عبادة التفكر

DNA PROFESSOR

مشرف بالجامعة
طاقم الإدارة
عبادة التفكر

أهمية التفكر
إن التفكر في خلق الله تعالى يوقف الإنسان على حقيقة بديعة هي متانة الخَلْق والتدبير في كل مفردات الكون وأجزائه، وإن النظرة السليمة التي ينبغي أن نسلكها نحن المسلمين ليست التي تقف بنا عند ظواهر الأشياء، بل التي تحملنا من الظاهر المشهود إلى الباطن المحجوب، ومن معرفة المخلوق إلى معرفة الخالق عز وجل الذي أنشأه وأبدع له النظام الذي يسير عليه، ألم تر إلى قول الله تعالى: " الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى" في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى" من فطور (3) ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير (4)" (الملك)، فإنها تكشف عن عظمة خلق الله تعالى للسماوات السبع تكاملاً وتناسقاً، واللطيف في التعبير أنه حدثنا عن السماوات السبع، ولكنه عندما نفى وجود التناقض نفاه عن كل خلق الله عز وجل؛ فقد يسلم الإنسان بأن خلقاً من خلقه تعالى كالسماوات محكم ومتقن، ولكنه يشك في وجود هذه الحقيقة عندما يفكر في خلق آخر؛ فإذا به يتساءل:

لماذا خلق الله الذباب والميكروبات المهلكة؟ لماذا الزلازل التي يذهب ضحيتها الألاف من الناس؟ ولكن عليه أولاً أن يقيس ما يعرفه من خلق الإنسان بما لا يعرفه.
وثانياً أن يعالج شكه باليقين، فلا يسترسل مع وساوس الشيطان.


بل يظل باحثاً عن الحقيقة حتى يكتشفها، ومن هنا جاء الخطاب الإلهي الكريم في سورة آل عمران يدعو كل فرد من أبناء البشر للنظر والتفكر في خلق الله، ودراسة الظواهر المختلفة، لأننا كلنا مسؤولون عن معرفة الحقيقة والوصول إلى درجة اليقين من الإيمان بالله تعالى، فإلى جانب البصر ينبغي أن يعمل الإنسان بصيرته أيضاً لأن العين نافذة القلب على الحياة، ولهذا أثنى على المتفكرين:" إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب 190 الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى" جنوبهم ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار 191 " (آل عمران).


علاج نفسي
أثبتت دراسة حديثة أن خلو الإنسان بنفسه كي يتأمل عالمه الداخلي ويتعبد ويحاسب نفسه على أخطائها يزيده صقلاً وصفاء، وأشارت الدراسة إلى أن علماء الإسلام أكدوا أن في الخلوة فوائد كثيرة، منها تجنب آفات اللسان وعثراته، والبعد عن الرياء والمداهنة، والزهد في الدنيا، والتخلق بالأخلاق الحميدة، وحفظ البصر وتجنب النظر إلى ما حرم الله تعالى، كما أن التفرغ للذكر فيه تهذيب للأخلاق، وبعد عن قساوة القلب، وفي هذا إشارة إلى أهمية التمكن من عبادة التفكر والاعتبار ولذة المناجاة ومحاسبة النفس ومعاتبتها، وإن معرفتنا بعظمة الله تورث القلب الشعور الحي بمعيّته.

أشرف العبادات
لأن التفكر عبادة لله عز وجل بأسمائه وصفاته وأفعاله، والانقطاع إليه تعالى عن غيره، والمداومة على هذا العمل والممارسة عليه تورث ملكة التفكر والاتعاظ ودوام التوجه إليه تعالى، وانقطاع النفس عن كل ما يقطعها عنه، وقد ورد الحث الأكيد على ذلك في القرآن الكريم، ولم لا يكون التفكر أشرف العبادات، وهو الذي يولد المعرفة عند العبد، ولقد دعا الإسلام إلى التفكر من أجل أن تكتسب المعرفة، وعند بعضهم أن تفكر ساعة يعدل عبادة سنة، والسبب في كون ساعة من التفكر والتأمل تعادل سنة من العبادة هو أن الإنسان يستطيع في ساعة واحدة من التفكر الصحيح المثمر تغذية أسس إيمانه وتقويته، فتبرق في نفسه أنوار المعرفة وتومض في قلبه المحبة الإلهية، فيصل إلى الأشواق الروحية ويطير في أجوائها، ولما سُئل الإمام علي رضي الله عنه: كيف عرفت ربك ؟ قال: عرفت ربي بربي، أي من خلال آيات ربي، وعرفت مراد ربي بمحمد صلى الله عليه وسلم .

