العلمُ النافعُ والعلمُ الضَّارّ

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
العلمُ النافعُ والعلمُ الضَّارّ
------------------------------
لِيهْنِك العِلْمُ إذا دلَّك على اللهِ.. (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْث).
إنَّ هناك علماً إيمانيّاً وعلماً كافراً، يقولُ سبحانه وتعالى عنْ أعدائِهِ: (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُون)، ويقول عنهم: (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمِون)، ويقولُ عنهم: (ذلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْم)، ويقولُ جلَّ وعلا: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ ءاتَيْنَاهُ ءايَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون).
وقال سبحانه وتعالى عنِ اليهودِ وعنْ علمِهم: (كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارا) : إنَّه علمٌ لكنَّه لا يهدي وبرهانٌ لا يشفي، وحجَّةٌ ليستْ قاطعةً ولا فالجِةً، ونَقْلٌ ليس بصادِقٍ، وكلامٌ ليس بحقٍّ، ودلالةٌ ولكن إلى الانحراف، وتوجّه ولكن إلى غيٍّ، فكيف يجدُ أصحابُ هذا العلمِ السعادة، وهمْ أوَّلُ منْ يسحقُها بأقدامِهم: (فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى)، (وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ).
رأيتُ مئاتِ الألوفِ من الكتبِ الهائلةِ المذهلةِ في مكتبةِ الكونجرس بواشنطن، في كلِّ فنٍّ وفي كلِّ تخصُّصٍ، عنْ كلِّ جيلٍ وشعبٍ وأُمةٍ وحضارةٍ وثقافةٍ، ولكنَّ الأمة التي تحتضنُ هذه المكتبة العظمى، أُمَّةٌ كافرةٌ بربِّها، إنها لا تعلمُ إلا العالم المنظور المشهود، وأمّا ما وراء ذلك فلا سمْع ولا بَصَرَ ولا قلْبَ ولا وَعْيَ: (وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعاً وَأَبْصَاراً وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْء).
إن الرَّوضَ أخْضَرُ ولكنَّ العنْزَ مريضةٌ، وإنَّ التَّمْرَ مقفزيٌّ ولكنّ البُخل مرْوزِيٌّ، وإن الماء عذْبٌ زُلالٌ، ولكن في الفم مرارةً (كَمْ ءاتَيْنَاهُم مِّنْ ءايَةٍ بَيِّنَة)، (وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ ءايَةٍ مِّنْ ءايَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهَا مُعْرِضِين).
---------------------
المصدر : (كتاب لا تحزن)
لفضيلة الشيخ عائض القرني
 
اخى وحبيبى واستاذى ابو قصى
جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب
رزقنا الله واياك العلم النافع
تقبل تحياتى
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاك الله خيرا اخي أبو قصي على مواضيعك المميزة

إسمح لي بهذه الإضافة


العلوم النافعة تطهر القلوب وتزكيها ، وتكمل الأخلاق الفاضلة وتنميها ، تدعو أهلها إلى الإيمان والرغبة في الخيرات ، وتحذرهم من الشرور ومصارع الهلكات ، تدعو إلى الإخلاص وخفض الجناح للمؤمنين ، وتحمل على التواضع ومحبة الخير لكافة المسلمين .

أما العلوم الضارة : فإنها تدنس النفوس وتدسيها ، وتميت الأخلاق الفاضلة ولا تحييها . تحمل أهلها على الكبر والعجب والغرور ، وتوجب الأشر والبطر وأنواع الشرور . صاحبها معجب بنفسه ، وبعقله الناقص المهين . محتقر لأهل الفضل والخير من المؤمنين . مهدر لحق من له حق وفضل على غيره وعليه ، وربما احتقر من سفاهته وسقوط أخلاقه والديه . تعرف هذا النوع من الناس بسيماهم وأحوالهم ، وتستدل على سفاهتهم بما يبدو من أفعالهم وأقوالهم . إذا أبدى غيرهم رأيا سديدا قالوا : هذا عقل عتيق سقيم ، وقد أعجبوا بعقولهم الفاسدة الداعية لكل خلق ذميم.


================
الفواكه الشهية في الخطب المنبرية
تأليف علامة القصيم
المحقق الشيخ
عبد الرحمن بن ناصر السعدي
================

 
اخى وحبيبى واستاذى ابو قصى
جزاك الله خيرا على هذا النقل الطيب
رزقنا الله واياك العلم النافع
تقبل تحياتى
وأنت جزاك الله خيراً أخي الحبيب عليّ
أشكرك جزيلاً على مرورك العطر وحضورك المتألق
رزقك الله الجنة ونعيمها ، وما قرب إليها من قول أو عمل
دمت أخي في حفظ الرحمن وأمنه
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاك الله خيرا اخي أبو قصي على مواضيعك المميزة
إسمح لي بهذه الإضافة

العلوم النافعة تطهر القلوب وتزكيها ، وتكمل الأخلاق الفاضلة وتنميها ، تدعو أهلها إلى الإيمان والرغبة في الخيرات ، وتحذرهم من الشرور ومصارع الهلكات ، تدعو إلى الإخلاص وخفض الجناح للمؤمنين ، وتحمل على التواضع ومحبة الخير لكافة المسلمين .
أما العلوم الضارة : فإنها تدنس النفوس وتدسيها ، وتميت الأخلاق الفاضلة ولا تحييها . تحمل أهلها على الكبر والعجب والغرور ، وتوجب الأشر والبطر وأنواع الشرور . صاحبها معجب بنفسه ، وبعقله الناقص المهين . محتقر لأهل الفضل والخير من المؤمنين . مهدر لحق من له حق وفضل على غيره وعليه ، وربما احتقر من سفاهته وسقوط أخلاقه والديه . تعرف هذا النوع من الناس بسيماهم وأحوالهم ، وتستدل على سفاهتهم بما يبدو من أفعالهم وأقوالهم . إذا أبدى غيرهم رأيا سديدا قالوا : هذا عقل عتيق سقيم ، وقد أعجبوا بعقولهم الفاسدة الداعية لكل خلق ذميم.

================
الفواكه الشهية في الخطب المنبرية
تأليف علامة القصيم
المحقق الشيخ
عبد الرحمن بن ناصر السعدي
================

وأنت جزاك الله خيراً أخي الحبيب وأستاذي الكريم رضا
أشكرك جزيلاً على مرورك العطر وحضورك المتألق
كما أشكرك جزيلاً على إضافتك القيمة والمهمة والمثرية
رزقك الله الجنة ونعيمها ، وما قرب إليها من قول أو عمل
أوحشتنا كثيراً مواضيعك الراقية والمتميزة أخي الغالي!!!
أتمنى لك كل توفيق ونجاح وسعادة في الدنيا والآخرة
دمت أخي في حفظ الرحمن وأمنه
 
عودة
أعلى