إبداعات المسلمين العلمية سبب نهضة أوربا المعاصرة

ابو ابراهيم

مشرف كليه الطب
طاقم الإدارة
أكد الباحث المصري رشدي راشد عدم صحة ماتردده بعض الدوائر الغربية من أن دور المسلمين كان مقصورا علي ترجمة التراث الفلسفي اليوناني بدون أي إبداع علمي او حضاري

واشار إلي أن المسلمين ترجموا التراث اليوناني واضافو إليه وأنتجوا علوما في الفلك وعلم الهيئة والفلسفة والرياضيات والزراعة وغيرها.

وشدد في كلمته أمام مؤتمر "التواصل التراثي " الذي عقدته مكتبة الإسكندرية يوم الثلاثاء بأنه لولا جهود علماء المسلمين لما تم نقل الأصول اليونانية إلى العربية ومنها إلي العالم وتجديدها .

وإضافة وانتاج علوم جديدة في مجالات العلم والمعرفة المختلفة كانت الأساس الذي بني عليه الأوربيون حضارتهم المعاصرة ولافتا إلي أنه لولا المسلمين لظلت الفلسفة اليونانية جامدة ولامعتي أو فائدة منها .

وأشار الدكتور عبد الله الغنيم الأستاذ بجامعة الكويت إلي أن علم الجغرافيا عند العرب لم يكن منفصلاً أو منبتَّ الصلة عن تطور ذلك العلم عند الأمم القديمة السابقة عليهم.

فقد ترجم العرب أعمال علماء اليونان والرومان والفرس والهنود، وامتحنوا أفكارهم ونظرياتهم،وأخضعوها للتجربة وبرز ذلك في اثبات العرب فكرة كروية الأرض.

وإعادتهم النظر في حساب درجة العرضية، وتطوير صناعة الخرائط، مستفيدين من فكرة الأقاليم السبعة التي قسَّم إليها القدماءُ الأرض.

كما نظروا فيما قدمه أرسطو وغيره من العلماء في مجال الآثار العُلويَّة واستعرضوا رؤيتهم لأسباب حدوث الزلازل والبراكين والظواهر الجوية المختلفة.

وقدموا مجموعة من الإضافات الجوهرية في هذا المجال. مما أدي إلى تحريك عجلة التطور العلمي في مجال الجغرافيا في عصر النهضة العربية.

ولفت الدكتور أيمن فؤاد سيد استاذ المخطوطات بالجامعات المصرية في كلمته حول (أصول ومقدمات التراث العربي من خلال (كتاب الفهرست للنديم ) إلي أن كتاب الفهرست لمحمد بن إسحاق النديم يقدم أشمل عرض لأصول الثقافة العربية الإسلامية ومناهلها المختلفة.

واشار إلي أن هذا الكتاب يعرض لنا الأصول الأولى للتأليف والتصنيف عند المحدثين والإخباريين ونشأة علمي النحو واللغة وتطورهما حتى قرب نهاية القرن الرابع الهجري.


700008.jpg

مؤتمر التواصل التراثي


كما أن العرض الذي يقدمه لتعرُّف الحضارة الإسلامية إلى الفكر اليوناني وأخذها عنه نقلاً وترجمةً ثم استيعاباً وإبداعاً، لا نجده بهذا التفصيل عند مؤلِّف آخر.

وواضاف بأن الكتاب يقدم ايضا عرضا للأعمال الأولى للمؤلفين والمبدعين العرب والمسلمين في مجالات العلوم المختلفة ، التي لم يصل إلينا أغلبها.

والتي كانت أساساً للمؤلفات الإبداعية التي أنتجها العلماء المسلمين حلال القرنين الثالث والرابع للهجرة، بحيث يعدُّ كتاب "الفهرست " للنديم كتاباً مؤسساً في حركة الإنتاج الفكري العربي الإسلامي وتأثيرها في الفكر الإنساني.

وفي كلمته حول "حماماتُ السوق تراثٌ إسلاميٌّ متوارث" أوضح الباحث في المخطوطات الدكتور عادل محمد زيادة من مصر إن فكرة بناء الحمَّامات العامة في كثير من المجتمعات على مرِّ العصور ولدت بسبب ما أوجبته العقائد الدينية وطقوسها منذ القدم في استخدام الماء للنظافة والطهارة .

ولفت إلي أن بعض المدن العربية التي أُنشئت قبل الإسلام احتفظت ببقايا حمَّامات إغريقية ورومانية أمدتنا بمعلومات مستوفاة عن تخطيط تلك الحمَّامات وطرق تسخينها.