كما أن التفكر في آلاء الله ونعمه يولد المحبة، لقوله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "أَحِبُّوا اللَّهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللَّهِ وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي بِحُبِّي"(1).


واقرأ إن شئت:
" ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير "20 (لقمان) كما أن التفكر في وعيد الله عز وجل يولد الخوف من التقصير؛ وتدبر قوله تعالي:" فأنذرتكم نارا تلظى" 14 لا يصلاها إلا الأشقى 15 الذي كذب وتولى" 16 وسيجنبها الأتقى 17 الذي يؤتي ماله يتزكى" 18 وما لأحد عنده من نعمة تجزى" 19 إلا \بتغاء وجه ربه الأعلى" 20 ولسوف يرضى" 21 (الليل)، ولما قرأها عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ما استطاع أن يبرحها، وراح يرددها حتى أصبح، كما أن التفكر في حال المسلمين اليوم يولد الألم عند العبد المتأمل.


أسباب بعد العبد عن التفكر
أسباب البعد عن التفكر كثيرة منها:
1 الجهل بالله عز وجل وبأسمائه وصفاته، وأوامره ونواهيه.
2 ضعف الإيمان بالله عز وجل وباليوم الآخر، والابتعاد عن الأجواء الإيمانية.
3 التكاسل عن الطاعات والعبادات.
4 عدم التأثر بآيات القرآن الكريم.
5 الغرور وطول الأمل.
6 كثرة الفتن والشبهات والشهوات.
7 التعلق بالدنيا، والشغف بها.
8 مخالطة الفاسقين.


شروط التفكر
(1) التعود على القراءة وعلى مطالعة كتاب الكون.
(2) فتح القلب للإلهامات الإلهية.
(3) فتح العقل لمبادئ الشريعة.
(4) النظر إلى الوجود بعدسة القرآن الكريم الذي يعد الكتاب المقروء للكون.
(5) قراءة سير السلف في هذا الباب.



أنواع التفكر
هناك عدة أنواع منها:
(1) التفكر في آيات اللَّه عز وجل.
(2) التفكر في نعم اللَّه عز وجل وآلائه.
(3) التفكر في كتاب اللَّه عز وجل أو في المناجاة والدعاء والصلاة.
(4) التفكر في النفس وحالاتها ومهالكها وأساليب علاجها ونجاتها.
(5) التفكر في العِبَر المؤثّرة في النفس، فقد سأل أحدهم عن معنى الأثر: تفكّر ساعة خير من قيام ليلة، فقيل له: تمرّ بالخربة أو بالدار فتقول: أين ساكنوك؟ أين بانوك؟ مالكِ لا تتكلمين؟ ولهذا قال بشر الحافي: لو تفكر الناس في عظمة الله تعالى لما عصوه.



عوامل مساعدة
(1) الإيمان بالله عز وجل وبمعرفته تعالى، وتعظيم حرماته.
(2) استشعار عظمة الله تعالى، والانكسار بين يديه.
(3) تدبر القرآن العظيم.
(4) تذكر منازل الآخرة.
(5) غض البصر.
(6) النظر في السماوات والأرض.
(7) النظر في خلق الإنسان.
(8)النظر في الموتى وفي كل ما حولنا.
(9) إمعان النظر لطلب العلم وتعليمه الناس: إنما يخشى الله من عباده العلماء
(فاطر:28)، فبالعلم تزيد الخشية والخوف من الله عز وجل.

فلا تنسي عبادة التفكر ... إملأ عينيك بعظيم قدرة الله ... قبل أن يأتي يوم و تغمضها ولم تتفكر يوما في عظمة الله

المصدر
http://www.rasoulallah.net/subject2.asp?folder_id=0&parent_id=456&sub_id=8633


 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
وفقكم الله
 
فلا تنسي عبادة التفكر ... إملأ عينيك بعظيم قدرة الله ... قبل أن يأتي يوم و تغمضها ولم تتفكر يوما في عظمة الله
جزاك الله خيراً أخي الحبيب محمد على هذا النقل الطيب
أحييك أخي الغالي على هذا الموضوع الجميل والقيم
تقبل تحياتي وشكري وتقديري +3
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم وجزاكم الله خير الجزاء
وفقكم الله

عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاكم الله خيرا اختى الفاضلة على المرور
حياكم الله و شكرا على الدعاء جعل الله لك من مثله اوفر النصيب ان شاء الله

شكرا جزيلا
 
جزاك الله خيراً أخي الحبيب محمد على هذا النقل الطيب
أحييك أخي الغالي على هذا الموضوع الجميل والقيم
تقبل تحياتي وشكري وتقديري +3

استاذنا الحبيب ابو قصى جزاكم الله خيرا على المرور الجميل دائما ما اسعد به جدا
و هذا من بعض ما تعلمت منكم استاذنا بارك الله فيكم
حياك الله من عنده تحية طيبة
:gift:
 
عزيزي انت رائع في مشاركاتك
وكذلك وردودك ومواضيعك !
انت كما عهدتك دوما
أخوك سعد
 
جزاكم الله كلّ خير أخونا

الفاضل ، و ضاعف لكم الله


العطاء في الدنيا و الآخرة .
 
عزيزي انت رائع في مشاركاتك
وكذلك وردودك ومواضيعك !
انت كما عهدتك دوما
أخوك سعد

جزاكم الله خيرا استاذنا الحبيب د. سعد على المرور الكريم
ثم جزاكم الله خيرا على ثنائكم الرقيق فأنا احاول ان اكون تلميذا مجتهدا (hi)
حياكم الله من عنده تحية طيبة مباركة
:gift:
 
جزاكم الله كلّ خير أخونا

الفاضل ، و ضاعف لكم الله


العطاء في الدنيا و الآخرة .

و جزاكم الله خيرا اخى الحبيب على المرور الجميل
بارك الله فيك على دعائك الطيب جعل الله لك منه نصيبنا موفورا
شكر الله لك اخى
:gift:
 
موضوع قيم
حفظك الله
===
مميز في الطرح و اليات محاكات المحتوى
وفقك الله لمافيه كل خير وصلاح
 
موضوع قيم
حفظك الله
===
مميز في الطرح و اليات محاكات المحتوى
وفقك الله لمافيه كل خير وصلاح

جزاكم الله خيرا اخى الحبيب د. علاء
مرورك يسعدنى جدا اخى الحبيب
اسال الله لك التوفيق و السعادة فى الدنيا و الآخرة
:gift:
 
الغرور وطول الأمل.

======

الغرور ...
جناس غريب بين ثنائية الهوى والثقة العمياء بقدرات لايمتلكها صاحبها ...
فهو يزهو بنفسه وبصنيعه وينسب الانجاز لذاته ..
تبتلعه افكار التسيد ويغدو حبيس قوقعة الذات ....
لايمكنه الفرار منها لانها تطوقه بجمال زائف قد اصطنعه لنفسه ...
وكلما مرت الايام ازدادت الفجوة بين الثقة بالقدرات وبين هوى النفس ....
فنفس المغرور تهوى التسيد وذاته ترمو الى الاحترام ...
فيمشي بطرا بين الخلائق .....
===

طول الأمل..
اقتران الغرور بطول الامل .... يستدعي التوقف لهنيئة من الزمن .....
الغرور ... الانزواء مع الذات والابتعاد عن المحيط الانساني بكل مايحمل من معاني النبل والجمال ...
وطول الامل ... الاعتقاد بان الوقت مازال متاحا وطويلا بما يكفي لتعديل المسار ....
في حين ان الغطرسة ستنمو مع تنامي الغرور وترسخه فان الوقت قد نفد ..... ولات ساعة مندم

=====

فائق تقديري لك اخي الغالي لجميل المقالة التي استعرضتها ...
فكلماتها تأسر الفرد وجميل عباراتها يستوقف الناظر ....
لايمكن المرو من دون تبصر ....

===
اهوائنا قد باعدتنا عن من نحبهم
وجميل بصيرة العبد التفكر
 
فائق تقديري لك اخي الغالي لجميل المقالة التي استعرضتها ...
فكلماتها تأسر الفرد وجميل عباراتها يستوقف الناظر ....
لايمكن المرو من دون تبصر ....

حياك الله د. علاء
عذرا على تاخر الرد لظروف نقل السيرفر
لك ارقى تحياتى
 
جزاك الله خيرا اخى موضوع رائع
 
عودة
أعلى