سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة

Dr.Sayed

مشرف سابق
سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة-الحلقة الأولى-مكة هي مركز الأرض

قال صلى الله عليه وسلم : ( إن مكة هي أحب بلاد الله إلى الله ).

لقد أثبت الاكتشاف العلمي الجديد الذي كان يشغل العلماء والذي أعلن في يناير 1977 أن :

مكة المكرمة هي مركز اليابسة في العالم، وهذه الحقيقة الجديدة استغرقت سنوات عديدة من البحث العلمي للوصول إليها، واعتمدت على مجموعة من الجداول الرياضية المعقدة استعان فيها العلماء بالحاسب الآلي.

ويروي العالم المصري الدكتور حسين كمال الدين قصة الاكتشاف الغريب فيذكر : أنه بدأ البحث وكان هدفه مختلفا تماما، حيث كان يجري بحثا ليعد وسيلة تساعد كل شخص في أي مكان من العالم، على معرفة وتحديد مكان القبلة، لأنه شعر في رحلاته العديدة للخارج أن هذه هي مشكلة كل مسلم عندما يكون في مكان ليست فيه مساجد تحدد مكان القبلة، أو يكون في بلاد غريبة، كما يحدث لمئات الآلاف من طلاب البعثات في الخارج، لذلك فكر الدكتور حسين كمال الدين في عمل خريطة جديدة للكرة الأرضية لتحديد اتجاهات القبلة عليها وبعد أن وضع الخطوط الأولى في البحث التمهيدي لإعداد هذه الخريطة ورسم عليها القارات الخمس، ظهر له فجأة هذا الاكتشاف الذي أثار دهشته ..

فقد وجد العالم المصري أن موقع مكة المكرمة في وسط العالم .. وأمسك بيده ( برجلا ) وضع طرفه على مدينة مكة، ومر بالطرف الآخر على أطراف جميع القارات فتأكد له أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة حول مكة توزيعا منتظما .. ووجد مكة - في هذه الحالة - هي مركز الأرض اليابسة.

وأعد خريطة العالم القديم قبل اكتشاف أمريكا وأستراليا - وكرر المحاولة فإذا به يكتشف أن مكة هي أيضا مركز الأرض اليابسة، حتى بالنسبة للعالم القديم يوم بدأت الدعوة للإسلام ..

ويضيف العالم الدكتور حسين كمال الدين : لقد بدأت بحثي برسم خريطة تحسب أبعاد كل الأماكن على الأرض، عن مدينة مكة، ثم وصلت بين خطوط الطول المتساوية لأعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض بالنسبة لمدينة مكة، وبعد ذلك رسمت حدود القارات وباقي التفاصيل على هذه الشبكة من الخطوط، واحتاج الأمر إلى إجراء عدد من المحاولات والعمليات الرياضية المعقدة، بالاستعانة بالحاسب الآلي لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة، وكذلك احتاج الأمر إلى برنامج للحاسب الآلي لرسم خطوط الطول وخطوط العرض، لهذا لإسقاط الجديد .. وقدرا اكتشفت أنني أستطيع أن أرسم دائرة يكون مركزها مدينة مكة وحدودها خارج القارات الأرضية الست، ويكون محيط هذه الدائرة يدور مع حدود القارات الخارجية. مكة إذن - بتقدير الله - هي قلب الأرض، وهي بعض ما عبر عنه العلم في اكتشاف العلماء بأنه مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي، يوائمه ظاهرة عجيبة قد تذوقها كل من زار مكة حاجا أم معتمرا بقلب منيب، فهو يحس أنه ينجذب فطريا إلى كل ما فيها .. أرضها.. وجبالها وكل ركن فيها .. حتى ليكاد لو استطاع أن يذوب في كيانها مندمجا بقلبه وقالبه .. وهذا إحساس مستمر منذ بدء الوجود الأرضي..

والأرض شأنها شأن أي كوكب آخر تتبادل مع الكواكب والنجوم قوة جذب تصدر من باطنها.. وهذا الباطن يتركز في مركزها و يصدر منه ما يمكن أن نسمية إشعاعا.. ونقطة الالتقاء الباطنية هي التي وصل إليها عالم أمريكي في علم الطوبوغرافيا بتحقيق وجودها وموقعها جغرافيا، وهو غير مدفوع لذلك بعقيدة دينية، فقد قام في معمله بنشاط كبير مواصلا ليله بنهاره وأمامه خرائط الأرض وغيرها من الآت وأدوات فإذا به يكتشف - عن غير قصد - مركز تلاقي الإشعاعات الكونية هو مكة..

ومن هنا تظهر حكمة الحديث الشريف المبنية على قول الله تعالى : ( وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيّـا لتنذر أم القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه، فريق في الجنة وفريق في السعير )

ومن ثم يمكن التعرف على الحكمة الإلهية في اختيار مكة بالذات ليكون فيها بيت الله الحرام، واختيار مكة بالذات لتكون نواة لنشر رسالة الإسلام للعالم كله.. وفي ذلك من الإعجاز العلمي في الحديث الذي أظهر أفضلية مكانها عن سائر البقاع.
 
  • Like
التفاعلات: Samo
سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة-الحلقة الثانية-القرآن وأخفض منطقة في العالم !

حدثت معركة بين الروم والفرس فانتصر الفرس على الروم وكان الفرس عباد النار والروم أهل كتاب ففرح المشركون لأنهم أهل أوثان بانتصار أهل الأوثان على أهل الكتاب من النصارى وحزن المسلمون ..

فأنزل الله قرآنا يواسى به المؤمنين ويرد فرحة الكافرين قال تعالى : { الم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين } [ سورة الروم - الآيات من 1 إلى 4 ] .. وبضع أي في أقل من عشر سنوات.

فلما جاء هذا الخبر .. قال الله تعالى : { لله الأمر من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم * وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر الناس لا يعلمون * يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون } [ سورة الروم - الآيات 4 و 5 ].

فنعم هؤلاء الكفار يعلمون ظاهرا من الحياة .. كما يعلم كريستوفر حكمة لبس الحذاء .. لكنه لا يدري الحكمة مِـن خلقه هو !

فلما نزلت الآيات : { ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله } ثم يعقب بعد ذلك : { وعد الله لا يخلف الله وعده } .. تحدّ ! فالروم التي انهزمت يخبر الله سبحانه وتعالى أنها ستنتصر في أقل من عشر سنين ! بل وسيأتي النصر ويفرح المؤمنون بعده .. وها هو الله سبحانه وتعالى يستثير الكفار بهذه الآيات ..

فقد جاء رجل منهم إلى أبي بكر وقال : انظر ما يقول محمد !
قال له أبي بكر : ما يقول ؟
قال : يقول إن الروم تهزم الفرس !
قال له : صدق .. !

ثم كسب أبو بكر في النهاية .. فما مرت سبع سنوات حتى تحقق وعد الله -جل وعلا- وانتصر الروم على الفرس وفرح المسلمون وكان ذلك في عام الحديبية .. وقد كانت معجزة للأوّلين في هذا الأمر الغيبي الذي رأوه بعد سبع سنين من إخبار القرآن به .. فقال بعض الكفار الذين أسلموا : محمد عاقل وما هو مجنون ، لقد جعل دينه كله ومستقبله كله والإسلام كله مرهون بانتصار دولة مهزومة إنه حدد زمنا قريبا يكون في حياته فلو أنه مرت عشر سنوات ولم تنتصر الروم راح الإسلام وراح القرآن وراح محمد !!

وقد رأى الكفار النبي صلى الله عليه وسلم يرمي بثقله كله ، ويحدد هذا التحديد ويجزم هذا الجزم ولا تمر سبع سنوات إلا وقد تحقق لا يمكن أن يكون هذا من عند بشر ! هذا صنع الذي يحكم البشر فأسلم الكثير منهم!

وقد كنت قد التقيت مع واحد من أساتذة علوم الجيولوجيا في أمريكا اسمه البروفيسور - بالما - وهو من كبار علماء الجيولوجيا في أمريكا جاء في زيارة وجاء ومعه نموذج للكرة الأرضية بها تفاصيل الارتفاعات والانخفاضات وأعماق البحار وكم طول الارتفاع وكم عمقه كله مبين في التضاريس بالمتر محسوب ...

فلما جلس قلت له : عندنا عبارة في القرآن .. آية في القرآن تقول بأن منطقة بيت المقدس حيث دارت المعركة هي أخفض منطقة في العالم .. في آدنى الأرض .. لأن لفظ أدنى لفظ مشتق يأتي بمعنى أقرب أقول : أدنى إلى من الأخ .. أدنى بمعنى أقرب فأدنى تأتي بمعنيين بمعنى الأقرب ومعنى الأخفض .

فقلت له : الله قال في ( أَدْنَى الْأَرْضِ ) المفسرون السابقون أخذوا المعنى الأول من أدنى : أقرب فقالوا منطقة إلى بلاد العرب منظقة الأغوار في البحر الميت فهي أدنى الأرض بالنسبة لجزيرة العرب ، فقالوا : أقرب لكن الآية تشتمل على المعنى الثاني بمعنى الأخفض .

وقلت له : هي أخفض وأنا أعلم بأنها أخفض.

لكن أريده هو أن يقول فقال ذلك . لكن لما عرف أنها من القرآن قال : ليست أخفض الأرض فهناك منخفضات موجودة في هولندا ، وتحت مستوى البحر ومنخفضات كذا وأخذ يتذكر أخفض المناطق في العالم .

قلت له : أنا متأكد مما أقول .. استغرب الرجل وأنا أقول : أنا متأكد مما أقول .. هذه الكرة الأرضية التي فيها الارتفاعات والانخفاضات أدارها بسرعة فلما أدارها على منطقة بيت المقدس والمنطقة حولها وجد سهما طويلا خارجا من المنطقة ومكتوب بخط واضح أخفض منطقة في العالم !

فلما رآها قال : صحيح ! صحيح ! الأمر كما قلت .. إنها أخفض منطقة في الأرض ..

