ما هي قصة فاروق القاسم

sumerland137

مشرف بالجامعة - فهــد الرافدين
طاقم الإدارة
من بريدي الاكتروني، نقلها لنسأل كم هي خسائرنا عندما ندفع مبدعينا الى الهروب من اوطانهم؟!
قصـــة فاروق القاسم

ذلك المهندس العراقي الذي يحق لنا ان نفخر به حينما نذكراسمه


الذي كتبت عنه (الفاينانشال تايمز) تقرير مفصل وكيف انه من المهندسينالقلائل الذين تم على اكتافهم بناءصناعة البترولالنرويجي


بدايةً


نبذهمختصرة عن ثروة النرويج


لم تكن النرويج بلد اوربي غني قبلاكتشاف النفط فيها فيستينات هذاالقرن


كان اقتصادهم يعتمد بصورة رئيسيةعلىصيد الاسماك وتصديرها .... فاجود انواعالسلمون العالميهو ناتج نرويجي


وكذلكزراعة بعضالخضروات والفاكهةالتي يعتمد عليها السكان في غذائهم فيبيوت زجاجية او حقول مغطاة


ناتي الان الى المهندس الطموح


لنقرأ قصته بقلم الصحفيمارتن ساندبو ... محرر الفاينانشال تايمز


و ساختصر لكمالمقال


*****


عند صعوده الى الطائرة منلندن إلى أوسلو


عرففاروق القاسم -الجيولوجي العراقي الشاب


أن حياته سوف لن تعود الى سابقعهدها


النرويج ذلك البلد الذي لم يكنيتخيله يوما ما عندما كان في منزله الكائن قرب ميناء البصرةالعراقي


لم يكن لديه عمل يتجهإليه


ولم تكن لديه أدنى فكرة عن كيفيةمعيشته المرتقبة في أقصى الشمال الاوربي


الزمان مايو منعام 1968


القاسم كان قد قدم استقالته للتو منمنصبه في شركة نفط العراق


وكان لا بدان يذهب الى المملكةالمتحدة ... حيث مقر كونسورتيوم الشركات الغربية التي كانت مسيطرة على معظم الانتاجالنفطي العراقي


وجراء جميع المخاوف وعدم التيقنلديه ... عطف القاسم الى النرويج .... اذ ترسخ لديه هدف واضح


فزوجته النرويجية (سولفريد) رأت ان أبنهما الاصغر (( مصاب بشلل في الدماغ )) منذ ولادته... لن يحصل على الرعاية اللازمة له الا في النرويج


ووصلا اليها



كان القاسم يعلم ان هناك عمليات تنقيب عن النفط جارية على الجرف القاري النرويجي


ورغم هذه المعرفة ...فإن اي امل لم يكن يراوده بهذا الصدد


فرغم مرور 5 سنوات من البحث عن النفط لم توفق النرويج في العثور عليه هناك


كانت المشكلة الاكبر الحاحاً لدىالقاسم اثناء وصوله الى اوسلو في صباح احد الايام هو ... كيف سيشغل نهاره الى انياتيموعد القطارالذي سيوصله الى بيت ام زوجته حيث كانيقيم مع زوجته واولاده... اذ ان القطار يقوم الساعة السادسةمساءاً
farouk1.jpg
فكرت فيما يمكن ان اعمله لاقضي الساعات الى ان يصل موعد القطار ...وهنا الكلام على لسانه .... فقررت ان اذهب الى وزارة الصناعة وأسالهم اذا كانت لهم معرفة بأي شركات نفطية قادمة الى النرويج ربما يحتاجون الى مهندس نفطي جيولوجي


تم استقباله من قِبَلْ مسؤول غير مخول ... وطلب منه العودة بعد الظهر


عندما عاد كان يتوقع انه سيحصل على قائمة بعناوين واسماء ارباب العمل ...... غير ان عدة رجال كانوا في استقباله والانتظار


أضاف القاسم ... انهم كانوا حريصين على معرفة عملي السابق وأي نوع من التحصيل لدي ... ومَنْ الذين قدمت خدماتي لهم ؟


