مقالة جميلة لاحلام مستغانمي

sumerland137

مشرف بالجامعة - فهــد الرافدين
طاقم الإدارة
من هي احلام مستغانمي؟
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أحلام مستغانمي؛ ولدت في (13 أبريل 1953)، كاتبة جزائرية من مواليد تونس، ترجع أصولها إلى مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري حيث ولد أبوها محمد الشريف حيث كان والدها مشاركا في الثورة الجزائرية. عرف السجون الفرنسية, بسبب مشاركته في مظاهرات 8 ماي 1945. وبعد أن أطلق سراحه سنة 1947 كان قد فقد عمله بالبلدية, ومع ذلك فإنه يعتبر محظوظاً إذ لم يلق حتفه مع من مات آنذاك (45 ألف شهيد سقطوا خلال تلك المظاهرات) وأصبح ملاحقًا من قبل الشرطة الفرنسية, بسبب نشاطه السياسي بعد حلّ حزب الشعب الجزائري. الذي أدّى إلى ولادة حزب جبهة التحرير الوطني FLN. عملت في الإذاعة الوطنية مما خلق لها شهرة كشاعرة، انتقلت إلى فرنسا في سبعينات القرن الماضي، حيث تزوجت من صحفي لبناني، وفي الثمانينات نالت شهادة الدكتوراة من جامعة السوربون. تقطن حاليا في بيروت. وهي حائزة على جائزة نجيب محفوظ للعام 1998 عن روايتها ذاكرة الجسد.
والأن مقالة مختارة من الكاتبة الكبيرة احلام

بلاد المطربين.. أوطاني

وصلتُ إلى بيروت في بداية التسعينات، في توقيت وصول الشاب خالد إلى النجوميّة العالميّة. أُغنية واحدة قذفت به إلى المجد• كانت أغنية "دي دي واه" شاغلة الناس ليلاً ونهاراً. على موسيقاها تُقام الأعراس، وتُقدَّم عروض الأزياء، وعلى إيقاعها ترقص بيروت ليلاً، وتذهب إلى مشاغلها صباحاً.كنت قادمة لتوِّي من باريس، وفي حوزتي مخطوط "الجسد"، أربعمائة صفحة قضيت أربع سنوات في نحتها جملة جملة، محاوِلة ما استطعت تضمينها نصف قرن من التاريخ النضالي للجزائر، إنقاذاً لماضينا، ورغبة في تعريف العالم العربي إلى أمجادنا وأوجاعنا.لكنني ما كنت أُعلن عن هويتي إلاّ ويُجاملني أحدهم قائلاً: "آه.. أنتِ من بلاد الشاب خالد!"، واجداً في هذا الرجل الذي يضع قرطاً في أذنه، ويظهر في التلفزيون الفرنسي برفقة كلبه، ولا جواب له عن أي سؤال سوى الضحك الغبيّ، قرابة بمواجعي. وفوراً يصبح السؤال، ما معنى عِبَارة "دي دي واه"؟ وعندما أعترف بعدم فهمي أنا أيضاً معناها، يتحسَّر سائلي على قَدَر الجزائر، التي بسبب الاستعمار لا تفهم اللغة العربية!
وبعد أن أتعبني الجواب عن "فزّورة" (دي دي واه)، وقضيت زمناً طويلاً أعتذر للأصدقاء والغرباء وسائقي التاكسي، وعامل محطة البنزين المصري، ومصففة شعري عن جهلي وأُميتي، قررت ألاّ أفصح عن هويتي الجزائرية، كي أرتاح.


لم يحزنّي أن مطرباً بكلمتين، أو بالأحرى بأغنية من حرفين، حقق مجداً ومكاسب، لا يحققها أي كاتب عربي نذر عمره للكلمات، بقدر ما أحزنني أنني جئت المشرق في الزمن الخطأ.