فهذا القرآن الكريم نزل بعلم الذي أحاط بكل شيء -سبحانه وتعالى-
 
سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة-الحلقة الثالثة-الإشارات الكونيةفي القرآن الكريم

كتب الدكتور زغلول النجار في صحيفة الأهرام المصرية:

يشير القران الكريم في عدد من آياته إلى الكون وإلى العديد من مكوناته (السماوات والأرض، وما بكل منهما من صور الأحياء والجمادات والظواهر الكونية المختلفة) وتأتى هذه الآيات في مقام الاستبدال علي طلاقة القدرة الإلهية التي أبدعت هذا الكون بجميع ما فيه ومن فيه وفي مقام الاستدلال كذلك علي أن الإله الخالق الذي أبدع هذا الكون قادر علي إفنائه، وقادر على إعادة خلقه من جديد، وذلك في معرض محاجة الكافرين والمشركين والمتشككين، وفي إثبات الألوهية لرب العالمين بغير شريك ولا شبيه ولا منازع.

وكانت دعوى الكفرين منذ الأزل، والى يوم الدين، هي محاولة إنكار قضيتي الخلقي والبعث بعد الإفناء،وهما من القضايا التي لا تقع تحت الإدراك المباشر للعلماء، على الرغم من أن الله تعالى قد أبقى لنا في أديم الأرض، وفي صفحة السماء من الشواهد الحسية الملموسة ما يمكن أن يعين المتفكرين المتدبرين من بني الإنسان على إدراك حقيقة الخلق، وحتمية الإفناء والبعث، ويبقى فهم تفاصيل ذلك في غيبة من الهداية الربانية شيئاً من الضرب في الظلام، وفى ذلك يقول الحق (تبارك وتعالى) رداً على الظالمين من الكافرين والمشركين والمتشككين من الجن والإنس: { ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً } (الكهف 51).

وفى تشجيع الإنسان على التفكر والتدبر في خلق السماوات والأرض يقول ربنا (تبارك وتعالى) في محكم كتابه: { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار } (آل عمران 190-191).

وكان لنزول هاتين الآيتين الكريمتين وما تلاهما من آيات في السورة نفسها وقع شديد على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، الذي يروى عنه أنه قال عقب الوحي بها: "ويل لمن قرأ هذه الآيات ثم لم يتفكر فيها".

وواضح الأمر في ذلك أن التفكر في خلق السماوات والأرض فريضة إسلامية لابد من قيام نفر من المسلمين بها، لأنها عبادة من أجل وأعظم العبادات لله الخالق، ووسيلة من أعظم الوسائل للتعرف على كل من حقيقة الخلق، وحتمية الإفناء وضرورة البعث، وللتأكيد على عظمة الخالق (سبحانه وتعالى)، وعلى تفرده بالألوهية، والربوبية، والوحدانية، فالكون الذي نحيا فيه شاسع الاتساع، دقيق البناء، محكم الحركة، منضبط في كل أمر من أموره، مبني على وتيرة واحدة من أدق دقائقه إلى أكبر وحداته، وكون هذا شانه لا يمكن لعاقل أن يتصور أنه قد وجد بمحض المصادفة أو أن يكون قد أوجد نفسه بنفسه، بل لا بد له من موجد عظيم له من طلاقة القدرة، وكمال الحكمة، وشمول العلم ما أبدع به هذا الكون بكل ما فيه ومن فيه، وهذا الخالق العظيم لا ينازعه أحد في ملكه، ولا يشاركه أحد في سلطانه، لأنه رب هذا الكون ومليكه، ولا يشبهه أحد من خلقه، لأنه (تعالى) خالق كل شيء، وهو بالقطع فوق كل خلقه، لا يحده المكان، ولا الزمان لأنه (سبحانه) خالقهما، ولا يشكله أي من المادة أو الطاقة، لأنه (تعالى) مبدعهما، ولا نعرف عن ذاته العلية إلا ما عرف به نفسه بقوله (عز من قائل): "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" (الشورى: 11).

وقوله (سبحانه) مخاطباً خاتم أنبيائه ورسله (صلى الله عليه وسلم): { قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد } (الإخلاص 1-4).

من هنا كان التفكر في خلق السماوات والأرض مدخلاً عظيماً من مداخل الإيمان بالله، ولذا حض عليه القرآن الكريم، كما حضت عليه السنة النبوية المطهرة حضاً كثيراً.

تأكيد القرآن الكريم على ما في السماوات والأرض من أدلة الخلق والإفناء والبعث يؤكد القرآن الكريم على ما في السماوات والأرض من الأدلة التي تنطق بطلاقة القدرة الإلهية في خلقهما وإبداعهما، كما تنطق بحتمية إفنائهما، وإعادة خلقهما من جديد في هيئة غير التي نراهما فيها اليوم، وذلك في عدد غير قليل من الآيات التي منها قوله (تعالى): { وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ... } (الأنعام: 73).

وقوله (سبحانه): { خلق الله السماوات والأرض بالحق، إن في ذلك لآية للمؤمنين } (العنكبوت: 44).

وقوله (عز من قائل): { ... ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى، وإن كثيراً من الناس بلقاء ربهم لكافرون } (الروم: 8).

وقوله (تعالى): { ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم، إن في ذلك لآيات للعالمين } (الروم: 22).

وقوله (سبحانه): { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم } (الروم: 27).

وقوله (سبحانه وتعالى): { خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير } (التغابن: 3).

وقوله (عز من قائل): { خلق السماوات والأرض بالحق يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار } (الزمر: 5)

وقوله (سبحانه): { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون } (غافر: 57).

وقوله (تعالى): { ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير } (الشورى: 29).

وقوله (سبحانه وتعالى): { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين، ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون } (الدخان: 38 و39).

تأكيد القرآن الكريم على أن الله تعالى هو خالق السماوات والأرض وخالق كل شيء جاءت مادة "خلق" بمشتقاتها في القرآن الكريم مائتين وإحدى وستين (261) مرة، لتأكيد أن عملية الخلق هي عملية خاصة بالله (تعالى) وحده، لا يشاركه فيها أحد، ولا ينازعه عليها أحد، ولا يقدر عليها أحد غيره (سبحانه وتعالى) إلا بإذنه، كذلك وردت لفظة السماء في القرآن الكريم بالإفراد والجمع في ثلاثمائة وعشر (310) مواضع، منها مائة وعشرون (120) مرة بصيغة الإفراد (السماء)، ومائة وتسعون (190) مرة بصيغة الجمع (السماوات) معرفة وغير معرفة، كما وردت لفظة الأرض بمشتقاتها في أربعمائة وواحد وستين (461) موضعاً، وذلك في مقامات كثيرة تؤكد أن الله (تعالى) هو خالق السماوات والأرض، وخالق كل شيء، من مثل قوله (عز من قائل): { ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل } (الأنعام: 102).

وقوله (سبحانه): { ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين } (الأعراف: 54).

وقوله (تعالى): { إنه يبدأ الخلق ثم يعيده ... } (يونس: 41).

وقوله (سبحانه وتعالى): { ...قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار } (الرعد: 16).

وقوله (تبارك وتعالى): { ... وخلق كل شيء فقدره تقديراً } (الفرقان: 2).

وقوله (عز من قائل): { الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل } (الزمر: 62).

وقوله (سبحانه): { ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا إله إلا هو فأنى تؤفكون } (غافر: 62).

وقوله (تعالى): { إنا كل شيء خلقناه بقدر } (القمر: 49).

وقوله (سبحانه وتعالى): { هو الله الخالق البارئ المصور ...} (الحشر: 24).

هذا ، وقد أفاض القرآن الكريم في حسم قضيتي الخلق والبعث بنستهما إلى الله (تعالى) وحده، وذلك لأن هاتين القضيتين كانتا من أصعب القضايا التي خاض فيها الجاحدون والمتشككون بغير علم ولا هدى عبر التاريخ، ولا يزالون يستخدمون هذا الجحود والإنكار في معارضة قضية الإيمان بالله الخالق البارئ المصور، ويرد عليهم القرآن الكريم بقول الحق (تبارك وتعالى): { أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون } (النحل: 17).

وقوله (تعالى) في السورة نفسها: { والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون } (النحل: 20).

وقوله (سبحانه وتعالى): { واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون } (الفرقان: 3).

وقوله (تبارك وتعالى): { أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون، أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون } (الطور: 35 و36).

وقوله (عز من قائل): { قل هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده فأنى تؤفكون } (يونس: 34).

وقوله (تعالى): { أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده إن ذلك على الله يسير، قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير } (العنكبوت: 19-20).



موقف الحضارة الإسلامية من قضية الخلق :

بعد بعثة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) انطلق المسلمون من الإيمان بحقيقة الخلق، وحتمية البعث، ليقيموا (على أساس من تلك العقيدة الربانية الخالصة) أعظم حضارة في التاريخ، لأنها كانت الحضارة الوحيدة التي جمعت بين الدنيا والآخرة في معادلة واحدة، واستمرت لأكثر من عشرة قرون كاملة، تدعو إلى عبادة الله (تعالى) بما أمر (على التوحيد الخالص لذاته العلية، والتنزيه الكامل لأسمائه وصفاته عن الشبيه والشريك والمنازع)، وإلى حسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض، وإقامة عدل الله فيها، على أساس من شرعه المنزل على خاتم أنبيائه ورسله، والذي تعهد (سبحانه وتعالى) بحفظه بنفس اللغة التي أنزل بها (كلمة كلمة وحرفاً حرفاً) فحفظ حتى لا يكون للناس على الله حجة بعد نزول هذا الوحي الخاتم، وتعهد الله (تعالى) بحفظه من الضياع أو التحريف.