طلبهُ للحصول على قائمة ارباب العمل ... تحولت الى مقابلة وظيفة مرتجلة


يقول القاسم ... كانوا في الواقع بحاجة ماسة لذوي الخبرة والاختصاص


وفي خضم استدعائه المفاجئ آنذاك .... كان مِلاك إدارة النفط النرويجية من المتخصصين 3 أشخاص فقط في الثلاثينات من العمر


كانوا قد درسوا المبادئ الاساسية في تخصصهم وقدموا للعمل دون اي خبرة مسبقة


في نفس الوقت كانت نتائج الاستكشاف النفطي في بحر الشمال تتدفق وهي بحاجة الى تخليل جيولوجي دقيق


وهنا كان القاسم أشبه بهبة من السماء ... رجل غني بالتدريب الأكاديمي وخبرة عملية في مجال صناعة النفط..... وهو بحاجة الى العمل


تعاقدت وزارة الصناعة مع القاسم كمستشار .. وكانت وظيفته تتلخص بتحليل تنائج التنقيب عن النفط في بحر الشمال


farouk2.jpg
كان حلم البلدان الفقيرة بالعثور على النفط أشبه بأوهام الفقراء في فوزهم بورقة يانصيب


الفهم السائد اليوم افضل مما كان عليه قبل 40 عاما ... عندما وصل القاسم الى أوسلو


لم يكن احد يأبه لما يمكن ان يحدثه النفط من تغييرات جريئة في النرويج لأن لم يكن احد يعتقد بانه سيتم العثور عليه هناك ... ما عدا القاسم


انه وقبل 10 سنوات فقط كانت هيئة المسح الجيولوجي النرويجية تستبعد امكانية العثور على النفط في البلاد


هذه الفكرة كانت كحلم لم يريدوا ان ينساقوا ورائه


الا القاســــــــم!!!


وقف وحيداً ...ويعبر عن صوت يغاير ما كان سائداً


وبعد اطلاع على نتائج تقارير التنقيب .... كتبَ تقريرا يشير الى ان البلاد ما زالت تهجع غير واعية لما تحت اراضيها ... وانه بالرغم من ان النفط لم يُكتَشَف بعد فان الامر لا يعدو الا مجرد وقت


كانت شركات النفط تُعِدْ العدة لمغادرة النرويج .... لم يكن هناك سوى آبار جافة تظهر الواحدة منها بعد الأخرى


وكانت شركة (( فليبيس بتروليوم )) الشركة الاولى التي شرعت في اكتشاف الجرف القاري للنرويج لم تزل آخر من بقي يواصل البحث... على وشك ان تتخلى عن محاولاتها الاكتشافية


وفي صيف 1969 طلبت هذه الشركة من الحكومة النرويجية ان تعفيها من مهمة مواصلة العمل في آخر بئر على قائمة برنامج عملها


ولكن ... وبنصيحة من القاسم ... رفضت الاستجابة للطلب واوضحت بان الشركة إن لم تبادر الى حفر البئر فيتوجب عليها ان تدفع غرامة تعادل تكلفة حفره


واثبت القاسم فيما بعد انه كان على حق ... فقد اعلنت الشركة في ديسمبر قبل 40 عام .... اكتشافها لحقل (( ايكوفيسك )) وهو احد اكبر حقول احواض النفط في بحر الشمال


farouk3.jpg
وبين ليلة وضحاها تحولت النرويج الى دولة نفطية


ومنذ عام 1996 وبتوجيه من المهندس العراقي بايداع ايرادات النفط النرويجية في صندوق توفير خاص تبلغ مدخراته الآن 240 مليوم باوند استرليني ...وحصة كل مواطن نرويجي فيه 50 الف جنيه استرليني)النفوس 4.8 مليون نسمة)


لقد قام القاسم بأسداء النصيحة الى الحكومة النرويجية وكتابة المخطط الرئيسي للآلية التي ينبغي من خلالها للدولة ان تنظم صناعتها النفطية الناشئة


تعاوّنَ القاسم مع زميل له في كتابة ورقة حكومية بخصوص انتاج وتسويق النفط ... صادق عليها البرلمان واصبحت قانون فيما بعد


