داء الصباغ الدموي (الهيموكروماتوز) HAEMOCHROMATOSIS

winter rose

مشرفة بالجامعةزهرة كتاب العرب
طاقم الإدارة


داء الصباغ الدموي (الهيموكروماتوز)
HAEMOCHROMATOSIS


في هذا المرض تزداد كمية الحديد الكلية في الجسم مما يؤدي لترسبه في العديد من أجهزة الجسم بما فيها الكبد وإلحاق الأذى بها. قد يكون بدئياً أو أولياً ناجماً عن أمراض أخرى.

I. داء الصباغ الدموي (الأولي) الوراثي:
HEREDITARY (PRIMARY) HAEMOCHROMATOSIS:
في هذا الشكل من داء الصباغ الدموي تصل كمية الحديد الكلية في الجسم إلى 20-60 غرام (الطبيعي 4 غرام) يترسب هذا الحديد في أنحاء الجسم. تشمل الأجهزة المهمة التي تشملها الإصابة كلاً من الكبد وجزيرات المعثكلة والغدد الصم والقلب.

يحدث ترسب الحديد أولاً في الخلايا الكبدية حول البابية ليمتد لاحقاً إلى كل تلك الخلايا. يؤدي التطور التدريجي للحواجز الليفية إلى تشكل عقيدات غير منتظمة، وفي النهاية يؤدي التجدد إلى التشمع كبير العقيدات. قد يحدث فرط الحديد الكبدي في التشمع الكحولي ولكنه خفيف بالمقارنة مع داء الصباغ الدموي.

A. السببيات:
ينجم داء الصباغ الدموي الوراثي عن زيادة امتصاص الحديد الوارد مع القوت هذا العجز عن الحد من امتصاص الحديد يورث على شكل خلة جسمية مقهورة تتوضع مورثتها على الصبغي 6.
إن حوالي 9% من المرضى لديهم طفرة وحيدة البؤرة تؤدي لحلول السيستئين محل التيروزين عند الموضع 282 (C282Y) في البروتين ذي البنية التركيبية والوظيفية المشابهة لبروتينات HLA يسمى HFE.

إن الدور الدقيق لبروتين HFE في تنظيم امتصاص الحديد غير معروف. على كل حال يعتقد أن هذا البروتين يكون غائباً من الغشاء القاعدي الوحشي لخلايا الظهارة المعوية حيث يتآثر Interact في الحالة الطبيعية مع مستقبل ترانسفيرين إن هذا الخلل في قبط الحديد المرافق مع الترانسفيرين قد يؤدي إلى تنظيم أعلى لنواقل المعدن ثنائي التكافؤ النوعية لحديد الخلايا المعوية ويؤدي أيضاً لزيادة معدل امتصاص الحديد.

كذلك يمكن لطفرة هيستدين إلى حمض الأسبارتيك عند الموضع 63 (H63D) في البروتين HFE أن تسبب داء الصباغ الدموي أيضاً ولكنه يكون أقل شدة ويشاهد بشكل شائع عند مرضى متغايري اللواقح وبنفس الوقت يحملون الأليل C282Y المصاب بالطفرة.

ربما نجد أن أقل من 50% من متماثلي اللواقح بالنسبة لـ C282Y ستتطور لديهم مظاهر سريرية لداء الصباغ الدموي الوراثي لذلك يجب أن تكون هناك عوامل أخرى هامة. إن ضياع الحديد خلال الحيض والحمل قد يحمي الإناث من الإصابة بهذا المرض حيث أن 90% من المرضى من الذكور.

B. المظاهر السريرية:
يظهر هذا المرض عادة عند الرجال بأعمار 40 سنة أو أكثر، وهو يتظاهر بعلامات التشمع الكبدي (ولاسيما الضخامة الكبدية) أو بالداء السكري أو بقصور القلب. تشاهد تصبغات رمادية جلدية نتيجة فرط الميلانين.

