ومن الشَّم ما قتل!

أبو قصي

ضيف شرف
طاقم الإدارة
ومن الشَّم ما قتل!
----------------


الحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله .. أما بعد :
فلعلك ولأول وهلة -أخي القارئ- قد انصرف ذهنك وفكرك إلى الشم المعروف عن مدمني المخدرات، وهذه القضية التي تفسد حياة الإنسان فسادًا عظيمًا؛ بداية بدينه، ثم تهلك نفسه، وتدنس عرضه، وتضيع ماله، وكذا العقل له نصيب وافر من الفساد.
مع كل هذه الأضرار لكنها أهون وأهون بكثير من الشم المراد في مقالنا. إنني أعني أمرًا آخر...
أمرًا يتعارض ويتناقض مع عقيدة المسلم... أمرًا يثلم تلك العقيدة ويمزقها، ولربما أفسدها بالكلية -والعياذ بالله-.
إنه التشبه بالكفار عمومًا، وفي الأعياد مثال، فبعد أيام يحتفل بعض المسلمين بعيد مبتدع لا يمت إلى الإسلام بصلة، لا من قريب ولا من بعيد، بل العجيب أنه -أيضًا- معدود من أعياد الفرس! نعم الفرس عبدة النار! عبدة الأوثان، ويعرف عندهم بـ "النيروز"، وكان عندهم ستة أيام، حيث كانوا في عهد الأكاسرة يقضون حاجات الناس في الأيام الخمسة الأولى، وأما اليوم السادس؛ فيجعلونه لأنفسهم وخواصهم ومجالس أنسهم، ويسمونه النيروز الكبير، وهو أعظم أعيادهم.
ويحتفل -أيضًا- به البهائيون، وذلك في ختام صيامهم الذي مدته 19 يومًا، وذلك في 21 آذار. وهو -أيضًا- أول يوم من السنة عند القبط، ويسمى عندهم: "عيد شم النسيم"، ومدته ستة أيام. وقد يكون الأقباط قد أخذوه عن الفراعنة؛ لأنه معدود من ضمن أعيادهم.

والسؤال هنا :
إذا كان الأمر كذلك : (فرس... بهائيون... أقباط... فراعنة)؛ فما لنا نحن المسلمين به؟! ما علاقتنا بهؤلاء الكفرة؟! كيف نحتفل بعيد هذه جذوره، وهؤلاء أصحابه؟!!
أحبتي في الله، إن الإسلام قد طالب أتباعه بالتميز عن غيرهم في العقائد والشعائر، في الشعور والانتماء، في الأخلاق والمعاملات، في الملبس والمأكل والمشرب، وغير ذلك من أعمال الظاهر والباطن. وهذا التميز هو الذي يخرج الشخصية الإسلامية المتزنة المعتزة بدينها، الفخورة بانتمائها.
وإن قضية الولاء والبراء ركن من أركان التوحيد، ومقتضى كلمة لا إله إلا الله، وهي من أكثر القضايا التي وردت عليها الأدلة من الكتاب والسنة، حتى إنه ليقرب من ألف دليل، فكيف يجتمع التبرؤُ من الشرك وأهله، وعداوتُهم وبغضُهم في قلب العبد مع احتفالِه بأعيادهم وتشبهِه بهم؟!
كيف وموالاتهم علامة من علامات النفاق، وسبب من أسباب مرض القلب؟!
إنها أوثق عرى الإيمان كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَوْثَقُ عُرَى الإِيمَانِ: الْمُوَالاةُ فِي اللهِ وَالْمُعَادَاةُ فِي اللهِ، وَالْحُبُّ فِي اللهِ، وَالْبُغْضُ فِي اللهِ) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).
ويؤكد ذلك الانفصال والتميز رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ فيقول: (مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ) (رواه أبو داود، وقال الألباني: حسن صحيح).
وأقلُّ هذا الحديث -كما يقول شيخ الإسلام :- تحريمُ التشبه بهم، ولكلٍ نصيبٌ من هذا الحديث؛ فمَن تشبه بهم في الكفر فهو منهم ومثلهم، ومَن تشبه بهم في معصية فقد فعل معصية، ويدخل في ذلك -بلا شك- التشبهُ بهم في الاحتفال بالأعياد الباطلة. والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا) (رواه البخاري). فهل هذا عيد من أعيادنا؟ فكيف نحتفل به؟!
والله -تعالى- يقول: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ) (الفرقان:72) قال فيها مجاهد والربيع بن أنس والضحاك: أعياد المشركين. (انظر تفسير ابن كثير).
وقد أبدلنا الله خيرًا منه ومن غيره من الأعياد المبتدعة المحرمة، وذلك بيومي الفطر والأضحى.

