المتفائل2012
Member
الملخص
تأتي هذه الدراسة بهدف تقديم تصوّر وافٍ عن صورة البطل في الرواية الفلسطينية في فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة والأرض المحتلة عام 48، وذلك في المرحلة الممتدة من عام 1993 إلى عام 2002، وهي المرحلة التي شكلت منعطفاً ظاهراً في حياة الفلسطينيين وقضيتهم بوصفها مرحلة سلام، ما يعني أن هذه الدراسة ترصد صورة المجتمع الفلسطيني بأفراده ومبدعيه، وكيفية معايشتهم لها، وردود أفعالهم على تأثيراتها، ومدى استجابتهم لمتغيراتها.
وقد سارت منهجية البحث على أساس الإفادة من دراسات مشابهة قدمت في هذا الباب، ومحاولة استكمال الجهود التي تضمنتها تلك الدراسات، والاعتماد على دراسات مؤسسة في باب الرواية عالمية وعربية، وتحديداً في جانب الشخصية والبطل منها على وجه الخصوص، ورصد النصوص الروائية الصادرة في فلسطين في الفترة التي اتخذتها الدراسة مجالاً للبحث، والبحث عن القواسم المشتركة التي تتقاطع عندها معظم نماذج البطولة المقدمة في تلك الروايات، دون اعتماد النضج الفني أساساً في ذلك الاختيار، وكان المنهج الوصفي هو المعتمد في وصف نماذج البطولة في الروايات المختارة.
وقد اقتضت طبيعة البحث أن تتوزَّع مادته في مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول وخاتمة.
تتبعت الدارسة في التمهيد المسار التاريخي للبطل في الأشكال الأدبية في سير وملاحم وأساطير، وفي المذاهب الأدبية من كلاسيكية ورومانسية وواقعية، ما أظهر تحوّل المفهوم التقليدي للبطولة بدلالاته ليكتسب الدلالة على الإنسان العادي، يُلاحظ ذلك بالانتقال من الأشكال الأدبية القديمة إلى المذاهب الأدبية، الأمر الذي مهَّد الطريق أمام الحديث عن فكرة تلاشي البطولة من النص الروائي الحديث.
وفي الفصل الأول الذي جاء بعنوان بطل المرحلة، قدمت الدارسة خمسة نماذج للبطولة، هي: البطل العائد، والبطل المفاوض، والبطل الجماعة، والبطل السلبي والبطل الإشكالي. وقد ظهر هؤلاء الأبطال بمظهر المهزومين المأزومين، انسجاماً مع الواقع الذي بدا مخيِّباً للآمال على نحو غير متَّوقع.
وفي الفصل الثاني الذي جاء بعنوان بطل الاتجاه السياسي، تناولت الدارسة ثلاثة أنواع من البطولة، هي: بطولة الاتجاه الإسلامي بصورتيها المتشددة والمعتدلة، وبطولة المتحوّل في فكره السياسي، وبطولة اللامنتمي فكرياً، ما أظهر تمثيل هؤلاء الأبطال لتجارب مؤلفي النصوص الروائية وأفكارهم السياسية، وخصوصية خروج البطل الإسلامي من دائرة الخيبة التي سيطرت على نماذج الأبطال المقدمين في الدراسة على نحو مجمل.
وفي الفصل الثالث الذي جاء بعنوان البطل اللاتاريخي، قدمت الدارسة ثلاثة نماذج من البطولة، هي: بطولة الشعبي، وبطولة المرأة/ الأرض، وبطولة المقاوم، وقد أظهر هذا الفصل اتِّسام تلك النماذج بطابع سلبي رغم خروجها زمنياً من إطار المرحلة، وهي سلبية مبعثها وتيرة النقد الذاتي التي سيطرت على الشخصيات الرئيسة فيها حتى تلك المقاومة منها.
وفي الفصل الرابع الأخير، الذي جاء بعنوان البطل المكان، حيث شغل المكان الدور الرئيس فيها ما جعله يمثل دور الشخصية الرئيسة، تناولت الدارسة نموذجين من البطولة، هي: المكان الوطن/ المنفى، والمكان وتعدد الدلالات، وقد أظهر البطل/ المكان، اتخاذ المنفى أبعاداً سلبية، وهي الأبعاد التي لم ينجح ظهور الوطن منها لاسيما حينما يرتبط بتغير معالمه لدى الشخصيات العائدة إلى الوطن بعد اتفاق (أوسلو).
أما في الخاتمة فقد عرضت الدارسة للنتائج التي توصّل إليها البحث، والجديد الذي أضافته إلى جهود الباحثين السابقين في المجال ذاته.
