عبدالغني هندي
New Member
في ظل هذا الواقع المعاش ( بضم الميم لابفتحها ) لأمتنا الإسلامية , يتعرض الجيل الصاعد لكارثة ستنعكس عليه في مستقبل الأيام , ألا و هي، ( تغييب الرموز ) سواءً من غيبتهم ظروف الموت أو ظروف القمع والاستبداد , أو من غيبهم الإعلام عمداً لا سهواً بسب سيطرة بعض الأشخاص على هذا الفضاء المقيد في عالمنا العربي والإسلامي , وكما قال مايسترو الكلمة إبراهيم التركي : ( حق لبعض المتكلمين السكوت وحق لبعض الساكتين الكلام ) .
إنك لتعجب أشد العجب حينما تسأل شاباً يافعاً عن أحد الرموز الذين احتضنتهم الأرض بين جنبيها وهو لا يحيط جواباً , بينما في شرق الكرة الأرضية وتحديداً في اليابان , رموزنا هناك تعطى أهمية عظيمة بل وتعتبر قدوة للجيل الياباني الصاعد , وفي الغرب توضع المجسمات وكراسي البحث وتسمى الشوارع والحدائق والمتاحف بأسماء هؤلاء الذين نبذناهم إما جهلا منا , أو عمداً لظروفٍ أخرى سياسية أو ماشابه .
وأضرب مثالاً واحداً بالفيلسوف العظيم ابن رشد الذي يسمى في أوروبا بالشارح , أي ( الشارح لأفكار أرسطو وأفلاطون ) فلقد عذب وشرد وأحرقت كتبه بل ويبصق عليه من قبل العامة , بينما يحتفى به في الحضارات الأخرى ومن المفارقات أنه وبعد هذا العذاب الذي وجهناه له إذا تحدثنا عن حضارتنا ذكرناه فأي منطق هذا.