أخي الكريم :
لئن كانت المخدرات كبيرةً من الكبائر؛ لأنها كالخمر، كما ذكر أهل العلم؛ فإن الأخطر منها والأشنع التشبه بالكفار؛ لأن هذا يثلم التوحيد، ولربما يحبطه بالكلية والعياذ بالله -تعالى-!
فإن كنا حريصين حقًّا على مصلحة أمتنا، واستعادة مجدها؛ فلتكن حربُنا وإبطالُنا لهذه البدعة المنكرة أشدَّ مِن حربنا على المخدرات.
إننا نريد "حماية" عقيدتنا من تلك الانحرافات، والتي تودي بالأمة جمعاء في دركات التخلف والرجعية، بل الانحطاط والانهزام.
إنك ينبغي أن يكون لك دور... ودور فعال في محاربة هذا الباطل، وتوعية المسلمين بخطر هذه الأعياد على دينهم عقيدتهم... يلزمنا جميعًا أن نُبَصِّر المسلمين بمعاني التوحيد والإيمان والبراءة من الشرك، وحينها... وحينها -فقط- ومع تحقق العبودية؛ يمن الله علينا بالنصر والتمكين والعزة والغلبة، وصدق الله إذ يقول: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور:55).
نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يمسكنا بالإسلام حتى نلقاه عليه.

-----------
المصدر
موقع صوت السلف
 
السلام عليكم ورحمة الله وباركاته
فخير الكلام الصلاة على النبى محمد خير الأنام صلى الله عليه وسلم .

شكرا وبارك الله فيك اخى ابو قصى
 
المشكلة أنّ هناك من بالنسبة له قطعة قماش هي أعزّ ما عنده يسميها

العلم !!، ينتفض لأجلها و لا يهدأ ... و سَلفنا يتكلم عن الولاء و البراء ...


واقع أغلب المسلمين مغاير تماما لتنظيراتهم و ما خطّه آباؤهم .

و أخيرا نجحت في التقييم (+1)
تأخرت بسبب ضعف الإتصال(blush).

 
السلام عليكم ورحمة الله وباركاته
فخير الكلام الصلاة على النبى محمد خير الأنام صلى الله عليه وسلم .
شكرا وبارك الله فيك اخى ابو قصى

وأنت بارك الله فيك أخي الكريم ABDO_24
أشكرك جزيلاً على مرورك العطر وتشريفك الندي
أسعدك المولى في الدنيا والآخرة وأعطاك كل ما تتمنى
دمت في حفظ الرحمن وأمنه ...
 
المشكلة أنّ هناك من بالنسبة له قطعة قماش هي أعزّ ما عنده يسميها
العلم !!، ينتفض لأجلها و لا يهدأ ... و سَلفنا يتكلم عن الولاء و البراء ...

واقع أغلب المسلمين مغاير تماما لتنظيراتهم و ما خطّه آباؤهم.

وأنت جزاك الله خيراً أخي الحبيب الزعيم الأول ..
أشكرك جزيلاً على مرورك العطر وعلى حضورك المتألق ..
كما أشكرك جزيلاً على استنباطاتك القيمة وعلى إضافاتك المثرية ..
رزقنا الله وإياك الإخلاص في القول والعمل في السر والعلن ..
أتمنى لك التوفيق والنجاح والسعادة في جميع مناحي الحياة ..
تقبل تحياتي وشكري وتقديري !!.

