عذرًا شركة آرلا

عذرًا شركة آرلا


شركة آرلا..

إن الشجب والاستنكار أصبح من الشعارات التي تعود عليها الشعب العربي عمومًا والمسلم بالأخص نظرًا لما يعانيه من حروب واحتلال في كل أرجاء المعمورة, وتكاد تُسمع بشكل يومي, ولكن نحن نعلم أن أغلبها إن لم تكن جميعها شعارات جوفاء لا فائدة منها سوى أنها تؤدي دورًا معينًا في وقت معين فقط, وهي كالمخدر فقط, إذا انتهت مهمته رجع الألم من جديد.

شركة آرلا..

إن منتجاتكم من أفضل وأجود المنتجات التي كانت في أسواقنا, وتكاد توجد في جميع البيوت المسلمة, ولكن هناك أشياء نفضلها عليكم وعلى منتجاتكم وعلى أنفسنا نحن أيضًا, ألا وأعظمها حب خاتم الأنبياء الذي أرسله الله رحمة للناس.. نعم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
نحن نتفهم أنكم تتفهمون مشاعرنا وأحاسيسنا, ونتفهم أيضًا أنكم تتفهمون ما يرضينا وما يغضبنا, ولكن عذرًا شركة آرلا, لم تعتذروا لغضبنا ولكن اعتذرتم لغضبكم أنتم؛ لأن المقاطعة أتت بثمارها وبدأت تحرّك شركات الدنمرك, بل واقتصاد الدنمرك كله الذي بدأ يطارده شبح المقاطعة..

فعذراً شركة آرلا.

شركة آرلا..

قبل أن تطلبوا عدلنا وإنصافنا طلبنا عدل إعلامكم وإنصاف حكومتكم الذين تجاهلا هذا المطلب بتغطرس وتكبر, وإذا سألتمونا: ما ذنبنا؟! فنحن نسألكم: ما ذنب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فعذراً شركة آرلا.

شركة آرلا..

إن عدد ألف ومائتين وخمسين موظفًا مسلمًا في شركتكم شيء جيد, ويحزننا أن يتحمل هؤلاء بل والشركة كلها مسئولية ليس لها ذنب فيها لأنها مسئولية حكومتكم.

شركة آرلا..

إن اعتذاركم وشجبكم واستنكاركم لا يكفي, مع أننا نقدر هذا الاعتذار, على عكس حكومتكم التي بدأت تستهزئ بكم أنتم أيضًا, ولكن إذا أردتم المياه أن ترجع لمجاريها فعليكم الرجوع لحكومتكم وإعلامكم لتقديم اعتذارهم وإلا فلا.

شركة آرلا..

ما فائدة الحكومة إذا لم تحمي اقتصاد بلدها واقتصاد شركاتها؟! وما فائدة إعلام إذا لم يبين أخلاق ونبل شعبه؟! وما فائدة شعب إذا لم يفهم معنى كلمة حرية؟!

هذا غيض من فيض.. فعذراً شركة آرلا.
المصدر.. للكاتب / صالح الحويطي
 
عودة
أعلى