وكان لوجود مثل هذه الحمَّامات أثر كبير في عمارة الحمَّامات العامة في العصر الإسلامي بالمدن السورية بصفة خاصة والمدن الإسلامية بصفة عامة باعتبار النظافة الشخصية أحد موجبات الطهارة اللازمة لأداء العبادات.

وهو ما يتميز به الإسلام عن الأديان الاخري ، وكذلك طريقة التسخين التي طورها المعماريون فيما بعد خلال العصر الإسلامي.

ولفت إلي أن المعماريين المسلمين حققوا إنجازات حضارية في تطوير العناصر المعمارية والزخرفية للحمامات مشيرا إلي أنه من الثابت تاريخياً أن قدماء اليونانيين قد عرفوا حمَّامات البخار الساخن منذ القرن الخامس قبل الميلاد .

وازداد إقبال اليونانيين عليها حتى أصبحت بديلة عن الميادين الرياضية، وكان يُطلق على حمَّام البخار هذا لفظة Tholos.

وأضاف بأن الرومان ورثوا الحمَّام الإغريقي كمنشأة عامة وأخذوا في تطويره وزيادة ملحقاته. ثم ورثت الحضارة الإسلامية الحمَّامات العامة ضمن ما ورثته من منجزات الحضارات السابقة عليها.

ولفت إلي أن كثرة إنشاء الحمَّامات العامة في المدن الإسلامية يرجع لارتباطها بدعوة الإسلام للنظافة والتطهر. وأن إنشاءها لم يكن دليل حضارة أو ترف وغنى فحسب، بل لضرورات اجتماعية لا غنى عنها بالنسبة للرجال والنساء على السواء.

477947.jpg

كتاب التراث العلمي عند العرب


وأشار إلي أن دور الحمَّامات العامة لم يقتصر في المدن الإسلامية على وظيفتها الأساسية وحدها بل تعداها إلى أبعد من ذلك بكثير لتحتل مركزاً رئيسياً على الأصعدة الدينية والاجتماعية والأدبية.

وشدد علي أن المسلمين طوروا وقدموا الكثير في مجال فن تخطيط الحمَّامات في بعض أقاليمهم بما يتوافق مع طبيعة المناخ، وبما يتوافق أيضاً مع عاداتهم وتقاليدهم.

وتناولت الباحثة د. ماجدة محمد أنور من مصر قضية (النَّقْط وضبط الكلام من اليونانية والسريانية إلى اللغة العربية
) وأوضحت أن التراث الفكري للغة اليونانية يعد من أهم المصادر التي يتعين الرجوع إليها بحثاً عن العناصر التي أثرت في اللغتين السريانية والعربية معاً.

ولفتت إلي أن الفلاسفة اليونانيون بحثوا نظام ضبط الكلام أو النبرات المميزة للكلام، وهو ما أُطلق عليه مصطلح "التنغيم"، ضمن مباحثهم الفلسفية، فأبرزوا أهمية التنغيم في الأسلوب الخطابي لما له من تأثير قوي في نفس السامع.

ومن ثم ارتبطت دراسة هذه الظاهرة بمباحثهم في الخطابة، حيث اتخذها السفسطائيون وسيلة من وسائل التأثير في الجماهير. واعتمدت دراسة الخطابة عندهم على تلقين مبادئ اللغة والأسلوب والموضوع وكيفية استخراج البراهين وحقائق الأشياء من الألفاظ نفسها.


وأشارت إلي أن أرسطو قد استفاد من مباحث السفسطائيين في فن الخطابة، وحاول أن يضع لهذا الفن أسساً وقواعد فيما يُسمى بفن الخطابة (الريطوريقا)، مركِّزاً على دور التنغيم في تعزيز قدرة الخطيب على الإقناع المنطقي.

ونبهت إلي أن السريان عرفوا التنغيم من خلال ترجماتهم للتراث اليوناني، وبدأو في دراسته وتطبيقه على قراءة النصوص الدينية بغرض فهم تلك النصوص وتوضيح معانيها، وضبط الكتاب المقدس وقراءته قراءةً صحيحة.

مما أدى إلى نشأة علم التشكيل والنَّقْط، أو ما يُسمى بعلامات تمييز ضبط قراءة الكتاب المقدسمؤكدة علي أن التراث العربي القديم شاهد على وجود ظاهرة النَّقْط وضبط الكلام والتنغيم في البحث الديني واللغوي والفلسفي.

شبكه الاخبار-محيط
 
عودة
أعلى