أورام الكلية
TUMOURS OF THE KIDNEY
تشكل أورام الكلية حوالي 3% من كل الخباثات، وقد تصاب الكلية بأنواع مختلفة من الأورام الحميدة والخبيثة والنقائلية. تعد الكارسينوما الغدية الكلوية أشيع ورم عند البالغين، بينما يحدث الورم الأرومي الكلوي (ورم ويلمس) بشكل أشيع عند الأطفال (هو الورم الكلوي الأشيع لديهم).
I. الكارسينوما الغدية الكلوية RENAL ADENOCARCINOMA:
يعد أشيع ورم كلوي خبيث عند البالغين، وهو يحدث بنسبة 16 حالة لكل 100000 مواطن. وهو يحدث عند الذكور بنسبة ضعفي حدوثه عند الإناث. تقع ذروة حدوثه بعمر 65-75 سنة ومن غير الشائع أن يحدث عند أشخاص تقل أعمارهم عن 40 سنة. ينشأ هذا الورم من الأنابيب الكلوية، يتميز بمظهر مزيج من الذهبي - الأصفر والأحمر نتيجة وجود المزيج من النزف والتنخر على سطح القطع.
بالفحص المجهري. توجد أنماط خلوية رائقة وحبيبية (الأولى هي الأشيع). ينتشر بشكل باكر إلى الحويضة الكلوية مسبباً ظهور بيلة دموية، وبشكل باكر أيضاً يغزو الوريد الكلوي ومنه يمتد غالباً إلى الوريد الأجوف السفلي. من الشائع أن ينتشر بشكل مباشر إلى الأنسجة حول الكلوية. يحدث الانتشار بالطريق اللمفاوي إلى العقد حول الأبهر، بينما نجد أن النقائل المحمولة بالدم (تكون وحيدة أحياناً) قد تنتشر إلى أي مكان من الجسم.
A. المظاهر السريرية:
يراجع حوالي 60% من المرضى ببيلة دموية، و 40% بألم في الخاصرة و 25% فقط يراجعون بشكوى وجود كتلة. إن الثلاثي المكون من الألم والبيلة الدموية والكتلة مظهر مهم ولكنه متأخر ويلاحظ فقط في 15% من الحالات. قد يظهر طيف واسع من التأثيرات الجهازية تشمل الحمى وارتفاع سرعة التثفل وكثرة الكريات الحمر واضطرابات التخثر واضطراب البروتينات البلازمية واختبارات وظائف الكبد. قد يراجع المريض بحمى مجهولة السبب أو في حالات نادرة يراجع باعتلال أعصاب.
قد تنجم التأثيرات الجهازية أحياناً عن إفراز الورم لبعض المواد مثل الرينين والإريثروبيوتين وهرمون جارات الدرق ومنبهات القند. تختفي هذه التأثيرات عندما يستأصل الورم ولكنها قد تعود للظهور عند تطور النقائل، وبالتالي يمكن الاعتماد عليها كعلامات أو مؤشرات على الفعالية الورمية.
B. الاستقصاءات:
عادة نبدأ الاستقصاءات بإجراء تصوير كلوي بأمواج فوق الصوت للتمييز بين الورم الصلب والكيسات الكلوية البسيطة. بعد ذلك يجرى تصوير طبقي مع حقن وسيط تباين للبطن والصدر لتحديد مرحلة الورم (انظر الشكل ).
تبلغ نسبة البقيا لخمس سنوات حوالي 75% في حال كان الورم محصوراً ضمن الكلية، ولكنها تنخفض إلى 5% فقط في حال وجود نقائل بعيدة.
الشكل : الكارسينوما الغدية الكلوية.
في هذا المقطع نلاحظ أن الكلية اليمنى متضخمة نتيجة وجود ورم منخفض الكثافة لم يقبط وسيط التباين الشعاعي. ونلاحظ أن هذا الورم ممتدٌ إلى الوريد الكلوي والوريد الأجوف السفلي (السهم).
