متحف تعليمي للأطفال شعاره «نعم للمس»

محب الله ورسوله

مشــرف عــام
طاقم الإدارة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام علكيم ورحمة الله وبركاته

سنوات على إنشاء المركز العلمى في الكويت.. طموحه كان استقبال 50 ألف زائر سنويا فانتهى باستقبال نصف المليون

internet.304137.jpg

دأب عدد كبير من الباحثين حول العالم في النصف الثاني من القرن العشرين على محاولة إيجاد وسيلة تعليمية وتثقيفية تهدف إلى تقديم وجبة معلوماتية خفيفة للصغير والكبير على حد سواء بأسلوب شيق ومحفز يقطع الطريق أمام أساليب التلقين المباشر التي كانت ولا زالت تشكل عماد المنظومة التعليمية في العديد من المدارس. وساعد على تحقيق ذلك ظهور ما يعرف بمراكز الاستكشاف أو المراكز العلمية والتي انتشرت بدورها بسرعة كبيرة حول العالم ليستقر احدها في الكويت وليشكل بذلك تجربة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط.
يحتفل المركز العلمي في الكويت هذا العام بمرور خمس سنوات على افتتاحه وتقديمه لرسالته التوعوية والتعليمية في مجالات معرفية هامة كالبيئة والثروات الطبيعية وعلوم الحركة والكيمياء. وقال رئيس مجلس إدارة العضو المنتدب لرئاسة المركز المهندس مجبل المطوع ان إنشاء المركز كان وليد العامين اللذين تليا تحرير الكويت «حيث كانت البلاد في أمسّ الحاجة إلى النهوض ببنيتها التحتية والمؤسسية من جديد عن طريق إنشاء مثل هذه المراكز التعليمية والترويحية بالشكل الذي يخدم عملية إعادة الاعمار والبناء والتي طالت بدورها مرافق هامة وحيوية في الدولة». مضيفاً أن هذا الأمر كان بمثابة المحرك الذي انطلقت منه فكرة المركز العلمي حيث بدأوا بتقديم التصاميم الأولية له 1994، كما حصلوا على التمويل والدعم الكاملين من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والتي يرأس مجلس إدارتها أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد الصباح.

ويضيف المطوع «كانت المعضلة الحقيقية هي كيفية جمع المعلومات والاستفادة منها خاصة وأننا بصدد البحث عنها ميدانياً في جهات مختلفة كجامعة الكويت ووزارة التربية ومعهد الكويت للأبحاث العلمية والهيئة العامة للبيئة وغيرها لكننا نجحنا في مهمتنا وبدأنا البناء في أواخر 1996. وكان الحلم أن يفتتح المركز مع دخولنا الألفية الثالثة وحدث ذلك فعلاً في 17 أبريل (نيسان) 2000 .

* رسالة المركز العلمي

* ترتكز رسالة المركز كما أكد المطوع »على طموحات كثيرة حققنا حتى الآن جزءاً كبيراً منها أهمها أن يخصص المركز لنشر المعلومات والمعارف العامة عن طريق معروضات تفاعلية محفزة للطفل والكبير على حد سواء لكن الطفل باعتقادي هو المستفيد الأكبر لا سيما وأن الأطفال يكرهون المتاحف الجامدة المتعارف عليها في كل دول العالم خاصة وأنه في العادة يطلب منهم السكوت وعدم لمس أي شيء داخل المتحف أو المعرض، ومن هذا المنطلق ترسّخت أهداف مثل هذه المراكز الرامية إلى إمتاع الطفل وتعليمه في الوقت نفسه والتي بدأت أعمالها في ولاية كاليفورنيا في مكان سمّي حينها بدار الاستكشاف وهو المكان الذي خصص حتى لا يقال للطفل (لا تلمس) بل يكون الهدف هو أن يلمس ويلعب ويتفاعل ليتعلم ويفهم بصورة ترفيهية ممتعة».

* الأكواريوم (المتحف المائي)

* الأكواريوم أو المتحف المائي كما يحب المطوع أن يصفه فكرة غزت العالم في الخمسينات من القرن الماضي على شكل أحواض صغيرة من الماء تحوي مجموعات متفرقة من الأسماك من بيئات بحرية مختلفة، على اعتبار أن المسطحات المائية هي جزء لا يتجزأ من اليابسة امتدت الرؤيا لتشمل الحيوانات التي تعيش على الساحل ثم التي تعيش في قلب اليابسة وتضاريسها المختلفة من جبال ووديان وصحراء وغيرها. وفي المحصلة فإن كل أكواريوم يحكي قصة مجموعة الحيوانات القاطنة في بيئة معينة. وتابع «عندما جاء دورنا لتصنيف الكويت كمنظومة بيئية وجدنا أنها جزء مهم لا يمكن فصله عن المنظومة البيئية الأم (الجزيرة العربية) وبالتالي كان علينا أن نجمع في (الأكواريوم) الخاص بالمركز عددا كبيرا من الحيوانات والأسماك التي تزخر بها جزيرتنا العربية بما فيها من أسماك وحيوانات وطيور ونحن بذلك لم ندخل منافسين لحديقة الحيوان لكننا نسعى من خلال عرض هذه الحيوانات على الزوار التعريف بها وبخطر الانقراض الذي بات يهدد العديد منها أسباب عدة أهمها على الإطلاق الإنسان. مشيرا الى انه من هنا نبع الهدف من إنشاء هذا (الأكواريوم) والذي يعد الوحيد حالياً في الشرق الأوسط. وأوضح المطوع ان الرسالة هى إعادة تأهيل الحيوانات وإعادتها إلى قلب الطبيعة مرة أخرى، وهو المحور الذي بدأ يطرح نفسه بقوة في العديد من أوساط المهتمين بالحياة البحرية والبرية، الأمر الذي ادى الى انتشار المحميات الطبيعية في عدد كبير من دول الخليج. وذكر المطوع ان إدارة المركز العلمي ارتأت أن تقدم جهداً جديداً على هذا الصعيد تمثل في جمع عينات من الحيوانات المهددة بالانقراض في بيئتها الطبيعية وتأمين بيئة ديناميكية حيوية لها يمكنها من خلالها أن تعيش بسلام عن طريق مجموعة من البرامج التي يشرف عليها متخصصون في علوم البيئة مثل نظام دعم الحياة وبرنامج الرعاية الصحية وعمليات التأهيل والعلاج وغيرها الكثير.