وبهذا الجمع المتزن بين وحي السماء والاجتهاد في كسب المعارف النافعة، حملت حضارة الإسلام مشاعل المعرفة في كل مناشط الحياة الدينية والعمرانية، وأقامت قاعدة صلبة للدين والعلم والتقنية، وآمنت بوحدة المعرفة، وبأن "الحكمة هي ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أولى الناس بها"، فجمعت المعارف من مختلف مصادرها مهما تباعدت أماكنها، واختلفت الحضارات التي انبثقت عنها، ومعتقدات أصحابها، ولكنها لم تقبل تلك المعارف قبول التسليم، فقامت بغربلة تراث الإنسانية المتاح لها، بمعيار الإسلام العظيم القائم على أساس من التوحيد الخالص لله، وذلك لتطهير هذا التراث من أدران الشرك والكفر والجحود بالله، وأضافت إليه إضافات أصيلة عديدة في كل المجالات، مما مثل القاعدة التي انطلقت منها النهضة العلمية والتقنية المعاصرة، كما يعترف بذلك عدد غير قليل من العلماء المعاصرين غربيين وشرقيين.

ولم يحل الإيمان بالغيب دون التقدم العلمي والتقني في الحضارة الإسلامية، بل حض عليه الإسلام حضاً، واعتبره نمطاً من أنماط عبادة الله (تعالى) والتفكر في خلقه ووسيلة منهجية لاستقراء سنن الله في الكون وتوظيفها في عمارة الأرض، وهي من واجبات الاستخلاف في الأرض، والوجه الثاني للعبادة التي يمثل وجهها الأول عبادة الله (اعالى) بما أمر، واتباع سنة خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وسلم).


موقف الحضارة المادية المعاصرة من قضية الخلق :

انطلقت الحضارة المادية المعاصرة في الأصل من بوتقة الحضارة الإسلامية، ولكن على مغايرة من حضارة المسلمين، فإن الغرب بنى حضارته على أساس من المادية البحتة، فنبذ الدين، ووقف موقف المنكر لقضية الإيمان بالله، وملائكته وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، الرافض لكل أمر غيبي، في عداء صريح، واستهجان أوضح، فتنكب الطريق، وضل ضلالاً بعيداً – على الرغم من القدر الهائل من الكشوف العلمية، والإنجازات التقنية المذهلة التي حققها، والتي يمكن أن تكون سبباً في دماره في غيبة الالتزام الديني والروحي والأخلاقي، وصدق الله العظيم الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة قوله الحق: { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون، فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين } (الأنعام 44-45).

وبنبذ الإيمان بالله، وصلت المجتمعات الغربية إلى مستوى متدن من التحلل الأخلاقي، والانهيار الاجتماعي، ومجافاة الفطرة التي فطر الله الخلق عليها، في وقت فيه ملكت من أسباب الغلبة المادية ما يمكن أن يعينها على الاستعلاء في الأرض، والتجبر على الخلق، ونشر المظالم بغير مراعاة لرب أو مخافة من حساب، مما يمكن أن يهدد البشرية بالفناء...!!

ولا تزال المعارف الإنسانية بصفة عامة والعلمية منها بصفة خاصة، تكتب إلى يومنا هذا، من منطلقات مادية صرفة، لا تؤمن إلا بالمدرك المحسوس، وتتنكر لكل ما هو فوق ذلك، فدارت بالمجتمعات الإنسانية في متاهات من الضياع، ضلت وأضلت، على الرغم من الكم الهائل من المعلومات التي تحتويها، وروعة التقنيات التي أنجزتها.

وكان ضلال الحضارة المادية المعاصرة أبلغ ما يكون في القضايا التي لا يمكن إخضاعها لإدراك الإنسان المباشر، من مثل قضايا الخلق والإفناء والبعث (خلق الكون، خلق الحياة، خلق الإنسان، ثم إفناء كل ذلك وإعادة خلقه من جديد)، وهي من القضايا التي إذا خاض فيها الإنسان بغير هداية ربانية فإنه يضل ضلالاً بعيداً، وصدق الله العظيم إذ يقول في الرد على هؤلاء الظالمين من الكافرين والمشركين والمتشككين من الجن والإنس: { ما أشهدتهم خلق السماوات والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت متخذ المضلين عضداً } (الكهف: 51).

وعلى الرغم من تأكيد القرآن الكريم أن أحداً من الجن والإنس، لم يشهد خلق السماوات والأرض، ولا خلق نفسه، فإنه يؤكد ضرورة التفكر في خلق السماوات والأرض وخلق الحياة لأن ذلك من أعظم الدلائل على طلاقة القدرة الإلهية، وكمال الصنعة الربانية، وعلى كل من حتمية الآخرة وضرورة البعث والحساب والجنة والنار، وذلك لأن الخالق (سبحانه وتعالى) قد ترك لنا في صخور الأرض وفي صفحة السماء ما يمكن أن يعين الإنسان على فهم قضيتي الخلق والبعث، بالرغم من محدودية قدراته الذهنية والحسية، واتساع الكون وضخامة أبعاده وتعقيد بنائه، وكذلك تعقيد بناء الجسد الإنساني وبناء خلاياه، وهي صور رائعة لتسخير الكون للإنسان، وجعله في متناول إدراكه وحسه.
 
سلسلة الإعجاز العلمي-الحلقة الرابعة-ذبح الحيوان قبل موته ضمان لطهارة لحمه من الجراثيم

يقول تعالى : { حُرِّمت عليكم الميتةُ و الدم و لحم الخنزير و ما أُهِل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبُع إلا ما ذكيتم و ما ذبح على النصب و أن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق ، اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم و اخشون ، اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام ديناً } [ المائدة : 3 ]
تُعدُّ قضية ذبح الحيوان التي يأمر بها الإسلام قبل الإفادة من لحم الحيوان ـ الذي أحله الله ـ من جملة القضايا الساخنة التي تثار للتشكيك في شرائع الإسلام و أحكامه ؛ جهلاً بطبيعة الأوامر الربانية التي لا يأتيها الباطل و لا يعتريها النقص و الخلل . و كثيراً ما دارت معارك كلامية و حوارات مفتعلة مع الأقليات المسلمة في كل من بريطانيا و أمريكا و فرنسا و غيرها حول هذه القضية .
و تعد جمعية الرفق بالحيوان في هذه البلدان و غيرها من أبرز الجمعيات التي تثير هذه القضية و تستنكرها و تظهر مناظر الأغنام بعد قيام المسلمين بذبحها و هي ترفس بأطرافها و تتلوى من الألم ، متهمة القائمين بذلك بالوحشية و الهمجية ، و هذا ـ بالإضافة إلى كونه من مظاهر الحقد و التشويه ـ يعد جهلاً مركباً بما توصل إليه العلم الحديث في هذا المجال من الحقائق الدامغة .

و فيما يلي بيان الحكمة من الذبح و تحريم الأنواع الأخرى المذكورة في الآية الكريمة ، في ضوء ما توصل إليه العلم الحديث :-


الميتة و الدم :

لحم الميتة هو مستودع للجراثيم و مستودع للأمراض الفتاكة . إذا تركنا جراماً من الدم ، و جراماً من اللحم في مكان مكشوف ثم أردنا استعمال كل منهما بعد ثلاث ساعات أو أربع ساعات تقريباً ... فهل من ضرر سيحدث من جراء ذلك ؟
نعم .. ضرر كبير . أما الدم فإن الجراثيم الممرضة ربما انتقلت إليه عبر السكين التي ذبح بها الجزار ، أو عبر الهواء المحيط ، أو قد تنتقل من مصدر مجاور ؛ فإذا انتقل عدد من الجراثيم إلى الدم فإن الجرثومة الواحدة تتضاعف هندسياً كل نصف ساعة ، فتتوالد الجرثومة الواحدة إلى اثنتين ، و لو اعتبرنا أن 1000 جرثومة انتقلت إلى هذا الجرام من الدم فإنها تصبح بعد نصف ساعة 2000 ، و بعد ساعة واحدة يرتفع العدد إلى 4000 ، و بعد ساعة و نصف تصبح 8000 جرثومة ، ثم يرتفع عدد الجراثيم إلى 16000 جرثومة بعد ساعتين ، و بعد ثلاث ساعات يكون العدد قد وصل إلى 64000 جرثومة تغزو هذا الجرام الواحد من الدم . و معلوم أن الدم أصلاً توجد فيه كميات هائلة من الجراثيم ، بل إنه بعد وفاة الحيوان يصبح ملوثاً ضاراً جداً بصحة الإنسان إذا تم شربه أو حفظه في مكان ثم شربه بعد ذلك .
و ماذا بشأن قطعة اللحم ؟
بالنسبة لقطعة اللحم فإن الجراثيم تبدأ بغزو السطح الخارجي عبر التهام الطبقة الصلبة التي يصعب على الجراثيم اختراقها ، عندها تبدأ بالتهام ما يوجد في الطبقة الصلبة ؛ فيتناقص عنها الغذاء و يموت عدد كبير منها لعدم قدرتها على التكاثر بسرعة . فإذا أراد الطباخ أن يطبخ هذه القطعة من اللحم فإنه يقوم بغسلها من الخارج ؛ و عندها تكون كمية من الجراثيم قد أزيلت بهذه العملية ، ثم بالطبخ يتم القضاء على كمية أخرى كذلك من هذه الجراثيم .

لحم الخنزير :
هناك جرثومة اسمها ( يارسينا ) ، لا توجد إلا في لحم الخنزير فقط ، و لا تعيش إلا في درجة حرارة منخفضة جداً هي (–40 م) ، و هذه الجرثومة يصاب بها كثير من الأوروبيين ، و كثير من إصابات العمود الفقري و المفاصل ترجع إلى هذه الجرثومة . و قد أثبتت البحوث وجود هذه البكتريا في الماء و في كثير من الأطعمة ، و لكن عندما يتناولها الإنسان فإنها ليست قوية بدرجة فم الخنزير ؛ لأن فم الخنزير فقط يعد بيئة صالحة لنموها . يعالج الخنزير بالبنسلين و المضادات الحيوية الكثيرة ، و مع ذلك يحمل هذه البكتريا . يوماً بعد يوم يكشف لنا العلم عن أمراض جديدة لم تعرف من قبل سببها أكل لحم الخنزير . و قد ظهر في بعض الإحصائيات وجود عدوى جديدة بالدودة الشريطية في الدانمرك ، و المعروف أن دورتها لا تكتمل إلا في الإنسان أو الخنزير !!