ففي الخمسينات، كان الجزائري يُنسبُ إلى بلد الأمير عبد القادر، وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بو حيرد، وفي السبعينات إلى بلد هواري بومدين والمليون شهيد ... اليوم يُنسب العربي إلى مطربيه، وإلى الْمُغنِّي الذي يمثله في "ستار أكاديمي" ... وهكذا، حتى وقت قريب، كنت أتلقّى المدح كجزائرية من قِبَل الذين أحبُّوا الفتاة التي مثلت الجزائر في "ستار أكاديمي"، وأُواسَى نيابة عنها .... هذا عندما لا يخالني البعض مغربية، ويُبدي لي تعاطفه مع صوفيا.
وقبل حرب إسرائيل الأخيرة على لبنان، كنت أتابع بقهر ذات مساء، تلك الرسائل الهابطة المحبطة التي تُبث على قنوات الغناء، عندما حضرني قول "ستالين" وهو ينادي، من خلال المذياع، الشعب الروسي للمقاومة، والنازيون على أبواب موسكو، صائحاً: "دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوي". وقلت لنفسي مازحة، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومروى وروبي وأخواتهن .... فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود.
وليس واللّه في الأمر نكتة. فمنذ أربع سنوات خرج الأسير المصري محمود السواركة من المعتقلات الإسرائيلية، التي قضى فيها اثنتين وعشرين سنة، حتى استحق لقب أقدم أسير مصري، ولم يجد الرجل أحداً في انتظاره من "الجماهير" التي ناضل من أجلها، ولا استحق خبر إطلاق سراحه أكثر من مربّع في جريدة، بينما اضطر مسئولو الأمن في مطار القاهرة إلى تهريب نجم "ستار أكاديمي" محمد عطيّة بعد وقوع جرحى جرّاء تَدَافُع مئات الشبّان والشابّات، الذين ظلُّوا يترددون على المطار مع كل موعد لوصول طائرة من بيروت.
في أوطان كانت تُنسب إلى الأبطال، وغَدَت تُنسب إلى الصبيان، قرأنا أنّ محمد خلاوي، الطالب السابق في "ستار أكاديمي"، ظلَّ لأسابيع لا يمشي إلاّ محاطاً بخمسة حراس لا يفارقونه أبداً .. ربما أخذ الولد مأخذ الجد لقب "الزعيم" الذي أطلقه زملاؤه عليه!



ولقد تعرّفت إلى الغالية المناضلة الكبيرة جميلة بوحيرد في رحلة بين الجزائر وفرنسا، وكانت تسافر على الدرجة الاقتصادية، مُحمَّلة بما تحمله أُمٌّ من مؤونة غذائية لابنها الوحيد، وشعرت بالخجل، لأن مثلها لا يسافر على الدرجة الأُولى، بينما يفاخر فرخ وُلد لتوّه على بلاتوهات "ستار أكاديمي"، بأنه لا يتنقّل إلاّ بطائرة حكوميّة خاصة، وُضِعَت تحت تصرّفه، لأنه رفع اسم بلده عالياً!
ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه.. أواه.. ثمّ أواه.. مازال ثمَّة مَن يسألني عن معنى "دي دي واه"!





 
أشكرك أخي الدكتور سعد على الموضوع

والنازيون على أبواب موسكو، صائحاً: "دافعوا عن وطن بوشكين وتولستوي"

هذه هي حال من يبثون هذه الروح في أبنائهم ... فالبلد غدا او بعد غدا تحتاج إلى شباب كي يدافعوا عنها ..
أما نحن فهتافات فارغة لا محتوى لها .. حتى إذا جد الجد لم تر من الشعب إلا القليل ممن يناضل ويدافع عن بلاده من الغزو ... والشباب في سكرة خمرة الغناء والكرة يتباهون فبها يخاصمون وبها يحبون وصارت هي الكل في الكل ...
يذكرني هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الصبيان فعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، قَالَ : خَرجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَسْلَمَ وَهُمْ يَتَنَاضَلُونَ ، فَقَالَ : " ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا " ..


