراض قلبية عضوية دون ان يكون مصابا باى منها بعد استنفاذ كل الفحوص اللازمة والنوع الثالث والاخطر هنا هو الامراض الايمانية وهى الامراض التى تم الاشارة اليها فى القرآن الكريم والتى نعنى بعرضها هنا بشىء من التفصيل وقد ورد فىكتب التفاسير الكثير من الشرح لهذه الامراض ومنها تفسير الامام القرطبى الذى ذكر فيه عشرة اوصاف او اسماء لها هى : (الختم والطبع والضيق والمرض والرين والموت والقساوة والانصراف والحمية والإنكار) فقال في الإنكار قلوبهم منكرة وهم مستكبرون )وقال فى الحمية إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية)- وقال في الانصراف ثم أنصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لايفقهون)- وقال في القساوة : (فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله) وقال ثم قست قلوبكم من بعد ذلك)- وقال في الموت أو من كان ميتا فأحييناه) وقال( إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله)- وقال في الرين كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) وقال في المرض في قلوبهم مرض)- وقال في الضيق ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا)- وقال في الطبع فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون) وقال بل طبع الله عليها بكفرهم) -وقال في الختم ختم الله على قلوبهم) وسيأتي بيانها كلها في مواضعها إن شاء الله تعالى
يتبع........
المصدر
http://www.muslimtents.com/zakihassan/dis.htm