نفسي أخلف ولد يحمل اسمي، "لأ أنا عايزة بنوتة زي القمر أفرح بيها"، تلخص هاتان العبارتان حالات الجدل المحتدمة بين ملايين الأسر حول إنجاب الأطفال، ويتناسى الزوجان أنها إرادة الله وسنته في توازن الكون.
وقد ظهرت موضة جديدة تنتشر خصوصا بين الشباب وحديثي الزواج وهي استغلال ما توصلت إليه الأبحاث العلمية لتحديد جنس الجنين، وأصبح الإقبال على هذه العيادات والمعامل رهيبا ويدفع فيه الراغبون عدة آلاف فيما يشبه التجارة بالأسواق.
وعبر العصور المختلفة، ظل أمر جنس المولود المنتظر هو شغل الوالدين الشاغل فهناك كل يوم الجديد والجديد في عالم الطب بما يخص تلك المسألة ، حيث تشير بعص الأبحاث العلمية الحديثة إلى أنه يمكن للمرأة أن تختار نوع المولود الذى تتمناه وذلك إما عن طريق التلقيح المعملى وحقن البويضات الملقحة المرغوبة داخل رحم المرأة مباشرة ، أو تغيير الوسط سواء كان حمضى أو قلوى فى مهبل المرأة وقت الجماع أو عن طريق التركيز على بعض المأكولات والإبتعاد عن الأخرى قبل الحمل بحوالي 45 يوما ، حيث يقال إنه مع تناول الأشياء المالحة يكون المولود ذكرا ، والأشياء الحلوة يكون المولود أنثى .
وهناك من يحاول توفيق وتحديد تلك العملية عن طريق أوقات معينة للجماع بين الزوجين وربطها بتوقيتات معينة للدورة الشهرية للمرأة ، وتعتمد هذه الطريقة من الناحية العلمية على الخصائص الفيزيائية للحيوانات المنوية التي تختلف عن طبيعة البويضات الأنثوية ، بحيث وجدت الأبحاث أن الحيوان المنوي الذكري خفيف الوزن , سريع الحركة ولكنه يعيش فترة قصيرة من الزمن مدتها 6 ساعات, في حين أن البويضة الأنثوية ثقيلة الوزن بطيئة الحركة وتعيش لفترة زمنية أطول مدتها تقريبا 24 ساعة .
وقد قامت شبكة الإعلام العربية "محيط " باستطلاع آراء الخبراء فى هذا لمعرفة الحقيقة العلمية لإمكانية التحكم في اختيار نوع الجنين ومدي شرعية هذا الأمر من الناحية الدينية.
أكد الدكتور ياسر أبو العينين أخصائي النساء والتوليد: "أن اختيار نوع الجنين كونه ولد أو بنت هو كلام من الناحية النظرية جائز جدا وممكن ولكنه من الناحية العملية غير ممكن فهي كلها مجرد افتراضات ونظريات علمية لم تطبق بشكل عملي "، مشيرا إلى أنه إذا حدث مثل ذلك الأمر فإنه يكون من خلال طفل أنابيب وليس داخل رحم .
ويضيف :" إنه توجد أيضا دراسات تشير إلى أنه يمكن تحديد نوع الجنين من خلال نوعية الطعام التي ربما تزيد من نسبة الذكورة أو الأنوثة فتجعل النوع ذكرا أو أنثى حسب رغبة الأب والأم ، ولكنها أيضا من وجهة نظري كلها افتراضات علمية بحتة".
ويقول الدكتور نبيل أمين استشاري المسالك البولية وطب وجراحة الجهاز التناسلي: "إن هناك طرق غير طبية وأخرى طبية للتحكم في اختيار نوع المولود ، فمن الكلام غير الطبي إنه إذا سبق ماء الرجل ماء الزوجة يكون المولود ذكرا ولو ماء الزوجة سبق ماء الرجل يكون المولد انثى ، كما انه من الكلام غير الطبي أيضا أن يقال إن هناك أكلات معينة إذا تم تناولها نرزق ولد وأكلات أخرى للبنت وهذا كله كلام "بكش" وغير صحيح ولا يصح أن يصدر على لسان أى طبيب".
ويضيف قائلا :" لكن الكلام الطبي العلمي هو أنه يمكننا التحكم في اختيار نوع الجنين من خلال الجنين قبل زراعته في رحم أمه ، حيث نأخذ منه خلية واحدة من الـ 16 او الـ32 خلية ونبحث من الكروموسومات الخاصة به فالبنت تكون xx والولد يكون xy ونحلل تحت الميكروسكوب تلك الخلية ونعرف من الحيوان المنوي هل المولود ولد أم بنت قبل أن يلتقي بالبويضة " ، مشيرا إلى ان المقصود بقوله تعالي {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } أى يعلم قدره ويعلم هل سيكون سعيدا أم تعيسا وهل سيتزوج أم لا وهل سيكون غنيا أم فقيرا ، ولكن كونه ذكرا أم انثى فالعلم وصل لمعرفتها بمنتهي البساطة حتى لو الجنين عمره خمسة أشهر في بطن أمه" .
وأوضح :" أنه يتم معرفة نوع المولود من خلال الحيوان المنوي وليس من البويض
شبكه اخبار محيط