C. التدبير والإنذار:
يجرى استئصال كلية جذري (عند إمكانية ذلك) وذلك يشمل استئصال المحفظة اللفافية حول الكلية والعقد اللمفاوية حول الأبهر بنفس جهة الكلية المستأصلة. إن هذا الورم مقاوم للعلاج الشعاعي والكيماوي ولكن لوحظ الحصول على بعض الفائدة من المعالجة المثبطة للمناعة باستخدام الإنترفيرون والإنترلوكن-2. يجب دوماً التفكير باستئصال الكلية حتى في حال وجود نقائل، حيث أن ذلك لا يؤدي فقط لاختفاء التأثيرات الجهازية الناجمة عن الورم بل إنه قد يؤدي لهجوع النقائل. تميل النقائل الوحيدة لأن تبقى كذلك لفترة طويلة من الزمن مما يجعل استئصالها الجراحي إجراءً مفيداً غالباً.
II. الورم الأرومي الكلوي NEPHROBLASTOMA:
يعد أشهر سرطان كلوي يحدث عند الأطفال بتواتر يبلغ 7 حالات لكل مليون طفل سنوياً. يحدث عادة عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 سنوات. ربما يشتق هذا الورم من نسيج الأديم المتوسط الجنيني، ومن الناحية المجهرية فهو يتكون من مزيج من الخلايا المغزلية والخلايا الظهارية والألياف العضلية. نموه سريع وينتشر موضعياً بشكل مبكر بما في ذلك انتشاره السريع إلى الوريد الكلوي. يغزو الحويضة الكلوية بشكل متأخر ولذلك تلاحظ البيلة الدموية عند 15% فقط من المرضى. تظهر النقائل البعيدة بشكل شائع في الرئتين والكبد والعظام. إن الأورام التي تظهر في السنة الأولى من العمر تكون ذات إنذار أفضل.
A. المظاهر السريرية:
العلامة الرئيسة هي ظهور كتلة بطنية كبيرة، وقد يترافق في حالات قليلة مع مظاهر سريرية تحدث عادة مترافقة مع الكارسينوما الكلوية عند البالغين مثل الحمى أو ارتفاع التوتر الشرياني.
B. الاستقصاءات:
إن التصوير المقطعي المحوسب للبطن والصدر ضروري جداً للتشخيص وتحديد مرحلة الورم. التشخيص التفريقي الأساسي يشمل الورم الأرومي العصبي الذي يشمل الكظر، ولكن يجب التفكير ببقية أسباب ضخامة الكلية مثل استسقاء الكلية والداء الكيسي. يكون الورم ثنائي الجانب عند 5-10% من المرضى.
C. التدبير:
عادة تستأصل الكلية المصابة عبر البطن مع استئصال الكتلة الواسع بعد ربط السويقة الكلوية، يتبع هذا العمل الجراحي بمعالجة كيماوية باستخدام محضر داكتينومايسين ومحضر فينكريستين، ويحتفظ بالمعالجة الشعاعية للبقايا الورمية المحتملة. بتطبيق هذه الخطة العلاجية الشاملة تحسنت البقيا لمدة 5 سنوات من 10% إلى 80%.
III. المتلازمات الورمية TUMOUR SYNDROMES:
يوجد حالتان غير شائعتان تورثان كخلة جسمية قاهرة، وتترافقان مع تشكل عدة أورام كلوية في مرحلة البلوغ وما بعدها. في حالة التصلب الحدبي يستعاض عن النسيج الكلوي بالعديد من الأورام الشحمية العضلية الوعائية (حدبات) التي قد تسبب أحياناً قصوراً كلوياً في مرحلة البلوغ وما بعدها. تشمل الأجهزة الأخرى المتأثرة كلاً من الجلد (الغدوم الزهمي على الوجه) والدماغ (مما يؤدي لحدوث اختلاجات وتخلف عقلي). تترافق متلازمة فون هيبل-ليندو مع تشكل عدة كيسات كلوية وغدومات كلوية وكارسينوما غدية كلوية أيضاً. تشمل الأجهزة الأخرى المتأثرة كلاً من الجملة العصبية المركزية (أورام أرومية وعائية) والكظرين (ورم القواتم).
البوابة الطبية