 
جزاك الله خيرا اخى الحبيب
ولكن .. ما حكم تهنئة جارى المسيحى باعيادة ؟
بمعنى اخر هل تهنئة غير المسلمين باعيادهم تعتبر مشاركة لهم فى اعيادهم ؟
 
جزيت خيرا اخي أبو قصي على موضوعك المميز :
ومما وقع فيه المسلمون في السلوك والأخلاق والعادات : الحسد ، والبغي ، والبخل بالمال والعلم ، وجحود ما مع الآخرين من الحق عند الخصومات ، والتشبه بالكافرين باللباس ، والرطانة بلغاتهم لغير ضرورة .
 
جزاك الله خيرا اخى الحبيب
ولكن .. ما حكم تهنئة جارى المسيحى باعيادة ؟
بمعنى اخر هل تهنئة غير المسلمين باعيادهم تعتبر مشاركة لهم فى اعيادهم ؟
وأنت جزاك الله خيراً أخي الحبيب عليّ
أشكرك جزيلاً على مرورك العطر وتشريفك الندي
رزقنا الله وإياك الإخلاص في القول والعمل في السر والعلن
وعن إجابة سؤالك فبالتأكيد لا يجوز أخي كما أوضح ذلك علماؤنا الأجلاء
راجع الأمر أخي الكريم هنا :

 
جزيت خيرا اخي أبو قصي على موضوعك المميز :
ومما وقع فيه المسلمون في السلوك والأخلاق والعادات : الحسد ، والبغي ، والبخل بالمال والعلم ، وجحود ما مع الآخرين من الحق عند الخصومات ، والتشبه بالكافرين باللباس ، والرطانة بلغاتهم لغير ضرورة .
وأنت جزاك الله خيراً أخي الحبيب حضرموت
أشكرك جزيلاً على مرورك الكريم وحضورك المتألق
كما أشكرك جزيلاً على إضافاتك وتوضيحاتك القيمة
رزقك الله الجنة ونعيمها ، وما قرب إليها من قول أو عمل
أتمنى لك التوفيق والنجاح والسعادة في الدنيا والآخرة
دمت في حفظ الرحمن وأمنه
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
جزاكم الله خيرا أخي الحبيب أبو قصي
إن دل هذا الموضوع و ما بين سطوره إنما يدل على قوة تأثير ثقافة الغرب على المسلمين التي إستعملوا فيها كل الوسائل المتاحة و من أهمها و أخطرها الإعلام فهم يدفعون بأموالهم من أجل زرع سموم ثقافاتهم داخل المسلمين و لكن لا يجب باي حال من الأحوال أن نعلق الشماعة على إعلامهم و وسائلهم الأخرى و نقول هذه مآمرة جاعلين من أنفسنا كبش فداء يستسلم لجزاره بكل سهولة.
واجب علينا أن نعمل جاهدين على التمييز بين ما هو نافع و ما هو ضار دون التساهل في أي شيئ لأن التساهل يجرنا إلى مهالك كثيرة و متعددة.
في الأخير تقبل تحياتي أخي الكريم أبو قصي
.
 
وأنت جزاك الله خيراً أخي الحبيب عليّ
أشكرك جزيلاً على مرورك العطر وتشريفك الندي
رزقنا الله وإياك الإخلاص في القول والعمل في السر والعلن
وعن إجابة سؤالك فبالتأكيد لا يجوز أخي كما أوضح ذلك علماؤنا الأجلاء
راجع الأمر أخي الكريم هنا :




جزاك الله خيرا اخى الحبيب على التوضيح ولكن ادخا على هذا الرابط واقرا مافية
http://www.gannaa.com/vb/showthread.php?t=8793
 
عودة
أعلى