النص الكامل
تأتي هذه الدراسة بهدف تقديم تصوّر وافٍ عن صورة البطل في الرواية الفلسطينية في فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة والأرض المحتلة عام 48، وذلك في المرحلة الممتدة من عام 1993 إلى عام 2002، وهي المرحلة التي شكلت منعطفاً ظاهراً في حياة الفلسطينيين وقضيتهم بوصفها مرحلة سلام، ما يعني أن هذه الدراسة ترصد صورة المجتمع الفلسطيني بأفراده ومبدعيه، وكيفية معايشتهم لها، وردود أفعالهم على تأثيراتها، ومدى استجابتهم لمتغيراتها.
وقد سارت منهجية البحث على أساس الإفادة من دراسات مشابهة قدمت في هذا الباب، ومحاولة استكمال الجهود التي تضمنتها تلك الدراسات، والاعتماد على دراسات مؤسسة في باب الرواية عالمية وعربية، وتحديداً في جانب الشخصية والبطل منها على وجه الخصوص، ورصد النصوص الروائية الصادرة في فلسطين في الفترة التي اتخذتها الدراسة مجالاً للبحث، والبحث عن القواسم المشتركة التي تتقاطع عندها معظم نماذج البطولة المقدمة في تلك الروايات، دون اعتماد النضج الفني أساساً في ذلك الاختيار، وكان المنهج الوصفي هو المعتمد في وصف نماذج البطولة في الروايات المختارة.
وقد اقتضت طبيعة البحث أن تتوزَّع مادته في مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول وخاتمة.
تتبعت الدارسة في التمهيد المسار التاريخي للبطل في الأشكال الأدبية في سير وملاحم وأساطير، وفي المذاهب الأدبية من كلاسيكية ورومانسية وواقعية، ما أظهر تحوّل المفهوم التقليدي للبطولة بدلالاته ليكتسب الدلالة على الإنسان العادي، يُلاحظ ذلك بالانتقال من الأشكال الأدبية القديمة إلى المذاهب الأدبية، الأمر الذي مهَّد الطريق أمام الحديث عن فكرة تلاشي البطولة من النص الروائي الحديث.
وفي الفصل الأول الذي جاء بعنوان بطل المرحلة، قدمت الدارسة خمسة نماذج للبطولة، هي: البطل العائد، والبطل المفاوض، والبطل الجماعة، والبطل السلبي والبطل الإشكالي. وقد ظهر هؤلاء الأبطال بمظهر المهزومين المأزومين، انسجاماً مع الواقع الذي بدا مخيِّباً للآمال على نحو غير متَّوقع.
وفي الفصل الثاني الذي جاء بعنوان بطل الاتجاه السياسي، تناولت الدارسة ثلاثة أنواع من البطولة، هي: بطولة الاتجاه الإسلامي بصورتيها المتشددة والمعتدلة، وبطولة المتحوّل في فكره السياسي، وبطولة اللامنتمي فكرياً، ما أظهر تمثيل هؤلاء الأبطال لتجارب مؤلفي النصوص الروائية وأفكارهم السياسية، وخصوصية خروج البطل الإسلامي من دائرة الخيبة التي سيطرت على نماذج الأبطال المقدمين في الدراسة على نحو مجمل.
وفي الفصل الثالث الذي جاء بعنوان البطل اللاتاريخي، قدمت الدارسة ثلاثة نماذج من البطولة، هي: بطولة الشعبي، وبطولة المرأة/ الأرض، وبطولة المقاوم، وقد أظهر هذا الفصل اتِّسام تلك النماذج بطابع سلبي رغم خروجها زمنياً من إطار المرحلة، وهي سلبية مبعثها وتيرة النقد الذاتي التي سيطرت على الشخصيات الرئيسة فيها حتى تلك المقاومة منها.
وفي الفصل الرابع الأخير، الذي جاء بعنوان البطل المكان، حيث شغل المكان الدور الرئيس فيها ما جعله يمثل دور الشخصية الرئيسة، تناولت الدارسة نموذجين من البطولة، هي: المكان الوطن/ المنفى، والمكان وتعدد الدلالات، وقد أظهر البطل/ المكان، اتخاذ المنفى أبعاداً سلبية، وهي الأبعاد التي لم ينجح ظهور الوطن منها لاسيما حينما يرتبط بتغير معالمه لدى الشخصيات العائدة إلى الوطن بعد اتفاق (أوسلو).
أما في الخاتمة فقد عرضت الدارسة للنتائج التي توصّل إليها البحث، والجديد الذي أضافته إلى جهود الباحثين السابقين في المجال ذاته.
النص الكامل