الهدف من ذلك كله كما يؤكد المطوع هو إيصال الرسالة إلى الزائر عبر إتاحة الفرصة أمامه لمشاهدة ما تزخر به بيئته الطبيعية من جمال وحياة، بغية إثارة حس المسؤولية لديه في الحفاظ على ما تبقى منها لا سيما عندما يشاهدها بالطريقة المشوقة التي يعرضها المركز. فالأكواريوم المائي مثلاً يحتوي على ما مجموعه عشرون حوضاً تتراوح أحجامها بين الصغيرة، التي تتسع لـ 255 مترا مكعبا من الماء حتى تصل إلى حوض (الخليج العربي) وهو الحوض الأكبر في الشرق الأوسط حيث يتسع لحوالي مليون ونصف المليون متر مكعب من الماء ولقد اكتسب هذا الاسم نظراً لاحتوائه على 85% من الأسماك والأحياء البحرية الموجودة في الخليج العربي من بينها ثلاثة من أسماك القرش الكبيرة.

* قاعة الاستكشاف

* تجولنا بصحبة المطوع داخل قاعة كبيرة عرفت باسم قاعة الاستكشاف حيث أشار المطوع إلى احتوائها على مجموعة كبيرة من المعروضات والأجهزة التفاعلية والتي تتيح للطفل خاصة أن يلعب بها ويحركها، كما توضح له الإرشادات ليكتشف أساسيات هامة في العلوم الحياتية المختلفة المحيطة به كالفيزياء والكيمياء. أما جديد هذا القسم فهو افتتاح قاعة جديدة قريباً برعاية وزير الطاقة الشيخ أحمد الفهد لتحتوي على كل ما يتعلق بالنفط والغاز بدءاً بالطرق والأساليب المستخدمة في الكشف عنه مروراً باستخراجه وتكريره وانتهاء بالصناعات المختلفة التي يدخل فيها.

* سينما الآي ماكس

* بدأت صناعة السينما كما أشار المطوع بفيلم حجمه 16 ملم لكنها سرعان ما تطورت حتى وصل حجم الفيلم إلى 35 ملم وهو الحجم المتعارف عليه حالياً في دور السينما لكن فكرة سينما (الآي ماكس) ساهمت بمضاعفة حجم الفيلم حتى وصل إلى 70 ملم خصص بعدها هذا النوع من الأفلام لأغراض تعليمية وتثقيفية تعرض على شاشة عملاقة وبمؤثرات صوتية ضخمة لتضمن أكبر قدر من المتعة أثناء المشاهدة بالشكل الذي يتيح للمشاهد الدخول إلى قلب الحدث والإحساس بملامسة وقائع الفيلم مباشرة.

وقد دشنت أول سينما (آي ماكس) في مدينة تورنتو الكندية في عام 1968 ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن لا يوجد سوى 240 قاعة سينما (آي ماكس) فقط في أنحاء العالم، كان للمركز العلمي في الكويت السبق في الحصول على أول نوع منها في الوطن العربي وهناك جهود حثيثة حالياً لإنشاء مثيلاتها في كل من دبي والقاهرة وغيرها من العواصم العربية.

تتحدث الأفلام المعروضة في (الآي ماكس) الخاص بالمركز العلمي عن مواضيع هامة كالطبيعة والظواهر المناخية والبيئية المختلفة فضلاً عن غرائب عالم الحيوان وغيرها تتراوح مدتها بين 35 ـ 45 دقيقة كما أنها تضع المشاهد أمام خيارين فإما أن يشاهدها بالبعد الثنائي العادي أو البعد الثلاثي المجسم باستخدام النظارات المخصصة لهذا الغرض.

يستقبل المركز العلمي في الكويت بين أحضانه يومياً ما معدله ألف طالب من مختلف المدارس والمؤسسات التعليمية ومع أن طموح الإدارة كان مقتصراً على احتواء خمسين ألف زائر سنوياً إلا أن الحاجز قد تجاوز نصف المليون زائر سنوياً.
 
عودة
أعلى