المنخنقة :
هل هناك خطورة من تناول لحم الحيوان الذي يموت خنقاً ؟
لقد اكتُشف مؤخراً أن هناك علاقة بين الأمراض التي يحملها هذا الحيوان الذي يموت مختنقاً و بين صحة الإنسان . يعمل جدار الأمعاء الغليظة للحيوان كحاجز يمنع انتقال الجراثيم من الأمعاء الغليظة ـ حيث توجد الفضلات ـ إلى جسم الحيوان و إلى دمه طالما كان الحيوان على قيد الحياة . و معلوم أن الأمعاء الغليظة مستودع كبير للجراثيم الضارة بالإنسان ، و الجدار الداخلي لهذه الأمعاء يحول دون انتقال هذه الجراثيم إلى جسم الحيوان ، كما أن في الأوعية الدموية جدار آخر يحول دون انتقال الجراثيم من دم الحيوان . فإذا حدث للحيوان خنق فإنه يموت موتاً بطيئاً . وتكمن الخطورة في هذا الموت البطئ عندما تفقد مقاومة الجدار المغلف للأمعاء الغليظة تدريجياً مما يجعل الجراثيم الضارة تخترق جدار الأمعاء إلى الدماء و إلى اللحم المجاور . و من الدماء تنتقل هذه الجراثيم مع الدورة الدموية إلى جميع أجزاء الجسم لأن الحيوان لم يمت بعد ، كما تخرج من جدار الأوعية الدموية إلى اللحم بسبب نقص المقاومة في جدر هذه الأوعية الدموية فيصبح مستودعاً ضخماً لهذه الجراثيم الضارة . ثم تفتك هذه الجراثيم المتكاثرة بصحة الحيوان حتى الموت ، و موته في هذه الحالة يعني وجود خطر كبير في جسد هذا الكائن الذي يموت مختنقاً .

الموقوذة :( الوقذ هو الضرب )
هل هناك تشابه في الخطورة بين موت الحيوان خنقاً و بين موته ضرباً ؟
نعم .. يصاب هذا الحيوان كذلك بالموت البطئ كالمختنق تماماً فيقع له ما وقع للمختنق ؛ و زيادة على ذلك فإن الضرب يتسبب في تمزيق الأوعية الدموية في مكان الضرب ، كما يمزق الخلايا فيه ، فيختلط تركيب الدماء مع تركيب الخلايا مما يتسبب في حدوث تفاعلات للمواد السامة الضارة .
و لذلك تلحظ وجود تورم يقع في مكان الضرب . إن هذا التورم الحادث سببه وجود هذه التفاعلات الكيميائية الضارة التي أصبحت مولدات لمواد سامة إلى جانب التسلخ الذي يحدثه الضرب في جسم الحيوان . و بهذا يصبح الحيوان الذي مات ضرباً مستودعاً للجراثيم الضارة و خطراً على صحة الإنسان .

المتردية :
قد يموت الحيوان بطريقة أخرى ، كأن يتردى من مكان عالٍ .. فماذا عن أكل لحمه بعد موته ؟
الحيوان الذي يموت بهذه الطريقة تكون حالته مثل حالة الذي مات بالضرب ، ففي مكان السقوط يحدث هذا التمزق و يبدأ بالموت موتاً بطيئاً .. و حتى لو مات مباشرة بعد السقوط ، فإن الجراثيم تغزو الجسم بسرعة ، و لذلك نجد أن العفونات سرعان ما تتصاعد من جسم هذا الكائن ، دليلاً على ما يوجد فيه من جراثيم و ميكروبات خطيرة .

النطيحة :
هناك حيوانات تموت من أثر التناطح فيما بينها ، فهل هناك من خطورة إذا تم الأكل من هذا الحيوان الذي يموت بهذه الطريقة ؟
الموت بهذه الطريقة يشابه الموت ضرباً و لكنه أخطر ، ففي الغالب أن الحيوان عندما ينطح بقرنه تتم عملية النطح هذه في منطقة البطن ، و بالأخص في الأمعاء ، فيدخل القرن ملوثاً بالجراثيم إلى الدماء في أمعاء الحيوان الآخر ، و تجري الدماء في جسمه ، ثم يموت تبعاً لذلك . و يشكل تناول لحم الحيوان في هذه الحالة خطراً محققاً على صحة الحيوان .

ما أكل السبع :
إذا افترس السبع حيواناً ما ، فماذا عن تناول شئ من لحمه بعد أن مات بهذه الطريقة ؟
معلوم أن مخالب السبع مملوءة بالجراثيم ، فإذا غرزها في جسم هذا الحيوان سارت تلك الجراثيم في دمه ؛ عندها يموت الحيوان ببطء و يصبح مستودعاً للجراثيم الضارة .

إلا ما ذكيتم : ( الحكمة من الذبح في الإسلام )
ماذا إذا تعرض الحيوان لأي من الطرق السابقة و لكنه بقي على قيد الحياة حتى قمنا بذبحه قبل أن يفارق الحياة ؟
بهذه الطريقة نكون قد استخلصنا المصدر الأساسي لنقل هذه الجراثيم و هو الدم ، و لا يمكن بعدها السماح بانتقالها إلى الأعضاء .
وإذا ذبح الحيوان قبل موته تخلص الجسم من هذه المادة التي تسبب انتقال الجراثيم إليه ؛ لأن الدم هو السائل الحيوي المهم في جسم الكائن الحي و الذي يستطيع مقاومة ملايين الطفيليات بما يحويه من كرات بيضاء و أجسام مضادة ما دام الكائن حياً و في درجة حرارته الطبيعية ، فإذا مات الحيوان و توقف الدم عن الجريان أصبحت الميكروبات بدون مقاومة ، و في هذه الحالة يكون أسلم الطرق هو الإراقة الكاملة لهذا الدم ، و إخراجه من الجسم في أسرع وقت ممكن .

الرحمة بالحيوان :
إذا قمنا بذبح الحيوان و قطع أوردته ، وبعد أن يسيل الدم منه ، فهل يشعر الحيوان بالألم من جراء ذلك ؟
الجواب بسيط .. اضغط على أي شخص أمامك في مكان ذبح الشاة تجده قد أغمي عليه بعد لحظات . و قد اكتشف العلم أن مراكز الإحساس بالألم تتعطل إذا توقف ضخ الدماء عنها لمدة ثلاث ثوانٍ فقط ، لأنها بحاجة إلى وجود الأكسجين في الدم باستمرار .

كيف نقول إن هذا الحيوان لا يحس بالألم مع أننا نراه يرفس و يتحرك و يتلوى و يتخبط ؟
هذا سببه أن الجهاز العصبي لا يزال حياً ، و ما تزال فيه حيوية ، و لم يفقد منه غير وعيه فقط . و في هذه الحالة مادمنا لم نقطع العنق فإننا لم نعتد على الجهاز العصبي فتظل الحياة موجودة فيه ، لكن الذي يحدث في عملية الذبح بطريقة المسلمين أن يبدأ الجهاز العصبي بإرسال إشارات من المخ إلى القلب طالباً منه إمداده بالدماء لأنها لم تصل إليه ، و كأنه ينادي : لقد انقطعت عني الدماء .. أرسل إلينا دماً أيها القلب ، يا عضلات .. أمدي القلب بالدماء ، أيها الجسم .. أخرج الدماء فإن المخ في خطر .
عندها تقوم العضلات بالضغط فوراً ، و يحدث تحرك شديد للأحشاء و العضلات الداخلية و الخارجية ، فتضغط بشدة و تقذف بكل ما فيها من دماء و تضخها إلى القلب ، ثم يقوم القلب بدوره بالإسراع في دقاته بعد أن يمتلئ بالدماء تماماً ، فيقوم بإرسالها مباشرة إلى المخ ، و لكنها ـ بطبيعة الحال ـ تخرج للخارج و لا تصل إليه ، فتجد الحيوان يتلوى ، و إذا به يضخ الدماء باستمرار حتى يتخلص جسم هذا الحيوان تماماً من الدماء .. و بذلك يتخلص جسم هذا الحيوان من أكبر بيئة خصبة لنمو الجراثيم ، و أخطر مادة على الإنسان .
أي أن الحيوان المذبوح يفقد الحياة خلال ثلاث ثوانٍ فقط إذا ذبح بالطريقة الصحيحة ، و أن ما نراه في الحيوان من رفس و تشنج و ما شابه ذلك هي من مؤثرات بقاء الحياة في الجهاز العصبي ، و لا يشعر الحيوان المذبوح بها على الإطلاق .

الاستنتاج :
لقد وردت كل هذه الأسرار الطبية و الحكم الصحية في طيات هذا الكتاب العزيز الذي { لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد } .. ما من خير إلا دلنا عليه ، و ما من شر إلا حذرنا منه .


ملاحظة :

الاستقسام بالأزلام
: كان أهل الجاهلية يستقسمون بالأزلام ( و الزلم هو السهم الذي لا ريش له ) ، و كانوا يكتبون عليها الأمر أو النهي و يضعونها في وعاء ، فإذا أراد أحدهم أمراً أدخل يده فيه و أخرج سهماً ، فإن خرج ما فيه الأمر مضى لقصده ، و إن خرج ما فيه النهي كف .

ما ذبح على النصب
: ما كان يذبح عليه من الأوثان في الجاهلية .

هذا والله أعلم..........نسألكم الدعاء
 
سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة-الحلقة الخامسة-أسرار علمية في السنة النبوية

الوقاية من الطاعون:

إذا كنت حاكماً على مدينة و أصيبت تلك المدينة بمرض وبائي خطير أو ما يسمى
بالطاعون ، فماذا تفعل ؟
التصرف الآمن في هذه الحالة هو أن تأتي بالجنود و تضرب حصاراً على المدينة لمنع الدخول إليها و الخروج منها .
أما أن تمنع الدخول إليها فقد علمناه ، و لكن لماذا تمنع الخروج ؟
لأن الدراسات في الفترة الأخيرة من العلم كشفت لنا أنه عندما يكون الطاعون منتشراً في مدينة من المدن أو منطقة من المناطق فإن عدد الذين يظهر عليهم أعراض المرض تتراوح نسبتهم ما بين (10 ـ30 %).
و الباقون من سكان المدينة ما بالهم ؟
هؤلاء الباقون يحملون الجرثومة في أجسادهم لكن جهاز المناعة عندهم يتغلب على الجراثيم فتبقى في الجسم و لكنها لا تضره ، فإذا بقي هذا الصحيح في البلدة التي فيها الطاعون فلا خوف عليه لأنه ملقح و لأن عنده مقاومة من جهاز المناعة تدفع عنه المرض ، أما لو خرج من هذه المدينة أو البلدة فإنه يخرج حاملاً لهذه الجرثومة فينقل ذلك المرض إلى مدينة جديدة ، و قد ينشأ عن ذلك هلاك الملايين من البشر بسبب خروج هذا المصاب بالجرثومة من بين أهل هذه المدينة المصابين بالطاعون .

