بين نداءين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عودة إلى الكتابة وفي الجعبة الكثير وأسأل الله تعالى أن يكون كله خيرا
وأن يملؤنا وياكم إخلاصا وأن يقبلنا في عباده الصالحين ... آمين
إن السبب الحقيقي الذي يدعونا إلى الكتابة هو حب الله تعالى
وكيف لا نحب ربنا ولا نعظمه ونحن نرى أن غير المسلمين يعظمون الهوى والشهوة
ويكتبون ويدعون وينشرون أفكارهم ودعاويهم الباطلة ؟!!!
ثم نرى أن من أبناء جلدتنا من يدسون السم في الدسم ليخرجوا بكلام معسول
لكنه يميت عقل كل من يقرأ لهم والله المستعان

إذن نحن بالله تعالى أولى منهم في أن نكتب ونبدع ونخترع و..... إلخ

أحبتي في الله والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبكم في الله

ثم تعالوا لنضع أنفسنا بين أمرين لنحدد هدفا يكون مسارنا بدءا وانتهاءا لندخل الجنة
اللهم أدخلنا الجنة .......... آآآآآآآآآآآآمين
وحتى نكون من الهاربين من النار , اللهم ابعدنا عن النار ......... آآآآآآآآآآمين
نعم أخي الحبيب وأختي الفاضلة تخيل أنك الآن تسمع نداءين
الأول {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا } (116) سورة النساء
والثاني نداء من الشيطان في موقف من المواقف يدعوك لتشرك بالله عند القبور مثلا أو في الألفاظ
كأن يجعلك تقول ( والنبي ) بزعم أنك بذلك تقر بحب النبي صلى الله عليه وسلم

هنا أخي الحبيب قف ثم فكر من تختار ؟ ولماذا ؟ وكيف السبيل ؟

والنأخذ مثالا آخرا وهو قوله تعالى { إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} (103) سورة النساء
أي أن الله فرض الصلاة على كل مكلف
ثم تسمع نداءا آخرا بأن الصلاة متعبة وأن فيها مشقة وأنك إن صليت فأنت مرائي
وأن الله ليس بفقير ولا يحتاج إلى صلاتنا و............... إلخ

هنا أحتاج من حضرتك وقفة أخرى لتقرر من تختار من هذين النداءين ؟ ولماذا ؟

أخي الحبيب عند كل معصية وكل طاعة يكون هناك نداءين الأولى بأن تفعل الطاعة وتترك المعصية لتنال الأجر
والثانية بأن تترك الطاعة وتقترف المعصية وبعدها تنال ما تنال المهم أن تأخذ بها
وهنا تحتاج إلى وقفة لتعرف أنت من ؟ وما هويتك ؟ هل أنت عبد لله تعالى أم عبد لغيره ؟

إخوتاه !!!!! إن القضية عظيمة والأمر عظيم جدا حينما تجد كثييييييير من أبناء المسلمين لا يعرفون
ماذا يفعلون في هذا الشيء بل الكثير والكثير منهم يستجيبون لنداء الشيطان لأن ظاهره الراحة
ويدعون أن في الطاعة إرهاق وتعب ... يقول أحد الصالحين :
( إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة ) صدق ورب الكعبة
حقيق علينا أن نتعرف على جنة الدنيا التي نراها ونعيشها حتى ندخل جنة الآخرة
جنة حين تكون في بيت الله تذكر آيات الله تعلمها لعباد الله
جنة حين تصلي بين يدي الله بخشوع وخضوع وتذلل
جنة حين تطفئ غضب الله بصدقة تتصدق بها تكون صدقة خفية
جنة آآآآآآآآآآآه الكلمة حلوه والقلم يريد أن يكتب أكثر لكن أخاف أن تملوا
أكتفي بأن أذكر بقول أحد السلف :
( لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم لجالدونا عليها بالسيوف )
لأن الجنة ليست بكثرة المال وتنوع الطعام وكثرة البزخ والنعيم المظهري
إنما هي جنة جوهرية قلبية إيمانية علاقتها متصلة بالله مباشرة

إخوتاه أختم بكلامي بأن أذكركم أنكم حينما تقعون بين نداءين فلا تعطوا نداء الشيطان ولا صوت واحد
بل صوتوا لنداء الله إستجابة لأمره وانتهاءا عند نهيه ولا يحزنكم ضيق المعيشة لأن الجنة لها معان كبيرة

أسأل الله ختاما أن يدخلنا جنة الدنيا الحقيقية والتي هي جسرا لجنة الآخرة
أسأله بمنّه وكرمه أن يوفقنا لعمل صالح خالص لوجهه يقبضنا فيه
أسأله سبحانه أن يصلح الأمة وان يكشف الغمة وان يرفع الهمة لما يرضيه عنا
أحبتي في الله لا يزال تذكيرنا لكم بأننا نحبكم في الله وحبنا لكم يجعلنا صادقين معكم

كتبكه
أبو الحارث​
 
(ولا يحزنكم ضيق المعيشة لأن الجنة لها معان كبيرة)

جزاك الله خيرا أخي أبو حارث
وجمعناوإياك في الفردوس الأعلى
آمين يارب العالين
 
عودة
أعلى