ولاسيما في الأجزاء المكشوفة والإبطين والمغبنين والمنطقة التناسلية (ولذلك يسمى بالسكري البرونزي)، كذلك من الشائع أن يصاب المريض بالعنانة ونقص الشبق وضمور الخصيتين والتهاب المفاصل والكلاس الغضروفي الناجم عن ترسب كالسيوم بيروفوسفات. حالياً تزداد معرفتنا أيضاً بظهور أعراض سريرية باكرة مثل التعب والوهن والاعتلال المفصلي.

C. الاستقصاءات:
يرتفع تركيز فبرتين المصل بشكل كبير، كذلك يرتفع تركيز حديد المصل أيضاً مع ارتفاع السعة الرابطة للحديد. قد يظهر التصوير المقطعي المحوسب مظاهر زيادة الحديد في الكبد.

يؤكد التشخيص بالخزعة الكبدية التي تظهر وجود ترسبات كثيفة من الحديد وتليف قد يتطور إلى تشمع. يمكن قياس محتوى الكبد من الحديد بشكل مباشر كذلك يمكن كشف طفرات C282Y و H63D.

D. التدبير:
يتألف العلاج من فصادة 500 مل من الدم أسبوعياً (250 ملغ حديد) إلى أن يصل تركيز حديد المصل للمجال الطبيعي، قد يتطلب هذا الأمر مرور عامين أو أكثر من الفصادة الأسبوعية بعد ذلك نستمر بالفصادة بقصد الحفاظ على تركيز فيرتين المصل طبيعياً. المعالجات الأخرى تتضمن العلاجات الخاصة بالتشمع والداء السكري.

يجب استقصاء أفراد العائلة من الدرجة الأولى ويتم ذلك بالمسح المورثي وفحص فيرتين المصل والسعة الرابطة للحديد أيضاً. تستطب خزعة الكبد للأقارب اللاأعراضيين إذا كانت اختبارات وظائف الكبد شاذة و/أو كان فيرتين المصل يزيد عن 1000 مكغ/ليتر، لأن هذه الموجودات تترافق مع تليف أو تشمع ملحوظين. كذلك يجب علاج الداء اللاأعراضي بالفصد وذلك عند ارتفاع تركيز فيرتين المصل لقيم تزيد عن المجال الطبيعي.

E. الإنذار:
إن إنذار داء الصباغ الدموي الوراثي جيد بالمقارنة مع بقية أشكال التشمع، حيث أن ثلاثة أرباع المرضى يعيشون لمدة 5 سنوات بعد التشخيص، ينجم ذلك ربما عن أن وظائف الكبد تكون جيدة عند التشخيص وتتحسن لاحقاً بالعلاج.

بما أن الكارسينوما الكبدية هي السبب الرئيسي لموت هؤلاء المرضى وهي تحدث عند حوالي ثلث الذين يصابون بالتشمع بغض النظر عن العلاج لذلك فإن سبر هذه المجموعة من المرضى أمر ملح لا غنى عنه.

II. فرط الحمل بالحديد المكتسب (داء الصباغ الدموي الثانوي):
ACQUIRED IRON OVERLOAD (SECONDARY HAEMOCHROMATOSIS):
تترافق العديد من الحالات مثل الاضطرابات الانحلالية المزمنة وفقر الدم بالأرومات الحديدية والحالات التي تحتاج لنقل دم متكرر (أكثر من 50 ليتراً) والبورفيريا الجلدية الآجلة وفرط الحمل بالحديد الوارد مع الغذاء وأحياناً التشمع الكحولي، تترافق كل هذه الحالات مع سحار حديدي ثانوي واسع الانتشار.

إن المظاهر مشابهة لتلك الناجمة عن داء الصباغ الدموي، ولكن القصة المرضية والموجودات السريرية تشير للتشخيص الحقيقي (السبب المستبطن). يكون بعض المرضى متخالفي اللواقح بالنسبة لمورثة داء الصباغ الدموي الأولي وهو العامل الذي قد يساهم في تطور فرط الحمل من الحديد.


ديفيدسون Davidson's

البوابة الطبية
 
عودة
أعلى