إلى متى يستمر هذا الحصار المضروب على هذه المدينة ؟
إلى وقت يسير حتى يتغير سلوك الجرثومة بإضافة خاصية وراثية جديدة تذهب فيها خاصية العدوى التي تنتشر و تنقل المرض للآخرين .

التعليق : صدق الذي لا ينطق عن الهوى في فرض هذا الحجر الصحي على مريض الطاعون قبل 1400 عام .
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها و إذا وقع بأرض و أنتم بها فلا تخرجوا منها ) [ متفق عليه و اللفظ للبخاري ]





* * *





الفرق بين الكلب و القط :

هل يعد الكلب من الحيوانات الناقلة للأمراض المعدية ؟
الكلب يحمل الكثير من الأمراض المعدية فهو يحمل ما يقارب خمسين مرضاً طفيلياً ، و كثير منها يوجد في لعابه .
و ماذا عن القط ؟ هل يشترك مع الكلب في هذه الخاصية ؟
يعد القط من أطهر الحيوانات من الناحية الطبية إذ هو لا يحمل من الجراثيم و الميكروبات ... إلا ما يسبب مرضاً واحداً فقط .
و ما هو هذا المرض ؟
إنه مرض إذا أصيب به الشخص عمي .

كيف يحدث ذلك ؟
يوجد هذا المرض في براز القط ، فإذا أكل حيوان آخر هذا البراز انتقل هذا المرض إلى جسم هذا الحيوان ، و عندما يذبح ذلك الحيوان و يؤكل لحمه ينتقل المرض بدوره إلى الإنسان فيصاب به .

التعليق : سبحان من جبل هذا الحيوان عل دفن برازه حتى لا تأكله الحيوانات الأخرى ، و بذلك يخلي مسؤوليته ؛ و لهذا كان مستثنى دون الكلب في قوله صلى الله عليه و سلم عن القطط : ( إنها ليست بنجس ، إنها من الطوافين عليكم ) [ رواه الخمسة و قال الترمذي حديث حسن صحيح ، و صححه البخاري و غيره ]
 
سلسلة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة-الحلقة السادسة-السواك الدواء ، والتبغ الداء؟!

الدور التربوي والوقائي والعلاجي لجذور نبات الأراك الطبي( persica salvadoria ):
الجذور الطبية لنبات الأراك المستخدم في البلاد العربية منذ آلاف السنين كدواء عشبي لأمراض كثيرة وكفرشاة ومعجون أسنان بآن واحد والذي جاءت الأبحاث العلمية في عين شمس والتي استغرقت أربع سنين لتكشف حقائق مذهلة تضاف إلى الأبحاث الغربية الأمريكية والسويسرية وغيرها مما هو موجود بوفرة على الـ web لتثبت أهمية طبية خاصة لهذا الجذر النباتي الطبي..

" عدا عن عشرات الفوائد المذكورة في الكتب العربية القديمة "

الأسس التي قامت عليها النظرية :
1- فيزيولوجية ميكانيكية..
2– السواك وسيلة ناجعة في علاج إدمان السجائر..
3- تأثيرات نافعة عامة وتأثيرات ضارة بالمقابل
4- تأثيرات مسرطنة وتأثيرات مضادة للسرطان
5 - دينية .


1. فيزيولوجية ميكانيكية :

الميل الفيزيولوجي والعلاقة الميكانيكية بين اليد والفم هي أساس صناعة السجائر وهي عامل مشترك بين الداء والدواء ومنعكس المص عند الأطفال شاهد على ذلك.
والفرضية تنص :
"أن الأصل في عادة السجائر فيزيولوجي ويحدث الإدمان خاصة في حال انعدام البديل الأصلي الصحي السواك وهناك شواهد أخرى على هذه النظرية منها الميل الفيزيولوجي عند الأطفال لعادات كثيرة تربط الفم باليد ومنها مص الأصبع وغيرها"

يذكر الفنان دريد لحام في شريط الفيديو الذي أصدرته منظمة الصحة العالمية في عام 2001 بمناسبة اليوم العالمي للتدخين خلاصة مهمة وهي :
إدمان التدخين هو إدمان لعادة ميكانيكية حركية بشكل أساسي .


2. ارتفاع معدلات الشفاء من إدمان السجائر باستعمال السواك الأخضر الطازج والذي يأتي من بلاد اليمن خاصة وأفضل النتائج تتأتى باستعمال السواك الحار المذاق خاصة وإن لم يكن الشفاء من السجائر كاملاً فالانخفاض ملحوظ ، وهو عادة من 40-90 % عند مختلف الحالات ولذلك من المفيد وضع السواك داخل علبة السجائر.
وما أردت الإشارة إليه هو تقارير الحالات المتكررة في سورية عن ارتفاع معدلات الشفاء من الإدمان باستعمال الأراك كبديل ميكانيكي عن السجائر ويبدو أن العادة الميكانيكية لليد بالتردد على الوجه موجودة في فيزيولوجيا الكائن البشري وهذا ما يتبادر للذهن عند قراءة الحديث الشريف في صحيح مسلم ( عشر من الفطرة : السواك ...).


3. معاكسة التأثيرات الضارة للسجائر للتأثيرات الصحية للسواك :

لعنات السجائر تصيب كل طريق مرور الدخان وتتعداه لكل الأجهزة فالتأثيرات المخربة والمسرطنة تتنوع من اللثة والأسنان والفم والحنجرة والمعدة والأعصاب إلى الناحية الجنسية بينما يأتي السواك ليلعب دوراً معاكساً في كل الأجهزة فدوره المضاد للسرطان مثبت في أبحاث غربية وباكستانية ودوره المقوي جنسياً معروف لأنه يعتبر أقوى مزيل فوري لرائحة الفم الكريهة والتي غالباً ما ينجم عنها قرف الزوجة من الزوج والبرود الجنسي ولعل من المفيد هنا ذكر الأدب النبوي في بدء دخوله عليه السلام البيت بالسواك فإذا أراد تقبيل بعض أهله كان فمه عطراً منكهاً.

وقد كنت دوماً أتأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لا تسرف ولو كنت على نهر جار ) ببعض من الغموض حتى جلَّى الله لي بعض ما أشكل علي عندما درست "صحة المجتمعات والأمن المائي" فعرفت أن المقصود في الخطاب الحكومات والأفراد معاً "كما يحدث من شح الفرات اليوم بسبب إسراف الأتراك فيه ".
وعندما نظرت بنفس المنظار (ولعل هذا أهم دليل لنظريتي) إلى وفاة النبي عليه السلام وقد كانت آخر وصية فارق بها الدنيا هي السواك فهمت منه رسالة مهمة للأمة و لعلها تشخيصاً لأهم داء ودواء للأمة الإسلامية المتخبطة في هذا الزمان في سبل عودة العزة والتمكين والخلافة لها...
فأهم داء لها اليوم تركها للفطرة والسواك من أهم سنن الفطرة والشاهد على ذلك في تفسير ابن كثير عندما ذكر الكلمات التي اختبر بها إبراهيم عليه السلام ، وهي سنن الفطرة حيث قال تعالى في سورة البقرة : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين }
وفي هذا دلالة واضحة على أن العمل بالفطرة وسننها سبب رباني للتمكين في الأرض ولعل ما ذكره المؤرخون عن المسلمين في انتصارهم في معركة نهاوند بسبب السواك دليل على ذلك .
تعقيب مهم:
تعالت الصيحات اليوم من كثير من العلماء بالقول :
إن الفرشاة البلاستيكية والمعجون هو استياك يحصل به الأجر وهو الأفضل لأن الأحكام تتغير بتغير الزمان.
أقول مستعيناً بالله في الرد على ذلك :
حكم الفرشاة عندي والذي أدين به الله من فوق سبع سموات هو أنها "من باب استبدال الذي هو أدنى بكثير بالذي هو خير " والفرشاة التي دخلت علينا في عهود التخلف الإسلامي والتقدم الغربي الصناعي هي أقل بكثير من السواك ويشهد على ذلك ما كتبه الأطباء المصريون والدمشقيون ورؤساء أقسام طب الأسنان في الجامعات الإسلامية المختلفة " ومنه ما نقله المؤلف اليمني محمد عبد الرحيم في كتابه السواك وغيره"
ومن الشواهد على ذلك البحوث العلمية في الغرب والتي تحذر من أضرار الفرشاة والمعجون ، مثال:
بحوث علمية وردتني من قسم التثقيف الصحي – دبي – عن طريق المثقفة الصحية الأخت وفاء أبو علي - والتي تشير إلى حالات التسمم بالفلور عند الأطفال الأمريكان الناجم عن بلع معجون الأسنان المنكه والمعطر .
ويشهد أيضاً على ذلك ما عرف من نمو الجراثيم على الفرشاة بعد 14 يوم من استعمالها.
بالإضافة إلى كثير من التقارير القادمة منA.D.A جمعية أطباء الأسنان الأمريكية والتي تقول إن البلاستيك والفرشاة البلاستيكية لا تؤثر على الجراثيم الفموية بفعالية بسبب عدم قدرتها على اختراق طبقة المخاط الفموية Mucin والتي تحمي الجراثيم بينما يقدر على ذلك أي مادة خشبية بسبب خاصية الامتصاص التي تملكها !
وكما علمتنا الأبحاث الحديثة عن متعلقات كثيرة بنموذج حياة النبي عليه السلام يمكننا القول بأن أسلوب حياة النبي هو أفضل أسلوب للحياة الصحية السعيدة وهنا أحب أن أكرر دعوتي لنبذ الفرشاة واستبدالها بسنة الفطرة ( السواك ) ما أمكن .


