أناشيد الأطفال في الشعر الفلسطيني

علماً بأن عدم مراجعة المدرس للعلامات التي تصله يعني موافقته عليها، وبناء عليه
أما وبعد الانتهاء من هذا البحث بعون الله، كان لا بد لي من الإشارة إلى بعضٍ من الملاحظات والنتائج المهمة التي توصلتُ إليها، وهي:
1. إن نشأة النشيد ارتبطت بالعصر الجاهلي، وتطورت في العصر العباسي، وازداد هذا التطور سرعةً وتنوعاً في العصر الحديث.
2. كان بعض الشعراء يكتبون أناشيدهم وقصائدهم البسيطة، دون توجيه أو تخصيص للأطفال، فيأتي بعدهم من يأتي من المهتمين والمختصين، فيختارون منها ما يمكن تقبله لدى الأطفال، وذلك ضمن معايير معروفة، فيلحقونه بالمناهج المدرسية لبعض الصفوف الأساسية، ليصبح فيما بعد نشيداً للأطفال.
3. سيطرة الهم الوطني على أناشيد الأطفال وأشعارهم، مما أدى إلى حرمانهم من ممارسة دورهم الطفولي، كبقية الأطفال في شتى أصقاع الدنيا، فاحتلت الأناشيد الوطنية المرتبة الأولى في أناشيد الأطفال في فلسطين.
4. نتيجة للخصوصية التي تميز بها الشعب الفلسطيني من ثورات متعاقبة، وصور للاستشهاد اليومي، كان أمراً طبيعياً ظهور أناشيد للشهداء في شعر الأطفال، وهذا يُعدُّ خروجاً على طبيعة أناشيد الأطفال بشكل عام، إذ أنها تسعى إلى تخفيف الأعباء والهموم عن نفوس الصغار.
5. إن نظم أناشيد للأطفال في فلسطين، كان محاولات فردية غير منتظمة جاءت نتيجة اهتمام ناظميها بالحركة الأدبية الخاصة بالأطفال، مُقْتَدين بما كان يدور حولهم في البلدان المجاورة.
6. هناك شعراء فلسطينيون أبدوا عناية ملموسة بأناشيد الأطفال، فأصدروا دواوين شعرية خاصة بهم، مثل الشاعر البيتجالي ( اسـكندر الخوري ) في مجموعته ( الطفل المنشد ) و ( المثل المنظوم )، وأبي سلمى في مجموعته ( أغاني الأطفال ) والشيخ محمد البسطامي في مجموعته ( الشادي في الأناشـيد المدرسية الوطنية ) أما بقية الأناشيد فقد كانت متفرقة بين المجموعات الشعرية الخاصة.
7. كان لدار الإذاعة الفلسطينية في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين دورٌ مهمٌ في بث الأناشيد الموجهة للأطفال والتغني بها، من خلال ما كان يقدمه أبو سلمى وإبراهيم طوقان وفدوى طوقان وعصام حماد وغيرهم.
8. يلاحظ أن العناصر الأدبية التي قامت عليها الأناشيد كانت في معظمها تراعي الشروط النفسية والأدبية والفنية واللغوية لأناشيد الأطفال، ولم تكن فوق طاقاتهم الذهنية والوجدانية.
9. تنوع الأغراض الشعرية في أناشيد الأطفال كان ملموساً، على الرغم من بروز النشيد الوطني بشكل لافت للنظر.
10. إن كثيراً من هذه الأناشيد قد تداولها الصغار والكبار على حد سواء، لأنها كانت تلامس الوجدان الإنساني، والجرح الذي يعاني منه المجتمع الفلسطيني، دون النظر إلى الفوارق العمرية، التي تمثل إشباعاً نفسياً ومعنوياً للروح الوطنية المحترمة لدى الجميع.
11. لقد غلب طابع البساطة والسهولة على أكثر الأناشيد، إلى جانب الفكرة الغنية بمضمونها مثلما امتازت بالموسيقا الجذابة والإيقاع الجميل، فكانت في معظمها تتمتع بقدر من الفنية العالية في الصياغة والبناء.
12. إن غياب المؤسسات والجهات الراعية لمثل هذا النوع الفني من شعر الأناشيد، جعلها عرضة للضياع والاندثار، مما أفقدها الحيوية والحضور الدائم.
13. من خلال استقراء أناشيد الأطفال التي درستها، اتضح أن أصحابها كانوا ممن مارسوا في حياتهم التدريس والعمل التربوي، هذا إلى أنهم جميعاً من الشعراء الذين صدرت لأكثرهم دواوين خاصة بهم.
14. على الرغم مما أورده الدارسون من تعريفات عديدة للنشيد، فإنني اتخذت مقياساً اعتمدت عليه، يقوم على كون الناظم قد أشار إلى أن ما نظمه يُعدُّ نشيداً سواءً أكان ذلك في ديوانه أم مكان نشره في الصحف وغيرها، هذا إلى جانب قابليته للغناء والخفة اللغوية والبساطة.



النص الكامل 
 
عودة
أعلى