أما اليوم فكما ذكر في المقال :

أن دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومروى وروبي وأخواتهن .... فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود.
:|:|
 
تشرفت بمرورك وتقييمك أخي حضرموت،
وسعيد جدا بمناقشتك للموضوع،
ونتصدى..... فنحن جيل التصدي!
 
في الحقيقة هذا المقال يحمل الصبغة التهكمية ولايشير الى واقع الحال بشكل قطعي
بل يتحسس جزئية منه ... جزئية غياب الهوية الحقيقية لجماهير شعب بعينه او شعوب معينة
فمثلا من هذه الاقتباسة ننطلق في تحليل هذه الجزئية

""وقلت لنفسي مازحة، لو عاودت إسرائيل اليوم اجتياح لبنان أو غزو مصر، لَمَا وجدنا أمامنا من سبيل لتعبئة الشباب واستنفار مشاعرهم الوطنية، سوى بث نداءات ورسائل على الفضائيات الغنائية، أن دافعوا عن وطن هيفاء وهبي وإليسا ونانسي عجرم ومروى وروبي وأخواتهن .... فلا أرى أسماء غير هذه لشحذ الهمم ولمّ الحشود. ""

هنا المزحة سيدة الموقف ... ولاغير ذلك مقال يقال ...

اعتقد ان شباب الامة ... الشباب الحق لن يقف يتفرج .... يشاهد بلاده تجتاح وهو كظيم
بل على العكس ستجد من ينبري ليكسر طوق الحصار... حتى وان كان ميقنا بان النصر المادي لن يتحقق ...
لكن لكل قاعدة شواذ ...فتجد النصر يسود ساعة الاعتقاد بان الهزيمة محققة ....

هنالك جزئية صغيرة لاحظتها بان المتغطرسين الغلاة .... المستعمرين ومن حاباهم يعتقدون دوما ...
بل هم موقنون بان المقابل ... اي الطرف الاخر ضعيف ...بل ضعيف جدا ولايمتلك
من مقومات النصر شيء .... فتاتي لحظة الحقيقة .... الحقة .... لتجد ان الغبي هو من ظن بان الطرف الاخر هو الغبي ...

وهنالك شواهد كثيرة على ذلك .... بحمد الله الموقنون بنصر الله يرون اياته ويتلمسونها ....
ويسعد فؤادهم للقى الخير وسماع وصوت خفقات خوف العدو المتحصن وراء استار التقنية العالية

هيهات ان يكون ابناء امة الاسلام اخر الركب .... بل هم في الصدارة دوما ....
ربما لايرى ذلك لكثرة الضجيج والسواد وتسيد الغلاة ...لكن عند اوان الحقيقة ...
وساعة الوفاء ستجد دوما من يتقدم ليذود عن حمى الامة



تحياتي لك اخي الغالي
مقال جميل احييك على نقل محتواه ....
ستجد دوما بين السطور خفايا .... ومهما فتشت فلن ينتهي سيل الالغاز ...
الخوف لايخيف الا من لايخاف ....
 
أخي العلاء
أوردت زاوية خاصة وجديدة للموضوع وبمستوى ادبي راق
ادعو لي بصفاء الذهن لكي ارجع لك ونتبادل أفكار أخرى في هذا الموضوع
تقديري واحترامي
أخوك - سعـــد
 