واقتضت ورقة العمل هذه الى انشاء دائرة النفط النرويجية التي اخذت على عاتقها مهمة تنظيم صناعة النفط في البلاد وتأسيس شركة (statoil) ستات اويل (( شركة النفط الوطنية النرويجية ... التي تسمى اليوم ستات اويل هيدرو


farouk4.jpg
كرس القاسم وقته وجهده بل وعمله خلال العقدين الماضيين


كمدير لقسم الموارد في دائرة النفط النرويجية


يقول اولسن مدير الشركة


فاروق هو افضل مبدع حظيت به النرويج


وهو انما يورد هذه لاسباب منطقية .... ذلك ان الجزء الاعظم مما يُكتشف من النفط لا يمكن تعويضه ... وحيث يبلغ معدل التنقيب في مختلف انحاء العالم 25 % .... فانه في النرويج يبلغ 45% ... ويرجع الفضل في هذا الى القاسم الذي كان يحث الحكومة على زيادة معدلات التنقيب


بل كان يُصّر على ان تجرب الشركات تكنلوجيات وتقنيات جديدة ... مثل حقن الماء في الابار الطباشيرية ... والحفر الافقي وليس فقط العمودي


وكان يهدد بسحب تراخيص الحفر من الشركات المتلكئة


يقول اولسن .... اسهمت معدلات التنقيب التي فرضها القاسم في تعزيز عائدات النفط والغاز .... وبالتالي فانها اسهمت وبشكل غير مباشر في رفع حجم صندوق الادخار النرويجي


في وقتنا الحاضر يقف القاسم كشخصية مرموقة ومعروفة تحظى بحب واحترام من المجتمع النفطي للبلاد


farouk5.jpg
الجـــــــــــــالس

وقد اصبحت قصة زيارته الى وزارة الصناعه في ذلك اليوم للبحث عن عمل من القصص الشعبية المشهورة في النرويج


وعند توجية اي سؤال الى اي مسؤول نفطي ... ستكون الاجابة


وجود هذا الرجل العراقي ساعدت في بداية الامر على ان نضع الامور في مسارها الصحيح .... ولولاه كنا سنترك الشركات الاميركية تملي علينا ما يتوجب فعله


ينتهي محرر الفاينانشال كلامه بقوله


يا لها من قصة رائعة تكاد لا تُصَدَق


ويقول


عندما زرت هذا المهندس العراقي في بيته في مدينة STAVANGER مرتين في الشتاء الماضي لاسمع منه الحكاية بشكل مباشر بدا عليه السرور


حيث دعاني الى تناول الغذاء في احدى مطاعم الاكل البحري هو وزوجته.... وخلال تناولنا الطعام تبادلا الحديث والذكريات عن الكيفيه والطرف التي مرا بها خلال حياتهما


يعيش الآن القاسم مع اولاده الثلاثة وزوجته في مدينه ستافنكر STAVANGER ... وقد اصبح ابنه مختلفا تحت تاثير العلاج والرعاية التي تلقاها في البلد الذي احتضن عبقرية والده


farouk6.jpg
farouk7.jpg
 
ما أكثر عباقرتنا المغتربين
و ما أكثر ما تنهل منه بلدان الغرب
جزاك الله كل خير يا أخي على الموضوع الرائع
 
جزاك الله خيراً أخي الحبيب د. سعد على هذا الموضوع الهادف
كم من كفاءات ومواهب تدفن ويُهال عليها التراب في بلادنا العربية!!
أشكرك جزيلاً أخي الغالي على موضوعك القيم هذا وعلى القصة بداخله
فقصة هذا المهندس النابغة فاروق القاسم تستحق التوقف عندها كثيراً
وقراءة ما بين سطورها جيداً لاستيعاب الهدف المنشود والحلم المأمول
هل سيأتي اليوم الذي تتبوأ فيه مثل هذه المواهب مواقع القيادة في عالمنا العربي؟!
نتمنى وبإخلاص أن تأخذ هذه الكفاءات والمواهب أماكنها الصحيحة والمفترضة في بلادنا!!
انظر حولك ......................
وستتعرف بنفسك على الإجابة على الأقل في المنظور القريب ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!
 