4 - دينية :

من مطالعة الحديث الشريف : ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) ، وفي رواية : مطردة للشيطان..
ومعرفة علاقة من يمارسون السحر والجن وحبهم للسجائر ومعرفة أن المدخن يؤذي من حوله بمواد سامة غازية وسائلة وحرائق غابات ومواد مشعة يتبين لنا بعد الملائكة ، والتي قال عنها النبي أنها تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم عن مجالسة المدخنين.

وشاهد آخر هو كثرة أعداد الذين يمارسون هوايتهم المفضلة " التدخين " في بيوت الشياطين – لاحظ أعقاب السجائر الموجودة بكثرة في دورات المياه- .

وشاهد آخر على ذلك هو قول أحد شخصيات دبي المشهورة " المهندس أحمد سفاريني " :
عندما جربت السجائر وجدت في نفسي ضعف النازع للخير وقوة نوازع الشر والشهوات !




تعقيب عملي للأمة الإسلامية :

أمتاه استبدلي السيجارة بالسواك لكي يكتب لك التمكين .
قاطعي التبغ لأنه عمود الاقتصاد الصهيوني الأول إن لم تقدري على جهاد الصهاينة فلا تشتري سمومهم رحمة بأطفال المسلمين وأراملهم _ التبغ من أكبر أسباب المآسي الاجتماعية في بلاد المسلمين.
بحث علمي شاهد مهم عن حجم المأساة :
في بلد فقير يدعى إدلب في سورية – ينفق المدرس المعدوم من راتبه الشهري الذي يبلغ معدله 100 دولار ما مقداره 40 –50 % على شراء السجائر [ من بحث منشور عالميا للطبيب وسيم مزيك من حلب ].

حاربوا كل مفتٍ يقول " أن التدخين مكروه فقط " بالحجة والبيان وأقيموا عليه الحجة بما استجد من أبحاث وحقائق علمية ووثائق سرية لشركات التبغ فضحت حديثاً ، فإن أصر فاتهموه في دينه ، فكما بينت تقارير شركات التبغ السرية أن من خططهم دعم علماء المسلمين القائلين بكراهة التبغ والمواصلة معهم لبناء جسور علاقات قوية تحول دون تعطل تجارة الموت بين شباب المسلمين.
ادعموا كل تحرك ضد التبغ صحي وإعلامي ووقفي وخاصة المشاريع الصحية والإسلامية الإعلامية على الإنترنت .
حاربوا كل المنافقين من أعوان هذه الشركات اللعينة والتي وضعت في بلاد المسلمين من المسئولين والإعلاميين من يحارب كل تحرك صحي لحماية شباب المسلمين وللمزيد من المعلومات راجع أخي القارئ تقارير منظمة الصحة العالمية المسماة تقرير صوت الحقيقة والمنشور على الإنترنت وفيها فضح لعملاء حكوميين وإعلاميين في بلاد العرب باعوا أطفال المسلمين بحفنة من الدولارات .


نصائح للدعاة والعلماء العاملين من الأمة الإسلامية :
التجمع لحرب هذه الشركات بكل الوسائل فهي بأقوال غير المسلمين من الغرب عدو البشرية الأول ودعم التحركات القانونية الحالية في السعودية وغيرها ضد هذه الشركات وفتح جبهات قانونية جديدة تحول صناعة التبغ لصناعة عديمة الجدوى الاقتصادية.
من المفيد القول هنا أن هذه الشركات اللعينة قد حوصرت في الغرب بعد الحرب القانونية التي فتحت عليها وعندما سئلوا لماذا لا تغلقون مصانعكم بعدما صارت تجار ة التبغ عديمة الجدوى الاقتصادية في الغرب قالوا مازال هناك الشرق الأوسط.
وأهم طرق التجمع واللقاء الإنترنت وبناء الصفحات والمجموعات الإلكترونية www.egroup.com والمؤتمرات الإلكترونية life chat , vedio chat conf.etc. والحوارات الحية وغيرها..


نصائح للمدخنين لمن ابتلاهم الله بهذا الداء :

1. كثير من الحوادث والإثباتات ممن نجحوا في ترك التبغ تدل على باب واحد تستطيع منه ترك التدخين هو الدعاء والاستعانة بالله ومهم جداً أن تقول عند كل سيجارة اللهم هذا إثم لا أقدر على تركه اللهم كرهني فيه.
وهذا أحسن من كل البدائل المساعدة وتستغفر الله عند التدخين دوماً ، وهذه خلاصة عملية لكثير من الكتب حول محاولات ناجحة في ترك التدخين.

2. قص السواك يومياً وعند اختفاء النكهة منه (يومياً بالمتوسط) وضعه ضمن علبة السجائر حتى تراه قبل السجائر دوماً .

3. لا تفضل الصهاينة على المسلمين بمالك وتذكر أن الله سائلك عن مالك أين أنفقته؟

4. قم الليل واسأل الله أن يعينك على ترك السجائر وتذكر الدعاء مع الدموع فإذا نزلت دموعك فالدعاء عندها مستجاب إن شاء الله .

5. اعلم أن الصهاينة قد اطمأنوا على دخلهم اليومي منك بما يتلاعبون فيه بالمواد المسببة للإدمان ونسبة النيكوتين المكذوبة والمطبوعة على علبة السجائر وخاصة تلك الكذبة المسماة "سجائر لايت "والتي تغوص بك في عالم التدخين كما دلت الأبحاث .

والمهم دوما أن أقول لك :
احرص أخي على أولادك اللذين هم هدف هذه الشركات اللعينة نحو مستقبل اقتصادي مضمون كما بينت تقاريرهم السرية المفضوحة - الأطفال في أعمار تقع بين 13 –17 ومن نجى في هذه السن من البلاء النيكوتيني نجى دوما بعون الله .


خلاصة:

السواك من وجهة نظر علمية بحتة موضوع خرج من باب الشبهات والتساؤلات المطروحة حوله قديماً ليتربع على عرش المواد الطبيعية الفعالة في صحة الجسم والفم في البلاد المتقدمة حاليا ً.
وأهميته تتعدى النواحي الصحية العظيمة للنواحي الاقتصادية وذلك لأن السواك ( مادة استهلاكية ) و يمكن أن يدخل في صناعات عديدة (صناعة تغليف السواك وحقنه على الفرشاة البلاستيكية وغيرها من الصناعات المشتقة منه (مانع حمل طبيعي – معقم معوي شديد- معقم فموي للغرغرة – متة ممزوجة مع السواك (موجودة في سورية ويصرف بوصفات طبية)– بهارات ممزوجة مع السواك – مقوي جنسي) وبالتالي يحقق السواك بديلاً اقتصادياً للحكومات عن أرباح التبغ وضرائبه .
======================================
 
السلسة كلها تم تجميعها من الأنترنت........
الحلقة الأولى: مكة هي مركز الكرة الأرضية كتبها محمد كامل عبد الصمد
الحلقة الثانية :القرآن وأخفض منطقة في العالم ! كتبها الشيخ عبدالمجيد الزنداني
الحلقة الثالثة :الإشارات الكونية في القرآن الكريم كتبها الدكتور زغلول النجار
الحلقة الرابعة:ذبح الحيوان قبل موته ضمان لطهارة لحمه من الجراثيم نقلا عن : مجلة الإعجاز العلمي – العددان الثالث و الرابع ( بتصرف )
الحلقة الخامسة:أسرار علمية في السنة النبوية نقلا عن : مجلة الإعجاز العلمي ـ العدد الرابع ( بتصرف )
الحلقة السادسة: السواك الدواء ، والتبغ الداء كتبها الطبيب رامي محمد ديابي

وسيتم ذكر الكاتب أو المصدر في الحلقات القادمة بإذن الله.............
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
الحلقة السابعة-الجانب العلمي في تحنيك المولود

المصدر:نقلا عن : مقال للدكتور / محمد علي البار بمجلة الإعجاز العلمي – العدد الرابع ( بتصرف )

تحنيك المولود و ما فيه من إعجاز علمي
لقد اهتم الإسلام اهتماماً عظيماً برعاية الطفولة و الأمومة في مراحلها كلها اهتماماً لا يدانيه ما تتحدث عنه منظمات الأمم المتحدة و حقوق الإنسان و المنظمات الصحية العالمية .

و لا تبدأ رعاية الطفولة منذ لحظة الولادة ، بل تمتد هذه الرعاية منذ لحظة التفكير في الزواج . فقد أمر صلى الله عليه و سلم باختيار الزوج و الزوجة الصالحين ، و قد اهتم الإسلام اهتماماً عظيماً بسلامة النسل و بكيان الأسرة القوي ، ليس فقط من الجانب الأخلاقي ، إنما ضم إليه الجوانب الوراثية الجسدية و النفسية . تستمر هذه الرعاية و العناية في مرحلة الحمل و عند الولادة والرضاع و مراحل التربية والتنشئة التالية . و من مظاهر هذا الاهتمام تحنيك المولود .


بعض الأحاديث الواردة في التحنيك :

أخرج البخاري في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما( أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة . قالت : خرجت و أنا متم [‏أي قد أتممت مدة الحمل الغالبة وهي تسعة أشهر] فأتيت المدينة فنزلت قباء فولدت بقباء ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ثم حنكه بالتمر ، ثم دعا له فبرَّك عليه ......)

و في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال : ( ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه و سلم ، فسماه إبراهيم و حنكه بتمرة . و زاد البخاري :" و دعا له بالبركة و دفعه إلي " ).


التفسير العلمي :

إن مستوى السكر " الجلوكوز" في الدم بالنسبة للمولودين حديثاً يكون منخفضاً ، و كلما كان وزن المولود أقل كلما كان مستوى السكر منخفضاً .

و بالتالي فإن المواليد الخداج [وزنهم أقل من 5,2 كجم] يكون منخفضاً جداً بحيث يكون في كثير من الأحيان أقل من 20 ملليجرام لكل 100 ملليلتر من الدم . و أما المواليد أكثر من 5,2 كجم فإن مستوى السكر لديهم يكون عادة فوق 30 ملليجرام .