في الحقيقة أظنّ أنّ البيئة الفنية و المستوى الفنّي الهابط الذي يُحيط

بهذه الكاتبة -و التي نحترمها كثيرا - والذي ساهم فيه جيلها و صنعه

هو ما جعلها تكتب هذا المقال عن جيل اليوم

وأكيد كلامها لا يمكن أن يتمّ إسقاطه على جيل اليوم هذا

الإسقاط الذي أوردته في المقال ، و الذي يدلّ على حالة نفسية تعبّر

عن الإحباط ، الذي لا يُمكن أن أضعه إلاّ في إطار عدم قدرة فنّها على

التجاوب مع المحيط العام الذي تعيش فيه ... و أُردف قائلا : أنا لا

يعجبني كلّ من يتكلّم عن جيل اليوم بشكل يقارن فيه ما يعتبره أمجاد

الأجداد و الأباء بخذلان الأبناء و الأحفاد ، نحن أيضا نرى اليوم ما لم

نراه في جيل الأمس ، كيف ننسى شباب الإنتفاضة و الشباب

المجاهدين في جنوب لنان ... كيف ننسى في الجزائر مثلا أنّ من تمسّك

بالشرعية الثورية هو من صنع و يصنع حاضر و مستقبل البلاد و نفى

معارضيه و أحبط جيل اليوم و خلق جيل الهجرة غير الشرعية أو ما

نسميهم بالـ (الحرّاقة) ... و جعلهم لا يفقهون
ما تظنّه هي الفنّ الراقي

أو الجميل ، إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أنّ ما تقدّمه يظنّه البعض

إبتذالا و إسفافا.. و يظنّه آخرون رجعيا و أجوفا ...

أشعر بالمرارة و الغضب ممن يستاء من

جيل اليوم و قد ساهم من حيث يعلم أو لا يعلم في صنع واقعه

ثمّ لا يقدّم له إلاّ السبّ و التهكّم و الإستهزاء مثل من أحكموا قبضتهم

على مستقبل أبناء الجزائر و خطّوا لهم طريقا خاطئا ... ثمّ يلومنهم

و يعبونهم و تصرفاتهم ..أتوقف هنا حتى لا أغضب كثيرا :mad:

و أشكرك دكتورنا الغالي على هذا الموضوع و قد حاولت

قدر استطاعتي أن أكون هادئا في ردّي :)
 

المرفقات

  • Ahlam.part1.rar
    2 MB · المشاهدات: 16
  • Ahlam.part2.rar
    149.7 KB · المشاهدات: 11
أخي الزعيم
أويدك في هذه النقطة
أشعر بالمرارة و الغضب ممن يستاء من

جيل اليوم و قد ساهم من حيث يعلم أو لا يعلم في صنع واقعه
وأعتقد ان الموضوع يبقى مفيدا ويحتاجه كثير من المجتمعات العربية، وليس الجميع كالزعيم الأول الثائر المنتفض الطيب والطموح،
بكل الاحوال انا ارى الموضوع ينتقد المجتمع عموما وليس جيلا بعينه او فئة عمرية
وعلى سبيل المزاح، هل لاحظت ان قيادة ستار اكاديمي هي مجموعة من الكهول المحنطين والعجائز الشمطاوات؟:biggrin:
على فكرة الملحقات التي ارفقتها لاتفتح ارجو اعادة ارفاقها بعد اعادة التسمية الى الحروف الانكليزية
تحياتي
 
أخي الزعيم
أويدك في هذه النقطة

وأعتقد ان الموضوع يبقى مفيدا ويحتاجه كثير من المجتمعات العربية، وليس الجميع كالزعيم الأول الثائر المنتفض الطيب والطموح،
بكل الاحوال انا ارى الموضوع ينتقد المجتمع عموما وليس جيلا بعينه او فئة عمرية
وعلى سبيل المزاح، هل لاحظت ان قيادة ستار اكاديمي هي مجموعة من الكهول المحنطين والعجائز الشمطاوات؟:biggrin:
على فكرة الملحقات التي ارفقتها لاتفتح ارجو اعادة ارفاقها بعد اعادة التسمية الى الحروف الانكليزية
تحياتي

نعم دكتورنا الغالي ، لابدّ من وجود

عجائز شمطاوات و كهول محنّطين :D


وراء ما نحن فيه الآن .

و قد تمّ إعادة رفع المرفقات بحروف لاتينية

قصيرة حتّى لا يتغيّر إسمها بعد الرفع (blush).
 
عودة
أعلى