جزاك الله خيراً أخي الحبيب د. سعد على هذا الموضوع الهادف
كم من كفاءات ومواهب تدفن ويُهال عليها التراب في بلادنا العربية!!
أشكرك جزيلاً أخي الغالي على موضوعك القيم هذا وعلى القصة بداخله
فقصة هذا المهندس النابغة فاروق القاسم تستحق التوقف عندها كثيراً
وقراءة ما بين سطورها جيداً لاستيعاب الهدف المنشود والحلم المأمول
هل سيأتي اليوم الذي تتبوأ فيه مثل هذه المواهب مواقع القيادة في عالمنا العربي؟!
نتمنى وبإخلاص أن تأخذ هذه الكفاءات والمواهب أماكنها الصحيحة والمفترضة في بلادنا!!
انظر حولك ......................
وستتعرف بنفسك على الإجابة على الأقل في المنظور القريب ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!

ما أكثر عباقرتنا المغتربين
و ما أكثر ما تنهل منه بلدان الغرب
جزاك الله كل خير يا أخي على الموضوع الرائع

تشرفت بردودكم أخوتي الأعزاء
الحمد لله ان الرسالة وصلت، ولا بد ان نؤكـــد بشكل مستمر على قضية الكفاءات العربية التي نهديها بدون حســاب الى الآخرين
 
شكرا على الموضوع دكتورنا الغالي

و الله يهدي ولاة أمورنا للإيقاف هذا النزيف

لعلماء الأمة ... و الإهتمام أكثر بالمورد البشري

بإعتباره المورد الذي لا ينضب و المورد الأغلى من كلّ الموارد.
 
شكرا على الموضوع دكتورنا الغالي

و الله يهدي ولاة أمورنا للإيقاف هذا النزيف

لعلماء الأمة ... و الإهتمام أكثر بالمورد البشري

بإعتباره المورد الذي لا ينضب و المورد الأغلى من كلّ الموارد.

تشرفت بمرورك أخي الزعيم، نعم ان الانسان هو اثمن رأسمال
ولكن في قلبي عتب على بعض هذه الكفاءات، فعندما تتهيأ لهم الظروف المناسبة للعودة الى الوطن تراهم فجأة بشخصية استعلائية وكأن الذي صنع موهبتهم هو الوطن البديل وليس قيمنا وتراثنا الذي يصنع المواهب،
فاذا كانت مجتمعاتهم تصنع المواهب بنفس النسبة التي تصنعها مجتمعاتنا فلماذا يحتاجون الى استيراد المواهب دائما من كل بقاع الارض؟
الواضح لي ان مجتمعاتهم هي محرقة للشباب في دهاليز الانحطاط بكل اشكاله ولا ينفذ من هذا الا اناس معينون يمتلكون السلطة والسطوة
 
جزاك الله خيراً أخي الحبيب د. سعد على هذا الموضوع الهادف

:
الحمد لله اننا نكسب الأخوة والاصدقاء الاحباء هنا في هذا المكان وأهله الطيبين
 
جزاكم الله خيرا اخينا الحبيب
هذا قليل من كثير
فاروق القاسم احد الطيور المهاجرة
والتى لو استفاد منها العرب لاصبحنا فى الصدارة
ولكن اليوم لا نهتم الا بالرياضة التى لا تعلمنا الا التعصب
او الفن الخليع الذى ينشر الفساد بين شبابنا
والله المستعان
تقبل تحياتى
 
جزاكم الله خيرا اخينا الحبيب
هذا قليل من كثير
فاروق القاسم احد الطيور المهاجرة
والتى لو استفاد منها العرب لاصبحنا فى الصدارة
ولكن اليوم لا نهتم الا بالرياضة التى لا تعلمنا الا التعصب
او الفن الخليع الذى ينشر الفساد بين شبابنا
والله المستعان
تقبل تحياتى
مشتاقين كثيرا أخي علي،
أعذرني على قلة التواصل، سأرجع لكم بنشاط بعد حين ان شاء الله
 
عودة
أعلى