و يعتبر هذا المستوى ( 20 أو 30 ملليجرام ) هبوطاً شديداً في مستوى سكر الدم ، و يؤدي ذلك إلى الأعراض الآتية :

1-أن يرفض المولود الرضاعة .

2-ارتخاء العضلات .

3-توقف متكرر في عملية التنفس و حصول ازرقاق الجسم .

4- اختلاجات و نوبات من التشنج .


و قد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة مزمنة ، و هي :

1-تأخر في النمو .

2-تخلف عقلي .

3-الشلل الدماغي .

4-إصابة السمع أو البصر أو كليهما .

5-نوبات صرع متكررة ( تشنجات ) .


و إذا لم يتم علاج هذه الحالة في حينها قد تنتهي بالوفاة ، رغم أن علاجها سهل ميسور و هو إعطاء السكر الجلوكوز مذاباً في الماء إما بالفم أو بواسطة الوريد .


المناقشة :

إن قيام الرسول صلى الله عليه و سلم بتحنيك الأطفال المواليد بالتمر بعد أن يأخذ التمرة في فيه ثم يحنكه بما ذاب من هذه التمرة بريقه الشريف فيه حكمة بالغة . فالتمر يحتوي على السكر " الجلوكوز " بكميات وافرة وخاصة بعد إذابته بالريق الذي يحتوي على أنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي " السكروز " إلى سكر أحادي ، كما أن الريق ييسر إذابة هذه السكريات ، و بالتالي يمكن للطفل المولود أن يستفيد منها .

و بما أن معظم أو كل المواليد يحتاجون للسكر الجلوكوز بعد ولادتهم مباشرة ، فإن إعطاء المولود التمر المذاب يقي الطفل بإذن الله من مضاعفات نقص السكر الخطيرة التي ألمحنا إليها .

إن استحباب تحنيك المولود بالتمر هو علاج وقائي ذو أهمية بالغة و هو إعجاز طبي لم تكن البشرية تعرفه و تعرف مخاطر نقص السكر " الجلوكوز " في دم المولود .

و إن المولود ، و خاصة إذا كان خداجاً ، يحتاج دون ريب بعد ولادته مباشرة إلى أن يعطى محلولاً سكرياً . و قد دأبت مستشفيات الولادة و الأطفال على إعطاء المولودين محلول الجلوكوز ليرضعه المولود بعد ولادته مباشرة ، ثم بعد ذلك تبدأ أمه بإرضاعه .

إن هذه الأحاديث الشريفة الواردة في تحنيك المولود تفتح آفاقاً مهمة جداً في و قاية الأطفال ، وخاصة الخداج " المبتسرين " من أمراض خطيرة جداً بسبب إصابتهم بنقص مستوى سكر الجلوكوز في دمائهم . و إن إعطاء المولود مادة سكرية مهضومة جاهزة هو الحل السليم و الأمثل في مثل هذه الحالات . كما أنها توضح إعجازاً طبياً لم يكن معروفاً في زمنه صلى الله عليه و سلم و لا في الأزمنة التي تلته حتى اتضحت الحكمة من ذلك الإجراء في القرن العشرين .​
 
الحلقة الثامنة-بيت العنكبوت

المصدر:نقلا عن : كتاب بيت العنكبوت لخليل أمين

قال تعالى { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ . إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَآ إِلاَّ الْعَالِمُونَ }

عند تأويل هذه الآيات يقول أهل التفسير: "إن هذا مثل ضربه الله تعالى لمن أشرك به باتخاذهم أولياء من دونه سواء من الجماد أو الحيوان أو النبات أو الأحياء أو الأموات، يدعونهم ويسألونهم قضاء الحاجات ويرجون نصرهم ورزقهم ويتمسكون بهم عند الملمات والشدائد فهم في ذلك كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً يحميها ويأويها، وإن هذا البيت لا ينفعها بوجه من الوجوه لا يقيها حراً ولا قراً ولا مطراً ولا يدفع عنها عدواً لا يغني عنها شيئاً، ثم توعّد سبحانه من عبد غيره بأنه يعلم ما هم عليه من الأعمال ويعلم ما يشركون به من الأنداد وسيجزيهم عليه إنه حكيم عليم.

الإعجاز العلمي في بيت العنكبوت

وقد كنت قرأت بحثا لأستاذ علم الحشرات ووقاية النبات بكلية الزراعة جامعة عين شمس الكتور / البمبي، والبحث تناول فيه حشرة العنكبوت وطريقة حياتها وكيفية بنائها لبيتها وأسلوبها في صيد فريستها ثم تطرّق البحث إلى الإعجاز القرآني والذي ثبت علمياً حول هذه الآيات. وقد استهل الدكتور بحثه بقول الله تعالى { كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً }، فقال:

"ذكر الله تبارك وتعالي كلمة { اتَّخَذَتْ } وهي فعل اتصل به تاء التأنيث للدلالة على المؤنث بعد كلمة العنكبوت، وهي كلمة مذكرة مما يبدو معه بداهة أن هناك -عياذاً بالله- خطأ لغوياً في الآية" يقول الدكتور: "لو صحت لغوياً لكان خطأ علمياً، وهذا لا يمكن أن يصدر من خالق العنكبوت وخالق الكون كله. فمن خلال الدراسات المستفيضة في علم الحشرات وعن طبيعة حشرة العنكبوت اتضحت لنا الحقائق التالية:

الحقيقة الأولى:
أن ذكرالعنكبوت لا يستطيع أن يبني بيتاً، وأن التي تقوم ببناء البيت هي أنثى العنكبوت فقط من خلال مغزل خاص موجود في نهاية بطنها، ولا يوجد مثله عند الذكر.

الحقيقة الثانية:
لا تبدأ الأنثي في بناء هذا البيت إلا حينما تصل إلى مرحلة البلوغ والاستعداد للزواج، فتقوم عند ذلك ببناء بيتها والذي يكون عامل جذب قوي للذكر غير القادر على البناء بطبيعة خلقته.

الحقيقة الثالثة:
تقوم الأنثى ببناء بيتها بخيوط منسوجة بتداخلات فنية وهندسية خاصة بحيث تكون شديدة الحساسية لأية اهتزازات خارجية|، وهذه الخيوط مشبعة بمادة لزجة صمغية تلتصق بها أية حشرة بمجرد مرورها عليها أو الاقتراب منها، وهذه الخيوط تقوم بتكبيل الحشرة حتى تأتي أنثى العنكبوت فتفترسها.

الحقيقة الرابعة:
بعد أن تتم مرحلة التزاوج وينتهي الذكر من تلقيح الأنثى، تذهب الأنثى إلى مكان بعيد آمن حيث تضع بيضها وبينما الذكر في بيته يشعر بالأمان، إذا بالأنثى تنقض عليه فتأكله، وهذا الأكل لا بد أن يتم؛ حيث إن أنسجة الذكر مهمة في عملية إنضاج البيض.

وبهذه الحقائق التي استخلصها الباحث من بحثه تتضح لنا الأمور التالية:
أولاً: بيت العنكبوت هو أوهن البيوت علي الإطلاق من حيث بنائه ودقة خيوطه التي لا تقي حراً ولا قراً ولا تدفع عن ساكنه عدواً كما قال أهل التأويل رحمهم الله.

ثانياً: على الرغم من أن بيت العنكبوت هو أوهن البيوت على الإطلاق، إلا أنه لا يعدو كونه فخاً وشركاً منصوباً لأية حشرة تقترب منه أو تمرُّ عليه.

ثالثاً: لا يقتصر وهن بيت العنكبوت على الوهن الحسي الطاهر في بنائه فقط، بل إن هناك وهناً معنوياً آخر، حيث بدا هذا البيت لذكر العنكبوت أماناً كاذباً وقد كان مصرعه حيث ظن هذا الأمان.

وإذا أردنا أن نقف علي وجه الشبه كاملاً بين بيت العنكبوت وطائفة ممن اتخذوا من دون الله أولياء، فلن نجد أجلى وأظهر من طائفة عباد الأموات الذين اتخذوا من دون الله أولياء يستنصرون بهم ويذبحون لهم وينذرون لهم ويستغيثون بهم من دون الله عز وجل.​
 
أرجو من المشرف نقل هذه الحلقة وذلك لحدوث خطأ اثناء اضافة هذه الحلقة للسلسة.......
 
بارك الله فيك .. و هذا ما أردته لضمان الحقوق الفكرية للكتاب .. يعني في المستقبل القريب إن شاء الله لما ننقل موضوع عنك يا islamic_vet راح نكتب منقول عنك ، لأنك راح تزعل لو ما سوينا كذا و شكرا لك
 
الحلقة التاسعة-الإنفجار العظيم

الإنفجار العظيم

قال الله تعالى: {أَوَ لَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} [الأنبياء: 30]

التفسير اللغوي:
قال ابن منظور في لسان العرب:
رتْقاً: الرَّتْقُ ضدّ الفتْقُ.
وقال ابن سيده: الرَّتْقُ إلحام الفتْقِ وإصلاحه، رتَقَه يرتُقُه ويرتِقُه رتقاً فارتتق أي التَأَم.
ففتقناهما: الفتقُ خلاف الرتق، فتقه يفتقُّه فتقاً: شقه.
الفتق: انفلاق الصبح.

فهم المفسرين:

قال الإمام الرازي في تفسير قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}.

اختلف المفسرون في المراد بالرتق والفتق على أقوال:

أحدها: وهو قول الحسن وقتادة وسعيد بن جبير ورواية عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهم أن المعنى كانتا شيئاً واحداً ملتصقتين ففصل الله بينهما ورفع السماء إلى حيث هي، وأقرّ الأرض، وهذا القول يوجب أن خلق الأرض مقدم على خلق السماء لأنه تعالى لما فصل بينهما ترك الأرض حيث هي وأصعد الأجزاء السماوية، قال كعب: "خلق الله السموات والأرض ملتصقتين ثم خلق ريحاً توسطتهما ففتقهما بها".

وثانيها: وهو قول أبي صالح ومجاهد أن المعنى: كانت السموات مرتفعة فجُعلت سبع سموات وكذلك الأرضون.

وثالثها: وهو قول ابن عباس والحسن وأكثر المفسرين أن السموات والأرض كانتا رتقاً بالاستواء والصلابة، ففتق الله السماء بالمطر والأرض بالنبات والشجر، ونظيرهقوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ}. ورجحوا هذا الوجه على سائر الوجوه بقوله بعد ذلك: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} وذلك لا يليق إلا وللماء تعلق بما تقدم، ولا يكون كذلك إلا إذا كان المراد ما ذكرنا.

ورابعها: قول أبي مسلم الأصفهاني: يجوز أن يراد بالفتق: الإيجاد والإظهار كقوله: {فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} وكقوله: {قَالَ بَل رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ}، فأخبر عن الإيجاد بلفظ الفتق، وعن الحال قبل الإيجاد بلفظ الرتق.
أقول )أي الرازي): وتحقيقه أن العدم نفي محض، فليس فيه ذوات مميزة وأعيان متباينة، بل كأنه أمر واحد متصل متشابه فإذا وجدت الحقائق، فعند الوجود والتكون يتميز بعضها عن بعض، وينفصل بعضها عن بعض فبهذا الطريق حَسُنَ جعل الرتق مجازاً عن العدم والفتق عن الوجود".
قال الطبري في تفسير الآية أيضاً:
"وقوله: "ففتقناهما" يقول: فصدعناهما وفرجناهما ثم اختلف أهل التأويل في معنى وصف الله السموات والأرض بالرتق، وكيف كان الرتق وبأي معنى فتق؟
فقال بعضهم: عنى بذلك أن السموات والأرض كانتا ملتصقتين ففصل الله بينهما بالهواء وهو قول ابن عباس والحسن وقتادة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك أن السموات كانت مرتتقة طبقة ففتقها الله فجعلها سبع سموات وكذلك الأرض كانت كذلك مرتتقة ففتقها فجعلها سبع أرضين. وهو مروي عن مجاهد وأبي صالح والسدّي.
وقال آخرون: بل عُني بذلك أن السموات كانتا رتقاً لا تمطر، والأرض كذلك رتقاً لا تنبت، ففتق السماء بالمطر والأرض بالنبات، وهو مروي عن عكرمة وعطية وابن زيد.
قال أبو جعفر "الطبري": وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول من قال: معنى ذلك: ألم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقاً من المطر والنبات ففتقنا السماء بالغيث والأرض بالنبات، وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب في ذلك لدلالة قوله: "وجعلنا من الماء كل شيء حي" على ذلك".
ورجّح هذا القول القرطبي في تفسيره أيضاً.
مقدمة تاريخية:

يمكن العودة بأولى تصورات الإنسان لنشأة الكون إلى العصر الحجري أي قبل مئات الآلاف من السنين، حيث سيطرت الخرافة على خيال الإنسان وتطور العقل البشري عند المصريين القدامى والبابليين الذي تجلى عندهم الربط بين أزلية الكون والآلهة المتعددة المسيطرة عليه، وقد حاول فلاسفة الإغريق والرومان وضع نظريات للظواهر الكونية بينما ساد علم التنجيم الحضارتين الهندية والصينية.

إن الخاصية العامة التي طبعت تصورات الكون عند الحضارات القديمة هي ارتباطها بعالم الآلهة واعتقادها الراسخ بوجود اختلاف أساسي بين الأرض والسماء، مما لم يسمح بوضع نظريات عن الكون وكيفية نشأته، لكن بعد التطورات الهامة التي شهدتها الإنسانية في بداية القرن العشرين في المجال الفلكي (Cosmology) على الصعيد النظري، مع نظرية النسبية العامة التي وضعت الإطار الرياضي الصحيح لدراسة الكون، وكذلك على الصعيد الرصدي مع الاكتشافات الرائعة لأسرار الفضاء، كان لا بد من وضع نظرية عامة تقوم بإدماج تلك المعطيات مقدمة تصوراً موحداً ومتجانساً قصد تفسير أهم الظواهر الكونية ومنها نشأة الكون.

لقد اقترح القس البلجيكي "جورج لو ميتر" (George Le Maitre) سنة 1927 صورة جديدة لنشأة الكون وتطوره وقد وافقه على ذلك جورج غاموف (George Gamov) الفيزيائي الأمريكي (من أصل روسي) الذي قدّم أفكاراً طورت نظرية (لو ميتر).


حقائق علمية:

- في عام 1927 عرض العالم البلجيكي: "جورج لو ميتر" (George Le Maitre) نظرية الانفجار العظيم والتي تقول بأن الكون كان في بدء نشأته كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة، ثم بتأثير الضغط الهائل المتآتي من شدة حرارتها حدث انفجار عظيم فتق الكتلة الغازية وقذف بأجزائها في كل اتجاه، فتكونت مع مرور الوقت الكواكب والنجوم والمجرّات.

- في عام 1964 اكتشف العالمان "بانزياس" Penziaz و"ويلسون" Wilson موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكون لها نفس الميزات الفيزيائية في أي مكان سجلت فيه، سُمّيت بالنور المتحجّر وهو النور الآتي من الأزمنة السحيقة ومن بقايا الانفجار العظيم الذي حصل في الثواني التي تلت نشأة الكون.

- في سنة 1989 أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية "نازا" (NASA) قمرها الاصطناعي Cobe explorer والذي أرسل بعد ثلاث سنوات معلومات دقيقة تؤكد نظرية الانفجار العظيم وما التقطه كل من بنزياس وويلسن.

- وفي سنة 1986 أرسلت المحطات الفضائية السوفياتية معلومات تؤيد نظرية الانفجار العظيم.

التفسير العلمي:
dome2.jpg


إن مسألة نشأة الكون من القضايا التي تكلّم فيها الفلاسفة والعلماء ولكنها كانت خبط عشواء، فلقد تعددت النظريات والتصورات إلى أن تحدث عالم الفلك البلجيكي "جورج لو ميتر" (George Le Maitre) سنة 1927 عن أن الكون كان في بدء نشأته كتلة غازية عظيمة الكثافة واللمعان والحرارة أسماها البيضة الكونية.



ثم حصل في هذه الكتلة، بتأثير الضغط الهائل المنبثق من شدة حرارتها، انفجار عظيم فتتها وقذفها مع أجزائها في كل اتجاه فتكونت مع مرور الوقت الكواكب والنجوم والمجرات.

ولقد سمى بعض العلماء هذه النظرية بالانفجار العظيم “Big Bang” وبحسب علماء الفيزياء الفلكية اليوم فإن الكون بعد جزء من المليارات المليارات من الثانية (10 -43)، ومنذ حوالي خمسة عشر مليار سنة تقريباً كان كتلة هائلة شديدة الحرارة بحجم كرة لا يبلغ قطرها جزءاً من الألف من السنتيمتر.

وفي عام 1840 أيد عالم الفلك الأمريكي (من أصل روسي) جورج غاموف (George Gamov) نظرية الانفجار العظيم: “Big Bang”، مما مهد الطريق لكل من العالمين "بانزياس" Penziaz و"ويلسون" Wilson سنة 1964 اللذين التقطا موجات راديو منبعثة من جميع أرجاء الكون لها نفس الخصائص الفيزيائية في أي مكان سجلت فيه، لا تتغير مع الزمن أو الاتجاه، فسميت "النور المتحجّر" أي النور الآتي من الأزمنة السحيقة وهو من بقايا الانفجار العظيم الذي حصل في الثواني التي تلت نشأة الكون.

وفي سنة 1989 أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية “NASA” قمرها الاصطناعي “Cobe explorer” والذي قام بعد ثلاث سنوات بإرسال معلومات دقيقة إلى الأرض تؤكد نظرية الانفجار العظيم، وسمّي هذا الاكتشاف باكتشاف القرن العشرين. هذه الحقائق العلمية ذكرها كتاب المسلمين "القرآن" منذ أربعة عشر قرناً، حيث تقول الآية الثلاثون من سورة الأنبياء: {أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}.

ومعنى الآية أن الأرض والسموات بما تحويه من مجرات وكواكب ونجوم والتي تشكل بجموعها الكون الذي نعيش فيه كانت في الأصل عبارة عن كتلة واحدة ملتصقة وقوله تعالى {رتقاً} أي ملتصقتين، إذ الرتق هو الالتصاق ثم حدث لهذه الكتلة الواحدة "فتق" أي انفصال وانفجار تكونت بعده المجرات والكواكب والنجوم، وهذا ما كشف عنه علماء الفلك في نهاية القرن العشرين.



أو ليس هذا التوافق مدهشاً للعقول، يدعوها للبحث عن خالق هذا الكون، مسبب الأسباب؟
{الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ}.
dome1.jpg


مراجع علمية:
قد ذكرت الموسوعة البريطانية انه في عام 1963، كلفت مختبرات “Bell” العالِمان أرنو بنزياس و روبرت ويلسون باتباع أثر موجات الراديو التي تشوش على تقدم اتصالات الأقمار الاصطناعية. اكتشف العالِمان "بنزياس" و "ويلسون" أنه كيفما كان اتجاه محطة البث فإنه يلتقط دائماً موجات ذات طاقة مشوشة خفيفة، حتى ولو كانت السماء صافية، أسهل حل كان إعادة النظر في تصميم اللاقطات لتصفي الموجات من التشويش، ولكنهما ظلوا يتتبعون أثر هذه الموجات المشوشة، فكان اكتشافهم المهم للموجات الفضائية التي أثبتت نظرية الانفجار العظيم.
بنزياس و ويلسون ربحوا جائزة نوبل في الفيزياء على هذا الاكتشاف سنة 1978.


وجه الإعجاز:
وجه الإعجاز في الآية القرآنية هو تقريرها بأن نشأة الكون بدأت إثر الانفجار العظيم بعد أن كان كتلة واحدة متصلة، وهذا ما أوضحته وأكدته دراسات الفلكيين وصور الأقمار الاصطناعية في نهاية القرن العشرين.​

تم النقل عن شبكة مكنون للإعجاز العلمي في القرآن الكريم
 
عودة
أعلى